10 طرق لتحرير عقلك عندما تشعر بالعجز

هل شعرت من قبل أنَّك تعمل دون إحراز تقدُّمٍ كبيرٍ؟

أنا أعلم أنَّني فعلت ذلك مرات عديدة، ففي الماضي، شعرت بالضيق ولم يكن لديَّ الرغبة بالاعتراف بذلك، وفي النهاية عرفت أنَّني أحتاج إلى إيجاد خارطة طريق جديدة؛ إذ كنت أشعر بالاكتئاب الشديد والعجز بسبب المشكلات القديمة والتفاصيل ذاتها، كنت أحتاج إلى تحرير نفسي.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتبة "آنجل كِرنوف" (Angel Chernoff)، وتُحدِّثنا فيه عن تجربتها الشخصية في تجاوز شعورها بالضيق والتعثُّر في إنجاز مهامها؛ إذ لخَّصت تجربتها في عشر نقاط هامَّة مكَّنتها من تجاوز هذه الحالة. 

هذا هو أول شيء تعلَّمته وأنا أكافح لإيجاد طريقي:

الخوف هو السجن الذي تعيش فيه، والإيمان هو المفتاح الذي يحرِّرك، والشيء الثاني الذي تعلَّمته هو أنَّ التحرُّر من العجز ليس إجراء وحيداً؛ بل عملية طويلة تبدأ بدعوة للمغامرة، وهذه الدعوة تختلف من شخص لآخر.

فيما يأتي عشر استراتيجيات طبَّقتها بنجاح على مرِّ السنين لمساعدة العملاء ومساعدة نفسي على التخلُّص من المشكلات العقلية والبدنية.

عندما بدا أنَّ القيام بذلك مستحيل:

1. الانتقال إلى بيئة مُلهمة:

واحدة من أبسط الطرائق للتخلُّص من العوائق هي تغيير بيئتك، والشيء الرائع هو، أنَّه ليس من الضروري أن يكون هذا الانتقال تحوُّلاً كبيراً؛ إذ يمكنك الذهاب في نزهة إلى حديقة قريبة، أو يمكنك الخروج من المكتب لارتشاف فنجان من القهوة، أو إذا كنت في المنزل، يمكنك الانتقال إلى غرفة أخرى ضمن المنزل.

عندما تستعصي عليَّ مهمة ما، ألجأ إلى القيام بعملين مفضلين بالنسبة إليَّ، وهما:

  • الذهاب إلى حديقة قريبة والتجول بين الأشجار لمدة 45 دقيقة.
  • التأمل لمدة 20 دقيقة في الحديقة الخلفية لمكتبة المدينة، ثمَّ قراءة فصل أو اثنين من كتاب رائع.

إنَّنا نعيش في عالم مذهل، وننعم جميعاً ببيئات مُلهمة من حولنا، خاصة في البلدان المتقدمة، فثمَّة كثير من المصادر المتاحة التي يمكننا أن نستلهم منها الوحي والقوة، سواء كانت أماكن حضارية، أم حدائق، أم مكتبات، أم متاحف، أم حتى ساحات منازلنا الخلفية.

شاهد بالفيديو: 6 خطوات لإنجاز أيّ شيء تريده

2. العودة إلى ما هو هام:

واحدة من النماذج التي أستخدمها لمساعدة العملاء والزبائن، هي فكرة القيم والمعتقدات والأهداف الأساسية، وهذه لمحة عامَّة سريعة عنها:

  • القيم الأساسية هي مُثلنا العليا الكبيرة، مثل السعادة أو الكرم أو النجاح.
  • المعتقدات هي مئات وآلاف البديهيات التي نؤمن بها، مثل: "ستشرق الشمس صباح الغد"، أو "على الناس معاملة الآخرين كما يرغبون في أن يُعامَلوا".
  • الأهداف هي النتائج التي نسعى إليها في الحياة.

عندما نشعر بالعجز قد يكون من المفيد العودة إلى هذه الأشياء الثلاثة: القيم، والمعتقدات، والأهداف الأساسية؛ لأنَّها تشكِّل نسيجاً هامَّاً بالنسبة إلينا بصفتنا أفراداً؛ إذ إنَّها بمنزلة تذكير بأنفسنا، وكيف وصلنا إلى ما نحن عليه الآن، وما الذي سيقودنا إلى المستقبل، بصرف النظر عمَّا قد يعترض طريقنا.

3. الإلهام:

قد يكون الإلهام فكرة أو حدساً أو أيَّ شيء آخر، حتى أصغر الأفكار التي تبدو تافهة يمكن أن تتحوَّل إلى تحفة إبداعية إذا أطلقنا لها العنان، فقد يُلهمك مقال، أو تعليق، أو اقتباس، أو قصة من صديق، قد تحرِّرك مجرد فكرة صغيرة من أنماط التفكير المُقيِّدة للذات.

4. الإيمان والتحلي بالصبر:

لا مكان للصدفة في حياتنا، عندما نشعر بالعجز، نظنُّ أنَّ الكون بأسره يقف في وجهنا، الناس من حولنا، والعالم، والظروف، فيجب أن يكون لديك اعتقاد وإيمان وثقة وأمل بأنَّ الكون ليس مكاناً سيئاً أو جيداً؛ وإنَّما هو مرآة تعكس ما بداخلك، فهو يكافئ الناس الذين يتبنون الإيجابية، ويتحلون بالصبر، فإذا كنت تؤمن إيماناً راسخاً بأنَّ الأشياء الإيجابية يمكن أن تحدث، فستحدث تدريجياً، وتتحرَّر من أفكارك السلبية وتمضي قدماً.

ركِّز على الأمور التي يمكنك السيطرة عليها، ولا تشغل بالك بما هو خارج عن إرادتك، فقط اصبر، واعلم أنَّ الصبر لا يعني الانتظار، وإنَّما التحلي بموقف إيجابي مع بذل الجهد والمثابرة.

5. تبنِّي المسارات الطبيعية:

أحد الأشياء الجوهرية التي نساعد بها عملاءنا هو بناء الأنظمة، فمعظم الناس الآن يفكِّرون في الأنظمة على أنَّها شيء ميكانيكي أو من صنع الإنسان، شيء بارد، دون روح، وشبيه بالآلة، ولكنَّ هذا أبعد ما يكون عن الحقيقة، فكلُّ نظام هو وسيلة لحل المشكلات والتخلص من العوائق.

النظام هو عبارة عن مسار طبيعي للفكر أنشأه شخص ما بعقله، سواء كان نظاماً لصنع كوب من الشاي، أم نظاماً للتغلُّب على الخوف، أم نظاماً لإدارة فريق من الأشخاص، فإنَّ النظام هو طريقة للتفكير أنشأها شخص ما، والتي يستخدمها الآخرون الآن لمساعدتهم على إنجاز مهام معيَّنة أو التغلُّب على تحديات معيَّنة.

لذلك، عندما تشعر بالعجز، لا تبدأ من الصفر؛ بل اسأل الأشخاص من حولك عن الأنظمة التي نجحوا من خلالها في تخطِّي الصعوبات التي واجهتهم، واقرأ كتب الحكمة والمقالات، واستخدم نفس الأساليب والمسارات التي استخدمها الآخرون للتحرر والمضي قدماً.

6. طلب المساعدة:

أحد أعظم أسرار الأشخاص السعداء والناجحين جداً هو أنَّهم لم يصلوا إلى هذه المرحلة بأنفسهم؛ إذ لديهم مجموعة داعمة من الأصدقاء، والعائلة، والمنتورز، وغيرهم الذين يساعدونهم على النجاح، بصرف النظر عن جميع التفاصيل، هم دائماً يطلبون المساعدة عندما يحتاجون إليها، ويستمتعون بمساعدة الأشخاص الآخرين الذين يرغبون أيضاً في النجاح.

عندما تطلب المساعدة من شخص ما، فأنت لا تضايقه، أو تكون مصدر إزعاج له؛ بل تمنحه الفرصة لكي يتعلَّم أيضاً؛ لأنَّنا - نحن البشر - نتعلَّم طلاباً كنَّا أم مُعلِّمين، فعندما تشعر بالعجز، لا تتردَّد في طلب المساعدة، ولا تخف من التواصل ومساعدة شخص آخر يشعر بالعجز أكثر منك.

7. التخلص من القلق والتركيز على شيء آخر:

أحد الأشياء المذهلة عن الإنتاجية والكفاءة التي اكتشفتها في وقت مبكِّر من رحلتي الشخصية هي قوة المماطلة الإبداعية، ويُعرف هذا أيضاً باسم "التركيز على شيء آخر".

عندما تكون أمامك مهمة شاقَّة، مثل إجراء محادثة صعبة مع شخص ما، ستجد نفسك أنَّك تريد المماطلة، وهذا أمر طبيعي تماماً ومفهوم، ففي معظم الحالات، يجب عليك المماطلة وإعطاء نفسك الوقت الكافي لتنظيم أفكارك، لكن افعل ذلك بذكاء، فبدلاً من مجرد الجلوس في حيرة من أمرك والتهرب من ذلك الشخص، اذهب وافعل شيئاً آخر ينشِّط عقلك، ويسمح لك بالتفكير بحرية أكبر؛ مثل التدوين، أو التأمل، أو الرسم، أو العزف على الجيتار، أو ممارسة الرياضة.

يجب عليك أن تدع عقلك وجسمك يتواصلان ويعملان ويستعدَّان للمهمة الشاقة التي تنتظرك، فمن خلال تركيز انتباهك على الأشياء الصحيحة، سيفعل عقلك ذلك بالضبط، وعندما تعود لاحقاً، ستجد نفسك أكثر قدرة على التعامل مع المهمة الشاقة بضغط وقلق أقل.

شاهد بالفيديو: 9 خطوات تساعدك على السيطرة على القلق

8. احترام ميولك:

نحن جميعاً كائنات ذات إمكانات غير محدودة، لكنَّنا بالتأكيد لسنا مُصمَّمين لفعل كل شيء، فجميعنا لدينا أشياء ننجذب إليها، مواهب سهلة بالنسبة إلينا، ومهارات اجتهدنا في إتقانها، فأنت تحتاج إلى احترام ميولك، فبعض الناس يقدِّمون أفضل ما لديهم في العزلة، في حين أنَّ الآخرين يؤدون أفضل ما لديهم وهم محاطون بالآخرين، وبعض الناس بارعون في تفكيك الأشياء ثمَّ إعادة تجميعها، في حين أنَّ الآخرين بارعون في إنشاء قطع فنية من الصفر.

عندما تشعر بالعجز، قد تكون في البيئة الخاطئة، أو تعمل في ظل ظروف خاطئة، أو أنَّك في حالة ذهنية خاطئة، ولكي تتحرَّر ما عليك سوى التفكير وإعادة التقييم ثمَّ تجربة شيء مختلف قليلاً، أجرِ تحولاً صغيراً في نهجك أو روتينك، وانظر كيف تسير الأمور لمدة شهر، ثمَّ أعد التقييم مرة أخرى.

إقرأ أيضاً: 7 تقنيات للتخلص من الإحساس بالعجز

9. اتخاذ إجراء:

"أنا أحاول أن أحِّرر عقلك يا "نيو"، لكن يمكنني فقط أن أُريك الباب، أنت الشخص الذي يجب أن يمشي من خلاله".

– "مورفيوس" (Morpheus)، شخصية خيالية ظهرت في سلسلة أفلام "ذا ماتريكس" (The Matrix).

كل ما نحتاج إليه في بعض الأحيان للتحرر هو اتخاذ الخطوة التالية في رحلتنا، فمعظم الحواجز الماثلة أمامنا هي حواجز نفسية، وليست مادية، فلا توجد جدران مادية أو بوابات أو حواجز تمنعنا من المضي قدماً، فعندما تكون هذه هي الحقيقة في حياتك، كل ما عليك فعله هو أن تتَّخذ مجازياً "الخطوة التالية"، عليك أن تتحرَّك في الاتجاه الصحيح مرة أخرى، خطوة واحدة صغيرة تلو الأخرى، فكل ما تحتاج إليه هو القليل من الزخم للمضي قدماً.

إقرأ أيضاً: لماذا يعد اتخاذ إجراء أمراً صعباً؟

10. البدء مرة أخرى في الصباح:

"النجاح هو أن تكون قادراً على السقوط مرَّة والنهوض مرتين".

"أوليفر جولد سميث" (Oliver Goldsmith)، روائي إنجليزي وكاتب مسرحي.

إذا كنت تشعر بالتعب والإرهاق اليوم، تذكَّر صباح الغد هو بداية جديدة، فلا عيب في التأنِّي، وإعادة شحذ همتك، والنوم، والبدء من جديد في الصباح، فغداً فرصة جديدة للمحاولة مرة أخرى وتعلُّم شيء جديد.

هذا ليس فشلاً، وليس استسلاماً، هذه هي عملية التعلُّم؛ أي أن تكون فطناً، وتدرك أنَّك في بعض الأحيان من الأفضل أن ترتاح، وتحاول مرة أخرى عندما تكون منتعشاً.




مقالات مرتبطة