وفي مذكَّرةٍ للموظفين نشرتها وكالة الأنباء العالمية "رويترز" يوم الأربعاء (02-04-2020)، قال مسؤولو سبيس إكس أنَّ التطبيق يشكو من "مشكلاتٍ كبيرةٍ تتعلَّق بالخصوصيَّة والأمن" تجعله خياراً غير مناسب للشركة التي تعمل في مجال الفضاء. لَمْ تقدِّم شركة سبيس إكس (SpaceX) بديلاً للتطبيق وفق المذكَّرة التي عرضتها رويترز.
وقالت "سبيس إكس" لموظفيها: "نحن نتفهَّم أنَّ الكثير منَّا كانوا يستخدمون هذا التطبيق كأداةٍ في المؤتمرات والاجتماعات، لكنَّنا نرجو استخدام البريد الإلكتروني، أو الرسائل النصية، أو الهاتف؛ كوسيلةٍ بديلةٍ للتواصل".
إنَّها الأخبار الأحدث في سلسلةٍ من الأخبار السيئة لتطبيق "زوم"، والذي نمت حصته السوقيَّة في الآونة الأخيرة بشكلٍ كبيرٍ منذ بدء تفشِّي فيروس كورونا؛ وذلك بسبب ازدياد عدد الأشخاص الذين يعملون من المنزل، والذين يحتاجون إلى التواصل بسهولةٍ أكبر. وفي كثيرٍ من الحالات، أثبت "زوم" أنَّه الخيار الأفضل للشركات والمؤسسات التعليمية.
كان هذا قبل أن يُعلِن الباحث الأمني باتريك واردل (Patrick Wardle) اكتشافه ثغراتٍ أمنيَّةً في التطبيق، والتي تُمكِّن قراصنة الإنترنت من الوصول إلى جهاز المستخدم للتحكُّم بالكمبيوتر، بالإضافة إلى الميكروفون، وكاميرا الويب.
وقال مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) أنَّه كان على درايةٍ بهذه الثغرة الأمنيّة وما توفّره من الوصول غير المصرَّح به إلى الاجتماعات، والفوضى التي تحدث بسبب ذلك التطبيق. وعرض المكتب مجموعةً من المبادئ التوجيهيَّة لإبقاء المؤتمرات واجتماعات الفيديو آمنة.
لم يلحظ أحد من "زوم" ذلك سابقاً؛ حيث قال الرئيس التنفيذي لشركة زوم "إريك يوان" (Eric Yuan) في منشورٍ على مدونته، أنَّ قاعدة المستخدمين اليوميَّة في الباقات المجانيَّة والمدفوعة من التطبيق، قد بلغت 10 ملايين مستخدمٍ في نهاية عام 2019، وتبلغ الآن 200 مليون مستخدم في عام 2020. وأنًَّه يدرك أهميَّة الأمن، وكذلك إخفاقات "زوم" في هذا المجال.
وأضاف يوان: "نحن ندرك أنَّنا لم نرقَ إلى مستوى توقُّعات المستخدمين بشأن الخصوصية والأمن. لذلك، أنا آسفٌ للغاية، وأريد أن أشارك ما نقوم به حيال ذلك".
وتابع يوان ليوضِّح أنَّ التطبيق سيتوقَّف عن إضافة ميزات جديدة مؤقتاً إلى أن يجري تلافي ذلك، وسيطلب المساعدة من أطرافٍ ثالثة. سيساعد تقرير الشفافيَّة المستخدمين على رؤية المشاكل الأمنيَّة؛ كما أنَّ برنامج اكتشاف الأخطاء المعزَّز، سيزيد من قدرة "زوم" على اكتشاف الثغرات الأمنيَّة وإغلاقها.
والسؤال الأهم ما إن كان ذلك كافياً؟ فمع وجود 200 مليون مستخدمٍ، لن تكون إدارة التطبيق وتحسين الأمان في مثل هذه الفترة القصيرة بالأمر الهيِّن. وحتى الآن، تعليقات يوان ليست كافيةً لتبديد مخاوف شركةٍ كبيرة مثل: سبيس إكس.
يبقى أن نرى ما إذا كانت الأمور ستهدأ خلال الأيام القادمة. وإذا تمكَّن "زوم" من تخطي مشكلة الأمان، فقد يكون هذا هو الحلَّ النسب؛ وإلَّا، ستتغاضى العديد من الشركات عن فكرة استخدام هذا التطبيق.
أضف تعليقاً