قالت هيئة الإذاعة البريطانيَّة (BBC): "إنَّ إرشاداتٍ جديدةً للرعاية التلطيفيَّة تُقدَّم إلى مرضى فيروس كورونا".
وقال الدكتور "إيان لاوري" (Iain Lawrie)، رئيس جمعيَّة الطبِّ التلطيفيّ في بريطانيا العظمى وإيرلندا، لـ "بي بي سي": "إنَّ فِرَقَ الرعاية التلطيفيَّة في جميع أنحاء البلاد تعمل معاً لتوجيه الناس وإرشادهم، وإنَّ الفيروس يمكن أن يُغيِّر طريقة تقديم الرعاية التلطيفيَّة في المستقبل".
يصاب غالبية مرضى كوفيد -19 بأعراضٍ خفيفةٍ أو متوسطة، إلَّا أنَّ الفيروس يُعدُّ قاتلاً بالنسبة إلى البعض الآخر.
لم يكن بعض المرضى الذين ماتوا بالفعل بسبب الفيروس في العناية المركَّزة؛ لأنَّ وجودهم فيها لن يُحدِث أيَّ فارقٍ في حالتهم الصحيَّة. لذا جرى الاعتناء بهم في "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" (NHS) في المملكة المتحدة.
التَّخطيط لرعاية متطورة:
تقول الدكتورة "راشيل كلارك" (Rachel Clarke)، الكاتبة والمتخصصة في الرعاية التلطيفية: "من الخطر أن يتملَّكك الخوف، صحيحٌ أنَّنا جميعاً خائفون، ولكن حاول عدم التفكير في مخاوفك. لا داعي للتفكير في الموت، خصوصاً في هذا الوقت العصيب".
المستقبل المجهول بالتحديد، هو ما يجعل هذا الوقت وقتَاً مناسباً للرعايةٍ التلطيفية. يقول الدكتور كلارك: "إنَّ التخطيط للرعاية التلطيفيَّة مصطلحٌ تقنيٌّ، ولكنَّ التخطيط الصحيح هو أن تفكِّر حقاً أنَّ شخصاً عزيزاً عليك قد يموت".
هل أنت من النوع الذي يرغب في الذهاب إلى المستشفى، أو العناية المركَّزة؟ أم أنَّك تريد البقاء في المنزل؟
إذا لم تخطر ببالك هذه الأفكار، وحدَثت حقاً؛ فسيكون الأمر فظيعاً. فإذا أُصيب شخصٌ عزيزٌ فجأةً بالمرض ولم يكن بإمكانه التحدُّث عمَّا يريد، أو أدركت فجأةً أنَّك لا تستطيع معرفة ما الذي كانت تريده أمك قبل أن تموت؛ فلن تعرف ما يجب عليك فعله حينها.
ستُترَك مع مخاوفك التي لن تتمكَّن من التخلُّص منها، لذا من الهامِّ أن تتوقَّع هذه الأحداث، كيلا تجد نفسك في حالةٍ من الذعر، متسائلاً عمَّا كان يريده شخصٌ عزيزٌ عليك قبل موته.
قالت "أدريان بيتيلي" (Adrienne Betteley)، المستشارة المتخصصة في رعاية نهاية الحياة في مركز ماكميلان (Macmillan) لدعم السرطان: "ليس من المبكِّر لأوانه أبداً أن يكون لدينا خططٌ حول الرعاية التلطيفيَّة، لذا نحتاج إلى تشجيع الناس على البدء بالحديث عن رغباتهم في أقرب وقتٍ ممكن".
طرائق جديدةٌ للعمل:
قال الدكتور لاوري: "إنَّ أزمة فيروس كورونا سلَّطت الضوء على نقص الموارد في أدوية الرعاية التلطيفية". وأضاف: "يوجد 60 وظيفةً شاغرةً في المجال الصحي في جميع أنحاء المملكة المتحدة، وعدد الممرضين المتخصصين قليل. وتبحث فرق الرعاية التلطيفية -حالياً- عن طرائق جديدةٍ للعمل مع تفاقم الأزمة، كما أنَّهم يبحثون عن الأدوية البديلة، وطرائق توفير الأدوية التي يمكن أن تعطيها العائلات لمرضاها في حال قرَّر المرضى البقاء في المنزل".
تؤكِّد أزمة فيروس كورونا أنَّنا بحاجةٍ إلى مواجهة هذه الأفكار الصعبة التي غالباً ما نؤجلها، وأنَّه يجب علينا معرفة رغباتنا، وتحديد الأشياء الهامَّة بالنسبة إلينا.
أضف تعليقاً