10 خطوات لتحيا حياة بسيطة ومستقرة
لا بدَّ أنَّك شعرت يوماً ما بالإرهاق أمام صعوبات الحياة حين خرجت الأمور عن نطاق سيطرتك، وشعرت بالعجز بسبب كل الخيارات والقرارات التي عليك اتخاذُها والأمور التي عليك التعامل معها.
مع أنَّ اتخاذ القرارات ينبغي أن يكون أمراً بسيطاً وسهلاً، فإنَّنا نُمطَرُ بوابلٍ من الفوضى، ويلاحقنا شبح الإرهاق في مُختلَف جوانب حياتنا؛ إذ يوجد دوماً مزيد من الضروريَّات والمَهمَّات والمسؤوليات مع قليل من الوقت والذي لا يكفي لها جميعاً، والأسوأ ممَّا سبق هو أنَّنا نرغبُ بالمزيد دوماً بطريقة ما.
لا بدَّ أنَّك حلُمتَ بامتلاك 48 ساعة في اليوم الواحد كي تتمكَّن من مَلئه بمزيد من الأنشطة والأعمال وتعمل باجتهادٍ لأدائها، أو رغبتَ في امتلاك منزل أكبر حجماً، أو احتوائه على علِّيَّة وكثير من الخزائن لتخزِّن فيه جميع أشياءك، لكنَّنا حين نبدأ بالشعور بالإرهاق والتعب الشديد من كل الواجبات والمسؤوليات، نُدرِك أنَّنا نتوقُ للسهولة التي اعتدنا الشعور بها سابقاً، إلَّا أنَّه من الصعب جداً محاولة تسهيل أمور حياتنا حين لا نعرف من أين نبدأ بذلك تحديداً.
فلنتخيَّل غزالاً قفز أمام سيارة مارَّة في الطريق فجأةً، ثمَّ أُصِيبَ بالدهشة والذُّهول من أضوائها الأمامية، ففي تلك اللحظة لا يملك ذلك الغزال أدنى فكرةٍ عمَّا يجري ولا عمَّا ينبغي له فعله، وهذا هو شعورنا تحديداً حين نكلِّف أنفسنا ما لا طاقة لنا به.
عشرَ خطواتٍ بسيطة يمكنك القيام بها لتحيا حياة سهلة ومستقرة:
1. تحديد الأولويات:
إن لم يكُن لديك فكرة عن النقطة التي ينبغي أن تبدأ بها لتسهيل واجباتك ومهامك، فعليك أوَّلاً اكتشاف الأمور الأكثر أهمية في حياتك وتحديد الأولويات؛ إذ يمكن أن تتغير أولوياتنا باختلاف مراحل حياتنا؛ لذا اكتشف الأشياء الأكثر أهمية لك في المرحلة الراهنة، واقضِ مزيداً من الوقت في تنفيذها والعناية بها، ولا تضيِّع وقتك في الأمور غير الهامة.
2. تنظيم يومك:
بمجرَّد إدراكك للأمور الأكثر أهمية في حياتك، ابدأ بمراجعة نشاطاتك وأعمالك اليومية، وحدِّد ما يمكنك استبعاده، وما يمكنك تفويضه إلى شخص آخر، فلا ضيرَ في طلب المساعدة من الآخرين، أو إنفاق بعضٍ من المال للحصول على مساعدة شخصٍ ما في واجباتك اليومية، فنحن لسنا أبطالاً خارقين.
شاهد بالفيديو: 7 نصائح تساعدك على حل مشاكلك والعيش باستقرار
3. تنظيف وترتيب المنزل:
ابدأ بالغرفة التي تقضي فيها مُعظم وقتك؛ إذ عليك استبعادُ الأشياء التي لا تستخدمُها حالياً، والتخلُّص من أشيائك التي لا تحتاج إليها بعد الآن، والتبرُّع بشيءٍ ما أيضاً، ويمكنك البدءُ بتوضيب الأغراض الموجودة في درجٍ أو رفٍّ واحد فقط في كل مرة، أو قضاء 15 دقيقة على الأقل يومياً في تنظيم جزءٍ صغير من منزلك، ومن ثمَّ يمكن لهذه الخطوات البسيطة أن تجعل منزلك مُنظَّماً ومُرتَّباً.
4. تخصيص بعض الوقت للعناية بنفسِك:
نحن نصبُّ تركيزنا واهتمامَنا غالباً على جميع الأمور الأخرى من حولنا، وننسى تخصيص وقتٍ للعناية بأنفسِنا، وهذا الوقت بالغ الأهمية لتوازن صحتنا الجسدية والنفسية؛ لذا عليك تخصيص 15 دقيقة على الأقل للعناية بنفسك يومياً، اقضِها في الصلاة أو ممارسة التأمُّل أو قراءة كتابك المُفضَّل أو كتابة يومياتك أو القيام بأي نشاط يمنحك السلام الداخلي.
5. تنظيم عالمك الرَّقمي:
يمكن للمعلومات أن تكون أكثر فوضويَّةً من الأشياء المادية؛ لذا تخلَّص من اشتراكات بريدك الإلكتروني التي لا تحتاج إليها، وتوقَّف عن تضييع وقتك في تصفُّح مواقع التواصل الاجتماعي؛ إذ يمكنك التواصل مع أصدقائك شخصياً أو عبر مكالمة هاتفية، ونظِّمِ المعلومات والملفَّات الموجودة في حاسوبك من خلال البدء بالتخلُّص من جميع الاختصارات غير الضرورية على سطح المكتب، وتخلَّص من جميع المَعدَّات الإلكترونية التي لا ضرورة لها.
6. اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن وسهل:
من المُفترَض أن يمدَّك الطعام الذي تتناوله بالطاقة ويكون وسيلةً لتوازنك الصحي، لذا عليك القيام بما يأتي:
- إضافة الأطعمة الطبيعية إلى نظامك الغذائي، وبصورة أساسية جميع الأطعمة الخالية من المواد الحافظة والمنكِّهات الصناعية والمواد الكيميائية الغريبة.
- تجنُّب الوجبات السريعة والطعام غير الصحي ابتداءً من المياه الغازية وصولاً إلى رقائق البطاطس أو البطاطس المَقليَّة.
- محاولة طهي وجباتك الغذائية من المواد الأولية قدر الإمكان.
- إدخال مجموعة متنوعة من المكوِّنات في نظامك الغذائي مع التركيز على البروتينات قليلة الدسم، والمنتوجات الزراعية العضويَّة إن أمكن، والحبوب الكاملة، والدهون الصحية.
7. ممارسة التمرينات الرياضية:
تُعَدُّ التمرينات الرياضية أمراً ضرورياً وجوهرياً للحصول على نمط حياة متوازن، فيمكنك اختيار تمرينات بسيطة، كالمشي أو ركوب الدراجة، أو ممارسة تمرينات أكثر تعقيداً حسب رغبتك، لكن عليك الحرص على ممارسة أي نشاطٍ بدني لمدَّة 30 دقيقة يومياً على الأقل.
يمكنك تجزئتها إلى 3 مجموعات سهلة من التمرينات مدَّتها 10 دقائق طوال اليوم، ويمكن وصف أسلوب الحياة قليل الحركة بالقاتل الأوَّل في عالمنا اليوم، لأنَّه يُفاقم الأمراض التي نعاني منها ويزيد بدرجة كبيرة من فُرَص إصابتنا بجميع الأمراض المُمكِنة المُهدِّدة للحياة.
8. تنظيم نفسك من الداخل:
إنَّ الثِّقل الأكبر الذي نحمله على عاتقنا هو أحاسيسنا وذكرياتنا التي تقبَعُ في أذهاننا؛ إذ تُلهِمُنا وتشجِّعنا على تحسين أنفسنا إن كانت جميلةً وإيجابية، إلَّا أنَّنا في أغلب الأحيان نركِّز على التجارب السيئة والسلبية، لذا عليك التخلُّص من ذكرياتك السيئة والأمور التي تزعجك بالتحدُّث عنها أو كتابتها أو مسامحة الأشخاص الذين تسبَّبوا لك بها، فلا جدوى من العيش في الماضي بسبب استحالة تغييره، بل ينبغي أن يكون الحاضر وحرصك على بناء المستقبل اللامع كلَّ ما يشغل ذهنك.
شاهد بالفيديو: 9 طرق للتخلص من التعقيدات وعيش حياة مُرضِية
9. عدم السير في طريق البساطة وحدك:
يجب عليك التحدث إلى عائلتك وأحبائك عن تبسيط وتسهيل حياتك، والتأكُّد من فهمهم جميعاً لدوافعك، والحرص على الحصول على دعمهم لك، وقد يتطلَّب الأمر أحياناً بعض الوقت كي يتقبَّلوا البساطة ويدعموك لتنفيذها فلا تضغط عليهم.
يمكنك البدء بالأشياء التي يشعرون بالراحة تجاهها، كإحداث تغييرات في النظام الغذائي، أو تخصيص الوقت الكافي للعناية بالنفس في حياة كلٍّ منكم، ومن ثمَّ يمكنك الانتقال إلى جوانب أكثر تعقيداً وصعوبةً، وهُنا حاوِل فهمَ وجهة نظرهم، ولا تنسَ اختلاف البشر جميعاً في طريقة رؤيتهم للأمور.
10. تعلُّمُ العيش بقليل من الموارد:
حين تنتقل من مرحلة العيش في سبيل القيام بالأشياء والواجبات إلى مرحلة العيش لخوض التجارب والتعلُّم منها، فإنَّك تفسح مجالاً في حياتك للمزيد، ومن ثمَّ عليك قضاء مزيدٍ من الوقت مع عائلتك، وإفساح مجالٍ في حياتك لممارسة هواياتك المُفضَّلة، أو السعي إلى تحقيق شغفِك في الأمور التي تعشقها، أو محاولة تنمية روحك وتطويرها.
في الختام:
لا مانعَ من وقتٍ إضافي للاستمتاع واستقبال كل يوم جديد من حياتك، وهذا ما يُدعَى بالتوازن الصادق في الحياة والذي يتمثَّل بامتلاك ما يكفي من الوقت والطاقة للأشياء الأكثر أهمية وحُبَّاً بالنسبة إلى كلٍّ منَّا. حاول تبسيط حياتك وتسهيلَها وطوِّر من استراتيجياتك لإضافة التوازن والبساطة إلى أسلوب حياتك، وحوِّل أيامَك جميعاً إلى أيامٍ أجملَ وأسهل.