10 دروس قاسية ستجعلك أكثر نجاحاً

نمرُّ جميعاً بإخفاقات في الحياة، وقد يكون الفشل تجربةً مؤلمةً؛ ولكنَّ الشيء الوحيد الذي يُميِّز الناجحين عن البقية هو كيفية استجابتهم لهذا الفشل؛ لأنَّك عندما تواجه عقباتٍ، عليك أن تُقرِّر ما إذا كنتَ ستسمح لها بأن تكون عذراً لفشلك أم ستجعلها السبب وراء قصة نجاحك، وكما يقول الممثل الأمريكي "روبرت ألين" (Robert Allen): "ليس هناك ما يُسمَّى فشلاً؛ بل يتعلَّق كل شيء بطريقة استجابتك لما حدث معك؛ لذا عندما تستجيب استجابةً صحيحةً، يصير الفشل درساً هامَّاً تتعلَّم منه؛ لأنَّه يخالف روتينك ويمنحك فرصةً لاستكشاف حلول جديدة.



لقد أجرى عالم النفس "ألبرت باندورا" (Albert Bandura) دراسةً أظهرَت مدى أهمية الدور الذي تؤديه استجابتنا في مواجهة الفشل؛ إذ طُلِبَ من مجموعتين إكمال مهمة إدارية متماثلة، وقِيل للمجموعة الأولى إنَّ الغرض من المهمة هو قياس قدراتهم الإدارية، بينما قِيل للمجموعة الأخرى إنَّ المهارات المطلوبة لإكمال المهمة قابلة للتحسين، وإنَّها مجرد فرصة للممارسة والتطوير، وكانت الحيلة هي أنَّ الباحثين جعلوا المهمة صعبةً للغاية لدرجة تُحتِّم الفشل على المشاركين جميعهم، وقد فشلوا بالفعل، ولكنَّ الفارق هو أنَّ المجموعة الأولى - التي شعرَت بالفشل لأنَّ مهاراتها لم تكن كافية - لم تُحقِّق أي تحسُّن عندما أُتِيحَت لهم الفرصة لتكرار المهمة، بينما رأَت المجموعة الثانية أنَّ كل فشل يمثل فرصةً للتعلم، وقد تحسَّن أداؤهم تدريجياً في كل مرة حاولوا فيها إكمال المهمة، وصنَّفَت المجموعة الثانية نفسها بكونها أكثر ثقةً من المجموعة الأولى.

وينطبق الأمر نفسه علينا، حيث يمكِننا إمَّا أن ننظر إلى إخفاقاتنا كانعكاسات لقدراتنا أو كفرصة للتقدُّم؛ لذا عندما تجد نفسك يائساً نتيجة فشلك في إتمام أمر ما، ركِّز على استجابتك؛ لأنَّها ما يمكِنك التحكم فيه.

قد يصعب للغاية تقبُّل أفضل الدروس في الحياة وتبنِّي الموقف الصحيح تجاهها؛ لأنَّ هذه هي الدروس التي تتحدى مرونتك واستعدادك للتعلم؛ لذا عندما لا تتَّخذ موقفاً صحيحاً تجاهها، تتحوَّل إلى دروس قاسية.

إليك 10 دروس قاسية تساعدك على النجاح:

1. الخطوة الأولى هي الأصعب دائماً:

خطوة اولى

عندما تريد تحقيق شيء ما، فاعلم أنَّ الخطوة الأولى لا بُدَّ أن تكون شاقةً ومخيفةً، ولكن عندما تجرؤ على اتِّخاذها، يتبدد القلق والخوف بالاستمرار في العمل. في الواقع، لا يمتلك الأشخاص الذين يجرؤون على اتِّخاذ تلك الخطوة الأولى قوَّةً خارقةً، لكنَّهم تعلَّموا ببساطة أنَّ طريق الألف ميل يبدأ بخطوة، ويعرفون أنَّ ألم البدء أمرٌ حتمي، وأنَّ التسويف يطيل من معاناتهم فحسب.

2. تتطلَّب الأمور الجيدة بعض الوقت:

الوقت

يتطلب النجاح الوقت والجهد قبل كل شيء، ولقد أشار المؤلف "مالكوم جلادويل" (Malcolm Gladwell) إلى أنَّ التمكن من أي شيء يتطلَّب 10000 ساعة من الممارسة والتركيز الدؤوب، ويتفق العديد من الأشخاص الناجحين على أنَّ النجاح يتطلَّب وقتاً لتحقيقه؛ فرائد الأعمال "هنري فورد" (Henry Ford)، على سبيل المثال، فشلَت شركته الأولى في مجال السيارات قبل أن يؤسس شركة "فورد" في سن الخامسة والأربعين، كما كرَّس المؤلف "هاري بيرنشتاين" (Harry Bernstein) حياته كلها للكتابة قبل أن تلقى كتبه رواجاً كبيراً في سن السادسة والتسعين، فضلاً عن ذلك، عندما تُحقِّق النجاح، ستدرك أنَّ الرحلة كانت أفضل جزء في هذه القصة.

إقرأ أيضاً: 5 نصائح يمكن أن تجعلك أكثر نجاحاً

3. لا يعني الانشغال تحقيق الإنتاجية:

الانتاجية

إذا نظرتَ حولك، قد تجد الجميع مشغولين للغاية؛ إذ يركضون من اجتماع إلى آخر ويرسلون العديد من رسائل البريد الإلكتروني، ومع ذلك، ستجد أنَّ القليل منهم منتجين حقاً وقادرين على تحقيق النجاح؛ لأنَّ النجاح لا ينبع من مجرَّد الحركة والنشاط؛ بل يأتي من التركيز واستثمار وقتك بكفاءة وإنتاجية، ويمتلك كلٌّ منَّا عدد الساعات نفسها في اليوم؛ لذا استثمِر ساعاتك بحكمة، وتذكَّر أنَّ ما يُحدِّد كفاءتك هو إنتاجيتك وليس مجهودك؛ لذا احرِص على تكريس جهودك في المهام التي تحقِّق نتائج.

4. قد تكون سيطرتك على الأمور أقل ممَّا تريد:

السيطرة

ثمَّة بعض الظروف التي تسمح لك بالتحكُّم في النتائج، ولكن لن يسمح لك كل ظرف تقابله بذلك، ومع ذلك، يمكِنك التحكم في طريقة تفاعلك مع الأمور الخارجة عن إرادتك من خلال التحكُّم في ردَّة فعلك؛ لأنَّ كيفية استجابتك هي ما تحوِّل الخطأ إلى تجربة تعليمية وتضمن ألَّا يغرَّك الفوز. في الواقع، لا يمكِنك الفوز في كل معركة، ولكن من خلال اتخاذ الموقف الصحيح، يمكِنك الفوز في النهاية.

5. أنت تشبه الأشخاص المحيطين بك:

الاشخاص المحيطين

يجب أن تحاول إحاطة نفسك بأشخاص يلهمونك ويجعلونك ترغب في أن تكون أفضل، وإذا كنتَ تفعل ذلك بالفعل، فيجب أيضاً ألَّا تسمح للمحبطين بأن يكونوا جزءاً من حياتك؛ إذ يهدر أي شخص يجعلك تشعر بعدم القيمة أو القلق أو عدم الإلهام وقتك، وربما يجعلك بمرور الوقت مثله، فتجنَّب هذه الشخصيات؛ لأنَّ الحياة أقصر من أن ترتبط بمثل هؤلاء الأشخاص.

إقرأ أيضاً: ماذا يحدث عندما تحيط نفسك بأشخاص إيجابيين؟

6. تكمن أكبر مشكلاتك داخل عقلك:

العقل

 تحدث مشكلاتنا جميعها تقريباً، لأنَّنا نسمح لعقولنا بالشرود عن اللحظة الحالية؛ فإما نفكِّر في الماضي ونندم على ما فعلناه، أو نفكِّر في المستقبل ونشعر بالقلق إزاء الأحداث التي لم تَحدث بَعْد، ولكنَّك عندما تفعل ذلك، تغفل عن الشيء الوحيد الذي يمكِنك التحكم فيه بالفعل، ألَا وهو الحاضر.

7. يجب أن تنبع قيمتك الذاتية من الداخل:

القيم الذاتية

عندما تستمد إحساسك بالمتعة والرضا من مقارنة نفسك بالآخرين، فأنت لم تَعُد المتحكِّم في مصيرك، بينما عندما تشعر بالرضا عن شيء قمتَ به بنفسك، لن تسمح لآراء أي شخص أو إنجازاته بحرمانك من الشعور بالسعادة جرَّاء ذلك.

قد يكون عدم الاهتمام التام بآراء الآخرين فيك أمراً عسيراً بعض الشيء، ولكن لا ينبغي عليك مقارنة نفسك بالآخرين مهما حدث، حتى لو كنتَ تضع آراء الناس في الحسبان. وهكذا، بغضِّ النظر عمَّا يفكر فيه الآخرون، ستتمكن من أن تستمد قيمتك الذاتية من داخلك، كما يجب أن تعلم أنَّك لستَ جيداً أو سيئاً بقدر ما يعتقد الآخرون.

8. لن يدعمك الجميع:

الدعم

في الواقع، لن يدعمك معظم الناس؛ بل قد يغرقك بعضهم في المشاعر السلبية أو العدوانية أو الغضب أو الغيرة، ولكن لا تُولِي اهتمامك لهذه الأمور؛ لأنَّه لا يمكِننا الحصول على الدعم من الجميع، ولا يمكِننا هدر وقتنا وطاقتنا بالتأكيد من أجل محاولة استمالة الأشخاص الذين لا يدعموننا، كما يوفِّر لك التخلي عن آراء الأشخاص غير الهامِّين الوقت والجُهد للأشخاص والأشياء الهامَّة.

9. الكمال غير موجود:

الكمال

لا تجعل السعي وراء الكمال هدفاً لك؛ لأنَّنا بطبيعتنا البشرية، لسنا معصومين من الخطأ؛ وبالتالي، عندما يكون الكمال هو هدفك، ستشعر دئماً بالانزعاج من الفشل؛ ممَّا يعزِّز رغبتك في الاستسلام أو يقوِّض جهدك، وقد ينتهي بك الأمر إلى قضاء وقتك في الندم على ما فشلتَ في تحقيقه أو على ما كان يجب عليك فعله بصورة مختلفة، بدلاً من المضي قدماً والاحتفاء بما حقَّقتَه والتحمُّس لما ستُحقِّقه في المستقبل.

10. الخوف هو المصدر الأول للندم:

الخوف

يجب أن تعلم أنَّك سوف تندم على الفرص التي لم تنتهزها أكثر ممَّا ستحزن على ما فشلتَ في تحقيقه؛ لذا لا تخشَ المجازفة، واسأل نفسك دائماً ما أسوأ شيء قد يحدث، فإن لم يكُن الموت، فافعل ما تريد. ومع ذلك، لا يُعَدُّ الموت أسوأ ما يَحدث؛ بل السوء الحقيقي هو أن تموت داخلياً وأنت على قيد الحياة.

في الختام:

لا يتوقَّف الناجحون عن التعلم أبداً، وينظرون إلى الأخطاء والإخفاقات بكونها فرصاً للتعلُّم، ويسعون دائماً إلى تطوير أنفسهم؛ فافعل ذلك لتحظى بحياةٍ مليئةٍ بالنجاح.

 

المصدر




مقالات مرتبطة