10 طرق كي تتألق في مقابلات التوظيف

لو أنَّك حصلت على خمسة سنتات في كل مرة سألك فيها أحدهم عندما كنت صغيراً: "ماذا تريد أن تكون عندما تكبر؟"، أو السؤال الآخر عندما أصبحت بالغاً: "ماذا ستفعل بشهادتك؟"؛ لكنت متربعاً الآن على إحدى قوائم فوربس لأثرى أثرياء العالم.



يتخيل كل شخص منَّا وظيفة أحلامه؛ ورغم أنَّ هذا الحلم قد يتغير مع الزمن، إلَّا أنَّنا نقضي حياتنا في التحضير لتلك الفرصة المميزة؛ لذلك سنورد في هذا المقال بعض النصائح لاقتناص الفرصة واجتياز مقابلة التوظيف كي تحصل على الوظيفة التي لطالما تأملت وعملت بجدٍّ للحصول عليها:

1. تدرَّب على الأسئلة المحتملة قبل المقابلة:

الإنترنت مليء بالأسئلة المحتملة في مقابلات التوظيف، بدءاً من أكثرها شيوعاً إلى أكثرها غرابة؛ لذا خذ بعض الوقت للتدرب على الإجابة عن هذه الأسئلة من خلال كتابتها وترديدها بصوتٍ عالٍ؛ إذ يمكن لمعرفة ما يمكن مواجهته أن يزيل أيَّ خوفٍ أو توتر، ويهيئك لمقابلة وظيفة الأحلام بارتياح.

2. كن دقيقاً في الموعد وحَسن الطلعة ومنظماً جيداً:

لا تتعلق المقابلة بكيفية إجابتك عن الأسئلة فحسب، ولكنَّها تمنح مسؤولي التوظيف فرصةَ رؤيتك ورؤية كيفية تقديمك لنفسك، كما تمنحهم فرصة جمع معلوماتٍ عن مدى ملاءمتك لشركتهم؛ لذلك، فإنَّه من الهام أن تصل في الوقت المحدد؛ ذلك لأنَّ الوصول متأخراً إلى المقابلة بداية سيئة لا تريدها، ولكنَّه ليس عصياً على الحل؛ فإذا طرأ أمرٌ طارئ، اشرح هذا الأمر على الفور حتى يعلم مسؤول التوظيف أنَّك شخصٌ مسؤولٌ وقادرٌ على التواصل بشكل جيد.

احرص على ارتداء ملابس مناسبة للمقابلة بطريقةٍ تُظهِر أنَّك تدرك أهميتها، سواءً كانت بدلةً وربطة عنق، أم سترةً وتنورة، أم بنطالاً وسترة؛ حيث تُظهِر الملابس الرسمية أنَّك تفكر ملياً في مظهرك والرسالة التي تنقلها هذه الملابس، فلا أحد يأتي إلى مقابلة عمل مرتدياً رداء النوم وحذاءً من الفرو.

أيضاً، تنطبق النصيحة نفسها على مدى تنظيمك في أثناء الاجتماع.

شاهد بالفيديو: كيف تكتب سيرتك الذاتية بشكل احترافي

3. تسلح برواية شيقة:

أفضل من يُقابَل هو الشخص الذي يُعبِّر عن نفسه جيداً وبطرائق متنوعة، ويدلل على مهاراته بسرد القصص والأمثلة؛ إذ لا يريد الممتحنون أن يتعرضوا إلى كمٍّ هائلٍ من البيانات والأرقام، بل يريدون قصصاً ذات تأثير عاطفي تثير اهتمامهم وتنقل المعنى وتوضح إمكانياتك لشغل المنصب.

لذا خذ بعض الوقت للتفكير قبل مقابلة التوظيف، وفكر في موقفٍ حصل عندما لم يحضر المدير إلى العمل وساعَدْتَ في تهدئة الأمور من خلال تولي بعض واجباته رغم أنَّك كنت مجرد موظف عادي في ذلك الوقت، وارجع بذاكرتك إلى الوراء، وفكر في الوقت الذي تخلّى فيه عنك أعضاء مشروع التخطيط، وفي الخطوات التي اتخذتها لإنجاز المشروع؛ إذ يمكن لمثل هذه القصص المثيرة أن تجعلك تتألق.

4. ادرس هذا المجال جيداً:

ابحث جيداً، وخذ الوقت الكافي لإلقاء نظرةٍ على موقع الشركة على الويب، حيث يمكنك العثور على معلومات عن مسؤولي الشركة وآخر البيانات الصحفية والتقرير السنوي للشركة.

حاول جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات عن أولئك الذين سيصبحون أرباب عملك قريباً، وعن أهدافهم الاستراتيجية ومشاريعهم الخاصة والتطورات الجديدة في الشركة؛ إذ توضح معرفة منتجات الشركة وخدماتها وبروتوكولاتها وإجراءاتها لمسؤول التوظيف أنَّك شخصٌ استباقي، ولديك القدرة على التركيز على التفاصيل وإيمانٌ بقوة التحضير.

يمكنك الحصول على لمحةٍ عن ثقافة الشركة من خلال الاطلاع على نادي النقاش الخاص بالشركة، وقراءة بيانات مَهمَّة الشركة ورؤيتها ومبادئها.

خذ المعلومات التي جمعتها معك إلى مقابلة الوظيفة، وأذهل المحاور باستعدادك.

5. اعرف كيف يمكنك المساهمة:

لقد سعيت إلى هذه المقابلة للحصول على وظيفة أحلامك، وحضَّرت لها بالبحث عن الشركة؛ لكن لماذا يجب أن توظفك دوناً عن المتقدمين الآخرين الذين قد يرغبون في الوظيفة بالقدر نفسه الذي ترغبه أنت، أو يمتلكون مؤهلاتك نفسها؟

إنَّه لمن الهام أن يكون لديك عند إجراء هذه المقابلة فكرة وتقييم مناسبان عن كيفية المساهمة في الشركة، سواء أكان ذلك من خلال مواءمة مهاراتك مع المشاريع والتطورات الجديدة لها، أم من خلال إظهار مهارة في اختصاص ما غير موجود لدى الشركة حالياً، أم من خلال امتلاك مهارة تقوم بها بشكلٍ أفضل من أيِّ شخصٍ آخر لديهم أو سيوظفونه؛ لذا اترك لدى مسؤول التوظيف انطباعاً بأنَّك قد فكرت مسبقاً في كيفية المساهمة وتطوير الشركة.

إقرأ أيضاً: "لماذا يجب عليَّ أن أوظفك؟"... كيف تجيب عن هذا السؤال!

6. تحلَّ بحضور مهني عبر الإنترنت:

يعدُّ التواجد الفعال على الإنترنت اليوم أكثر أهمية من أي وقت مضى، وقد يكون الفارق بين الحصول على وظيفة وعدم الحصول عليها ببساطة هو نشر صور غير لائقة من رحلة قمت بها مؤخراً، أو نشر محتوى لا يناسب ثقافة الشركة.

يتحقق أرباب العمل غالباً من هذه الأمور؛ لذا نظِّف حساباتك في وسائل التواصل الاجتماعي، وعدِّل إعدادات الخصوصية لإدارة ظهورك عبر الإنترنت بشكل صحيح.

الخطوة التالية هي أن تكون متسقاً مع ما تعرضه على منصات الإنترنت خاصتك، سواء كانت "لينكد إن" (LinkedIn) أم مدونة شخصية تكتب فيها أم حساب تويتر (Twitter) أم غيرها؛ واحرص على أن تقدم محتوى يتلاءم مع الرسالة التي تحاول إيصالها.

يمكن أن يساعد إنشاء صفحات احترافية على هذه المنصات الأساسية في الفصل بين حياتك الشخصية والمهنية، مع الحفاظ على تواجدك على الإنترنت.

إقرأ أيضاً: 8 طرق لجلب الانتباه إلى صفحتك في شبكة LinkedIn

7. كن صادقاً:

الصدق هام للغاية في مقابلة التوظيف؛ لذا كن صريحاً بشأن كيفية تعاملك مع مواقف العمل السابقة، والمشكلات الشخصية في الوظيفة، وسبب فصلك في حال حصل ذلك، وأيِّ شيءٍ آخر قد يسأله مسؤول التوظيف؛ حيث يُظهِر الصدق في الإجابة عن هذه الأسئلة إنسانيتك، سواءً كانت الإجابة صحيحة من الناحية السياسية أم لا.

سيساعد إخبار ربّ العمل المحتمل بالمواقف التي تسببت فيها بمشكلات في مناصب عملك السابقة على وضعك في المكان المناسب لتجنب حدوث المواقف السلبية مرة أخرى؛ كما يمكن للصدق أن يلغي الحاجة إلى "فترة انتقالية"، أو الوقت الذي يمكن أن تقضيه في الوظيفة الجديدة في محاولة للتكيف والالتزام بـ "حلمك" الذي حققته بفضل مقابلة التوظيف.

إقرأ أيضاً: 5 صفات يبحث عنها أصحاب العمل في الموظف

8. تعرَّف على نقاط القوة والضعف لديك:

تسير هذه النصيحة جنباً إلى جنب مع الصدق، ويعدُّ الوعي الذاتي والقدرة على التقييم الذاتي عاملين أساسيين في اعتلائك قائمة المرشحين المحتملين.

تعرَّف على نقاط قوتك، وكن قادراً على وصفها، خاصةً إذا كانت في مجالات غير شائعة؛ وكن قادراً أيضاً على وصف كيف تتفوق في هذه المجالات على الآخرين الذين يدَّعون امتلاك الصفات نفسها.

لا أحد سيصدِّقك عندما تقول أنَّ نقطة ضعفك الوحيدة هي "أنَّك مثالي"، ويُظهِر قولك لذلك فقط أنَّك تفتقر إلى الوعي الذاتي أو تدعي امتلاك ما لا تملك بُغيَة الحصول على الوظيفة؛ لذا كن قادراً على وصف المجالات التي لا تجيدها كفاية، دون أن تفسد فرصتك في الحصول على الوظيفة.

تألق في مقابلة التوظيف من خلال معرفة نقاط القوة والضعف لديك، ووضع خطة مستقبلية للتقدم في كل هذه المجالات؛ فخطة التقدم المهني هي الشيء الأساسي الذي يبحث عنه مسؤولو التوظيف في الموظف المحتمل.

9. اطرح الأسئلة الصحيحة:

استعد جيداً لمقابلة مسؤولي التوظيف، لتُتاح لك في أثناء استعراض سلسلة الأسئلة خاصتهم الفرصة لاختبارهم وتقييم أدائك في تلك المرحلة من العملية؛ كما يتيح لك طرح الأسئلة في بداية المقابلة تعديل ردودك المستقبلية، وإضافة الكلمات الطنانة والعبارات الرئيسة التي تُظهِر أنَّك تمتلك جميع الصفات المطلوبة لهذا المنصب.

لقد أعدَّت "سارة هانسن" (Sarah Hansen) عشرة أسئلة لطرحها في مقابلة التوظيف، وفيما يأتي بعض الأمثلة على أسئلتها المقترحة:

  • هل يمكنك أن تخبرني كيف يبدو يوم العمل العادي في هذا المنصب؟
  • هل يمكن أن تخبرني عن الثقافة التنظيمية لشركتكم؟
  • إذا كان بإمكانك وصف الشخص المثالي لهذا المنصب، فما الصفات التي قد يمتلكها؟

أو في النهاية:

لقد ذَكَرْتَ في بداية اجتماعنا مرشحك المثالي الذي يتمتع بصفات معينة هي كذا وكذا وكذا (كرر الكلمات التي اعتادوا أن يجيبوا بها عن سؤالك الافتتاحي)؛ فهل تشعر أنَّني أظهرت لك بشكلٍ كافٍ أنَّني أمتلك هذه الصفات؟

تسمح لك هذه الأسئلة معالجة أيّ أسئلةٍ قد تكون لديهم بشأن إمكانيات التوظيف لديك، وتقدم إثباتاً على امتلاكك للصفات التي يرغبون بها، وتقيِّم مدى ملاءمتك لهذه الشركة إذا جرى تعيينك.

شاهد بالفيديو: 7 أسئلة لا يجوز أن تطرحها أثناء مقابلة العمل

10. أرسل رسالة شكر:

أخيراً وليس آخراً، قل "شكراً"؛ إذ إنَّه لمن الهام إرسال ملاحظة أو بريد إلكتروني أو مكالمة هاتفية أو أيّ شكلٍ آخر من أشكال المراسلات التي تفضلها؛ إذ إنَّك لا تُعبِّر فقط عن امتنانك الصادق لإتاحة الفرصة لك لإجراء مقابلة التوظيف هذه، بل تغتنم الفرصة لتذكير مسؤول التوظيف بنفسك؛ فالبعيد عن العين بعيد عن القلب، أليس كذلك؟ لذا انتهز الفرصة لشكر مسؤولي التوظيف، وسيتذكرونك جيداً، ويولون اهتماماً لمشاعرك الصادقة.

 

المصدر




مقالات مرتبطة