الآن يمكن إعادة تجديد الكثير من الأشياء لتصبح مثيرة للاهتمام بطبيعتها بالنسبة إلينا، خاصة إذا تغيَّرت المخاطر والعواقب، ولكن تبقى الحقيقة أنَّه في بعض الأحيان عليك فقط القيام بالأعمال المتكررة؛ لذا يصبح السؤال: كيف نستمر في القيام بالأشياء المملة، دون أن نشعر بالملل منها؟
هناك مقولة شائعة: "اعمل بجد، وامرح بجد"، وتفسيرنا للهدف من هذه المقولة هو أن تتمسك بعملك وبما هو هام، وتستعمل النشاطات الأخرى لتقليل تكرار المهام المملة.
بعبارةٍ أخرى، وازن بين الأعمال المتكررة والمميزة، أو بدِّل الأشياء عند الحاجة، باستعمال وقت الراحة والعمل.
حل طويل الأمد للمهام المملة:
الحل الفعلي طويل الأمد للتعامل مع المهام المملة هو جعلها ممتعة أو تحويلها إلى عادات غير واعية. لكنَّ جعلها مثيرة للاهتمام هو في الواقع أصعب من الاثنين، فإذا كانت لديك مهام مملة، فقد يكون ذلك مستحيلاً، إلا إذا تعلَّمت أن تحب وظيفتك أو عملك، فالقيام بذلك يجعل كل شيء مثيراً جداً، والأشياء المملة تصبح أقل مللاً.
وخير مثال عن ذلك هو أنَّك قد تكره إدارة الحسابات أو معالجة كشوفات الرواتب، حتى تدرك أنَّ القيام بذلك يمكن أن يكشف عن أوجه القصور المحاسبية ويحقق الفائدة في المحصلة، أو أنَّ التأكد من حصول فريقك على الأجور في الوقت المحدد يضيف قيمة هائلة إلى العمل بأكمله.
يُعَدُّ تحويل المهام المملة إلى عادات غير واعية أمراً واضحاً، في حين أنَّ هناك طريقة دقيقة لتكوين العادات، فإنَّ أسهل طريقة هي: أن تفعل ذلك لمدة 30 يوماً. سيكون الأمر مملاً في تلك المدة، لكن بعد ذلك، يصبح روتينياً، وتتوقف عن التفكير فيه وأنت تفعله. ومن الأمثلة الشائعة حقاً هو الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، في أول 30 يوماً، ما عليك سوى الذهاب، وبعد ذلك تصبح عادة وإدمان.
حلول قصيرة الأمد للمهام المملة:
على الأمد الطويل هذا جميل وجيد ولكن ماذا عن الأمد القصير؟ ما الذي يمكننا فعله الآن للتخفيف من الملل وإضافة التميز إلى الأعمال المتكررة؟
الإجابة هي أن تقضي وقتك بنشاطات ممتعة، وتنظيمها ووضع حدود لها. ويمكن أن تشمل هذه النشاطات أي شيء من الاستراحات المنظمة، والنشاطات المُفاجِئة، إلى مجرد القيام بشيء مختلف. كلنا نفعل هذا فعلاً طبيعياً بشكل ما على أي حال، سنوضح ذلك.
لدينا الكثير من الأصدقاء الذين يعملون في وظائف اعتيادية، ولا حرج في ذلك. طوال الأسبوع، ما يتطلعون إليه هو قضاء يوم ممتع بالعطلة، هذه هي "الزيادة" المثيرة الوحيدة لهذا الأسبوع. لكنَّ الحقيقة هي أنَّه يمكنك إنشاء النشاطات الخاصة بك. وفيما يأتي بعض الأمثلة لتبدأ بها:
- الاجتماع مع صديق لتناول طعام الغداء خلال الأسبوع.
- قضاء ليلة واحدة في مشاهدة برنامجك التلفزيوني المفضل.
- التخطيط لقضاء عطلة نهاية الأسبوع كل ثلاثة أشهر.
- الذهاب إلى حضور افتتاح معرضٍ تختاره عشوائيَّاً وتلقائيَّاً أو إلى مَعْلَمٍ جذَّابٍ جديد من معالِم المدينة.
- تحويل أحد نشاطات العمل المملة إلى تحدٍّ، ومعرفة المقدار الذي يمكنك تحمله.
ما تفعله هذه النشاطات الذاتية هو أنَّها تقلِّل الملل، وتتيح لنا إضفاء لمسة استثنائية على النشاطات المتكررة، وتضع حدَّاً للعقبات التي نواجهها؛ إذ توجد أيضاً نشاطات عادية يجب علينا أن نؤديها.
في الختام:
على الأمد القصير، يمكنك تنظيم الأعمال المملة والمعرفة بحيث تكون محدودة. على الأمد الطويل، تعلَّم كيفية تكوين عادات، فقط افعل أي شيء لمدة 30 يوماً، وبعدها سيصبح في أنماط سلوكك. وأخيراً، تعلَّم كيف تجعل الممل ممتعاً، وأن تحب ما تفعله، أو افعل شيئاً آخر.
أضف تعليقاً