10 أشياء يجب ألا تقولها لنفسك أبداً

عندما كنت طالباً جديداً في المدرسة الثانوية وأجد صعوبة في العثور على طريقي، وضع شخص مجهول رسالةً في خزانتي في أحد الأيام، تقول الرسالة: "لا تدعهم يؤثرون في تفكيرك، أنت لست مملاً أو مخبولاً أو غريب الأطوار، أنت نتاج أشياء كثيرة ومبدع وأذكى من كلماتهم التافهة، وللعلم أنت أيضاً أكثر جاذبية بكثير مما تظن وأكثر قيمة مما تعطي نفسك".



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب "مارك كرنوف" (Marc Chernoff)، ويُحدِّثنا فيه عن تجربته في الدعم الذاتي.

لم أكتشف مطلقاً من كتب الرسالة، لكن أياً كان فقد غيِّر حياتي، ومنذ ذلك اليوم غيَّرتُ طريقة حديثي مع نفسي، على وجه التحديد.

توقفت عن قول الآتي لنفسي:

1. "أنا لست جيداً بما يكفي حتى الآن":

قد تظن أنَّك لست جيداً بما يكفي؛ لكنَّك ستفاجئ نفسك إذا واصلت المحاولة، فماضيك لا يحدد من أنت؛ لكنَّه يجهزك للشخص الذي ستصبح عليه، وما يحدد شكل شخصيتك في النهاية هو كيف تنهض بعد سقوطك، لا تخف أبداً من منح نفسك فرصة لتكون كل ما تستطيع أن تكونه، انسَ أمر الكارهين ولا تقلِّل أبداً من قيمة نفسك وما أنت قادر على فعله، التميز هو أن تحب حينما يظن الآخرون بأنَّ المحبة ليست ضرورية، وأن تحلم حينما يظن الآخرون بأنَّ الأحلام غير عملية، وأن تجازف حينما يظن الآخرون بأنَّ المجازفة غير آمنة، وأن تفعل ما يفوق المعقول.

2. "يجب أن أكون على مستوى توقعات الآخرين":

تذكَّر أنَّه من الأفضل دائماً أن تكون في أسفل السلم الذي تريد تسلقه بدلاً من أن تكون في قمة السلم الذي لا تريد تسلقه، السعادة والنجاح يتمحوران حول قضاء حياتك على طريقتك الخاصة، كن على طبيعتك دائماً، وامش في طريقك الخاص، لا أحد يستطيع أن يخبرك أنَّك تفعل ذلك فعلاً خاطئاً؛ فكل شخص لديه أحلامه وصعوباته الخاصة ومسار مختلف ذو معنى بالنسبة إليه، أنت كما أنت لسبب ما.

إذا انتهى بك الأمر إلى عيش حياة مملة وبائسة؛ لأنَّك تجاهلت نفسك واستمعت بدلاً من ذلك إلى أحد والديك أو معلمك أو شخص ما على التلفزيون يخبرك كيف تعيش حياتك، فلا تلم أحداً غير نفسك، تذكَّر فقط أنَّ التصرف الأكثر ذكاءً وشجاعة هو ببساطة التفكير بنفسك والاستماع إلى حدسك، في النهاية من الأفضل أن تموت على طريقتك بدلاً من أن تعيش مثلما يتصور شخصٌ آخر أنَّك يجب أن تعيش.

3. "ما يفكرون به ويقولونه عني هام":

ماذا ستفعل إذا كنت تعلم أنَّ لا أحد سينتقدك؟

لا تدع الآخرين يسحقون أحلامك، افعل مرة واحدة فقط ما يقولون إنَّه لا يمكنك فعله، ولن تنتبه أبداً إلى سلبيتهم مرة أخرى، لا تبتعد عن هؤلاء الأشخاص السلبيين فقط؛ بل اهرب بأقصى ما تستطيع، تحدث الأشياء الجيدة عندما تنأى بنفسك عن السلبية وأولئك الذين ينشرونها.

في الحقيقة لا أحد لديه الحق في أن يحكم عليك، وقد يكون الناس قد سمعوا عنك؛ لكنَّهم لا يستطيعون الشعور بما تمر به وإنَّهم لا يعيشون حياتك؛ لذا انسَ ما يقولونه عنك وركِّز على ما تشعر به حيال نفسك وافعل ما تعرف في قلبك أنَّه صحيح.

شاهد بالفيديو: 8 أشياء لا تحتاج إلى موافقة الآخرين للقيام بها

4. "أحتاج إلى تقدير الآخرين لأفعالي لكي أشعر بأنَّها ذات قيمة":

افعل ما تعلم أنَّه صحيح، النزاهة هي فعل الشيء الصحيح بصرف النظر عن أي شيء آخر، وحتى عندما لا يعرف أحد ما إذا كنت قد فعلت ذلك أم لا؛ فالحياة دائماً تعرف كيف تحقق التوازن، لا تتوقع استرداد كل ما تقدمه ولا تتوقع تقديراً لكل جهد تقوم به ولا تتوقع أن يُقدَّر لطفك على الفور أو أن يفهم حبك كل شخص تقابله.

ما يبدو أنَّه الشيء الصحيح الذي يجب القيام به قد يكون أيضاً أصعب شيء ستقوم به على الإطلاق، لكن عليك فعله على أي حال، لا توجد سعادة أو راحة بال حيث توجد نية سيئة؛ لذا اسعَ دائماً إلى الإخلاص التام لأفكارك وأقوالك وأفعالك، وإذا كان شيء ما خطأ فلا تفعله، وإذا كان غير صحيح فلا تكرره؛ بل افعل ما تظن أنَّه الشيء الصحيح الذي ينبغي لك فعله، وافعل الشيء الصحيح حتى عندما لا يراك أحداً، وكن أحد الأشخاص الذين يصنعون فرقاً حقيقياً في العالم من خلال تركه أفضل قليلاً وأكثر صحة مما كان عليه.

إقرأ أيضاً: لماذا عليك التوقف عن السعي إلى نيل قبول الآخرين؟

5. "لقد فات الأوان بالنسبة إلي":

لا تدع الأمس يسرق حاضرك ولا تحكم على نفسك من خلال ماضيك، فأنت لم تعد تعيش هناك، دع الماضي في حال سبيله وانضج وامضِ قدماً، فكلَّما زاد عمرنا وحكمتنا بدأنا في إدراك ما نحتاج إليه وما نحتاج إلى التخلي عنه، في بعض الأحيان يكون الابتعاد بمنزلة خطوة إلى الأمام، وفي أحيان أخرى تكون الاستراحة من الروتين هي بالضبط ما تحتاج إليه، فما لم تحاول إتقان شيء يتجاوز ما تعرفه بالفعل، ستشعر بأنَّك عاجزٌ إلى الأبد.

لا تضيِّع دقيقة أخرى في الندم على ما فعلته بالأمس، وابدأ بفعل ما عليك فعله الآن كي لا تندم غداً على ما فعلته اليوم، لم يفُت الأوان بعد وإذا كنت تشعر كذلك فهذه مجرد مخاوف داخلية تكذب عليك، لكن تذكر أنَّ الخوف لا يوجد في أي مكان إلا في عقلك، ومن الصعب أن تتبع قلبك؛ لكنَّ الكارثة أن تدع أكاذيب الخوف توقفك.

6. "يجب أن أعرف كل شيء":

هل يختار الإنسان طريقه أم أنَّ الطريق يختار من سيمشي عليه؟ صدِّق أو لا تصدق، أحياناً الخيار الثاني هو ما يحدث.

في بعض الأحيان تكون أعظم الأحلام التي تتحقق هي الأحلام التي لم تكن تعرفها من قبل، يتعلق الأمر باستكشاف الحياة بعقل منفتح، فلا توجد منعطفات خاطئة في الحياة، طرق لم تكن تعلم أنَّك من المفترض أن تمشي فيها فقط، ولا يمكنك أبداً أن تعرف ما ينتظرك، يمكن أن يكون كل ما حلمت به، وقد يكون شيئاً بلا قيمة، وتستمر في المضي قدماً، ثم في يوم من الأيام تنظر إلى الوراء وتدرك أنَّك صعدت إلى قمة أجمل جبل.

7. "ليس لدي ما يكفي لأكون إيجابياً وممتناً":

الدنيا يومان، يوم لك ويوم عليك، ومع ذلك يعد كل يوم فرصة ذهبية للتعلم والامتنان والتأثير إيجابياً في العالم حولك، لا تطلب الرضى الفوري؛ بل اطلب الصبر لتقبل إحباطاتك الحالية، ولا تطلب الكمال في كل ما تفعله؛ بل الحكمة في عدم تكرار أخطاء الماضي، ولا تطلب مزيداً قبل أن تقول: "شكراً" على كل شيء تلقيته بالفعل.

تذكَّر أنَّ كل شيء في الحياة مؤقت؛ لذلك إذا كانت الأشياء جيدة، استمتع بها لأنَّها لن تدوم إلى الأبد، إذا كانت الأمور سيئة، فلا تقلق لأنَّها لن تدوم إلى الأبد أيضاً؛ لأنَّ الحياة ليست خالية من التوتر في الوقت الحالي فقط لا يعني أنَّك لا تستطيع الضحك، ولأنَّ شيئاً ما يزعجك لا يعني أنَّك لا تستطيع أن تبتسم أيضاً؛ فالحيلة هي أن تكون ممتناً عندما يكون مزاجك صافياً ومرناً عندما يكون سيئاً.

إقرأ أيضاً: 6 نصائح لتحقيق الامتنان في حياتك

8. "يجب أن تكون حياتي أسهل وخالية من الاضطرابات":

التحديات الكبيرة هي ما تجعل الحياة ممتعة، والتغلب عليها يجعل الحياة ذات معنى، إنَّ الطريقة التي تتعامل بها مع الفشل والاضطرابات العديدة هي التي تحدد مستوى نجاحك وسعادتك، اضحك على أخطائك وتعلَّم منها، ألقِ النكات عن مشكلاتك واستجمع القوة منها واستمتع بالتحديات التي تواجهها ثم اقهرها.

عندما تتقبَّل الاضطرابات العاطفية في الحياة فإنَّها ترتفع وتبلغ ذروتها، ثم تنهار مثلما تتلاشى الأمواج المتلاحقة على الشاطئ، كل موجة تغسل طبقة قديمة منك وتُظهر كنوزاً لم تتوقعها من قبل، وتذهب قلة الخبرة ويحل محلها الوعي ويذهب الإحباط ليحل محله الصمود وتذهب الكراهية ليحل محلها اللطف، وليس من السهل بالتأكيد مواكبة هذه الموجات والاضطرابات من التجربة العاطفية؛ لكنَّ إيقاع الاضطراب العاطفي الذي تتعلم مواكبته في أثناء القيام بذلك طبيعي ومفيد وجيد؛ إذ يتركك الاضطراب في النهاية أقوى وأكثر صحة.

9. "لا أستطيع أن أسامحهم":

الغفران وعد، فعندما تسامح شخصاً ما فإنَّك تقطع وعداً على نفسك بعدم استخدام الماضي غير القابل للتغيير ضد ذاتك الحالية، المسامحة لا تعني أنَّ ما حدث كان مبرراً تماماً، ولا يعني بالضرورة أنَّ هذا الشخص يجب أن يظل موضع ترحيب في حياتك؛ لكنَّه يعني ببساطة أنَّك قد تصالحت مع الألم، وأنَّك على استعداد للتخلي عنه والمضي قدماً في حياتك.

الغفران ليس له علاقة بتبرئة مجرم من جريمته؛ بل بتحرير نفسك من عبء أن تكون ضحية، التخلي عن الألم وتحويل نفسك من ضحية إلى منتصر.

شاهد بالفيديو: 15 قول عن التسامح والغفران

10. "أنا وحيد":

لا يمكنك النجاح وحدك ولا أحد منا يستطيع، لهذا السبب فأنت والحمد لله لست وحدك أبداً كما قد تشعر أحياناً، فمعظمنا يخوض المعركة نفسها إلى جانبك، قد تشعر بالوحدة في بعض الأحيان؛ لكنَّك لست وحدك من يشعر بها.

قد تمر بمشاعر معينة مثل عدم تمكُّنك من النوم بسبب قلقك على شخص يعنيك أمره، أو إيجادك صعوبة في الحفاظ على قوتك بعد أن خذلك شخص ما، أو شعورك بالرفض لأنَّ شخصاً ما لم يهتم بك بما يكفي للبقاء، أو الإحجام عن تجربة شيء جديد خوفاً من أن تفشل، لا يعني أيٌّ من هذا أنَّك غريب أو مختل؛ بل يعني فقط أنَّك إنسان، وأنَّك بحاجة إلى القليل من الوقت لاستجماع قواك وضبط مشاعرك.

بصرف النظر عن مدى شعورك بالحرج أو الشفقة حيال وضعك، الآخرون يعانون المشاعر نفسها، فعندما تسمع نفسك تقول: "أنا وحيد تماماً"، فإنَّ عقلك يحاول إيهامك بكذبة فقط، ويوجد دائماً شخص يعاني ما تعانيه، ربما لا يمكنك التحدث إليه على الفور؛ لكنَّه موجود وهذا كل ما تحتاج إلى معرفته الآن.




مقالات مرتبطة