اسأل، واسأل، واسأل، حتَّى تثق بأنَّك تفهم تماماً؛ ولا تنتظر حتَّى تُخفق، بل اطرح الأسئلة وابحث عن الإجابات أولاً.
"تخلق الأسئلة الجيدة حياةً جيدة؛ فالناجحون هم مَن يطرحون أسئلةً أفضل، ونتيجة لهذا فإنَّهم يحصلون على إجاباتٍ أفضل" – أنتوني روبينز (Anthony Robbins).
إذاً، ما الأسئلة الجيدة التي ينبغي أن تسألها؟ إليكَ بعضها:
1. لماذا أقوم بذلك؟
إنَّه لمن الهامِّ أن نفهم السبب وراء كلِّ ما نقوم به، وسواءً أكان ذلك هدفاً أم مَهمَّةً أم عادةً أم مشروعاً، فيجب أن يكون السؤال الأول الذي تطرحه على نفسك: "لماذا أفعل ذلك؟"؛ فقد يكون فهم السبب وراء هذه الإجراءات حافزاً هائلاً لك.
2. ما النتيجة المرجوَّة؟
لن يكون بوسعك أن تخطِّط لكيفية الوصول إلى هدفك دون أن تكون واضحاً بشأن النتيجة المرغوبة؛ لذا حدِّد ما تحاول إنجازه بالضبط، وما سيبدو عليه ذلك؛ فالوضوح أمرٌ أساسي، فنادراً ما تتحقَّق الأهداف الغامضة. بالمقابل، تحقِّق الأهداف المحدَّدة والملموسة نجاحاً أكبر.
3. متى يكون الموعد النهائي؟ وهل توجد نقاط تحقُّقٍ دورية؟
اعرف متى يجب إكمال الإجراء أو المشروع، وانتبه إلى أيِّ مراحل أو مواعيد نهائيةٍ مؤقتةٍ طوال فترة عملك.
إذا كنت تعرف كم من الوقت عليك العمل، فيمكنك التخطيط بشكلٍ أفضل، مع مراجعة ما فعلته سابقاً، وتخصيص الوقت اللازم لذلك.
4. ما هو دوري؟
فهم دورك أمرٌ بالغ الأهمية؛ فهل أنت أشبه بملكة نحل، أم بنحلةٍ عاملة؟ هل أنت باحث، أم متواصل؟ هل أنت منسق فريق، أم مُخطِّط؟ إنَّه لمن الهامِّ معرفة الدور الذي تلعبه، حتَّى تتمكَّن من مواءمة أفعالك معه؛ فإذا كانت مَهمَّةً فردية، فأنت على الأرجح مسؤول عن كلُّ ما سبق.
5. مَن المسؤول عن أيِّ مهام أو مشاريع؟
يرتبط هذا بدورك، ولكن بطريقةٍ ملموسةٍ وأكثر تحديداً؛ لذا حدِّد المهام المحدَّدة التي تتحمَّل مسؤوليتها شخصياً.
عليك معرفة من يحافظ على المساءلة، فربَّما تكون أنت الشخص الذي يكون الآخرون مسؤولين عنه؛ لذا حدِّد مسؤولياتك.
6. هل لدي مقاييسٌ أو شكلٌ من أشكال القياس؟
ضع مقياساً للنجاح، بحيث يمكنك تحديد تقدُّمك؛ وإذا عيَّن شخصٌ آخر المقاييس، فاعلم ما هي، وما إذا كانت مرنة.
7. ما الحواجز أو العقبات المحتملة؟
نواجه دائماً عوائق على طول الطريق حتَّى نهايته؛ ولكن مع ذلك، يمكن التغلُّب على الصعوبات بسهولةٍ أكبر في حال تمكَّنا من الاستعداد لها.
ليس من الممكن دائماً التحضير لذلك، وغالباً ما تكون العواقب غير متوقعة بطبيعتها؛ ولكن إذا حاولت على الأقل توقُّع انتكاساتٍ محتملة، فغالباً ما يمكن حلُّها بسرعة.
8. ما هي الموارد المتاحة؟
انتبه إلى الموارد المتوفرة، وكن على درايةٍ بعدد الأشخاص المعنيين الذين يمكن الوصول إليهم والاعتماد على مهاراتهم، وكن صادقاً بشأن الوقت الذي يمكن الالتزام به، وافهم أيضاً ما إذا كانت هناك قيودٌ مالية.
9. ما مدى أهمية هذا المشروع أو المَهمَّة؟
تُحدِّد أهمية أيِّ هدفٍ أو مشروعٍ مقدار الاهتمام والجهد الذي يستحقَّانه، حيث تُنقَل العناصر ذات الأولوية الأكبر إلى أعلى القائمة، بينما يمكن -غالباً- نقل المهام الأقلِّ أهميةً إلى أسفل القائمة. وإذا كان المشروع يؤثِّر في ربحية الأعمال أو صحة الفرد ورفاهيته، فعادةً ما يحصل على أعلى أولويةٍ ممكنة.
10. ما الذي يمكنني فعله لكي أكون أكثر فعالية؟
ضع استراتيجياتٍ تساعدك لتكون أكثر كفاءةً وإنتاجية، واعمل على تحسين جودة عملك من خلال استخدام أدواتٍ مفيدةٍ وفعَّالة؛ لأنَّ تحسين المهارات التنظيمية يعزِّز الفعالية إلى حدٍّ كبير. لذلك، تعلم كيف تكون مميزاً.
في الختام:
إنَّ طرح الأسئلة أداةٌ قيِّمةٌ في كلِّ مجالٍ من مجالات العمل والحياة، ومن الممكن أن تُحدِث هذه الاستراتيجية -التي كثيراً ما يُغفِلها الناس- الفارق بين النجاح والفشل.
عندما يتضِح ما نحاول إنجازه، ولماذا نريد إنجازه؛ تكون لدينا فرصةٌ أفضل بكثيرٍ لتحقيق النتيجة المرجوة. وعلى نحوٍ مماثل، عندما نربط بين أفعالنا وما هو متوقَّع منَّا، يصبح بوسعنا أن نلبِّي مسؤولياتنا بشكلٍ أفضل.
وأخيراً، إذا كنَّا نخطط ونُعِدُّ لعملنا؛ فيمكننا الاستفادة على أفضل وجهٍ من المهارات والموارد المتاحة لنا لتحقيق أكبر قدرٍ من النجاح.
أضف تعليقاً