10 حقائق منسيَّة ستساعدك على تجاوز الأوقات الصعبة

من المحتمل أن يكون أكثر الأشخاص الذين قابلتهم حكمة ومحبة وتقديراً على الإطلاق هم الذين عاشوا البؤس والهزيمة، وتذوقوا مرارة فقد شيء أو شخص ما أحبوه، ووجدوا طريقهم لانتشال أنفسهم من أعماق يأسهم، مر هؤلاء الأشخاص بتقلبات عديدة، واكتسبوا تقديراً وإحساساً وفهماً للحياة التي علمتهم التعاطف والتفاهم والحكمة والمحبة العميقة، هؤلاء الناس لا يولدون عظماء؛ بل صقلتهم تجارب الحياة وعانوا الأمرَّين حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه.



في الحقيقة، عندما تمر بأوقات صعبة، وتكون التحديات التي تواجهها كبيرة، يمكنك أن تسمح لظروفك أن تدمِّرك أو تقوِّيك، الخيار لك.

نستعرض في هذا المقال 10 حقائق قوية ستساعدك على الاختيار بحكمة والنمو حتى في أصعب الأوقات:

1. الألم جزء من الحياة، والحب يساعدنا على النمو:

يخاف معظمنا من أنفسنا ومشاعرنا أكثر من أيِّ شيء آخر، نتحدث عن مدى عظمة مفاهيم الحياة والحب؛ لكنَّنا نتجنب الاثنين كل يوم، نختبئ من مشاعرنا الحقيقية؛ لأنَّ الحقيقة هي أنَّ الحياة والحب مؤلمان أحياناً، وبطبيعتنا كبشر لا نحب هذه المشاعر.

تعلمنا في سن مبكرة أنَّ الألم شعور سيئ، لكن كيف لنا أن نتعامل مع الحياة الحقيقية والحب إذا كنا نخشى أن نشعر به؟ نحن بحاجة إلى الشعور بالألم، تماماً كما نحتاج إلى الشعور بأنَّنا أحياء ومحبوبون لأنَّ الألم يوقظنا؛ لكنَّنا نحاول إخفاءه؛ لذا أدرك أنَّ الألم شيء يجب أن تشعر به تماماً مثل أي شعور آخر؛ لأنَّك لن تعرف مدى قوتك إلا عندما يكون الخيار الوحيد لديك هو أن تكون قوياً.

يتعلق الأمر بكيفية التعامل مع الأشياء التي لا تسير كما نريد، هذا ما يهم في النهاية؛ فالألم شعور، ومشاعرك جزء منك وتشكل واقعك، لكن إذا شعرت بالخجل منها وأخفيتها، فأنت تترك أكاذيب قلة الثقة بالنفس تدمِّر واقعك، ويجب أن تدافع عن حقك في الشعور بالألم وتحمله وتفتخر بالندوب التي يتركها، وحقك بالتعامل مع حقائق الحياة والحب، كي تنمو لتصبح أقوى وأكثر حكمة وصدقاً.

شاهد بالفيديو: 7 نصائح للتطوير الشخصي وتحقيق النمو المستمر

2. تأثير طريقة تفكيرك في حياتك:

لا بأس أن تمر بأيام عصيبة وأوقات عصيبة، فتوقُّع أن تكون الحياة رائعة طوال الوقت هو حلم مستحيل، ولن تتخلى عنه إلا عندما تدرك أنَّ الحياة مؤلمة، وأنَّ الأمل يخرج من رحم المعاناة.

بعبارة أخرى، الحياة ليست مثالية، لكنَّها بالتأكيد جيدة، وينبغي ألا يكون هدفنا عيش حياة مثالية؛ بل أن نعيش حياة غير مثالية، لكن رائعة، بأن نستيقظ كل صباح، وننظر نظرة جيدة إلى العالم مع تقدير كل شيء فيه، فكل شيء صغير وكل يوم هو هبة.

قال الشاعر إيان س. توماس (Iain S. Thomas): "لا تدع الألم يسلبك الأمل، ولا تدع السلبية تحطم معنوياتك، ولا تدع الحسرة تسرق المتعة، على الرَّغم من أنَّ الآخرين قد يخالفونك الرأي، افتخر بحقيقة أنَّك ما زلت تعرف أنَّ العالم مكان جميل"، غيِّر أفكارك وستغير واقعك، إنَّ طريقة تفكيرك قوية خاصة عندما يتعلق الأمر بقبول هذه الفكرة.

3. أكبر مخاوفك غير موجودة:

عندما تكون الأوقات صعبة، قد يكون من الصعب اتباع حدسك واتخاذ خطوة أخرى، لكن من أسوأ الأشياء أن تدع أكاذيب الخوف توقفك عن التقدم، وعلى الرَّغم من أنَّ الخوف يمكن أن يشعرك بالارتباك، ويَهُدَّ عزيمة الناس أكثر من أيِّ شيء آخر في العالم، إلا أنَّه ليس قوياً كما يبدو؛ فتأثير الخوف قوي بقدر ما يسمح له ذهنك بالتأثير فيك، وأنت من يتحكم بذلك.

المفتاح هو فهم خوفك والتعامل معه مباشرة؛ لذا تحدَّث عنه وناقشه بعقلانية، لأنَّك إذا لم تفعل ذلك، وإذا أصبح خوفك فكرة غامضة تتجنبها، فربما تتمكن من نسيانه لفترة وجيزة؛ لكنَّك تترك نفسك عرضة لتأثيراته المستقبلية عندما لا تتوقعها لأنَّك لم تواجهه حقاً أبداً.

يمكنك التغلب على الخوف إذا واجهته، فكن شجاعاً، وتذكَّر أنَّ الشجاعة لا تعني ألا تخاف؛ بل ألا تدع الخوف يمنعك من المضي قدماً في حياتك.

4. الخبرة فرصة للنمو:

بمرور الوقت ستجد أنَّ الحياة ليست بالضرورة أسهل أو أصعب مما كنت تتوقع، كل ما في الأمر أنَّ الأمور السهلة والصعبة ليست بالطريقة التي كنت تتوقعها بالضبط، ولا تحدث دائماً عندما تتوقع ذلك، وهذا ليس بالشيء السيئ؛ إذ إنَّه يجعل الحياة ممتعة، ومع نظرة متفائلة ستفاجأ دائماً بشيء إيجابي، وعندما تتوقف عن توقُّع أن تكون الأشياء بطريقة معينة، يمكنك تقديرها كما هي، وفي النهاية ستدرك أنَّ أعظم هبات الحياة نادراً ما تكون بالشكل الذي تتوقعه.

الخبرة هي ما تحصل عليه عندما لا تسير خططك كما خططت لها، وهي أثمن شيء تمتلكه لأنَّها تقوِّيك، وبإمكانك تحويل جراحك وهمومك إلى حكمة إذا قررت ذلك، يجب عليك أن تتقبَّل ما حدث وأن تستفيد مما تعلمته للمضي قدماً، فقد منحك كل ما عشته القدرة للتعامل مع كل ما هو آت، أدرك هذا وحرِّر نفسك.

5. عدم قدرتك على تغيير المواقف التي لا تتحمل مسؤوليتها:

قال عالم النفس سيغموند فرويد (Sigmund Freud): "لا يريد معظم الناس الحرية حقاً، لأنَّ الحرية تنطوي على مسؤولية، ومعظم الناس يخافون من المسؤولية"، ولا تكن هذا النوع من الأشخاص، فعندما تلوم الآخرين على ما تمر به، فإنَّك تنكر المسؤولية، وبهذا تتخلى عن السيطرة على هذا الجزء من حياتك.

في النهاية، ثمن السعادة هو المسؤولية، وبمجرد أن توكل الآخرين مسؤولية سعادتك ستكون أسعد، وإذا كنت غير سعيد الآن، فهذا ليس ذنب شخص آخر، في النهاية، تعتمد سعادتك على اعتمادك على نفسك واستعدادك لتحمل مسؤولية حياتك من هذه اللحظة فصاعداً، بصرف النظر عمن كان له يد في جعلها على ما هي عليه الآن، يتعلق الأمر بالتحكم بظروفك الحالية والتفكير بنفسك واتخاذ قرار حازم لاختيار أشياء مختلفة؛ إذ يتعلق الأمر بتأدية دور البطل في حياتك وليس الضحية.

6. التركيز على الحاضر:

لا يمكنك عيش الحياة في الأحلام؛ بل هنا والآن مع الحقيقة التي تسير عليها الأمور، وبالطبع يمكنك العمل لغد أفضل، لكن للقيام بذلك، يجب أن تتعامل بنجاح مع الواقع الآن.

نحن في بعض الأحيان نتجنب عيش الواقع؛ لأنَّنا نعتقد بناءً على تجاربنا السابقة أنَّنا لسنا في المكان المناسب؛ لكنَّ الحقيقة هي أنَّه أنسب مكان يقودنا إلى المستقبل الذي نطمح إليه؛ لذا قدِّره حق قدره.

أصدقاؤك وعائلتك أجمل من أن تتجاهلهم، توقف لحظة لتتذكر كم أنت محظوظ لأنَّك تتنفس، انظر حولك وفكِّر بجدية بالاحتمالات التي أمامك، فكثيرٌ مما تخافه غير موجود وكثيرٌ مما تحبه أقرب لك مما تدرك، يفصل بينك وبين فهم نعمة حياتك مجرد فكرة واحدة وجيزة.

السعادة هي طريقة تفكير لا يمكن تصميمها، إلا في الحاضر، إنَّها ليست نقطة في المستقبل أو لحظة من الماضي، ومع ذلك، للأسف، فإنَّ هذا المفهوم الخاطئ شائع، يبدو أنَّ معظم الشباب يعتقدون أنَّ كل سعادتهم ستكون في السنوات المقبلة، بينما يعتقد معظم كبار السن أنَّ أفضل لحظاتهم قد ولت، لا تكن أيَّاً من الفئتين، لا تدع الماضي والمستقبل يشتتان انتباهك عن حاضرك.

7. لديك دائماً ما يستحق الامتنان:

الحياة أفضل عندما تبتسم، وأن تكون إيجابياً في موقف سلبي ليس من السذاجة؛ بل دليل على القيادة والقوة، حتى عندما يكون لديك أشياء كثيرة تستحق أن تبكي وتشكو منها، اختر أن تبتسم وتقدِّر حياتك بدلاً من ذلك.

فكِّر في كل الجمال حولك، لاحظه وابتسم، وكن ممتناً لكل الأشياء الصغيرة في حياتك، لأنَّك عندما تلاحظ عددها سترى مدى أهميتها، وفي نهاية المطاف، ليست السعادة هي ما يجعلنا نشعر بالامتنان؛ لكنَّ الامتنان هو الذي يجعلنا سعداء.

إقرأ أيضاً: 6 نصائح لتحقيق الامتنان في حياتك

8. فهم أنَّ تحقيق الإنجازات العظيمة يستغرق وقتاً:

نادراً ما تكون النتائج الفورية هي أفضل النتائج، لكن مع الصبر يمكنك توسيع إمكاناتك توسيعاً كبيراً، وإذا كانت رغباتك تتحقق دائماً على الفور، فلن يكون لديك ما تتطلع إليه، وستفوتك متعة الترقب والتقدم.

تذكَّر أنَّ الصبر لا يتعلق بالانتظار، إنَّها القدرة على الحفاظ على إيجابيتك في أثناء العمل الجاد من أجل ما تؤمن به، إنَّها الرغبة في الاستمرار في التركيز، والتقدم بثقة خطوةً تلو الأخرى.

تستحق أكثر من مجرد متعة لحظية؛ لأنَّ القيمة التي تظهر فوراً تتلاشى فوراً، بينما القيمة التي تستغرق وقتاً والتزاماً لإنشائها تدوم.

9. الحاجة إلى الإيمان بنفسك وعدم البحث عن القبول من الآخرين:

عندما نكافح لتحقيق شيء هام، نتطلع أحياناً إلى الآخرين لتأييد تقدمنا؛ لكنَّ الحقيقة هي أنَّهم لا يستطيعون ذلك، اعلم أنَّك لست في هذا العالم لتلبي توقعات الآخرين، ويجب ألا تشعر أنَّ الآخرين موجودون ليلبوا توقعاتك؛ لذا سر على طريقك الفريد، وافهم أنَّ ما يعنيه النجاح لكلٍّ منا مختلف تماماً؛ فالنجاح في النهاية هو قضاء حياتك بسعادة بطريقتك الخاصة.

لست مضطراً لإثارة إعجاب الآخرين، ويجب ألا تكون مشهوراً حتى تكون هاماً، ولا أن تكون مشهوراً حتى تكون ناجحاً، ولا تحتاج إلى أن يؤكد قيمتك شخص آخر، أنت بالفعل هام، تحتاج فقط إلى الإيمان بنفسك وبما ترغب في تحقيقه.

يمكنك أن تكون متواضعاً وأن تظل مؤثراً جداً، ولمجرد أنَّ الناس لا يحتفون بك لا يعني أنَّك فاشل؛ فالنجاح الهادئ حلو مثل النجاح المتألق، وعادة ما يكون أكثر واقعية، والنجاح هو ما تحدده أنت، وليس ما يحدده الآخرون لك.

10. لست وحيداً:

في خضم الأوقات الصعبة، من السهل النظر حولك ورؤية مجموعة من الأشخاص الذين يبدو أنَّهم على ما يرام؛ لكنَّهم ليسوا كذلك، جميعنا نكافح بطريقتنا وإذا كان بإمكاننا فقط أن نكون شجعاناً بما يكفي للانفتاح حول هذا الموضوع والتحدث مع بعضنا بعضاً، فسوف ندرك أنَّنا لسنا وحدنا الذين نشعر بالضياع والوحدة.

معظمنا يخوض المعركة نفسها؛ لذا بصرف النظر عن مدى شعورك بالحرج المتعلق بوضعك، اعلم أنَّ الآخرين يعانون المشاعر نفسها، وعندما تسمع نفسك تقول: "أنا وحيد تماماً"، تذكر أنَّ ذهنك يكذب عليك، يوجد دائماً شخص يعاني ما تعانيه، ربما لا يمكنك التحدث إليه على الفور؛ لكنَّه موجود.

إقرأ أيضاً: أقوال وحكم تساعدك على تجاوز الأوقات الصعبة

في الختام

واحدة من أعظم هبات الحياة هي حقيقة أنَّ الحياة صعبة؛ لأنَّنا خلال التعامل مع صعوبات الحياة، نكتسب قوة لا تقدَّر بثمن، ثم تمكننا هذه القوة من تحقيق أهدافنا بنجاح، وبسبب صعوبة الحياة تحديداً، يمكننا أن نجعلها رائعة، فلأنَّ الحياة صعبة نستطيع أن نرتقي بأنفسنا لمواجهتها، ونستطيع إحداث فرق.

لذا تذكَّر هذا، عندما تكون الأوقات صعبة، يجب أن تكون أقوى، لا تتمنَّ حياة سهلة؛ بل تمنَّ التحلي بالقوة لتحمل كل ظرف قاسٍ سيؤدي إلى العظمة.




مقالات مرتبطة