قرأتها مرة أخرى وعلّقت "عزيزتي إن مرّت عشر سنوات لم يتغيّر فيها شيء في حياتك فأنتِ لست بخير... لستِ بخير أبداً! بل أنتِ في مشكلة حقيقية لم تُفضّلي الاعتراف بها!
أكاد أجزم أنّ كثيرات منّا نحن معشر النساء قد مررن بتلك المرحلة، أن تقف إحدانا أمام المرآة فلا تكاد تتعرّف على نفسها، ليس المقصود الملامح ولا الشكل العام إن أصابه نحول من فرط الحركة أو سمنة من تأثير الهرمونات أو ترهّل و تجاعيد نتيجة التقدّم في السن، المقصود هو أن لا تتعرّف على ذاتها، أن تتساءل من أنا؟ وأن تستنتج: أنا لا أعرفني.
إذا كنتِ تشعرين أنني أتحدث عنكِ أرجوكِ لا تبتسمي و لا تقولي أنّك بخير، فأن تشعري أنّك امرأة أخرى يعني أنّكِ لم تعودي أنتِ و أنّك اليوم لم تَصلي إلى أي شيء تصبين إليه.
هذا يعني أنّك في خضم التطورات الجديدة في حياتك قد تناسيتِ نفسك وأغفلتها وأنّك في حالة تأقلم أشبه بالتفسّخ، هذا يعني أنّ سنوات مرّت و أنتِ في مكانكِ لم تحرّكي ساكناً و عوض البحث عن جلسة تصالحية مع ذاتك تنفضين فيها الغبار عن صورتك القديمة ها أنتِ ذي تضعين مزيداً من المساحيق.
فلتعلمي أنّ ما من أحد غيرك سيعي ما أنا بصدد البوح عنه، و أنّ ما من أحد سيُنبّهك أنّك في قوقعة، بل بالعكس سيُطمئنوكِ أنّه حال جميعهن و أنّها الحياة و مقتضياتها و أنّه يجب عليك التضحية، يكذبون يا عزيزتي! أنتِ اليوم أنضج و أقدر على مجابهة الحياة فلماذا تحفرين قبراً تعيشين فيه؟ وما الذي سيتغيّر إن أخبرتِ الجميع بأنك بخير وأن كل شيء على ما يرام؟ ربما بذلك هم يسمعون ما شاؤوا سماعه فينفضون من حولك و يتركونك تحضرين ابتسامات بلاستيكية و سمايلات تملئين بها عبثاً صفحتك على الفايس بوك.
أضف تعليقاً