10 حقائق مؤلمة ينساها الجميع

قد تسمع شيئاً ما مئة مرة وبمئات الطرائق المختلفة قبل أن تستوعبه، وهذه الحقائق العشر المُدرَجة أدناه تندرج بقوة في هذه الفئة، إنَّها دروس حياتية ربما تعلَّمها معظمنا منذ سنوات، وذكَّرنا الناس بها كثيراً منذ ذلك الحين، لكن لسبب من الأسباب، لم نستوعبها بالكامل بعد.



هذه محاولةٌ لمساعدتنا جميعاً على إدراك هذه الدروس، وتذكرها إلى الأبد:

1. عمر الإنسان قصير نسبياً:

نعلم في أعماقنا أنَّ الحياة قصيرة، وأنَّ الموت آتٍ لا محالة لنا جميعاً، ومع ذلك نتفاجأ بشدةٍ عند موت شخص نعرفه، إنَّه مثل صعود الدرج بذهنٍ مشتت وإساءة تقدير الخطوة الأخيرة، لقد توقعت أن يكون ثمة درجة واحدة أخرى، وهكذا تفقد توازنك للحظة قبل أن يعود ذهنك إلى اللحظة الحالية والحياة والواقعية.

عِش حياتك اليوم، فلا تتجاهل الموت، لكن لا تخف منه أيضاً؛ بل كن خائفاً من حياة لم تعشها أبداً لأنَّك كنت خائفاً جداً، ليس الموت أعظم خسارة في الحياة؛ بل ما يموت بداخلك بينما أنت على قيد الحياة، كن شجاعاً وجريئاً، واتخذ الخطوة التالية حتى لو كنت خائفاً إلى درجة الموت.

2. لن تعيش إلا الحياة التي ترسمها لنفسك:

حياتك ملكك وحدك، ويمكن للآخرين محاولة إقناعك بشيء ما، لكن لا يمكنهم اتخاذ القرار نيابةً عنك، ويمكنهم البقاء بجانبك، لكن لا يمكنهم أن يضعوا أنفسهم مكانك؛ لذا تأكد من أنَّ الحياة التي تختارها لنفسك تتوافق مع حدسك ورغباتك، ولا تخف من تغييرها عندما يكون ذلك منطقياً.

تذكر أنَّه من الأفضل دائماً أن تكون في أسفل السلم الذي تريد تسلقه، بدلاً من أعلى السلم الذي لا تريد تسلقه، وكن منتجاً وصبوراً، وأدرك أنَّ الصبر لا يعني الانتظار فقط؛ بل القدرة على الحفاظ على تفاؤلك بينما تعمل بجدِّ في سبيل ما تؤمن به، وهذه حياتك، وهي تتأثر كلياً في اختياراتك، فلتكن أفعالك أبلغ من أقوالك، وليكن النجاح نهاية دربك.

إذا كانت الحياة ستعلمك شيئاً واحداً فقط، فليكن السعي وراء شغفك، حتى إذا لم تكن لديك أيَّة فكرة عن النهاية التي ستصل إليها، فكن شجاعاً بما يكفي لتجاوز المجهول، وأصغِ إلى قلبك.

3. الانشغال لا يضمن الإنتاجية:

إنَّ الانشغال ليس فضيلةً، وعلى الرَّغم من أنَّنا جميعاً لدينا جداول زمنية مزدحمة، إلا أنَّ القليل جداً منا لديه حاجة مشروعة إلى الانشغال طوال الوقت، إنَّنا ببساطة لا نعرف كيف نعيش في حدود إمكاناتنا، ولا نجيد تحديد الأولويات، ولا نعرف رفض بعض الأمور عندما ينبغي لنا ذلك.

نادراً ما يعني الانشغال الإنتاجية هذه الأيام، انظر نظرة سريعةً حولك فقط؛ يفوق عدد الأشخاص المشغولين عدد الأشخاص المنتجين؛ فالناس المشغولون موجودون في كل مكان، ويتأخرون عن مواعيدهم، ويتجهون إلى العمل، والمؤتمرات والاجتماعات والمناسبات الاجتماعية، وما إلى ذلك، وبالكاد لديهم وقت فراغ كافٍ للقاءات العائلية، ونادراً ما يحصلون على قسط كافٍ من النوم، ومع ذلك، فإنَّهم يرسلون رسائل البريد الإلكتروني طوال اليوم، ويشغلون مخططاتهم اليومية إلى أقصى حد بالالتزامات، وإنَّ جدول أعمالهم المزدحم يمنحهم إحساساً كاذباً بالأهمية؛ لكنَّ هذا كله مجرد وهم، إنَّهم مثل الهامستر الذي يركض على عجلة.

على الرَّغم من أنَّ الانشغال قد يجعلنا أكثر من أيِّ شيءٍ آخر نشعر بأنَّنا أحياء للحظة، إلا أنَّ هذا الإحساس لن يستمر على الأمد الطويل، وسوف يأتي يومٌ حتماً، سواء غداً أم على فراش الموت، نتمنى فيه أنَّنا قضينا وقتاً أقل منشغلين، ومزيد من الوقت في عيش حياة هادفة.

شاهد بالفيديو: 8 طرق للعمل بشكل أذكى وزيادة الإنتاجية

4. الفشل ضروريٌّ للنجاح:

معظم الأخطاء لا مفر منها؛ لذا تعلم أن تسامح نفسك، فليست المشكلة في ارتكاب الأخطاء؛ بل في عدم التعلم منها.

إذا كنت خائفاً جداً من الفشل، فلا يمكنك القيام بما يجب القيام به لتحقيق النجاح؛ لذلك عليك تقبُّل الفشل، إنَّ الفرق بين المحترف والمبتدئ هو أنَّ المحترف قد فشل مرات أكثر ممَّا حاول المبتدئ، فوراء كل قطعة فنية عظيمة آلاف المحاولات الفاشلة، لكن هذه المحاولات ببساطة لا تظهر لنا أبداً.

خلاصة القول: لمجرد أنَّك لم تنجح بعد، لا يعني أنَّك لن تنجح أبداً، ففي بعض الأحيان يجب أن تسير الأمور سيراً خاطئاً جداً قبل أن تصبح على صواب.

إقرأ أيضاً: هل يجعل الفشل النجاح أكثر متعة؟ وكيف نحول الفشل إلى نجاح؟

5. التفكير والعمل شيئان مختلفان للغاية:

لن يأتي النجاح من تلقاء نفسه بينما تقضي الوقت في التفكير فيه، وإنَّ حياتك نتاج أفعالك وليس أقوالك، ولا فائدة من المعرفة إن لم تكن مصحوبةً بالعمل، ولا يأتي الخير لمن ينتظر؛ بل لمن يسعى بجدٍّ نحو أهداف قيِّمة، فاسأل نفسك ما الذي يهمك حقاً، ثم تحلَّ بالشجاعة لبناء حياتك حول ذلك الشيء.

تذكَّر، إذا انتظرت حتى تشعر بأنَّك مستعدٌّ تماماً للبدء، فمن المحتمل أن تنتظر بقية حياتك.

6. ليس عليك انتظار الاعتذار لتسامح:

تصبح الحياة أسهل كثيراً عندما تتعلم قبول كل الاعتذارات التي لم تحصل عليها أبداً، عليك أن تكون شاكراً لكل تجربة عشتها إيجابيةً كانت أو سلبية، وعليك أن تأخذ خطوةً إلى الوراء، وتقول: "شكراً لك على الدرس"، ويجب أن تدرك أنَّ ضغائن الماضي تدمِّر سعادة اليوم، وأنَّها ستتملَّك عقلك إذا تمسكت بها.

إنَّ المسامحة وعدٌ عليك أن تحافظ عليه، فعندما تسامح شخصاً ما، فإنَّك تتعهد بعدم التمسك بالماضي غير القابل للتغيير، ولن تُحرر المسامحة المجرم من جريمته؛ لكنَّها ستحررك من عبء أن تكون الضحية إلى الأبد.

7. بعض الناس لا يناسبونك:

إنَّك انعكاسٌ للأشخاص الذين تحيط نفسك بهم؛ لذا كن شجاعاً بما يكفي للتخلي عن أولئك الذين يواصلون إحباطك، ولا ينبغي عليك التمسك بالعلاقة مع الأشخاص الذين يجعلونك دائماً مستاءً.

إذا جعلك شخصٌ ما تشعر بالقلق وعدم الارتياح عندما تكون بصحبته لأيِّ سبب من الأسباب، فمن المحتمل أنَّه لا يصلح ليكون صديقاً مقرباً، وإذا جعلك تشعر بأنَّك لا تستطيع أن تكون على طبيعتك، أو أنَّك بأيِّ شكل من الأشكال أدنى من المستوى المطلوب، فلا تحاول المحافظة على تواصلك معه، وإذا شعرت بأنَّك مستنزف عاطفياً بعد قضاء الوقت معهم أو شعرت ببعض القلق عندما تتذكرهم، فأصغِ إلى حدسك، ويوجد كثير من الأشخاص المناسبين لك، والذين يمنحونك الطاقة، ويلهمونك لتصبح شخصاً أفضل، وليس من المنطقي أن تجبر نفسك على التواصل مع أشخاصٍ لا يناسبوك.

إقرأ أيضاً: العلاقات المؤذية: أنواعها، وطرق الوقاية والشفاء منها

8. محبة نفسك هي واجبك:

من الهام جداً أن تكون لطيفاً مع الآخرين، لكن الأهم من ذلك أن تكون لطيفاً مع نفسك، يجب عليك حقاً أن تحب نفسك لإنجاز أيِّ شيء في هذا العالم؛ لذا تأكد من أنَّك لا ترى نفسك من خلال عيون أولئك الذين لا يقدرونك، واعرف قيمتك، حتى لو لم يعرفها الآخرون.

دع شخصاً ما يحبك كما أنت، مهما شعرت بأنَّك معيبٌ وغير جذاب وغير مثالي، وليكن هذا الشخص هو أنت.

9. الممتلكات المادية تستهلك حياتك:

الأشياء المادية هي في النهاية مجرد أشياء، ولا ينبغي أن يكون لها أيُّ تأثير في هويتك الشخصية، ويمكن لمعظمنا أن يكتفي بأشياء أقل بكثير مما نعتقد أنَّنا بحاجة إليه، وهذا تذكير قيِّم، وخاصةً في ثقافتنا الاستهلاكية التي تركز على الأشياء المادية أكثر من العلاقات والتجارب الهادفة.

عليك أن تنشئ ثقافتك الخاصة، ولا تشاهد التلفاز، ولا تقرأ مجلات الموضة، ولا تشاهد الأخبار المسائية طويلاً؛ بل املأ وقتك بتجارب مؤثرة، فلن تعيش سوى هذه الحياة، فإذا كنت قلقاً بشأن حياة المشاهير، فإنَّك مغلوبٌ على أمرك؛ لأنَّك تهب حياتك للتسويق والخداع الإعلامي الذي أنشأته الشركات الكبرى لتحفيزك على أن ترتدي ملابس معينة، وتبدو بطريقة معينة، وأن تعيش حياتك بطريقة معينة، وهذا النوع من التفكير مأساويٌّ حقاً، إنَّه مجرد غسل للأدمغة، ولا شيء حقيقيٌّ إلا أنت وأصدقاؤك وعائلتك وأحبائك وآمالك ومخططاتك ومخاوفك، وما إلى ذلك.

كثيراً ما يُقال لنا إنَّنا لسنا هامين، فنحن مجرد هامش لما هو هام، يقال لنا أن نحصل على شهادة وعلى وظيفة، لكي نشتري منزلاً وسيارةً وغيرها من الأشياء الكثيرة، إنَّه لأمرٌ محزن؛ لأنَّك يوماً ما ستستيقظ وتدرك أنَّك قد خُدِعت، وكل ما تريده عندها هو استعادة عقلك من أيدي غسلة الأدمغة الذين يريدون تحويلك إلى آلةٍ تشتري كل ما هو غير ضروري لإثارة إعجاب أشخاصٍ غير هامين في حياتك.

10. يتغير كل شيءٍ باستمرار:

تقبل التغيير وأدرك أنَّه يحدث لسبب معين، لن يكون الأمر واضحاً دائماً في البداية، لكن في النهاية سوف يستحق العناء.

ما تمتلكه اليوم قد تفقده غداً، فتتغير الأمور كثيراً من تلقاء نفسها في كثير من الأحيان، ويأتي الناس ويذهبون وتتغير الظروف، ولا تتوقف الحياة لأجل أحد؛ إذ تمر الحياة بسرعة، وتتحول الأمور من الهدوء إلى الفوضى في غضون ثوانٍ، ويحدث ذلك لجميع الناس كل يوم، ومن المحتمل أنَّه يحدث الآن لشخصٍ مقربٍ منك.

يمكن لجزء من الثانية أن يغير مسار حياتنا في بعض الأحيان، والقرار الذي يبدو غير مؤذٍ قد يهز عالمنا كله مثل نيزك يضرب الأرض، لقد انقلبت حياة ملايين الناس رأساً على عقب، للأفضل أو للأسوأ نتيجة أحداثٍ لا يمكن التنبؤ بها، وهذه الأحداث تجري والوقت يمضي.

في الختام:

مهما كانت الظروف الحالية جيدةً أو سيئة، فإنَّها ستتغير، وهذا هو الشيء الوحيد الذي يمكنك أن تعول عليه؛ لذلك عندما تكون الحياة جيدةً، استمتع بها، ولا تبحث عن شيء أفضل كل ثانية، فأولئك الذين لا يقدرون ما يملكونه وهم ما زالوا يملكونه، لن يجدوا السعادة يوماً.




مقالات مرتبطة