ولعلِّكِ تذكرين كم كان الوضع مرعباً عندما تُركتِ وحيدةً مع طفلكِ البكر لأول مرة. إلا أنَّ الوضع سيختلف الآن، فأنت كما أسلفنا، قد أصبحت أمَّاً خبيرةً. لكن في المقابل، هذا لا يعني أنَّ إعادة تلك التَّجربة ستكون بالأمر الهيِّن، خاصة بالنِّسبة لأصغر أفراد الأسرة. إذ إنَّ طفلكِ الأول الذي قد تمتَّع بكلِّ الدلال، سيجد نفسه فجأةً يتنافس مع طفلٍ آخر لجذب انتباهك في كُلِّ مناسبة. وحتى أكثر الأطفال ثقةً وقدرةً على التَّواصل سوف يعانون تبعات ذلك التَّغيير الكبير الذي طرأ على حياتهم. إذ ليس من السَّهل على أيِّ طفلٍ كان أن يُصبح أخاً أكبر أو أختاً كبرى.
10 أمورٍ يريد طفلكِ البكر أن تعلميها:
في بعض الأحيان، قد يقوم طفلك البكر بتصرّفاتٍ تكرهينها، وتجدين نفسك مضطَّرة للتَّعامل معها. مثل نوبات غضب وبكاءٍ لا تقدرين على تفسيرها. لذا عندما تواجهين ذلك، يصبح لزاماً عليكِ أن تدركي ما يُفكر به ويطلبه منك طفلك البكر حين يتصرّف بتلك الطَّريقة:
1. "أريد أن أطمئنَّ إلى أنَّكِ مازلتِ تُحبينَنِي":
على الرُّغم من أنَّ حبك غير المشروط لأبنائكِ هو من المُسَلَّمات، إلا أنَّ طفلك البكر قد يكونُ له رأيٌ مختلفٌ تماماً. إذ لن يُرجِعَ أبداً سبب سرعة غضبكِ وعصبيتكِ إلى كونكِ مُرهَقَة؛ وسيظنُّ بأنَّه السَّبب في ذلك. لذا وبهدفِ الحرص على أن يشعر طفلكِ البكر بأنَّه محبوب، يتحتَّم عليكِ أن تُخبرِيهِ بذلك، وأن تدعمي أقوالكِ بتصرفاتٍ تبيِّنُ له صدقَ كلامكِ هذا.
2. "اشتقتُ إليكِ يا أمِّي":
نعلمُ أنَّك تعيشين معه في نفس المنزل، وتطعمينه وتعتنين به، لذا أنَّى له أن يشتاقَ إليكِ؟ ولكنَّه في الحقيقة يشتاقُ إليكِ فعلاً؛ وبكلِّ ذرَّةٍ في كيانه. فهل تدرينَ السَّبَبَ في ذلك؟ لأنَّه يفتقد اهتمامكِ وعنايتكِ الكاملة به، ويشتاق لكونكِ غيرَ مُتعبة. فإن كنتِ تتعافين جسدياً من تبعاتِ الولادة، فعلى الأغلب أنَّه يشتاق لمطاردتكِ إيَّاه في أنحاء المنزل. ولسوفَ يتذكَّر تلكَ الأوقات التي كان فيها طفلك الوحيد، ويحِنُّ إليها.
3. "أنا بحاجةٍ لقضاء بعض الوقت بمفردنا":
في حين قد يبدو ذلك الأمرُ مستحيلاً حين يكون لديك طفل جديد يتطلب كامل رعايتك واهتمامك، إلَّا أنَّه يتحتَّم عليكِ القيامَ بذلك. لذا احرصي على العنايةِ بطفلك الوليد وإطعامِه، ثم أوكلي مسؤوليته لزوجك كي يتسنَّى لك أن تُمضي بعض الوقت مع طفلك البكر.
يمكنك البقاء على مقربة من الطفل الوليد كي تتمكني من أن تصلي إليه بسرعة إن لزم الأمر، لكن حاولي أن تذهبي إلى غرفة أخرى كي يشعرَ طفلك البكر بأنَّك قد تخليت عن كُلِّ شيءٍ في سبيل أن يحظى بكِ لوحده.
وقدمي له كل ما يُحبُّ أن تفعلاه معاً، أيَّاً كان ذلك الأمر. فالشَّيء الأكثر أهمية هو أن تُشعرِي طفلك البكر بأنَّه مميَّز. وحاولي أن تخصصي وقتاً للقيام بذلك كلَّ يوم.
4. "تلكَ المشاعر التي أعيشها تُخيفني أحياناً":
على الأغلب أنَّك قضيت وقتاً لا بأس به من فترةِ حملك وأنت تُهَيِّئين طفلك البكر لقدوم الطِّفل الجديد. صحيح أنَّ ذلك من شأنه أن يُسَهِّلَ الأمر عليكما أنتما الإثنان، لكنَّه لن يخلو من المتاعب أيضاً. فولادة طفلٍ جديد تجلب معها الكثيرَ من العواطف الجيَّاشة لكِ ولطفلك البكر على حدٍّ سواء. لأنَّه سيحاول جاهداً أن يعلمَ مكانه الجديد ضمن العائلة. فهو لم يعد الطفل الوحيد؛ لذا سيصبُّ كامل تركيزه على معرفة معنى أن يكون في حياتكِ طفلٌ آخر. ولذلك ستجديه مُحبطاً وخائفاً وغاضباً؛ لكنَّه في ذات الوقت محبٌّ وسعيد.
يوجد الكثير من المشاعر الجياشة التي تعتملُ في صدره. وفي حين أنَّه سيكون من الرَّائع أن تجلُسِي وتتحدثي معه، إلا أنَّ هذا لن يحدث. فتلك المشاعر كبيرة جداً بحيث لا يقدر طفلك البكر أن يُعبِّر عنها بالكلمات. وعليهِ لن يقوم بإخباركِ عمَّا يشعر به، بل سيُريكِ إيَّاه من خلال تصرفاته التي تكلَّمنا عنها سابقاً.
5. "أنا مازلت ابنكِ (أو ابنتكِ)":
تلك المشاعر التي تحدثنا عنها لتونا قد تدفع طفلك لأن يقوم ببعض الأمور الفظيعة. إذ قد تجديه يثور ويغضب ويزيد حياتك صعوبة. وإن كنت ما زلت تتألمين من آثار عمليَّة ولادةٍ قيصريَّة، فعلى الأغلب أنَّك لن تصبري كثيراً على ذلك. أضيفي إلى ذلك حقيقة أنَّك ستتعاملين مع طفلك البكر وكأنَّه "أكبرُ عمراً وعليه أن يتفهمَّ وضعك"؛ وستنتظرين منه أن يتصرف بطريقةٍ أكثر نضجاً.
لكنَّه في الحقيقة لا يزال مجرَّد طفلٍ صغير، ولا يقدر على أن يُعبِّر عن مشاعر الخوف والقلق لديه سوى بتلك الطَّريقة، لذا عليك أن تتذكري ذلك.
6. "كلامك يجرحني يا أمِّي":
تلك الأشهر القليلة الأولى غايةٌ في الأهميَّة بالنِّسبة إلى طفلك البكر، وطفلك الوليد على حدٍّ سواء. إذ تضع تلك الأشهر أسُسَ علاقتهم المستقبلية؛ علاقةٌ تريدين أن تكونَ ملؤها المحبة والأخوَّة.
لذا فكري مليَّاً في الكلمات التي تستخدمينها، وفكري بالطَّريقة التي تتعاملين بها مع طفلك البكر. وحاولي أن تتجنَّبي المواقف التي تجعله يستاءُ من المولود الجديد. ولا تتوقعي منه أن يتصرف بتعقلٍ أكثر فقط لأنَّه بات هناك طفل جديد في المنزل. بل ركِّزي في حديثك معه على الإيجابيات بدلاً من السَّلبيات.
وأكثري من الثَّناء عليه بسبب حُسنِ تصرُّفه تجاه الطفل، ولا تبالغي في ردِّ فعلك إن أساء التَّصرف. وتذكري أنَّه يبذل قصارى جهده في هذا، حتى لو لم يكن الأمر كذلك دائماً.
7. "أحياناً أشعر وكأنَّك تُهملينني":
عندما تلدين طفلاً، فإنَّ ذلك الطِّفل سيكون ملتصقاً بكِ دائماً، ويحظى باهتمامك طوال الوقت. فهل تدرينَ من سينتبه إلى ذلك؟ إنَّه طفلك البكر بكلِّ تأكيد. وعندما تصرخين في وجهه لأنَّه يصدر ضجيجاً أو لا يقوم بما تطلبينه منه، سوف يلاحظ أنَّك بالمقابل لا تصرخين على الطفل الآخر، بل تضمينه إلى صدرك رغم أنَّه يبكي ويُصدرُ الضَّجيج هو الآخر.
لذا احرصي على أن تُكثري من احتضانه، ولا تبخلي عليه بذلك. واجعليه يشارك في العناية بالمولود الجديد لكي يشعر بأنَّه جزءٌ من العائلة، كأن يساعدك في تغيير الحفاضات مثلاً. وأكثري من مدحه على حسنِ صنيعه.
8. "أحتاج مزيداً من الوقت كي أنسجم مع الطِّفل الجديد":
لقد أتى شخصٌ جديد وهزَّ أركان حياته وقَلَبَهَا رأساً على عقب، وهذا ما سيتطلب منه بعض الوقت كي يعتاد عليه. لذا قومي بإتاحة أكبر عددٍ ممكن من الفرص كي يقوم كلاهما بتوثيق علاقتهما مع بعضهما البعض. كأن تجعليهما يستحمَّان سويَّةً، أو أن تقرأي لهما معاً، وأن تجعلي طفلك حديث الولادة جزءاً من أي لعبةٍ يحب أخاه الأكبر أن تلعبيها معه.
وعلى الأغلب أنَّ طفلك البكر سوف يحبُّ أن يحتضن طفلك الآخر. إلا أنَّ الأمر سيكون مرعباً بعض الشَّيء بالنِّسبة لك، خاصَّة وأنَّ طفلك حديث الولادة يبدو شديد الهشاشة مقارنةً بأخيه، ولكن يمكنك أن تجعلي ذلك الأمر آمناً من خلال البقاء على مقربة منهما.
9. "المواليد الجدد ليسوا ممتعين كثيراً":
لقد حاولتِ إعداد طفلك كي يُحْسِنَ التَّعامل مع هذا الوضع، لكن ليس من السَّهل إقناعُ طفلٍ صغير على فهم ما يعنيه أن يقومَ طفل آخرَ بتناول الطَّعام والنَّوم طوالَ اليوم. لذا سيشتاق طفلكِ البكر إلى نوعيَّةِ الحياةِ التي كان يعيشها قبل قدوم الطِّفل الآخر. حيث سيشتاق إلى القدرة على الصُّراخ وإحداث الكثير من الضَّوضاء.
الحياة أضحت مختلفةً بالنِّسبة إليه الآن، وسيحتاج إلى وقتٍ من أجل التَّكيُّف مع التَّغيير الذي قد طرأ على حياته. لكن ولحسن الحظ، لن يمرَّ وقتٌ طويلٌ قبل أن يقوم طفلك الثاني بالتَّعلق بطفلك الأول، والقيام بتقليده تقليداً كاملاً، وملاحقته في جميع أنحاء المنزل.
10. "أنا أبذلُ كُلَّ ما في وسعي كي أكون شقيقاً رائعاً":
حينما تشعرين بالضِّيق بسبب معاناتك كلَّ يوم، يجب عليك أن تجلسي وتُعدِّي قائمة بالأمور الإيجابيَّة. حاولي أن تتذكري جميع الأوقات التي أحسست بها بالفخر لطريقة تَكَيُّفه مع وضعه الجديد.
وتذكَّري تلك الأوقات التي قد حاولَ فيها تهدئة رضيعكِ حين كان يبكي، والأوقات التي تطوَّع من تلقاء نفسه كي يساعدك من دون أن تطلبي منه ذلك. وإن كنتِ تريدينَ أن تطمئنِّي أكثر، فانظري إلى الطَّريقة التي يَنظُرُ بها طفلكُ الثَّاني إليه؛ إذ من شبه المؤكَّد أن يحصلَ طفلك البكر على القدر الأكبر من ابتسامات طفلك الأصغر.
أضف تعليقاً