ومع ذلك، جميع هذه الأفعال لها قاسم مشترك، فإذا كررناها باستمرار وبالطريقة ذاتها، فستتحول إلى عادات، والعادات هي الاختيارات التي نتخذها عن عمد في وقت ما، ثم نتوقف عن التفكير فيها، لكنَّنا نواصل القيام بها يومياً.
بالعودة إلى مثالنا الأساسي حول الاستيقاظ في الصباح، ننصحك بممارسة التمرين التالي: راقب أفعالك كما لو كنت تراها في فيلم وأنت جالس في المنزل أو في السينما، فما هي الجوانب التي قد تجذب انتباهك؟ فربما تكون الطريقة التي تحرِّك بها رأسك، أو تنظيف أسنانك بالفرشاة أو مدى سخافة قيامك ببعض تمرينات اليوجا، وإذا فكرت قليلاً فيما تراقبه، يمكنك شرح هذه الأفعال البسيطة، وربما تعديلها؛ على سبيل المثال: تغيير تسلسل حدوثها، أو تكرار أمر معين في روتين منها.
مراقبة أفعالك ووضع قائمة بأفكارك:
إذا استطعنا مراقبة أفكارنا كما فعلنا في التمرين السابق، فماذا سنجد؟ وما هي الأفكار الأكثر تكراراً في روتينك اليومي؟ وما هي المواقف أو الظروف المرتبطة بها؟ تخيل أنَّ عقلك مثل مستودع فيه سلسلة من الرفوف حيث تحتفظ ببضائعك، هل يمكنك جرد أفكارك وتصنيفها؟ على سبيل المثال، تصنيفها وفق حبِّك أو كرهك لها، أو فيما إذا كانت إيجابية أو سلبية، أو ما إذا كانت مرتبطة بعملك أو حياتك المهنية أو علاقاتك أو عائلتك أو أموالك أو مظهرك الخارجي أو نموِّك الشخصي، أو غيرها.
نحن ندعوك إلى إجراء جرد لأفكارك وتحديد قيمة لها، فكل شيء يعتمد على إرادتك؛ أي على رغبتك في القيام بالأشياء، والتي تحددها عوامل مختلفة ترتبط بتجاربك الحياتية، وحالتك المزاجية، وظروفك، وما إلى ذلك؛ لذا حدد الفكرة المرتبطة بأحدها، ثم حدد الفئات التي تتكرر أكثر في يومك، كالعمل والعلاقات، وما إلى ذلك، ثمَّ صنِّفها (إيجابية أو سلبية)، بحيث تدرك حالتك الحقيقية، ثم يمكنك وضع خطة عمل وفقاً لذلك.
وإذا كانت لديك مشكلة يجب حلها في بعض هذه الجوانب، فقد حان الوقت لحلِّها عند استيقاظك صباحاً وتحقيقها عبر اتباع عادات متكررة ومستمرة؛ لذا ابحث عن المساعدة من الكتب، واستفد من تجربة الأشخاص الذين يتعلمون منها، واقرأ عبارات ملهمة، واسأل نفسك أسئلة قوية مثل: "ما الذي أستعد للقيام به لإكمال مشروعي الشخصي؟ أو ما هي القرارات أو الإجراءات التي يجب عليَّ اتخاذها لتغيير أو التغلب على موقف مزعج أجد نفسي فيه؟".
يمكنك وضع ملصقات عليها عبارات ملهمة في مكان عملك، أو في المطبخ، أو على المرآة، أو على جدار غرفتك، أو استمع للموسيقى، فلا تستغرب قد يكون ذلك علاجاً جيداً، وسرعان ما سترى أنَّه في وقت قصير ستغمرك الأحاسيس الإيجابية وستزيد دوافعك التي تشجِّع إبداعك على حل المشكلات بوعي أكبر، فلإتقان عادة، يجب تحديد الرغبة التي تدفعك لاتباعها، وعمل جرد بسيط لأفكارك، وتقييم نتائج أفعالك اليومية، ولا تنسَ أبداً أن تؤمن بقدراتك وبالطاقة التي منحك إياها الله منذ ولادتك.
أضف تعليقاً