10 أشياء يتميز بها الأشخاص المحظوظون

هل تعلم أنَّ اليوم قد يكون يومَ سعدك، إنَّها ليست مسألة مصادفة؛ بل تتعلَّق باختيارك، فالأشخاص المحظوظون هم أشخاصٌ عاديون يفكِّرون ويتصرفون بطرائق تجلب حظاً سعيداً إلى حياتهم، وإليك ما يفعلونه بأسلوب مختلف:



1. يحافظون على عقليةٍ هادئةٍ ومنفتحةٍ وواعيةٍ:

استطلعت دراسةٌ أجراها عالم النفس الدكتور "ريتشارد وايزمان" (Richard Wiseman) مجموعةً من الأشخاص لمعرفة من يعدُّون أنفسهم محظوظين أو غير محظوظين، وأعطى "وايزمان" جريدةً لكلٍّ من "المحظوظين" و"غير المحظوظين" وطلب منهم الاطلاع عليها وإخباره بعدد الصور الموجودة فيها، هذا كل ما في الأمر، لم يكن الحظ في أذهانهم؛ بل مجرد مهمَّة سخيفة.

وجد أنَّ غير المحظوظين استغرقوا دقيقتين وسطياً لعدِّ الصور كلها، في حين حدَّد المحظوظون الرقم في ثوانٍ قليلة، كيف يمكن للمحظوظين أن يفعلوا هذا؟ لأنَّهم لاحظوا رسالةً في الصفحة الثانية مفادها: "توقف عن العد، ثمَّة 43 صورة في هذه الجريدة"، فلماذا لم يرَ غير المحظوظين هذه الرسالة؟ لأنَّهم كانوا مصرين جداً على عدِّ الصور كلها لدرجة أنَّهم أغفلوا تلك الرسالة.

عندما يركِّز الناس على مهمة واحدة ويتجاهلون الاحتمالات الأخرى كلها فإنَّهم يهدرون الفرص التي قد تكون هامَّة، إنَّ المحظوظين أكثر هدوءاً وانفتاحاً، ومن ثمَّ فهم يرون الأمور كما هي حقاً، بدلاً من رؤية ما يبحثون عنه فقط، أمَّا غير المحظوظين فيفعلون العكس؛ إذ يذهبون إلى الحفلات بهدفٍ وحيد؛ وهو العثور على شريكهم المثالي، ومن ثمَّ يضيعون فرصة تكوين صداقات جيدة أو مقابلة أشخاص قادرين على مساعدتهم في حياتهم المهنية، إنَّهم يتصفحون الصحيفة بحثاً عن وظائف محددة، ويغفلون فرص عمل كبيرة.

في الموقف ذاته عندما يلتقي المحظوظون ويدردشون مع أشخاص آخرين يكونون هادئين ومتأهبين لجميع الفرص من حولهم، يرى المحظوظون ما هو موجود حقاً، بدلاً من محاولة العثور على ما يريدون رؤيته بالضبط.

في العالم الواقعي ستلقى فرصاً في كل مكان من حولك، ولكن إذا كنت ضيق الأفق فلن تكتشف أيَّاً منها؛ إذ يسمح لك ذلك الهدوء والانفتاح برؤية تلك الفرص واستثمارها قدر الإمكان.

2. يثق المحظوظون بحدسهم لاتخاذ قرارات ناجحة:

يعرف الأشخاص المحظوظون متى يكون القرار صائباً، إنَّهم يثقون بأنفسهم لاتخاذ القرار، فإذا كان القرار خاطئاً يتعلَّمون الدرس، ثمَّ يعدلون استراتيجيتهم، وأيضاً يُعِدُّ غير المحظوظين قراراتهم السيئة مجرد دليل آخر على أنَّ الفشل مُحتَّم عليهم دائماً.

يناقش الدكتور "وايزمان" في كتابه "عامل الحظ" (The Luck Factor) دراسة أخرى أجراها؛ إذ أجاب فيها أكثر من مئة من المحظوظين وغير المحظوظين على استبيان قصير يرتبط بدور الحدس في حياتهم، وهو الإحساس الغريزي والفضولي بأنَّ شيئاً ما قمنا به للتو أو على وشك القيام به صحيح أو خاطئ، وتبيَّن أنَّ الحدس عاملٌ هام في الحظ؛ إذ إنَّ حدس المحظوظين ومشاعرهم الغريزية كانت صائبة غير مرة، وأيضاً غالباً ما تجاهل الأشخاص غير المحظوظين حدسهم وندموا على قراراتهم لاحقاً.

3. يلاحظ المحظوظون الأشياء البسيطة ويحلون المشكلات الصغيرة:

يشتكي كثيرٌ من المبتكرين اليوم من أنَّ جميع الأفكار الكبيرة يجري العمل عليها حالياً ولم يتبقَّ شيء جديد للقيام به، ولكن ليس عليك التفكير فقط في المشاريع الضخمة التي تبدو في الغالب بعيدة المنال، كل الأفكار العظيمة لم تبدأ على الأرجح بخطة أو مشروع ضخم؛ بل بدأت بمحاولة حل مشكلة بسيطة، غالباً ما تبدأ أكبر الإنجازات بدايةً متواضعة، ولكن لا يدرك كثير من الناس ذلك.

خذ على سبيل المثال المراحل الأولى لنشأة شركات كبرى مثل "غوغل" (Google)، من المؤكد أنَّ مؤسسي "غوغل" لم يهدفوا في البداية إلى تنظيم جميع معلومات العالم؛ بل بدؤوا بحل بعض المشكلات الصغيرة، ثمَّ وسَّعوا أهدافهم ببطء.

شاهد بالفيديو: 8 عادات للأشخاص المحظوظين

4. يُعِدُّ المحظوظون إخفاقاتهم فرصةً للتعلم والنمو:

كل شيء في الحياة درس، كل شخص تقابله، وكل ما تصادفه، وما إلى ذلك، فهم جميعاً جزء من رحلة التعلم المستمرة التي نسميها "الحياة".

لا تنسَ أبداً تعلُّم الدرس، فإذا لم تحصل على الوظيفة التي تريدها، أو إذا لم تنجح تلك العلاقة؛ فهذا يعني فقط أنَّ ثمَّة شيئاً أفضل في انتظارك، والدرس الذي تعلمته للتو هو الخطوة الأولى نحو ذلك؛ إذ يتعلَّم المحظوظون من أخطائهم، عندما يعرقل الحظ السيئ سعيهم نحو أهدافهم فإنَّهم يستكشفون طرائق أخرى لحل المشكلة، ويستفيدون من سوء حظهم.

غالباً ما يُركِّز غير المحظوظين على أخطاء الماضي، ويلومون الحظ السيئ الذي تسبَّب في وضعهم الحالي، ولكن تذكَّر أنَّ جزءاً كبيراً من الحظ هو مسألة اختيار، استفد من جميع الدروس التي تعلمتها لاتخاذ قرارات مدروسة وجلب الحظ إلى حياتك في المستقبل.

5. يُقدِّرون ما لديهم الآن:

عندما تقدِّر ما لديك فإنَّ قيمته ترتفع، فإذا واظبت على الشعور بالامتنان فإنَّ العالم يريد أن يمنحك المزيد والمزيد، انظر جيداً إلى الواقع من حولك؛ فكثير من الناس غير محظوظين جداً، سواء أدركت ذلك أم لا فإنَّ لديك بعض الأشياء المدهشة في حياتك، معظمنا لديه أفراد عائلة وأصدقاء وأحباء يحبوننا، فتعلَّم أن تقدِّر هذه المعجزة، ويتمتَّع معظمنا بصحة جيدة، وهذه معجزة أخرى، ومعظمنا لديه عيون يمكن من خلالها الاستمتاع بالطبيعة وغروب الشمس وكل الجمال من حولنا، ولدى معظمنا أذنان يستطيع من خلالهما الاستمتاع بأجمل الأصوات، وهي واحدة من أعظم المعجزات على الإطلاق، كن ممتناً لكل من هذه الأشياء.

خصِّص وقتاً كل يوم لتشكر الحياة على كل ما قدمته لك، وتشكر الآخرين على ما قدموه لك، وكن ممتناً دائماً.

إقرأ أيضاً: 6 نصائح لتحقيق الامتنان في حياتك

6. يسعى المحظوظون إلى تحقيق أهدافهم كل يوم دون كلل:

كلما عملت بجد أكثر أصبحت أسعد حظاً، لا تنتظر أن تنجح الأشياء من تلقاء نفسها؛ لأنَّ هذا لن يحدث إذا واصلت فعل ما تفعله سوف تحصل على النتيجة نفسها دائماً، في حين يقرِّر كثير منا في مرحلة ما خلال مسار حياتنا أنَّنا نريد إيجاد شغفنا، إلا أنَّ قلةً قليلة منا فقط تسعى خلفه حقاً؛ لأنَّ السعي يعني أن تُكرِّس نفسك تماماً للهدف الذي تتمناه، فمعظم الناس لا يتصرفون حقاً بناء على قراراتهم، أو في أحسن الأحوال، نتظاهر بذلك ونعمل بلا روحٍ ودون بذل جهدٍ حقيقي.

إذا أردت حظاً سعيداً في حياتك يجب أن تكون على استعداد لبذل كل ما لديك من طاقةٍ وجهد كل يوم بلا تراخٍ؛ إذ يقول الرئيس الأمريكي السابق "بنجامين فرانكلين" (Benjamin Franklin): "الاجتهاد هو أساس الحظ الحسن"، قد يتطلَّب تحقيق أهدافك وأحلامك كثيراً من العمل؛ لذا كن مستعداً لذلك.

7. يساعدون الآخرين عندما يكونون قادرين:

من المستحيل أن تساعد شخصاً دون أن تحظى بقليل من المساعدة في أثناء ذلك، فإنَّ القول المأثور "كما تدين تدان" صحيح حقاً في جميع مناحي الحياة، ولن يأتيك الخير إلا عندما لا تتوقعه على الإطلاق، في الحياة يحصد الإنسان ما يزرع؛ لذا تذكَّر أنَّ الحظ غالباً ما يأتي على هيئة مساعدة عندما تكون في أمسِّ الحاجة إليها، وأفضل طريقة للحصول على المساعدة عندما تحتاج إليها هي مساعدة الآخرين الآن.

عندما تساعد الآخرين لا تتوقع شيئاً في المقابل، استمتع فقط بمساعدة هذا الشخص وبناء علاقة شخصية أقوى؛ فمن المرجح عندها أن يقف ذلك الشخص بجانبك في لحظات العسر.

8. يرى المحظوظون الجانب المشرق من كل شيء دائماً:

إنَّهم يدركون احتمال أن تكون الأمور أسوأ بكثير؛ فمثلاً تُظهِر الأبحاث أنَّ الرياضيين الأولمبيين الذين يفوزون بميداليات برونزية يكونون عادةً أكثر سعادة من هؤلاء الحاصلين على الميداليات الفضية؛ وذلك لأنَّ الحائزين على الميداليات الفضية يظنُّون أنَّهم لو أدوا أداءً أفضل قليلاً لكانوا قد فازوا بميدالية ذهبية، وأيضاً يُدرك الحاصلون على الميداليات البرونزية أنَّهم ما كانوا ليفوزوا بأي شيء على الإطلاق لو كان أداؤهم أسوأ قليلاً.

إنَّ التحلي بعقلية إيجابية ومتفائلة أمر ضروري إذا أردت أن تصبح أكثر حظاً، فإذا كنت متشائماً وكئيباً طوال الوقت فإنَّك لن تعيش في حياتك إلا البؤس؛ لكنَّ العكس صحيحٌ أيضاً؛ فعندما تُركِّز على الأحداث السلبية في حياتك فقط فلن ترى إلا التعاسة فقط، ولكن عندما تركِّز على الأحداث الإيجابية ستصبح أسعد وأكثر حظاً.

من خلال التحكُّم بأفكارك يمكنك التحكم بحظك وحياتك، يمكنك على سبيل المثال الاحتفاظ بمفكرة الحظ؛ إذ تُدوِّن فيها في نهاية كل يوم الأشياء الإيجابية والمحظوظة التي حدثت، وبمجرد أن تعتاد رؤية الجانب المشرق سيصعب عليك رؤية جانبٍ آخر.

شاهد بالفيديو: 7 طرق سهلة تساعدك على كتابة حظك بيدك

9. يستمتع المحظوظون بالتجارب الجديدة ويخاطرون بحذر:

إذا أردت أن تنعم بمزيد من الحظ فعليك أن تغامر قليلاً؛ إذ يميل الأشخاص غير المحظوظين إلى اتباع الروتين؛ فيسلكون الطريق نفسه من وإلى العمل كل يوم، ويتحدثون إلى الأشخاص نفسهم في المناسبات الاجتماعية، ويعيشون الروتين نفسه يوماً بعد يوم، وأيضاً يحاول الأشخاص المحظوظون تنويع النشاطات في حياتهم؛ فهم مغامرون؛ لكنَّهم يخاطرون بحذر، ويتحركون باستمرار في مواجهة المجهول.

عندما تخاطر قليلاً فإمَّا أن تنجح أو تتعلم شيئاً؛ لكنَّك ستربح في الحالين، خاطر حتى لو لم تعرف التفاصيل كلها، وتذكَّر إذا لم تتصرف أبداً فلن تكتشف شيئاً، وسوف تعيش الحياة التعيسة نفسها إلى الأبد.

إذا كنت تحتاج إلى بعض الدافع فيمكنك لعب لعبة النرد، اكتب قائمةً بست تجارب جديدة، أو أشياء لم تفعلها من قبل؛ لكنَّك لا تمانع في تجربتها، قد تكون بعض التجارب بسيطةً، وقد يكون بعضها الآخر أكثر خطورةً، اكتب قائمةً ورقِّمها من 1 إلى 6، ثمَّ ارمِ قطعة نرد ونفِّذ التجربة، يا لها من طريقة ممتعة للمخاطرة وعيش تجاربٍ جديدة وربما التمتع بمزيدٍ من الحظ في حياتك.

إقرأ أيضاً: 14 سبباً يدفعك إلى تجربة أشياء جديدة في الحياة - (الجزء الأول)

10. يؤمن المحظوظون بأنفسهم:

في جميع مناحي الحياة للأفكار الإيجابية قدرةٌ على أن تصبح نبوءات تحقق ذاتها، فيؤمن الأشخاص المحظوظون بقدرتهم على تحقيق النجاح، وقد أظهرت الدراسات أنَّ التوقعات الإيجابية للمديرين وثقتهم بموظفيهم لها تأثير إيجابي عميق في إنتاجية الموظفين ومعدل نجاحهم، كما أنَّ المديرين الذين يؤمنون بأنفسهم يحفِّزون الأشخاص من حولهم على تقديم أداءٍ جيد والإيمان بأنفسهم أيضاً، في حين أنَّ أولئك الذين لديهم توقعات منخفضة يجعلون من حولهم يائسين وغير منتجين.

تحفِّز الأفكار الإيجابية والتوقعات الكبيرة الأشخاص المحظوظين أيضاً على المثابرة حتى في مواجهة الشدائد الكبيرة؛ ممَّا يساعدهم على الوصول إلى خط النهاية، في حين يعود المتنافسون الآخرون أدراجهم إلى خط البداية.

في الختام:

أولئك الذين يتحمَّلون مسؤولية حياتهم وأفعالهم يعرفون أنَّهم يستطيعون جلب الحظ بأنفسهم؛ لذلك عش كل يوم مؤمناً بنفسك وقدرتك على أن تكون محظوظاً، وسوف تصبح كذلك مع مرور الوقت.




مقالات مرتبطة