هذا هو حال الكثير من الناس الذين يتوقون ليصبحوا أحسن و أفضل و أكثر تميزا، لكنهم مربوطون بحبل من العوائق. فربما يعتقدون أن التغيير يأخذ وقتا طويلا و أن التغيير الفوري يحدث ألما، و لا ينتبهون إلى أنه تمت برمجتهم (أو برمجوا أنفسهم) على تبني قناعات معيقة من خلال ما يسمعون و ما يرون حولهم من تجارب و بالتالي فكلما انغمسوا في أفكار أو عواطف أو سلوكات سلبية إلا و عززوا الروابط العصبية التي تصلها بالدماغ و بالتالي تصبح محتملة التكرار في المستقبل. أنطوني روبنز في كتابه "أيقظ قواك الخفية" يأتي بالحل وفق تركيبة ذكية أسماها 'التكيف الترابطي العصبي'، التي يستطيع أي شخص من خلالها ليس فقط التخلص من العادات السلبية و لكن الإنطلاق إلى قمة التميز و الإبداع إن هو امن بالقوة الجبارة التي يتمتع بها الدماغ البشري و علم كيف يكيف جهازه العصبي بطريقة صحيحة. الخطوات الستة للتكيف الترابطي العصبي هي كالتالي:
أولا: قرر ما تريده بالضبط، و ما الذي يمنعك من التوصل إليه. (ماذا أريد أن أفعل بدل....؟ و ما الذي يمنعني؟).
ثانيا: اربط الألم الشديد بعدم التغيير الان، و الغبطة الشديدة لتجربة التغير الان. (هنا تخلق ترابطا عصبيا جديدا إن سخرت مشاعرك).
ثالثا: عطل الأنماط التي تحد من قدراتك. (هنا تكسر روتينك السابق مثلا عن طريق تخيل صور ساخرة أو كاريكاتورية لك و أنت في خضم عادتك القديمة و بالتالي تحد من القوة الوجودية لدلك النمط في تفكيرك).
رابعا: ابتدع بديلا جديدا يمنحك القوة. (لا يكفي الإقلاع عن عادة معينة و تكسير ترابطها العصبي بل يتعين تعويضها بعادة جديدة إيجابية لتحل محلها).
خامسا: حاول تكييف النمط الجديد إلى أن يصبح عادة ثابتة. (هنا يأتي دور التعزيز الذي يجب أن يكون فوريا. فكلما قمت بنهج الطريقة الجديدة في التفكير أو الشعور أو السلوك إلا و أتبعت ذلك فورا بمكافأة. أيضا، المكافأت يجب أن تكون متنوعة، قد تكون مثلا على شكل رحلة، هدية تقدمها لنفسك، ابتسامة على المراة، أو إربات على كتفك...).
سادسا: اختبر ما أنجزت.(حاول أن ترجع بذاكرتك إلى نمطك السلبي السابق. إن شعرت بغياب الدافع و التشوق إليه، و شعرت بالراحة و أنت في الحالة الجديدة فلقد توفقت في عملية التكييف، أما إن لم تشعر بذلك فارجع إلى الخطوات الخمس السابقة و قم بالمحاولة من جديد.)
إذن، ماذا تعلمنا؟
لقد تعلمنا أن أدمغتنا تعمل بطريقة ترابطية: تربط أنماطنا عصبيا،
وهي أيضا تبحث عن المتعة و تتجنب الألم بغض النظر عما إن كانت العادة مفيدة أو مدمرة لحياتنا،
و أخيرا، تأكد عزيزي أنك تستطيع أن تتغيرإلى الأفضل و تذكر أن "الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".
أضف تعليقاً