10 خرافات عن القيادة وكيفيّة مواجهتها

تُمنح القيادة لمن هو أهلٌ لاتّخاذ القرارات وعلى قدرٍ عالٍ من المسؤولية تجاه جميع النّتائج المحتملة، أغمِض عينيك للحظة وارسم في مخيّلتك صورةً لرئيس عملٍ مثالي: إذاً، أخبرني ماذا ترى؟ هل من اليسير استحضار صورٍ كهذه في ذهنك؟ القادة غالباً ما يُمَثَّلون على أنَّهم حاسمين وذوو عقلٍ متّقد واجتماعيّون بطبعهم. وفي بعض الحالات، قد يُهيبك حضورهم.



والمشكلة تكمن في تلك الصورة التي تتشكّل عنهم كشخصيّةٍ جائرة في نفوذها، وهذا أكثر ما يُعيق بعضاً من رؤساء العمل -الذين يتمتّعون بشخصيّة قويّة- عن ممارسة حقوقهم وسلطتهم كأربابِ عمل، ومن تحقيق ذواتهم وقدراتهم الكامنة. ولعلّه من السهل إساءة فهم نواياهم وشخصياتهم، وامتلاك أفكارٍ لا تمتّ للواقع بصلة عن الحال الذي يجب أن يكون -أو لا يكون- عليه ذلك القائد.

مع وضع ذلك في عين الإعتبار، دعنا نزوّدك بمعلوماتٍ عن أشهر 10 خرافاتٍ عن القيادة، ممّا قد يمنحك فرصاً جديدة ويجعلك قادراً على تولّي دفّة القيادة بفاعليّة.

1. القيادة الرّيادية:

هنالك معتقدٌ سائد بأنَّ كافّة الرّياديين قادة بطبعهم، لكن إن كنت تمتلك رؤية جيّدة وبديهيّة للأمور فهذا لا يستوجب قدرتك على تنظيم، وتسيير، وإدارة، وتوسيع نطاق العمل؛ حتّى وإن كانت ميزانيّته تبلغ ملايين الدّولارات.

وعلى الرغم من أنَّك قد تكون مؤسّس العمل، لكن لا تخدع نفسك بحتميّة أن يخوّلك ذلك لتغدو قائداً له؛ فالقيادة ليست مرتبطة بالوصف الوظيفيّ، بل بالرؤى الواضحة وإدراك الأمور وجعل الآخرين جزءاً منها، وتنمّية المواهب والاستماع إلى آرائهم والتأثير فيهم. هذه هي السّمات التي ينبغي على المدير التّنفيذي أن يتحلّى بها وصولاً إلى الاهتمام بأصغر وأدقّ التفاصيل في مؤسسته.

إن كنت تشعر أنَّه لا تتوافر فيك صفات قائد العمل الضّليع هذا، فعليك أن تتخلّى عن كبريائك قليلاً وتتنازل لمن هو أجدر منك بهذا المنصب.

إقرأ أيضاً: المسميات الوظيفية الخاصة بالمناصب القيادية ومسؤولياتهم

2. لا يجدر بك كقائد الإفصاح عن نقاط ضعفك:

من أكثر الأقاويل انتشاراً هي أنَّ القادة يجب أن يكونوا على أهبّة الاستعداد دوماً للمواجهة وشقّ طريقهم، بغضّ النظر عمّا تقتضيه الحالة، وأنّهم إن تقبّلوا ثغراتهم وقاموا بتغيير وجهتهم وأصغوا لآراء الآخرين فهذا دليلٌ على ضعفهم.

ذلك أبعد ما يكون عن الحقيقة؛ فالقادة الحقيقيّون يتقبّلون أخطاءهم بصدرٍ رحبٍ ويتعلّمون منها ويرحّبون بآراء غيرهم ولو كانت سلبيّة، بالإضافة إلى أنَّه قد لا يكون لديهم الإجابة الشّافية على كلّ شيء، كما تظهر إنسانيّتهم المتأصّلة بإصغائهم إلى موظّفيهم واحترامهم.

3. القائد العظيم قاسٍ وعنيف وخارق القوى:

لا أشكّ في أنَّك ربّما تعاملت يوماً مع هكذا نوع من القادة، فهم يتصرّفون بصرامةٍ ويتحدّثون كثيراً ويخلقون حاجزاً بينهم وبين فرق العمل. خمّن الآن كيف ستؤدي عملك في ظلّ تلك الإدارة؟ نكاد نجزم أنَّه سيتراجع إنجازك وحماستك للعمل أيضاً، أليس هذا صحيحاً؟

دائماً ما يأمل الموظّفون بوجود أرباب عملٍ يهتمّون لأمرهم بصدقٍ ويحترمون مكانتهم وجهودهم، علاوةً على ذلك؛ فهم يتمنّون أن يحترم القادة أفكارهم ورغباتهم بمنتهى اللّطف. ولصقل مواهبك في القيادة، عليك بتنمية ذكائك العاطفيّ؛ فتعزيز معدّل الذّكاء لديك يجعلك منفتح الذّهن ومدركاً لكلّ ما يحدث حولك، ومتعاطفاً ومُحاوراً فذّاً، ونتيجةً لذلك يسود الودّ والألفة علاقتك مع الفريق.

إقرأ أيضاً: كيف يمكن للذّكاء العاطفي أن يُحَسِّن من أدائك في العمل؟

4. القادة المنفتحون والجّريئون هم موضع التّرحيب:

ما الفارق بين القائد المنفتح والقائد المنطوي على نفسه؟ يحكم النّاس على القادة المنفتحون من تعاملهم وتصرفاتهم في المواقف الاجتماعية. وحسبما يُعتقد، ينبغي أن يكونوا معتدّين بأنفسهم واجتماعيّين. أمَّا بالنّسبة إلى النّوع الآخر فيحكمهم الخجل والانطواء. على أيّ حال، كونك منطوٍ أم جريء يحدّده تعاملك مع المواقف.

يتصدّى القائد الجّريء للمشكلات ويحلّها بالنّقاش مُرحّباً بنصائح وآراء الآخرين. ومن جهةٍ أخرى، يتعامل القائد الخجول مع العقبات ويعالج الأفكار لوحده. ولهذه الأسباب لا يعدّ أمراً غريباً انجذاب المنفتحون منهم إلى الأدوار القياديّة؛ إذ يسترعي كونك قائداً انخراطك مع الآخرين.

في واقع الأمر، ليس كل الواثقين أهلاً لتسلّم القيادة، فثمّة الكثير من الشّخصيّات النّاجحة المنغلقة على نفسها، نذكر منهم: "وارن بافيت"، و"بيل غيتس"، و"ماريسا مايير". فكونك لست مديراً لقسمك مثلاً أو لا تشعر بالراحة وسط حشودٍ من الناس فهذا لا يجب أن يجعلك تبخس قدر نفسك، بل ينبغي أن تحتفظ بتلك المهارات القيادية لتكون مصدر إلهامٍ للآخرين.

5. ليس لديك مُتّسع من الوقت لتطوير مهارات القيادة:

وكما هو الحال بالنّسبة إلى أيّ مهارةٍ قيّمة، فإنَّ الوقت الكافي عاملٌ أساسيٌّ في تطويرها، وعدم الحصول على الوقت المناسب عذرٌ واهٍ؛ فجميعنا لدينا 24 ساعةً يومياً ومنهمكون في المشاغل. لكن، بطريقةٍ أو بأخرى، يتمكّن بعض القادة من تعزيز تلك المهارات وتفادي جميع المعوّقات.

المشكلة ليست مشكلةَ وقت كافٍ، بل كونك لا تعرف كيف تدير وقتك بدقّة. على سبيل المثال، إن استيقظت أبكرَ بثلاثين دقيقةٍ وجمّعت كافة مهامك وفوّضت القليل منها إلى فريق العمل مثلاً قد تكسب بذلك المزيد من الوقت.

شاهد بالفيديو: 7 طرق لكسب المزيد من الوقت في عملك كل يوم

6. تُعدّ القيادة الوجه المشابه للإدارة:

يعدّ اعتبار القيادة مرادفاً للإدارة خرافة، التّوجيه الصّحيح والهادف لا علاقة له بضرورة أن يكون الموجّه قائداً جيداً. إليك بعض الاختلافات المنطقيّة بين هذين الدّورين:

  • يشكل القادة الرّؤى، بينما يعمل المديرون على الأهداف.
  • يحافظ المديرون على الوضع كما هو عليه، بينما يُعدُّ القادة عوامل التّغيير.
  • إنَّ القادة فريدون ومدركون لذواتهم، لكنّ المديرون نسخاً متشابهة تُقلّد أساليب الآخرين في القيادة.
  • يتفادى المديرون الوقوع في المشكلات والأخطار، بينما يتمتع القائد بصفة المجازفة.
  • يضع القادة هدفاً كبيراً نُصب أعينهم، بينما يعمل المديرون على تحقيق الأهداف المباشرة.
  • يكتسب القادة معارف جديدة في كلّ يوم، لكن يعتمد المديرون على ما يمتلكون من مواهب فحسب.
  • يسعى المديرون إلى تأسيس أنظمة عملٍ، وبالمقابل يبني القادة علاقاتٍ بمحيطهم.
  • يعدُّ القائد كوتشاً، ومن جهةٍ أخرى يعمل المدير على توزيع المهام والإرشادات.
  • يملك المديرون موظّفين لا أكثر، بينما يحظى القادة بمعجبين محبّين.

إن كان لديك فريقاً متكاملاً ومتعدّد الأهداف، ينبغي عليك أن تكتشف الفارق بين القيادة والإدارة، فيسعُك حينئذٍ تطوير مهاراتك بما يُناسبك، وذلك يعتمد على ما تفتقر إليه على صعيد المهارات القيادية أو الإدارية. وفي نهاية الأمر قد تحتاج شخصاً يتوفّر فيه ما ينقصك من خبرات.

إقرأ أيضاً: انفوغرافيك: الفرق بين المدير والقائد

7. جميع القادة متفرّدون:

إن كنت متفرداً فهذا ليس بأمرٍ سيّء، فالمتفرّدون طموحون ومنافسون ومُحتررون وهادفون، ناهيك عن أنَّهم يحوّلون العمل مع الآخرين إلى تحدٍّ باعتبارهم القوّة المحركة لسير العمل.

على سبيل المثال، كونك تعمل على لفت انتباه الزّبائن والعملاء والزّوار بالتّرويج وأحسن الكلام، فهذا لا يتطلّب أيّ مجهود. إنَّ للمتفرّدين القدرة على إقناع الناس وجذبهم، بينما يعلم القادة متى يتراجعون. فالقائد الناجح يستنبط الموهبة ويعمل جنباً إلى جنب مع الفريق على المهام والرؤى المشتركة.

8. لطالما يَصدُق أعضاء الفريق معي:

لا شكّ في أنَّهم لا يخفون عنك الحقيقة، لكنَّهم مع ذلك لا يفصحون عنها كاملةً خاصّةً إن كان التّعامل معك صعباً.

قد تكون شخصاً انفعالياً وصارماً، لذا يغدو الأمر واضحاً بالنّسبة إلى الإشكالات التي تعيقك من أن تكون قائداً. فمثلاً، إن قام موظف ما بنقل أخبارٍ سيئة لك وكانت ردّة فعلك عنيفة بعض الشّيء، إذاً لمَ ينبغي عليه أن يُقبل إليك مرّةً أخرى؟

من المفترض أن تكون الشّفافية بينك وبين موظّفيك في أعلى درجاتها، لكن إن عاقبتهم فهل سوف لن يقوموا بتكرار الأخطاء ذاتها؟ إنّه لمن الصعب سماع الحقيقة دوماً. لكن، إن لم تعرف الواقع كما هو، فلن تتمكن من اتّخاذ قرارتٍ مدروسةٍ ومستنيرة، ولا أن تكون قائداً حقّاً.

ولكي تشجّع فريق العمل على إبقائك على معرفةٍ بجميع الحقائق، عوّد نفسك على الهدوء والتحكم بمشاعرك. والأهم من ذلك، ركّز على ما سوف تقوم به لاحقاً بدلاً من أن توجّه الاتهامات إليهم، وأعطهم فرصةً ثانية. وسّع صدرك لتلقي وإعطاء التّغذية الراجعة، ومن ثمّ فكّر بالقيام باستطلاعات للآراء عبر الإنترنت، وتشكيل فرقٍ مختصّة ومناقِشة طرفٍ ثالث.

عندما يكون هنالك مصدرٌ خارجيٌ للنّصائح المعطاة في الشركة، يبقى الشّخص مجهول الهوية. وبذلك لن يخاف أعضاء الفريق من التّداعيات.

9. يشمّر أفضل القادة عن سواعدهم ويساعدون في العمل:

كما هو واضح، المساعدة في العمل لا تعني أن تجلس في مكتبك وتنأى بنفسك بعيداً عن فريق العمل؛ فقد تضطّر في الكثير من الأحيان إلى مشاركة الموظّفين في العمل - إن لم يخالف ذلك القوانين. كقائد، عليك أن تضع الأولويات والقرارات في عين الاعتبار، وذلك على خلاف المهام غير القيادية التي تكون آلية وذات مصدر خارجي ومُفروضة ممّا يبقيك بعيداً عن الأجواء. وتذكّر دوماً أنَّه عليك أن تكون قائداً حقّاً بعملك وبما تقوم به، وليس بتحديد أولويات العمل للآخرين.

10. القادة دوماً منهمكين في العمل:

هنالك معتقدٌ خاطئ وسائد بأنَّ على القادة العمل في كافّة الأوقات دون توقف. ولكن في الحقيقة، يحتاج كلٌّ منّا إلى فترة استراحةٍ بغضّ النّظر عن المكانة الوظيفية. فأن تتفقّد بريدك الإلكتروني لتتابع أمور العمل في عطلة نهاية الأسبوع وفي وقت إجازتك أمرٌ مزعجٌ بالنسبة إليك.

لا ريبَ في أنَّك بحاجةٍ إلى بعض الوقت لقضائه مع عائلتك، أو ممارسة الرياضة، أو تعلّم معلومات جديدة؛ وبذلك تُصفّي ذهنك وتُزيلُ توترك، وتغدو في النهاية قائداً أكثر نشاطاً وتركيزاً وإبداعاً.

المصدر




مقالات مرتبطة