ما هي الرموز التعبيرية (الإيموجي)؟
هي عبارةٌ عن صورٍ صغيرةٍ رمزية، قد تكون ثابتةً أو متحرِّكة؛ وتُمثِّل هذه الصور إمَّا تعبيراً لوجهٍ، أو مفهوماً ما في العالم الشبكي. وتتواجد أشكال الإيموجي على مواقع الشبكات الاجتماعية، وتطبيقات الهواتف الذكية، ومنصَّات المُراسلة الأُخرى، وتُستَخدَم وتُتدَاوَل بشكلٍ كبيرٍ جدَّاً.
ويعود أصل كلمة إيموجي emoji إلى اللغة اليابانية، حيث يرمُز حرف (e) إلى الصورة، وتعني (moji) شخصية، وقد أنشأ "شيغيتاكا كوريتا" (Shigetaka Kurita) أوَّل إيموجي، وهو مصمِّم الواجهات الياباني، حينما حاول أن يتوصَّل إلى حلٍّ لمشكلةٍ كبيرةٍ تُواجهه في أثناء التواصُل عبر الإنترنت، واستمدَّ الفكرة من النشرات الجوية التي كانت تستخدم الرموز والشخصيات اليابانية.
تاريخ الرموز التعبيرية:
ظهرت الرموز التعبيرية (الإيموجي) لأوَّل مرَّةٍ في أواخر التسعينات من القرن الماضي في اليابان، حيث أدخلت شركة اتصالاتٍ يابانيةٍ أوَّل مجموعة رموزٍ تعبيريةٍ للمُساعدة في تسهيل التواصُل الإلكتروني عبر الرسائل، وقد استُوحِي بعضها من "المانغا اليابانية" -اللفظ الذي يطلقه اليابانيون على القصص المصوَّرة- وعلامات الشوارع لمُساعدة مُستخدمي الهواتف المحمولة على قول المزيد، وذلك في حدود الرسائل النصيَّة التي لا تتَّسع سوى ل 250 حرفاً فقط.
وفيما بعد، باتت الاختصارات اللطيفة شائعةً وشعبيةً للغاية، وطوَّرت بعض منصَّات الإنترنت في جميع أنحاء العالم مثل "آي ماسنجر" (iMessenger) و"أم.أس.أن ماسنجر" (MSN Messenger) وغيرها، أيقوناتها الخاصَّة على مدار العقد الأوَّل من القرن العشرين، حيث امتلكت كلُّ منصَّةٍ رموزها الخاصة من الإيموجي.
كانت الرموز التعبيرية في عام 2010 مُقبلةً نحو خطوةٍ كبيرةٍ لتحوُّلها إلى ما يُشبه اللغة العالمية الموحَّدة، حيث اتفقت المنصَّات المُختلفة على معايير موحَّدةٍ تجعل الرموز التعبيرية مقروءةً فيما بينها، وبذلك أصبحت أنظمة التشغيل المُختلفة، مثل: أندرويد وأجهزة آبل، قادرةً على تبادُل الإيموجي فيما بينها.
معاني بعض الرموز التعبيرية (الإيموجي) الأكثر تداولاً:
غالباً ما نستخدم الإيموجي لإيصال فكرةٍ أو شعورٍ ما، لكنَّ المعنى الذي ترمز له في الحقيقة قد يغيب عن ذهننا. وإليكم بعض المعاني التي تُشير لها بعض الرموز التعبيرية:
1. الإيموجي المُبتسم مع دموع الفرح:
يُعدُّ "الإيموجي المُبتسم مع دموع الفرح" من أكثر الرموز التعبيرية استخداماً وأشهرها، ويُستخدَم لإظهار شدَّة الضحك. لذلك، إذا أرسل شخصٌ ما نكتةً مُضحكة، فيمكنك الرد باستخدام هذا الرمز التعبيري.
2. الإيموجي المنتصر:
غالباً ما يُستخدَم هذا الرمز التعبيري عند الشعور بالغضب، إلَّا أنَّه لا يعني الشعور بالغضب، إنَّما يدلُّ على "الانتصار".
3. إيموجي الاتفاق/ عدم الاتفاق (حسناً، نعم):
وتعني هذه الرموز: "مُوافق"، أو "غير موافق"، أو "مسموح وغير مسموح".
4. إيموجي القبلة:
قد يُستخدَم بعض هذه الرموز للدلالة على الصفير لتشابهها في الشكل، إلَّا أنَّها كلَّها تحمل معنىً واحداً وهو "القُبلة".
5. إيموجي الرغبة بالعناق:
قد يستخدم بعض الناس هذا الرمز التعبيري للدلالة على السعادة، إلَّا أنَّه يعني في الحقيقة "الرغبة بالعناق".
6. إيموجي البكاء، وإيموجي الشعور بالنعاس:
يُمكنك ملاحظة قطرة الماء، والتي تجعل كلَّ إيموجي ذا معنى مُختلِف، فتدلُّ الأولى على "البُكاء"، وتدلُّ الثانية على "الشعور بالنعاس".
7. إيموجي الإحراج:
قد يُستخدَم هذا الرمز التعبيري في أغراضٍ مُتعدِّدة، حيث يستخدمه اليابانيون للتعبير عن قدرٍ مُعتدلٍ من "الاعتذار أو الإحراج"، ولكنْ عادةً ما يقوم المستخدمون في أماكن أُخرى باستخدامه عندما يرغبون بالتعبير عن "الارتياح بعد تفادي حدوث موقفٍ سيء".
8. إيموجي الابتسامة، وإيموجي التجهم:
للتفريق بين هذين الرمزين التعبيريين، لاحظ أنَّ شكل العيون السعيدة هو الفارق الوحيد بين هذين الرمزين، حيث يُعبِّر الأوَّل عن "الابتسامة"، ويدلُّ الثاني على التجهُّم.
9. إيموجي الاستراخاء، وإيموجي الخجل:
يميل كثيرٌ من الأشخاص إلى الاعتقاد بعدم وجود فارقٍ بين كلٍّ من الرمزين السابقين، إلَّا أنَّ كلَّاً منهما يحمل معناً مُختلفاً تماماً عن الآخر، فيعني الإيموجي الأوَّل الذي لا يمتلك حاجباً "الاسترخاء"، بينما يصف الثاني "حالة الخجَل".
10. إيموجي الحكمة:
تشمل الرموز التعبيرية أيضاً القردة الثلاثة الحكيمة التي لا ترى ولا تسمع ولا تتكلَّم أيَّ شر، وهي مأخوذةٌ من منحوتةٍ في معبد توشوغو في نيكو.
"وجه بدموع الفرح" كلمة عام 2015 لقاموس إكسفورد الإنكليزي:
"نعم، لأوَّل مرَّةٍ في التاريخ، فإنَّ كلمة هذا العام لقواميس أُكسفورد هي صورة"، كانت هذه كلمات المسؤولين عن منصَّة أُكسفورد الإلكترونية عند إعلانهم عن اختيار "وجهٍ بدموع الفرح" (Face with Tears of Joy emoji) ليكون كلمة العام لسنة 2015 لقاموس إكسفورد الإنكليزي، والذي يَظهَر بشكل إيموجي ضاحكٍ مع دمعتين على خدَّيه يميناً ويساراً، حيث تعاونت المنصَّة مع شركة تكنولوجيا هواتف ذكيَّةٍ تُدعَى "سويفتكي" لمعرفة أشهر أشكال الإيموجي انتشاراً في بريطانيا وعدَّة دُوَل أُخرى، وتوصَّلت النتائج إلى أنَّ وجهاً ضاحكاً حدَّ البُكاء هو الإيموجي الأكثر استخداماً بنسبة نحو 20% من أشكال الإيموجي المُنتشرة.
الرموز التعبيرية (الإيموجي) الأكثر استخداماً:
أوجَد موقعٌ يُدعَى "سمارت ديستناشن" في نهاية عام 2018 طريقةً جديدةً ومُميَّزةً لتصنيف المُدن وساكنيها، من حيث ميلهم إلى الإيجابية والتفاؤل أو إلى السلبية والتشاؤم؛ وذلك من خلال تحليل "الإيموجي" الأكثر استخداماً في المُراسلات والتغريدات من قِبَل سُكَّان هذه المدن؛ حيث حلَّل الموقع بيانات 69 مدينةً حول العالم، مُستخدماً صور الإيموجي والتغريدات والوسوم لتصنيف المُدن الإيجابية والسلبية، ومن ثمَّ نَشَرَ معلوماتٍ مُثيرةً عن هذه المدن والرموز التي تستخدمها على خارطةٍ تفاعلية.
وتوصَّل الموقع إلى أنَّ المُدن الأكثر إيجابيةً وتفاؤلاً وفقاً لهذا التحليل هي كيتو في الإكوادور، وحَصَلَت على نسبة 78%؛ ثمَّ حصلت تايبيه في تايوان ومراكش في المغرب وميلان في إيطاليا وشينناي في الهند على نسبة بلغت 77%، وجاءت هذه المُدن في المراكز من الثاني إلى الخامس (بالترتيب السابق)، بناءً على عدد التغريدات، لتساوي هذه الدول في النسبة.
أمَّا المُدن الأكثر سلبية، فجاءت جوهانسبرغ وكيب تون من جنوب أفريقيا في المركزين الأوَّل والثاني على التوالي، تليهما فيلادلفيا وواشنطن وسان أنطونيو في الولايات المتحدة في المراكز الثالث والرابع والخامس.
أمَّا بالنسبة إلى أكثر الإيموجي استخداماً في العالم فهي:
- الوجه الضاحك مع الدموع أو "وجهٌ بدموع الفرح" وذلك بما يزيد على مليون استخدامٍ لمجموع الدول التي شملها التحليل:
- يليه الوجه الباكي بشدَّةٍ بأربعمئة ألف استخدام:
- ثمَّ رمز القلب بحوالي 315 ألف استخدام:
- أمَّا الوجه المُفكِّر فقد جاء في المركز العاشر بـ 85 ألف استخدام:
كذلك فإنَّه من المثير للاهتمام اختلاف استخدام الشعوب لهذه الرموز التعبيرية (الإيموجي)، فوفقاً لتحليل شركة "سويفتكي" لأكثر من مليار إيموجي:
- يستخدم الفرنسيون إيموجي القلب أربع مرَّات أكبر من المتوسِّط:
- أمَّا العرب فقد استخدموا إيموجي الورود والنباتات أربع مرَّاتٍ أكثر من المُعدَّلات العالمية:
- وفي المُقابل استخدم الروس أنواع الإيموجي الرومانسي ثلاث مرَّاتٍ أكثر من المُعدَّلات العالمية.
- أمَّا الأستراليون فيتصدَّرون في استخدام أنواع إيموجي الأعياد وإيموجي الوجبات السريعة:
الرموز التعبيرية (الإيموجي) الأكثر استخداماً في زمن كورونا:
حلَّل موقع إيموجي بيديا (Emojipedia) -موقعٌ مُختَصٌ بأخبار الرموز التعبيرية وتحديثاتها- في ظِلِّ انتشار جائحة فيروس كورونا المُسمَّى "كوفيد-19"، مجموعةً من 12 رمزاً تعبيريَّاً مُتعلِّقاً بالصحة، لمعرفة أيِّها أكثر ارتباطاً واستخداماً من قِبَل الأشخاص في مُناقشات فيروس كورونا. ووجَدَ الموقع أنَّ الرموز التعبيريّة الأكثر شيوعاً في المُناقشات كان الوجه مع الكمَّامة والجرثومة، بالإضافة إلى رموزٍ أُخرى كالتالي:
- رمز القناع الطبِّي.
- رمز الاشمئزاز.
- رمز التقيؤ.
- رمز العطاس.
- رمز ميزان الحرارة.
- رمز الضمادة.
- رمز سيارة الإسعاف.
- رمز حبَّة الدواء.
- رمز الحُقنة.
- رمز الميكروب.
- رمز الصابونة.
- رمز الإسفنجة.
وقد رَصَدَ الموقع زيادةً ملحوظةً في استخدام رمز الميكروب ورمز الوجه الذي يستخدم القناع الطبِّي، بعد التغطية الواسعة الانتشار لتفشِّي فيروس كورونا، ولاحظ أنَّ نسبةً كبيرةً من التغريدات على تويتر التي تحتوي على هذين الرمزين كانت بالفعل مُرتبطةً بفيروس كورونا، وذلك بنسبة "42% لرمز الميكروب"، و"36% لرمز القناع الطبِّي"؛ أمَّا بالنسبة إلى جميع الرموز التعبيرية الطبية الأُخرى، فقد أشارت صراحةً إلى فيروس كورونا بنسبة 5% أو أقل من التغريدات.
اليوم العالمي للرموز التعبيرية (الإيموجي):
بسبب كون الرموز التعبيرية تحتلُّ أهميةً بارزةً في تطبيقات الدردشة لدى مُستخدميها في جميع أنحاء العالم، فقد جرى تخصيص يوم 17 من شهر يوليو/ تموز من كلِّ عامٍ للاحتفال باليوم العالمي للرموز التعبيرية (الإيموجي) "World Emoji Day"، وتعود فكرة تحديد يومٍ عالميٍّ للاحتفال بالرموز التعبيرية إلى الأسترالي "جيريمي بورغ"، مؤسِّس Emojipedia الموقع الذي يتتبَّع ويحدِّث تعريفات الرموز التعبيرية.
وقد بدأ أوَّل احتفالٍ باليوم العالمي للإيموجي في عام 2014، وأُضِيئَت العديد من المباني الشهيرة حول العالم تعبيراً عن الاحتفال بهذا اليوم، مثل مبنى "إمباير ستايت" الذي أُضِئَ باللون الأصفر، والذي يُعدُّ اللون الرسمي لرموز الإيموجي التعبيرية.
أضف تعليقاً