سنتحدث في مقالنا اليوم عن أكثر البرمائيات انتشاراً في العالم، وهي الضفادع التي وجد منها أنواع كثيرة، فما هي أنواع الضفادع؟ وكيف هو شكل الضفدع، وصوته؟ وما هي دورة حياة الضفادع؟ سنجيبُ عن هذه الأسئلة في مقالنا، فتابع معنا.
معلومات عن الضفدع:
الضفادع هي فصيلة من البرمائيات تنتشر بكثرة في آسيا وأوروبا ومدغشقر وأفريقيا وحول العالم عامة، ولها أنواع متعددة، وتعد الضفادع من الحيوانات الرياضية؛ لقدرتها العالية على القفز بواسطة الأرجل القوية التي تمتلكها، كما تمتلك معظم الضفادع غدداً سامةً في جلدها، فتحاول من خلالها أن تمنع الحيوانات المفترسة من أكلها.
في كثير من الأحيان تصدر الضفادع رائحة كريهة عند التعامل معها، وتتنفس الضفادع من جلدها؛ ولذلك يمكنها التنفس في أثناء الثبات الشتوي في الوحل وتحت الماء، ويوجد القليل من أنواع الضفادع التي يمكنها إيقاف قلبها تماماً والبقاء على قيد الحياة، وتثبت الضفادع بسهولة في الشتاء؛ لقدرتها العالية على الحفاظ على مستوى عالٍ من "الجلوكوز" في دمها، والذي يحمي أعضاءَ الضفادع الحيوية؛ لأنه يعمل مضاد تجمد، وعندما يصبح الطقس دافئاً تستيقظُ وتعود إلى طبيعتِها السابقة.
1. شكل الضفدع:
يختلف شكل الضفدع باختلاف أنواع الضفادع، وعلى العموم، الضفادع حيوانات فقارية ذات جلد أملس ورطب قادر على امتصاص الماء، وذات جسم قصير ومستدير بلون أخضر أو بني غالباً، والرأس كبير الحجم، والعيون جاحظة، أما الأنف فهو مدبب، والفم كبير وفيه لسان طويل يخرج بسرعة لالتقاط الفريسة، أما الأرجل فهي أربعة منها اثنتان أمامية قصيرة، واثنتان خلفية طويلة، لتساعده على القفز، والفراغات بين أصابعه مغطاة بالأغشية؛ ولذلك هو ماهر في السباحة أيضاً.
لا تمتلك الضفادع آذاناً خارجية، إنما تمتلك دائرة خلف العين تدعى "طبلة الأذن" متصلة بالرئتين، أما الأعضاء الداخلية فتشبه الثديات، وبالنسبة إلى التمييز بين الضفدع الذكر والأنثى، فهو أمر صعب في كثير من أنواع الضفادع، ولكن يتميز بعضها بامتلاك الذكر وسائد لأصابع القدمين يستخدمها للإمساك بالأنثى عند التزاوج، ويتميز بعضها الآخر بأن حناجر الذكور أغمق من الحناجر عند الإناث، وفي بعض الأنواع يسهل التمييز بين الذكر والأنثى من خلال الحجم، مثل الضفادع الأمريكية التي يكون فيها الذكر بحجم أكبر من الأنثى ولديه طبلة أذن أكبر أيضاً.
2. صوت الضفدع:
يطلق على صوت الضفدع اسم "النقيق" ويقال أيضاً "طقطقة"، وتصدر الضفادع الصوت في أوقات مختلفة، فمثلاً: تصدر الذكور أصواتاً لجذب الإناث إليها للتزاوج، وتصدر صوتاً عند القفز في الماء، أو عند التعرض لحيوانٍ مُفترسٍ؛ بهدف جذب مفترسات أخرى فيحدث نزاع بين المفترسات، ويتمكن الضفدع من الهرب، ويتميز صوت الضفدع الذكر عن الأنثى بالتكرار المستمر، وشدة الإيقاع، والكثافة.
3. أين يعيشُ الضفدع؟
تختلف أماكن انتشار الضفادع باختلاف أنواعها، ولكن يمكننا القول إنها تنتشر في جميع بقاع الأرض التي يتوفر فيها الماء الدائم بعيداً عن البيئات الجافة والحارة التي تُفقدها رطوبتها، وهذا ما يجعل الضفادع كائنات ليلية لا تنشط نهاراً؛ حفاظاً على جلدها الرطب من أشعة الشمس.
أنواع الضفادع:
كثيرة هي أنواع الضفادع، إليك أبرزها:
1. ضفدع الأشجار ذو العينين الحمراوين:
يتميز بجسده الأخضر المخطط بخطوط عمودية زرقاء وصفراء على الجوانب، وأقدامه الحمراء أو البرتقالية، وعينيه الحمراء المنتفِخة، ويلقب أيضاً بـ "الضفدع القرد"؛ لقدرته العالية على القفز، فأقدامه مجهزة بوسادات لاصقة تساعد على تسلق الأشجار.
2. الضفدع الأزرق السَّام:
يوجد في الغابات الاستوائية فقط، ويمتلك ظهراً محدباً، وأذرعاً طويلةً، وبقعاً سوداء على الظهر، ويفرز جلده مادةً سامة.
3. الضفدع الأصفر السَّام:
نوع مهدد بالانقراض، ويتميز بعيونه الكبيرة المستديرة، كما أن السم الذي يحتويه جلده كفيل بقتل إنسان، والوحيد المحصن منه هو الثعبان الذي يعد مفترسه الوحيد.
4. ضفدع الطماطم:
يوجد في الغابات الاستوائية الماطرة، جسده ممتلئ، ولونه أحمر يشبه الطماطم الناضجة، ويفرز جسمه مادةً بيضاء تشبه الغراء؛ لردع المفترسات.
5. الضفدع السَّام المُقلِّد:
يضم أنماطاً كثيرة، ولكل منها ألوان مختلفة.
6. الضفدع ذو القرون المُزخرَف:
لونه الأخضر والأحمر يساعده على التخفي في الغابات، ويفترس هذا النوع كل شيء يمكنه التغلب عليه، مثل: القوارض، والسحالي، والضفادع الأخرى.
7. الضفدع المُشعِر:
لدى الذكور منه نمو شعري على الجوانب، ويميزه أيضاً أنه يكسر أصابع قدميه عندما يتعرض للتهديد؛ لتعمل كمخالب، ثم تنمو العظام مجدداً، وتتعافي الأنسجة.
8. الضفدع الهندي:
يمتلك ألواناً زاهية، ومواهبَ غنائية أيضاً.
9. الضفدع الأرجواني:
يوجد في أماكن محددة من الهند، ويعيش مختبئاً، ويظهر خلال موسم التزاوج فقط، ويطعم نفسه تحت الأرض، ويعرف بـ "الضفدع الخنزير" أيضاً.
10. ضفدع الثَّور الأمريكي:
مميز بصوته الذي يشبه صوت البقرة لشدة عمقه، ويتغذى على الفئران، والطيور، والثعابين، والحشرات.
11. ضفدع الحليب البرازيلي:
يتميز بالإفرازات البيضاء السامة التي يطلقها عندما يشعر بالخطر.
12. الضفدع الشرقي ذو البطن الناري:
يتميز بأنه يلتقط فريسته بفمه مباشرةً، لأنه لا يستطيع مد لسانه مثل باقي الضفادع.
ما هي فوائد الضفادع؟
تمتلك أنواع الضفادع جميعها فوائد هامة، ومن أبرزها:
- تساعد الضفادع على تحقيق التوازن في النظام البيئي؛ كونها تتغذى على الحيوانات الصغيرة وخاصةً الحشرات، فهيتساعد على السيطرة على أعداد الحيوانات، وكذلك تعد الضفادع غذاءً لكثير من الحيوانات الأخرى ولا سيما الثعابين والطيور.
- يساعد أكلها الحشرات على نجاح الزراعة في كثير من الأماكن من العالم، كما تقلل من انتشار بعض الأمراض مثل مرض الملاريا.
- جلد بعض أنواع الضفادع يحتوي على مواد تستخدم علاجاً لبعض الأمراض.
- احتلت الضفادع مكانة عند بعض الثقافات فكانت رمزاً للحظ السعيد مثلاً.
كيف تتكاثر الضفادع؟
تتكاثر جميع أنواع الضفادع عن طريق البيوض، فتضع الأنثى الآلاف من البيوض في المرة الواحدة، أما الذكر فيؤدي دوراً هاماً في حراسة البيوض، فقد يحفظهم في كيس في بطنه، أو في فمه، أو ينقلهم إلى مكان آمن، وبعض أنواع الضفادع تبتلع البيوض؛ لتحضنهم المعدة، ثم يطلقهم الضفدع عندما يفقس، وتفقس البيوض بعد فترة من الزمن تتراوح بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
دورة حياة الضفدع:
تتكون دورة حياة الضفدع من عدة مراحل، وهي على الشكل الآتي:
1. البيض:
تبدأ دورة حياة الضفدع بوضع البيوضِ في بداية الربيع، وتكون متجمعة بشكل يشبه الهلام.
2. الشراغيف:
هي يرقات الضفدع التي تخرج عندما يفقس البيض، وتشبه الأسماك أكثر من الضفادع؛ فلا تمتلك أرجلاً، وكذلك تمتلك خياشيم تمكنها من التنفس تحت الماء، ولا تتحرك خلال الأسبوعين الأولين لتتغذى على ما بقي من البيض (صفار البيض)، وعندما ينفد الغذاء يكون الشرغوف قوياً ليتمكن من السباحة تحت الماء، وأكل الطحالب والنباتات، ولا يمكنه القفز إلى اليابسة ومغادرة العالم المائي، ثم تتكون الرئتين وتبدأ الأرجل الخلفية بالنمو، فيميل الشرغوف ليشبه الضفدع، ومرحلة تحول الشراغيف تستغرق تقريباً 14 أسبوعاً.
3. الضفدع الهش أو الصغير:
تنمو الأرجل الأمامية للشرغوف، ويصبح ذيله أقصر، ويستخدم المواد الغذائية المخزنةَ في ذيله غذاءً له؛ فلا يحتاج في هذه الفترة إلى طعام آخر، إلى أن يختفي ذيله فلا يبقى منه إلا نتوء صغير، ويصبح حينها قادراً على القفز إلى اليابسة.
4. الضفدع البالغ:
يستغرق الوصول إلى مرحلة الضفدع البالغ تقريباً من 2 إلى 4 سنوات، ويصبح قادراً على وضع البيوض أو تخصيبها؛ ليعيد دورة حياة الضفدع من جديد.
في الختام:
تعد الضفادع أكثر أنواع البرمائيات انتشاراً، وتعيش في معظم مناطق العالم، وخاصة الرطبة منها قرب مياه البرك والأنهار؛ لتحافظ على جلدها الرطب، وتميز الأرجل الخلفية الطويلة شكل الضفدع، وتساعده على القفز السريع، أما صوته فهو "النقيق" الذي يرتبط بحالات معينة مثل جذب الذكور للإناث.
أنواع الضفادع كثيرة قد ذكرنا في مقالنا أبرزها، مثل: (الضفدع الأزرق السَّام، وضفدع الأشجار ذو العينين الحمراوين، وضفدع الطماطم، والضفدع ذو القرون المُزخرَف، والضفدع المشعر) أما دورة حياة الضفادع فتتلخص في أربع مراحل تبدأ بالبيوض، ثم الشراغيف، ثم الضفدع الصغير، وأخيراً الضفدع الناضج القادر على إعادة دورة حياة الضفادع من جديد، ووجود الضفادع في الحياة ضروري لاستقرار وتوازن النظام البيئي؛ كونه يتغذى على كائناتٍ حية، ويعد غذاءً لأخرى.
أضف تعليقاً