10 أفكار سامَّة تقتل سعادتك دون أن تشعر

يمكن أن تكون أفكارنا مدمِّرة جداً، فحالة مزاج سيئ تلوَ الأُخرى، تُنشِئ طاقة سلبية، ومثل السم، تتسرَّب الأفكار السلبية إلى مجرى الدم، وتصيب ببطء ما تبقَّى من السعادة، وبعد أن يتلوَّث جسمك بالتفكير السلبي، لا يوجد علاج لتطهير نفسك من السم الذي حقنته في ذاتك، لكن يمكنك الشفاء.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "جورج مورتيمر" (George Mortimer)، والذي يحدِّثنا فيه عن 10 أفكار سامَّة تقتل سعادتك.

تقبَّل الحقيقة:

الخطوة الأولى لتغيير أفكارك هي إدراك مدى قوتها؛ إذ يمكنك التحكُّم بأفكارك لتقودك إلى أماكن مُذهلة، لكن إذا أصبحت ضحيَّة للتفكير السلبي، فلن تتَّجه إلى أي مكان، وهذا شعور مُروِّع، فطوال سنوات نشأتي التي قضيتها في التفكير في مدى صعوبة الحياة، سألت عن سبب استمرار هذه الأشياء الفظيعة في الحدوث لي وليس لأصدقائي، ولقد استغرق الأمر وقتاً طويلاً لأدرك أنَّني كنت أُسمِّم حياتي بالسلبية فقط، وكان العلاج الوحيد هو تغيير أفكاري لأصبح شخصاً إيجابياً.

فالمشكلة هي أنَّ معظمنا لا يلاحظ التفكير السلبي الذي يقتلنا ببطء، وإذا كنت لا تستطيع الاعتراف به، فكيف ستتعلَّم أن تتغيَّر؟ ولذلك توصَّلتُ إلى قائمة بأكثر 10 أفكار سامَّة تسمِّم حياتك حتى تتمكَّن من التعرف إليها والقضاء عليها من حياتك:

1. التعامل مع كل شيء كأنَّه حقك:

كثير من الناس يتجوَّلون وكأنَّ العالم مدين لهم بمعروف، ويرون نعمة الحياة ليست جيدة بما فيه الكفاية، فدعونا نوضِّح هذا؛ لا يحق لك الحصول على أي شيء، فالحقيقة هي أنَّك مُنحت الفرصة للعيش على هذا الكوكب، ولا يوجد شيء يمكنك القيام به لتسديد هذه النعمة الكبيرة جداً؛ إذ يُسمِّي "دان سوليفان" (Dan Sullivan)، مؤلِّف كتاب "قوانين النمو مدى الحياة" (Laws Of Lifetime Growth)، هذا الموقف بعدم الاستحقاق، لا تتعامل مع كل شيء كأنَّه حقك والحياة ستتجاوز توقعاتك، فتخلَّ عن التوقعات وشاهد كيف أنَّ كل ما تحتاجه موجود أمامك مباشرةً.

2. الجينات السيئة:

يقول الدكتور "محمد أوز" (Mehmet Oz): "الجينات هي التي تحمل السلاح، ونمط حياتك هو الذي يطلق الرصاص"؛ إذ إنَّ تقييد نفسك بسبب حمضك النووي هو طريقة أخرى للقول إنَّك كسول جداً.

فهناك استثناءات قليلة؛ إذ يؤدي وجود 12 كروموسوم الذي يسبِّب "متلازمة داون" دوراً هاماً في قدرات الفرد، على الرَّغم من وجود أُناس رائعين تمكَّنوا من التغلُّب عليها، لكن تحميل جيناتك الضعيفة مسؤولية قدراتك العقلية ليس أكثر من مجرد عذر، والشيء الوحيد الذي تحتاج إلى معرفته عن الجينات هو أنَّها تؤدي دوراً في حياتك، ولكنَّها ليست العامل الرئيسي، فإذا كنت تريد شيئاً بشدَّة، فإنَّ جيناتك لا تضع حدوداً للوصول إلى أقصى إمكاناتك.

3. الحظ السيئ:

في كتاب المؤلف "نابليون هيل" (Napoleon Hill)، "فكِّر وازدد ثراءً" (Think & Grow Rich)، يناقش مبدأ الاقتراح التلقائي، فعندما تُخبر نفسك بنفس الشيء أكثر من مرة، يعتقد عقلك الباطن أنَّه صحيح؛ بمعنى آخر عندما تستمر في التعبير عن مدى سوء حظك، فإنَّ عقلك الباطن يحوِّل هذا الاعتقاد إلى حقيقة، وليس من قُبيل المصادفة أنَّ الأشخاص الأكثر حظاً هم الذين يتحدَّثون عن مدى حظهم، وأولئك الذين لديهم حظ سيئ يلومون سوء الحظ على إخفاقاتهم؛ إذ تصبح الأفكار حقيقة، فاحذر ممَّا تظهره أفكارك في العالم.

شاهد بالفديو: 6 أمور تسرق منك السعادة إياك والقيام بها

4. الاهتمام برأي الآخرين:

يقول الفيلسوف اليوناني "أرسطو" (Aristotle): "لتجنُّب النقد، لا تقل شيئاً ولا تفعل شيئاً ولا تكن شيئاً"، فمن الطبيعة البشرية السعي إلى الحصول على استحسان الآخرين، فعندما يتقبَّلنا الآخرون نشعر بالرضى عن أنفسنا، فلا بأس بأن ترغب في أن يحبَّك الآخرون، لكن ليس على حساب من أنت وما تؤمن به؛ إذ يخشى كثيرون من الاعتراض، لأنَّهم يخشون إيذاء مشاعر شخص ما، وبدلاً من ذلك قرَّروا محاولة إرضاء جميع الناس باستثناء أنفسهم، فمهما كان حدِّد موقفك، فقف مع ما تؤمن به، ولا تتخذ موقفاً لمجرد أنَّك تريد أن تكون محبوباً.

5. انتظار الوقت المناسب:

يقول الكاتب "نابليون هيل" (Napoleon Hill): "لا تنتظر، فلن يكون الوقت مناسباً أبداً"، فهناك كثير من الأسباب التي تجعل الناس يفشلون في الوصول إلى أهدافهم، لكن ليس هناك ما هو أكثر شيوعاً من انتظار الوقت المناسب، فلا جدوى من انتظار اللحظة المثالية، لأنَّه لم يكن هناك أبداً لحظة مثالية لملاحقة أحلامك أكثر من الآن، فكلما طال انتظارك زادت صعوبة البدء، وابتعدت تلك اللحظة المثالية، وكلما بدأت في وقت مبكِّر، كان لديك وقت أطول للوصول إلى أهدافك والاستمتاع بالرحلة قبل أن تنتهي.

إقرأ أيضاً: 7 أشياء يجب عليك التوقف عنها حتى تحقق أهدافك

6. تمني امتلاك المزيد:

المزيد من المال، أو الخبرة، أو الوقت، أو أيَّاً كان، لن يأتي شيء بالجلوس والتمنِّي أن يكون لديك، فبدلاً من إهدار طاقتك في القلق بشأن كل ما لديك، ليس عليك التركيز على ما لديك، لأنَّك لا تحتاجه للبدء بالقدر الذي تعتقده.

فامتلاك العقلية المناسبة تستحق أكثر من كل المال والخبرة في العالم مجتمعين، فامنح شخصاً ما كل المال والوقت الذي يحتاجه، وإذا لم يكن لديه العقلية المناسبة، فسيظل يفشل؛ إذ إنَّ قوة عقلك هي الشيء الوحيد الذي تحتاجه للبدء، فلا تدع العوامل الخارجية تقيِّدك في الوصول إلى أهدافك.

7. ليس خطئي:

من السهل نَسب الفضل لأنفسنا عندما تسير الأمور على ما يرام، وإلقاء اللوم بعيداً عن نفسك عندما تحصل أي مشكلة؛ إذ تأتي السعادة في تحمُّل أخطائك، فبدلاً من إلقاء اللوم على شخص آخر، تحمَّل مسؤولية الخطأ بنفسك، وعندما يحدث شيء جيد، اعترف بأولئك الذين ساعدوك وامنحهم التقدير الذي يستحقونه، فمن خلال إلقاء اللوم وإعطاء الفضل عندما يحين الوقت، ستبني علاقات قوية مع الآخرين الذين ستزداد رغبتهم في مساعدتك دائماً.

8. الحياة سيئة:

ليس هناك جملة أصدق ممَّا يأتي: "الحياة هي ما تصنعه"، ومع حدوث عديد من الأشياء المدهشة في العالم كل يوم، من الصعب تخيُّل الحياة سيئة جداً، فمن دون حياة لا يوجد شيء؛ لا تجارب ولا مشاعر ولا وقت، فالحياة هي أعظم شيء يحدث لنا جميعاً، وتتمثَّل الخطوة الأولى لإنشاء أكثر حياة مدهشة يمكنك تخيُّلها في تغيير طريقة تفكيرك إلى حب الحياة التي تعيشها، فلا يوجد بديل يُقارَن بهبة الحياة، فالحياة سبب وجيه كافٍ للاستيقاظ كل يوم وتقديم كل ما لديك.

9. لست كفؤاً:

نحن نقع ضحية الاعتقاد بأنَّنا لسنا أذكياء بما يكفي، بسبب الأفكار التي يزرعها المجتمع في رؤوسنا عن كيف ينبغي أن نكون، فلقد تدرَّبنا على الاعتقاد بأنَّنا لسنا جيدين بما فيه الكفاية، لكنَّ هذا أبعد ما يكون عن الحقيقة، فخذ لحظة للتفكير في مسار حياتك، فهل أنهيت دراستك؟ هل لديك وظيفة؟ هل لديك أحلام ورغبات؟ هل أنت بصحة جيدة؟

لا يمكنك تغيير تأثير المجتمع، لكن يمكنك تغيير رد فعلك، فلديك كل ما تحتاجه لتكون شخصاً سعيداً وناجحاً، ولا يمكن لأي قوة خارجية أن تمنعك من أن تصبح ذلك الشخص.

إقرأ أيضاً: الكفاءة الذاتية: أنواعها وطرق قياسها

10. ماذا لو فشلت؟

يقول "نابليون هيل": "قبل أن يأتي النجاح في حياة أي شخص، من المؤكَّد أنَّه سيواجه هزيمة مؤقَّتة"، وأكثر الأفكار تدميراً التي تسمِّم أذهاننا هي خوفنا الشديد من الفشل، فلقد طوَّرنا عقلية مفادها أنَّه إذا فشلت مرة فسوف تُعرف إلى الأبد بالفشل، ولقد أصبح من الغريزة تجنُّب الفشل بأي ثمن، ولن تتمكَّن من تجنبه، فسواء اخترت السعي وراء أحلامك، أم أن تسلك الطريق الآمن، يظلُّ الفشل احتمالاً.

إنَّ الفشل أمر لا مفرَّ منه، فهو طريقة الكون في تحديد مدى إرادتك في الوصول إلى رغباتك، والفارق الوحيد بين شخصٍ فشل والفاشل الحقيقي هو أنَّ الفاشل يقبل الهزيمة ويستسلم إلى الأبد، لذلك عندما تواجه الفشل تقبَّله وتحرَّك للأمام، فلا أحد يستطيع تغيير أفكارك أو التحكُّم بها ما لم تسمح له بذلك.

إنَّ الشخص الوحيد الذي لديه القدرة على تسميم عقلك هو نفسك، والشخص الوحيد الذي لديه القدرة على علاج نفسك من المعاناة هو نفسك، فالقرار بين يديك، ولديك عقلٌ لاتخاذ القرار، وسواء أسأت استخدامه أم فقدته أم عرفت كيف تستخدمه، لا تَقُل أبداً أنَّه ليس لديك خيار؛ إذ يبدأ التغيير من منظور سلبي إلى منظور متفائل باتخاذ قرار واعٍ لتغيير أفكارك الآن.

المصدر




مقالات مرتبطة