9 نصائح رئيسية لبناء شبكات الأعمال الفعالة

يتميَّزُ عالم الأعمال اليوم بأنَّهُ مزدحمٌ جدَّاً، ومعقَّدٌ نوعاً ما، ويحتاجُ إلى علاقاتٍ متنوعة، فلم يعُد بإمكان الشَّركات أو الأفراد أن يعتمدوا على العلاقات الشخصيَّة أو المحدودة والضيِّقة فقط ليُحقِّقوا النَّجاح المرجو، فالمنافسةُ قويَّةٌ وشَرِسة في كثير من الأحيان.



تؤدِّي شبكات الأعمال الفعَّالة دوراً هامَّاً لتبقى الشَّركة في طليعة المنافسة، وتساعدُ على التعرُّف إلى الأشخاص الجُّدد المُهتمِّين بمجال عمل الشَّركة؛ ليُقدِّموا بدورهم الدَّعم اللازم للشَّركة، فتزيدُ نسبة المبيعات والأعمال.

تساعدُ شبكة الأعمال الفعَّالة الشَّركة على البقاء على اطِّلاع على مختلف الاتِّجاهات الحاليَّة، وهذا يؤدِّي إلى اتِّخاذ أفضل القرارات وأكثرها تماشياً مع الوضع الحالي، ويمكنُ من خلال شبكة الأعمال أيضاً الحصول على المشورة، وهذا المورِد لا يُقدَّرُ بثمنٍ، لا سيَّما بالنِّسبة إلى الشَّركات النَّاشئة.

سنتعرَّف في هذا المقال إلى الاستراتيجيَّات الرَّئيسة لشبكات الأعمال الفعَّالة، وهذا سيساعدك على الحصول على فرص عملٍ هامَّة تُحقِّقُ لك التقدُّمَ الذي تحتاجه في حياتك، سواء أكنت تعمل لحسابك الخاص، أم ضمن شركةٍ ما، فتابع معنا.

ما هي شبكات الأعمال الفعالة؟

شبكات الأعمال الفعَّالة: هي عمليَّة بناء العلاقات المتينة ذات المغزى مع أشخاصٍ مرموقين في مجال عملك، ويمكنُ عن طريقهم تبادلُ فُرَص العمل أو الموارد أو الأفكار، ولا يُشترَطُ أن تكونَ شبكات الأعمال على الواقع، بل يمكنُ بناء شبكات أعمالٍ فعَّالة عبر الإنترنت، أو من خلال مزج الإنترنت بالواقع.

صفات شبكات الأعمال الفعالة:

يجب أن تتوفَّرَ عدَّة صفات رئيسة في شبكات الأعمال الفعَّالة، وهي:

1. الثقة:

لا يمكنُ لأيِّ علاقةٍ أن تنجحَ بغياب الثِّقة؛ لذلك تحتاجُ شبكات الأعمال الفعَّالة إلى ثقةٍ عالية ومُتبادَلة من جميع الأطراف.

2. الاحترام:

يشملُ احترام شخصيَّة الطَّرَف الآخر، وتفكيره، وآرائه وخبراته، واحترام الاختلاف في وجهات النَّظَر.

3. المنفعة المتبادلة:

يجبُ أن تعودَ الشَّبكات بالرِّبح والمنفعة على الجَّميع، فلا تقوم على أخذ أيِّ شيءٍ دون وجود مقابلٍ له.

4. النشاط:

يحتاجُ إنشاء شبكة أعمالٍ فعَّالة إلى بذل الجهد المتواصل؛ للحفاظ عليها، وضمان استمراريَّتها لأطول فترةٍ ممكنة.

5. التركيز:

ينبغي التَّركيز على هدفٍ ما وتحقيقه، فلا يمكنُ السَّعي لتكوين شبكات أعمال فعَّالة دون معرفة الغاية التي يجبُ أن تحصلَ عليها.

نصائح رئيسة لبناء شبكات الأعمال الفعالة:

يمكننا بناء شبكات الأعمال الفعَّالة من خلال اتِّباع مجموعة من النَّصائح، سنذكرُ لك أهمَّها:

1. اعرف أهدافك جيداً:

تعود شبكات الأعمال الفعَّالة - كما ذكرنا في مقدِّمة مقالنا - بكثير من المنفعة على الأطراف المُشاركة؛ لذلك لا يمكنُ السَّعي إلى تكوينها قبل تحديد ما الذي تريده منها، هل هو عملاءٌ جُدد؟ أم تريدُ علاقاتٍ مع شركاءِ عمل؟ أو الحصول على فرص عمل جديدة ومميَّزة؟

تساعدُك الأهداف على تحديد الاستراتيجيَّات التي عليك اتِّباعها، وكذلك تُحدِّدُ الجُّمهور المُستهدَف، وتُحدَّدُ الأهداف بناءً على ذلك، فربَّما يكونُ المُستهدفون صانعي القرار في عملك، وربَّما يكونون أصحاب شركاتٍ مُعيَّنة، أو مُنظَّمات وجمعيَّات مُهتمَّة وذات صلة، فإذا أردتَ بناء علاقاتٍ مع العملاء أو العملاء المحتملين، يجب أن تُركِّزَ على حضور المناسبات والأحداث الصناعيَّة مثلاً، أمَّا إذا أردتَ التَّواصل مع مُحترفي الأعمال، فيمكنُ أن تنضمَّ للجمعيَّات والمُنظَّمات ومُجتمعات الإنترنت التي ينتمون إليها، وفي حال أردتَ الحصول على فرصة عملٍ جديدة، فيمكنُ حضور المعارض، والتَّركيز على التَّواصل مع صُنَّاع القرار.

2. شارك:

يجبُ أن تبحثَ عن مختلف الأماكن التي تجمعك بالمستهدفين بعد تحديدهم، سواء أكانوا أفراداً أم مُنظَّماتٍ وأحداثاً صناعيَّة وتجاريَّة وما شابه، فاشترِك في مجموعات التواصل الاجتماعي التي تجمعهم، ويمكن أن تُرسِلَ بريداً إلكترونيَّاً لهم، أو تتواصَلَ معهم مباشرة، فتعُرِّفُ بنفسك، وتعبِّرُ عن رغبتك في التحدُّث معهم.

يمكنُ أن يسهمَ الانضمامُ إلى منظَّماتٍ تُعنى بمجال عملك في تعريفك بمحترفين في مجالك المهنيِّ دون تخطيطٍ سابق؛ لذلك انضَم للمجتمعات التي يُحتمَلُ أن تُقدِّمَ لك فرصاً مهنيَّةً هامَّة، مثل: المعارض التجاريَّة، أو مجموعات شبكات الأعمال المحليَّة، أو مجموعات الخرِّيجين من الاختصاص ذاته، أو ندوات وفعاليَّات غرف التِّجارة.

3. استعد للتقديم:

يجبُ أن تكون مستعدَّاً للبدء في تكوين علاقة مع أشخاصٍ من جمهورك المستهدف عندما تجدُ الفرصة المُناسبة للتحدُّث إليهم، وذلك من خلال فتح أحاديثٍ تلفتُ نظرهم نحو اهتمامك بنفس المجال المهني الذي يحترفونه، واستعِد للاستماع الفعَّال الذي يُكسبُك ثقةَ الشَّخص المُتحدِّث، وكذلك استعِد لإخبارهم القليل عن عملك وأفكارك وتطلُّعاتك المستقبليَّة؛ ليتمكَّنَ الطَّرَف المقابل من تكوين صورةٍ أوليَّةٍ شاملة عنك، فيقرِّر التقرُّبَ منك، ويُفضَّلُ استثمار الفرصة في طرح الأسئلة المُميَّزة والمفتوحة، والتي تتركُ المجالَ أمام الشَّخص للتحدُّثِ عن أفكاره بحريَّةٍ أكبر، كما يُفضَّلُ أن تراقبَ لغةَ جسدِه؛ لتتمكَّنَ من التعرُّفِ إلى شخصيَّته، وفي الوقت ذاته ركِّزْ على لغة جسدك؛ لتُقدِّمَ أفضل صورةٍ عن نفسك.

4. كن نفسك:

لا تُحاوِل أن تنسُبَ لنفسك صفاتٍ وأحلاماً ووجهات نظرٍ لا تُمثِّلكَ؛ لأنَّ تلك المعلومات الخاطئة التي تُقدِّمها للآخرين لا بدَّ أن تُكشفَ بمرور الزَّمن، وهذا الأمر كفيلٌ بإبعادهم، لذلك كُن أصيلاً، وأظهِر نفسك كما هي، ولا نقصدُ هنا أن تُظهرَ عيوبك وصفاتك السلبيَّة ونقاط ضعفك، بل يمكنك العمل على تغييرها لتصبحَ إيجابيَّة، ولا تتسبَّب بإبعاد الناس عنك.

5. كن كريماً:

ينبغي أن تُظهِرَ الصِّفات الإيجابيَّة والأصيلة وصدق النَّوايا من خلال تقديم يد العون عند الحاجة، ومساعدة الآخرين دون انتظار مقابل لذلك، ويمكنُ أن تُقدِّمَ رأياً يُظهرُ خبرةً ووجهةَ نظرٍ يفتقر لها الطَّرف الآخر، أو يمكن تعريفه بأشخاصٍ جُدد ومنظَّماتٍ ومُجتمعاتٍ تساعدُه على التقدُّم في مجاله المهني، وقد تستطيعُ تقديمَ المساعدة لحلِّ مشكلاته بالدَّعم المعنوي فقط، والذي يُعدُّ قيِّماً جدَّاً في لحظات الخوف والانكسار والسَّعي إلى النَّجاح، وربَّما يشعرُ الطَّرَف الآخر بأنَّكَ كريمٌ ومفيدٌ؛ لكونك قدَّمتَ له كتاباً نافعاً، أو دعوته لمتابعة موقعٍ معيَّن، أو حضور ندوةٍ هامَّة عبر الإنترنت، وهذا يترك انطباعاً إيجابيَّاً لديه يدفعه لجعل العلاقة معك دائمة.

6. كن نشيطاً:

لن تأتي الفرص إليك إلا إن سعيتَ نحوها، وبناءً على ذلك فأنت بحاجة للمُثابرة المستمرَّة، والتي تشملُ الاهتمام بالآخرين ضمن شبكتك، وذلك من خلال تلبية دعواتهم لحضور الأحداث الهامَّة، وتقديم التهنئة، والتَّواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ لتوطيد العلاقات قدر الإمكان، وتساعدُ هذه الجُّهود على استمراريَّة شبكة الأعمال الفعَّالة، وتحقيق أهدافك.

شاهد بالفيديو: 10 نصائح للتشبيك في مجال الأعمال، كيف تُنمِّي شبكتك المهنية؟

7. كون علاقات شخصية:

تُعدُّ العلاقات الشخصيَّة مُفتاحاً حتى في شبكات الأعمال، ومن الضُّروري الاجتهاد؛ لتحويل العلاقة من علاقة عملٍ بحتة إلى علاقةٍ شخصيَّة تتعرَّف من خلالها إلى حياة الآخر، ومناسباته الشخصيَّة، واهتماماته، وهواياته، وحاوِل قضاء الوقت معه بعيداً عن العمل.

يُعدُّ تكوين الصَّداقات هامَّاً لاستمرار العمل بالطَّريقة المُثلى، ولكن حاوِل جاهداً ألَّا تُدخلَ العمل كثيراً إلى الحياة الشخصيَّة؛ لكي لا يشعر الطَّرَف الآخر بالاستياء، أو يعتقد بأنَّكَ تقرَّبتَ منه لمصالح شخصيَّةٍ فقط، بل يجبُ أن يشعرَ بأنَّكَ تصلحُ لأن تكونَ صديقاً أيضاً، فكثير من علاقات العمل تحوَّلت لصداقةٍ استمرَّت لسنوات طويلة، وأثمرَت كثيراً من الإنجازات المُميَّزة التي حقَّقَت أهداف الجميع.

8. استمتع:

تُقدِّمُ الحياة للإنسان كثيراً من الأوقات والفُرَص ليستمتعَ بها، فلا تُفكِّر في العمل فقط في أثناء السَّعي إلى توطيد العلاقات في شبكة الأعمال الخاصَّة بك، فكثيراً ما تكون شبكة الأعمال مُمتِعةً إن تمكَّنتَ من معرفة الميزات فيها؛ لذلك أظهِر القليل من العواطف والتفاعل مع الجميع، واستمِع لتجاربهم بحبٍّ وتعاطفٍ، ولا تُشعِرهم بأنَّكَ تسعى للحصول على الفائدة المهنيَّة فقط عند الاستماع لقصصِهم المُفرِحة أو المُحزِنة.

إقرأ أيضاً: بناء شبكة العلاقات المهنية أهميتها وفائدتها ومراحل عملها

9. وسع عملك عبر الشبكات الاجتماعية:

يمكنُ أن تستخدمَ شبكات التواصل الاجتماعية بعناية ودراية، فتوسِّعُ عملك الفردي أو الجَّماعي، وتُظهِرُ تميُّزكَ وقربكَ من الجُّمهور، فتكتسبُ السُّمعةَ الجيِّدة الواسعة.

يبدأُ ذلك بفتح حساباتٍ على مختلف المنصَّات باسم مشروعك الشَّخصي، وحاوِل التَّعريف به، وتوحيد الهويَّة بين جميع الحسابات، وركِّز على نشر محتوى قيِّم من مقالاتٍ وفيديوهات وصور تتعلَّقُ بعملك؛ لتكون أكثر واقعيَّة، وركِّز أيضاً على استخدام عناوين جذَّابة؛ لتلفتَ الانتباه وتجذبَ الجُّمهور للمتابعة، ومن الضُّروري المُتابعة والنَّشاط على المواقع من خلال قراءة ما يكتبه الجُّمهور، والرَّد على مختلف الأسئلة والرَّسائل التي يُرسلها المتابعون والمهتمُّون بعملك، فيمكن أن يكون ذلك بدايةً لتكوين علاقة عملٍ هامَّة جداً تدفعُك خطوات نحو الأمام.

إقرأ أيضاً: 11 خطوة لتوسيع نطاق الأعمال التجارية

في الختام:

تُحقِّقُ شبكات الأعمال الفعَّالة كثيراً من الفوائد لأصحاب الأعمال والشَّركات، فمن خلالها يمكنُ الوصول إلى الأهداف، وتحقيق الطُموحات بأفضل طريقة، وهذا يجعلُ أصحاب الأعمال يسعون لتكوينها.

لقد قدَّمنا في مقالنا أهمَّ الاستراتيجيَّات التي يمكن اتِّباعها؛ لتكوين شبكات أعمالٍ فعَّالة، وتبدأ تلك الاستراتيجيَّات من تحديد الأهداف، ثمَّ معرفة الإنسان لما يريد فعله، وتحديد السُّبُل لتحقيق الأهداف، كما يحتاجُ بناء شبكات الأعمال الفعَّالة أن يكون الإنسان مستعدَّاً للتَّقديم، ونشيطاً؛ لتستمرَّ العلاقات على الأمد الطَّويل، وذلك من خلال الاهتمام بجميع الأحداث العمليَّة الخاصَّة بالآخرين، وتقديم المساعدة عند اللُّزوم، والعمل على تكوين علاقاتٍ شخصيَّة تسهمُ في توطيد العلاقات العمليَّة، ويحتاجُ أيضاً للاعتماد على مواقع التَّواصل الاجتماعي في توسيع الأعمال ودائرة المعارف، وينبغي على الإنسان التَّعامل بصدقٍ وشفافيَّة، والاستمتاع بالأحداث والعلاقات كافَّة دون التَّركيز على المصالح المهنيَّة فقط.

انفوغرافيك: 9 نصائح فعالة لبناء شبكات الأعمال الفعالة

9 نصائح فعالة لبناء شبكات الأعمال الفعالة




مقالات مرتبطة