التعرّف على بطارية الكمبيوتر المحمول:
هناك نوعان رئيسيان من البطاريات المستخدمة في أجهزة الكمبيوتر المحمولة:
- بطاريات "ليثيوم أيون" (lithium-ion).
- بطاريات "ليثيوم بوليمر" (lithium-polymer).
على الرغم من أنها تقنيات مختلفة، فإنها تعمل بشكلٍ عام بنفس الطريقة، وتولد الطاقة من خلال تدفق حركة الالكترونات. هذا التدفق المستمر ضروريٌّ أيضاً للمساعدة في الحفاظ على صحة البطارية.
بالنسبة لكلا النوعين من البطاريات، فإن العبارات التالية صحيحة (على الأقل فيما يتعلق بأجهزة الكمبيوتر المحمولة الحديثة):
- لا يمكن شحن البطارية بشكلٍ زائد: لا يوجد خطرٌ من الشحن الزائد للبطارية إذا تركتها موصولةً بالكهرباء طوال الوقت. بمجرد أن تصل نسبة شحن البطارية إلى 100 في المائة، ستتوقف عن الشحن ولن تبدأ بالشحن مرّةً أخرى حتى ينخفض الجهد إلى ما دون مستوىً معين.
- سيؤدي تفريغ البطارية بالكامل إلى إتلافها: يمكن أن يؤدي ترك البطارية فارغة تماماً لفترةٍ طويلةٍ إلى وضعها في حالة تفريغٍ عميق. يمكن أن يكون هذا التفريغ مميتاً للبطارية، وقد لا تتمكن أبداً من شحنها مرّةً أخرى.
لذا، استناداً إلى ذلك، هل نستنتج أنّه يجب ترك الكمبيوتر المحمول متصلاً بالكهرباء طوال الوقت؟ ليس تماماً.
الأشياء التي تُتْلِف بطاريات الليثيوم:
الحقيقة حول بطاريات الليثيوم هي أنها غير مستقرّةٍ بطبيعتها. وتبدأ بفقدان سعتها التخزينية من لحظة إنتاجها، وهناك العديد من العوامل التي تسرّع من تدهور حالتها الصحيّة. وتشمل هذه العوامل:
- دورات الشحن والتفريغ: كلّ بطاريةٍ لها عددٌ محدودٌ من المرّات التي يمكن شحنها وتفريغها.
- مستوى جهد البطارية: كلما ارتفع مستوى الشحن (يُقاس مستوى الشحن بالفولت لكلّ خلية)، يصبح عمر البطارية أقصر.
- درجة الحرارة العالية، أكثر من 30 درجة مئوية: يمكن أن يسبب هذا ضرراً لا يمكن إصلاحه للبطارية.
إنّ العاملَيْن الأخيرَيْن هما الأكثر أهميّةً بالنسبة لنا. سلّطت دراسة شاملة بواسطة موقع "جامعة البطارية" الضوءَ على الكيفية التي يؤثّر بها كلاً من مستوى الجهد ودرجات الحرارة المرتفعة على تقصير عمر البطارية المعزولة، بل وأكثر من ذلك عند توصيلها بالشحن أيضاً.
1. تأثير مستوى الشحن أو مستوى الجهد على بطاريات الليثيوم:
تشحن بطاريات "ليثيوم أيون" حتى قيمة 4.20 فولت لكلّ خلية من خلايا البطارية، وهو ما يمثل مانسبته 100 في المائة من سعة البطارية وذلك عندما يتمّ شحن جميع خلايا البطارية حتى مستوى 4.20 فولت. سيكون للبطارية عند هذا المستوى عمراً مقدراً بـ 300-500 دورة تفريغ.
كل تخفيض بمقدار 0.10 فولت/خلية في الشحن، يضاعف عدد دورات التفريغ، حتى يتمّ الوصول إلى المستوى الأمثل: 3.90 فولت/خلية، مع دورات تفريغ 2400-4000.
لسوء الحظ، عند الوصول إلى هذا المستوى (3.90 فولت/خلية)، تكون البطارية مشحونة بنسبة 60 بالمائة فقط (أي القدرة الأعظمية لشحن البطارية هو 60% وليس 100%). سيكون وقت التشغيل الذي تعطيه البطارية أكثر بقليل من نصف الوقت الذي تعطيه البطارية السليمة المشحونة بالكامل.
2. تأثير درجة الحرارة على بطاريات الليثيوم:
تحدثنا عن تأثير مستوى الشحن أو مستوى الجهد على سعة وعمر البطارية، وسنتحدّث الآن عن تأثير درجات الحرارة. إنّ درجات الحرارة المرتفعة، المصنفة عادةً على أنّها تزيد عن 30 درجة مئوية، ستُقَصّر من عمر البطارية بغضّ النظر عن أيّ عوامل أخرى. مجرد ترك الكمبيوتر المحمول في سيارتك بعد ظهر أحد أيام الصيف الحارّة يعتبر فكرةً سيئة للغاية.
وعندما يجتمع تأثير الحرارة المرتفعة وتأثير جهد الشحن العالي معاً، ستكون التأثيرات على البطارية أسوأ.
تُظهِر الدراسة التي أعدّها موقع "جامعة البطارية" أنّ البطارية المخزّنة بنسبة شحن 40% في جوٍّ درجة حرارته 40 درجة سيليسيوس ستشهد انخفاض سعتها الإجمالية إلى 85 في المائة بعد عام.
عندما يتمّ شحن البطارية بنسبة 100 بالمائة في جوٍّ حرارته 40 درجة مئوية، تنخفض استطاعة البطارية الإجمالية إلى 65 بالمائة بعد عامٍ من الاستخدام في هذا الجوّ. بالنسبة للبطارية المشحونة بالكامل (100%)عند درجة حرارة 60 مئوية، تنخفض السعة إلى 60 بالمائة في غضون ثلاثة أشهر فقط.
يبدو أن الدليل أصبح واضحاً:
- سيؤدي الاحتفاظ بالبطارية بشكلٍ دائمٍ بنسبة شحن 100 بالمائة (أي التوصيل الدائم للحاسب بالكهرباء) إلى تقصير عمر البطارية ببطء.
- كما أنّ الاحتفاظ بالبطارية بنسبة شحن 100 في المائة مع تعريضها لدرجات حرارةٍ عاليةٍ سيؤدي إلى تقصير عمرها بسرعةٍ أكبر.
كما علينا أن نتذكّر أنّ درجات الحرارة المرتفعة هذه ليست بيئيّةً فقط. إذ ستؤدي المهام كثيفة الاستخدام للموارد مثل الألعاب أو تحرير الفيديو إلى زيادة مستويات حرارة الكمبيوتر المحمول بشكلٍ كبير، كما أن استخدام الكمبيوتر المحمول على وسادةٍ أو في حقيبةٍ ذات تصميم سيء سيحبس هذه الحرارة داخله أيضاً.
من أجل صحّةٍ أفضل لبطارية كمبيوترك المحمول، من الجيد دائماً إصلاح أيّ خلل يسبب ارتفاع درجة حرارة جهاز الكمبيوتر المحمول.
هل يجب علينا إزالة البطارية من جهاز الكمبيوتر المحمول؟
إذا كانت الحرارة تسبب مثل هذا الضرر لعمر بطارية الكمبيوتر المحمول، فإنّ هذا يطرح سؤالاً آخر. هل يجب علينا إزالة البطارية تماماً عند استخدام الكمبيوتر المحمول موصولاً بطاقة التيار الكهربائي؟
من الواضح أنّ إزالة البطارية من جهاز الكمبيوتر المحمول أمرٌ غير ممكنٍ خاصةً مع تزايد عدد أجهزة الكمبيوتر المحمولة التي تحتوي على بطاريات مختومة ومدمجة لا يمكن إزالتها بدون فك البراغي والغطاء الخلفي للكمبيوتر المحمول كأجهزة ماك مثلاً.
عندما تكون البطارية قابلة للفك والاستبدال، يبدو أن الجواب يختلف من مُصَنّعٍ لآخر. على سبيل المثال: تقول شركة "آيسر Acer" أنّه ليس عليك إزالة البطارية من جهاز الكمبيوتر المحمول عند توصيله بالتيار الكهربائي بشكلٍ دائم، ولكن يجب إزالتها إذا كنت لن تستخدمه لعدة أيام.
عندما أنتجت شركة "أبل Apple" أجهزة كمبيوتر محمولة ذات بطاريات قابلة للإزالة، قامت بتوجيه المستخدمين بعدم إزالة البطارية أيضاً.
يعود كلّ هذا إلى إعدادات "إدارة الطاقة" في الكمبيوتر المحمول. قد يقلّل بعض صانعي أجهزة الكمبيوتر من طاقة وقوة الكمبيوتر المحمول عندما تكون البطارية غير موجودة، تماماً كما يفعل البعض عندما ينخفض مستوى شحن البطارية. يمكن أن يُتركَ لك إزالة البطارية من هذه الأجهزة خياراً كأداءٍ ثانوي لجهازك.
إذا اخترت العمل على جهاز الكمبيوتر المحمول بعد إزالة البطارية، فتأكد من تخزينها بشكلٍ صحيح. وهذا يعني أن تقوم بشحن البطارية ما بين 40 في المئة و80 في المئة، ومن ثمّ يتمّ الاحتفاظ بها في درجة حرارة الغرفة العادية.
هل يجب أن نبقي الكمبيوتر المحمول متصلاً بالكهرباء طوال الوقت؟
هل ترك الكمبيوتر المحمول متصلاً بالكهرباء يضرّ بصحّة البطارية؟ نعم إن ذلك يضرّ بصحّة البطارية. وكذلك يضرّ بصحتها عندما يتمّ شحنها كلّ يوم أيضاً.
الغريب في الأمر، لا يبدو أنّ صانعي الأجهزة والبطاريات ككل قد استقروا على إجابةٍ واحدةٍ للسؤال حول ما إذا كان يتوجّب عليك استخدام كمبيوترك المحمول موصولاً بالتيار الكهربائي فقط أو استخدامه موصولاً بالبطارية فقط:
- لقد رأينا أن شركة "آيسر Acer" توصي بإزالة البطارية عندما لا تستخدمها لعدة أيام.
- أمّا شركة "أسوس Asus" فتقول أنّه يجب عليك استنزاف شحن البطارية حتى يصل إلى 50 بالمائة على الأقل كلّ أسبوعين.
- في حين تقول شركة "ديل Dell" أنه لا توجد مشكلةٌ في ترك الكمبيوتر المحمول متصلاً بالكهرباء بشكلٍ دائم.
- أمّا نصيحة شركة "أبل Apple" -التي تمّ ذكرها- لم تعد موجودةً على موقعها الإلكتروني (إذا أنّها منشورةٌ على موقعها في عام 2008)، ولكن لا يزال بإمكانك قراءتها عبر الإنترنت عن طريق "أرشيف الإنترنت". توصي الشركة بعدم ترك جهاز الكمبيوتر المحمول موصلاً بالكهرباء طوال الوقت. بدلاً من ذلك، تقترح الشركة ما يلي: "المستخدم المثالي هو المستخدم المسافر الذي يستخدم جهاز الحاسب المحمول في القطار، ثم يقوم بتوصيله بالكهرباء في المكتب لشحنه. يحافظ هذا على طاقة البطارية متدفقة...".
إنّ ترك الكمبيوتر المحمول متصلاً بالكهرباء لن يسبب ضرراً قصير المدى للبطارية، ولكن إذا كنت تستخدمه فقط وباستمرار موصولاً على طاقة التيار الكهربائي، فمن شبه المؤكد أنّك ستجد أنّ سعة البطارية قد انخفضت بشكلٍ كبيرٍ بعد عام من الاستخدام. وبالمثل، إذا كنت تستخدمه فقط على طاقة البطارية، فستصبح دورات تفريغ البطارية تحصل بشكلٍ أسرع.
لذا، فإنّ أفضل حلٍّ هو حلٌّ وسطٌ بين الاثنين: استخدام الكمبيوتر المحمول موصولاً على طاقة البطارية في بعض الأيام، والحفاظ عليه متصلاً بالكهرباء في أيامٍ أخرى. وأيّاً كان ما ستفعله، فستحتاج إلى التأكّد من أنّ جهاز الكمبيوتر المحمول لا يسخن كثيراً.
أضف تعليقاً