10 أنشطة ممتعة لأطفال مرحلة ما قبل المدرسة

قد يكون من الصعب تحمُّل الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة، فقد يشعرون أحياناً بالكثير من الفرح، وأحياناً قد يتسببون بالكثير من الفوضى، وأحياناً قد يشعرون بالكثير من الطاقة والنشاط، ويمكن أن يتطلَّب إبقاؤهم مستمتعين الكثير منك، ولكنَّ أحد أكثر الأمور المدهشة بالنسبة إلى الأطفال هو مدى رغبتهم في استخدام هذه الطاقة لزيادة فهم عالمهم.

إنَّ التطوُّر والتعلُّم الذي يحصل عليه الأطفال من الألعاب والنشاطات التي قد تبدو بسيطةً للبالغين لا يُستهان به، والنشاط الجيد لأطفال مرحلة ما قبل المدرسة هو أكثر قيمة من مجرد شعورهم بالتعب، وتقول كيت فرايزر (Kate Fraiser) كوتش الآباء ومستشارة الطفولة المبكرة: "إنَّ فهم دور النشاطات البدنية في تنمية الطفل أمر بالغ الأهمية؛ فهذا الجيل يتربَّى على استخدام التكنولوجيا بدلاً من ألعاب البناء أو التدحرج أو التلوين أو الرسم، وغيرها".

تشرح فرايزر أنَّ الأطفال يحتاجون إلى الجري والقفز والتسلُّق ورمي الكرة والتقطاها للنمو وتقول: "إنَّ رؤية الكثيرين من الأطفال الصغار الخاملين الذين لا تنمو عضلاتهم يجب أن تُنذر المسؤولين عنهم بضرورة استخدام أساليب مختلفة".

إذا كنتَ مهتماً بمعرفة بعض النشاطات لمرحلة ما قبل المدرسة والتي تطور أيضاً مهارات هامة، فتابع قراءة هذا المقال؛ إذ سيشارك خبراء الطفولة المبكرة الأمور التي تجعل نشاطات ما قبل المدرسة ذات قيمة كبيرة، إلى جانب النشاطات التي يمكنك تجربتها مع الأطفال الصغار في حياتك.

لماذا تُعَدُّ النشاطات هامة في مرحلة ما قبل المدرسة؟

أحد أسباب أهمية النشاطات في مرحلة ما قبل المدرسة هو نفس سبب أهميتها في مجالات الحياة الأخرى وهو الصحة البدنية؛ إذ تساعد النشاطات الأطفال على بناء عظام وعضلات قوية والحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية، كما تساعد أيضاً الأطفال على تنظيم مشاعر التوتر والحصول على نوم أفضل في الليل، لكن في هذا العصر الهام من التطور، تُعَدُّ النشاطات ضروريةً أيضاً لتطوير المهارات الحركية والإدراك وحتى المهارات الاجتماعية.

تقول ساندي باتي (Sandi Baty) مديرة مركز تنمية الطفل في جامعة نورث وسترن (University of Northwestern): "يحتاج الأشخاص في تعليم الطفولة المبكرة إلى فهم أهمية النشاطات الجسدية للأطفال الصغار"، وتشرح باتي أنَّ النشاطات الجسدية تتضمن أنواعاً من النشاطات القاسية والعضلية الهامة التي يحبها الأطفال.

تقول باتي: "غالباً ما يتردد البالغون في السماح لأطفال مرحلة ما قبل المدرسة بممارسة النشاطات البدنية بصورة كبيرة؛ وذلك لأنَّهم يشعرون بالقلق بشأن الإصابات المحتملة، ولكنَّ الأطفال بحاجة إلى هذا النشاط لأجسادهم لتحرير طاقتهم؛ مما يساعدهم على السكينة في وقت لاحق".

وفقاً لباتي: "إنَّ النشاطات التي يقفز فيها الأطفال ويتعثرون ويتدحرجون ويسقطون ويتدافعون ويصارعون تتيح لهم تطوير مهارات التنسيق والتعرُّف إلى أجسادهم، وسيزيد ذلك أيضاً من مهاراتهم الاجتماعية عندما يتعلمون اللعب مع بعضهم بعضاً".

لا تتطلَّب نشاطات ما قبل المدرسة أي شيء جديد من عدَّة جوانب، وستبدو العديد من النشاطات لمرحلة ما قبل المدرسة مألوفة بالنسبة إليك؛ وذلك لأنَّ الأطفال يمارسونها منذ زمن طويل، لكن أحياناً قد يكون فهم كيف ولماذا هذه الألعاب والنشاطات هامة للغاية هو المفتاح الذي تحتاج إليه لمساعدة أطفالك على ممارسة هذه النوعية من النشاطات.

10 نشاطات ممتعة للأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة:

توفِّر هذه النشاطات خيارات رائعة لإبقاء الأطفال في حالة حركة بالإضافة إلى المرح وهي:

1. تجنُّب ملامسة الأرض:

عندما يقفز الأطفال في سن ما قبل المدرسة من وسادة إلى وسادة أو يتسلقون من الأريكة إلى كرسي، فإنَّ مهاراتهم الحركية تزداد بصورة كبيرة وفقاً لفرايزر، ونظراً إلى أنَّ الأطفال يقدرون مسافات القفز أو يبتكرون طرائق جديدة للبقاء بعيداً عن الأرض، فإنَّهم يطورون مهارة تنسيق الحركات والإدراك في نفس الوقت.

لجعل الأمور أكثر إثارة لمخيلتهم، أَضِف ألعاباً إلى "جزر الوسائد" المختلفة التي يتعيَّن عليهم إنقاذها، أو امنَح الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة أغراضهم الخاصة لاستخدامها كحجارة لعبور الماء، وراقِبهم وهم يصنعون مساراً لتجاوز العقبات، ويمكن إضافة ساعة للعد التنازلي أو بعض الحجارة الورقية مكتوب عليها أرقام وحروف، لجعل النشاط صعباً بطرائق جديدة.

شاهد بالفيديو: فوائد التعلم باللعب للأطفال

2. لعبة السجين المختبِئ:

يوفر هذا النشاط للأطفال فرصة للعب الأدوار وتطوير المهارات الحركية والتدريب على مواجهة المخاطر، ويعني هذا النشاط أن يبحث أحد الأطفال عن البقية، وعندما يجد أحدَهم يضعهُ في مكان معيَّن على أنَّه سجن، وإذا تسلل لاعبون آخرون مختبئون، فيمكنهم تحرير هذا الشخص من السجن والتسابق إلى أماكن اختباء جديدة.

يُعَدُّ لعب الأدوار طريقة رائعة للأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة لتعلُّم طريقة التغلب على التوتر في المواقف منخفضة المخاطر، كما يساعد هذا النشاط على زيادة حركة الأطفال.

3. إصابة الهدف:

يُعَدُّ الرمي مهارة حركية هامة لمرحلة ما قبل المدرسة، وقد يكون هذا النشاط صعباً داخل المنزل؛ وذلك لأنَّه قد يؤدي إلى تحطيم شيء ما؛ لذلك يُعَدُّ هذا النشاط مثالياً في الخارج، ومع ذلك يمكن ممارسته في مساحة داخلية صغيرة. يمكنك تحديد هدف على الأرض مثل: شريط تسجيل أو طباشير أو وسادة أو قبعة أو أي شيء، ثم أَعطِ الأطفال بعض الأكياس المملوءَة بالحبوب مثلاً أو الألعاب المحشوة واطلُب منهم إصابة الهدف.

4. القيام بالأعمال المنزلية:

نظراً إلى أنَّ الأطفال في سن ما قبل المدرسة يكونون في عمر يكون فيه أي شيء يفعله الكبار مثيراً للاهتمام بالنسبة إليهم، فلماذا لا تستفيد من التطوير الحركي المذهل الذي توفره النشاطات المنزلية؟ من المحتمل أن تطلب منهم مساعدتك على تنظيف المنزل.

من الجيد تعليم الأطفال طريقة الإمساك بمقبض المكنسة الكبيرة؛ وذلك لأنَّه ليس أمراً بديهياً لمعظم الأطفال، ثم دعهم يعملون معك.

تقدِّم المساعدة على الأعمال المنزلية أيضاً فوائد نفسية مثل الثقة والتكيُّف الاجتماعي.

5. بالون التنس:

يتضمن هذا النشاط مضرباً بلاستيكياً وبالوناً أو أكثر، ويساعد الأطفال على تطوير مهارات التنسيق والحركة الإجمالية.

انفخ البالون، وامنح جميع الأطفال المشاركين مضرباً، واطلُب منهم ضرب البالون ذهاباً وإياباً أو التركيز في إبقاء البالون في الهواء، ويمكن أن يكون هذا النشاط ممكناً حتى للأطفال الأصغر من الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة "يمكنك السماح للأطفال الصغار باستخدام أيديهم"، وهو أمر مشوق جداً للأطفال الأكبر سناً أيضاً.

6. تحريك الأشياء الكبيرة:

تقول باتي: "أحب النشاطات التي تتضمن رفع الأثقال لتحريك عضلات الأطفال"، ويمكن أن يكون رفع الأشياء الثقيلة عبارة عن تحريك عناصر كبيرة أو جرف الثلج أو المساعدة على حمل لوازم المعلم، ويحدث الكثير من التواصل في هذا النشاط؛ وذلك لأنَّه يوجِّه الآخرين للمساعدة على تحريك الأشياء.

7. تقليد الآخرين:

تُعَدُّ لعبة التقليد الكلاسيكية هذه ممتازة لمساعدة الأطفال في سن ما قبل المدرسة على تطوير ضبط النفس والتركيز، ويبدأ النشاط بعبارة: "ردِّد ما يقوله فلان"، ثم إضافة بعض التغييرات مثل تعليم الأطفال القيام بعكس ما يقوله هذا الشخص؛ إذ سيضيف هذا الأمر تعقيداً للُّعبة ويساعد على تعليم المرونة العقلية.

نظراً إلى أنَّه من السهل أيضاً تحويل اللعبة إلى لعبة حركية، يُعَدُّ هذا نشاطاً رائعاً متعدد الأهداف؛ على سبيل المثال: "يقول فلان: اقفز إلى أعلى ما تستطيع".

شاهد بالفيديو: 8 طرق لتنمية الذكاء الاجتماعي للطفل

8. نشاط مكعبات الثلج:

قد يكون هذا النشاط فوضوياً، ولكنَّه رائع للتطوُّر الحسي والمهارات الحركية للأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة.

استقبال الحس العميق هو الاسم العلمي للنظام المسؤول عن تعامل الجهاز العصبي مع الجسد، والذي تُنمِّيه المستقبلات العصبية التي تشعر بالمقاومة والضغط والكثير.

جمِّد الماء وضَع فوقه القليل من ملونات الطعام في صواني لصنع مكعبات من الثلج، ثم ضَع مكعبات الثلج الملونة على سطح قوي، ومن الأفضل أن يكون ذلك في الخارج، واسمَح للأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة بتحطيم المكعبات بمطرقة، كما يمكنك أن تطلب من الأطفال القفز فوقهم وتحطيمهم.

يمكن أن يكون هذا النشاط خياراً رائعاً إذا كنتَ تعيش في منطقة مناخها شتوي وترغب في ممارسة النشاطات في الهواء الطلق.

9. الغناء باستخدام حركات اليد:

تمثل النشاطات التي تجمع بين الحركة والغناء طريقة جذابة وإيقاعية لحرق بعض الطاقة، ولكنَّها مفيدة أيضاً في تطوير القدرات المعرفية والمهارات الحركية لدى أطفال مرحلة ما قبل المدرسة، وتساعد الألحان البسيطة عقول الأطفال الصغيرة على التركيز في النشاط، ومن المرجَّح أن تبقى عالقة في أذهانهم لبقية اليوم.

10. اللعب غير المنظم مع الأطفال الآخرين في مرحلة ما قبل المدرسة:

أحياناً تكون أفضل طريقة لتعزيز تطور أطفال مرحلة ما قبل المدرسة هي عدم التدخُّل في لعبهم، وتقول فرايزر: "أتذكَّر أنَّني رأيت 3 أطفال في مرحلة ما قبل المدرسة يقودون دراجات ثلاثية العجلات على مسار متعرِّج في الهواء الطلق. لقد وضع الأطفال قواعد الطريق الخاصة بهم واتَّبعوها، وكانوا يضحكون عندما يصطدمون ببعضهم بعضاً، ويُغرِّمون مَن يخالف حدود السرعة، ثم ذهبوا إلى محل البقالة، ولقد كان من الممتع مراقبة الخيال والتواصل الذي أضافوه إلى نشاطهم البدني، فقد طوروا المهارات الاجتماعية للتفاوض واستمتعوا بلحظاتهم معاً، واستخدموا حركات الجسم بالكامل؛ وذلك لأنَّهم تعلموا ما يمكن لأجسادهم فعله وما لا يمكن فعله، ولم يكُن لديهم أي توجيه أو نهي من الكبار، لقد كانت تجربة رائعة بالنسبة إليهم".

في الختام:

إذا كان لديك أطفال صغار في حياتك، فإنَّ فهم مراحل تطورهم هو طريقة هامة يمكنك من خلالها مساعدتهم على التطور والنمو، وإذا كنتَ مولعاً بتنمية الأطفال، فربما يجب عليك قضاء المزيد من الوقت مع المتعلمين الصغار.