ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدون تايلر ترفورين (Tyler Tervooren)، ويُحدِّثنا فيه عن كيفية ضمان تحقيق أحلامك وتجاوز القلق الذي تشعر به قبل إكمالها.
هل ستجد شيئاً آخر يحفزك بقدر ما فعل هذا الأمر؟ وهل ستكون هذه ذروة وجودك، وكل شيء سينتهي بعدها؟ يا لها من أفكار مخيفة، وقد تكون قوية لدرجة أنَّها ستؤدي إلى التقاعس عن العمل.
لكن لحسن الحظ، لديك شيء يمكنك القيام به لضمان عدم حدوث ذلك، وسيساعدك على مقاومة أي مخاوف قد تظهر في اللحظة الأخيرة، والتي قد تمنعك من إكمال ما تقوم به.
رحلتي إلى القارة القطبية الجنوبية:
عندما نويت السفر إلى القارة القطبية الجنوبية، سألني كل الأشخاص المقربين مني: "كيف تشعر؟ هل أنت متحمسٌ؟" بالطبع كنت أشعر بالحماسة، إنَّه أمرٌ مشوقٌ، فقد لاحقت هذا الحلم لمُدَّة أربع سنوات تكبَّدتُ فيها خسائر شديدةً، وأحرزتُ العديد من المكاسب، لكن خلال الشهر الماضي سيطر عليَّ إحساس آخر مثل الحماسة، وهو القلق.
قبل ذهابي في رحلة كبيرة يراودني دائماً الشعور بالقلق، وهذا الشعور لن يختفي أبداً مهما سافرت، ولكنَّ الأمرَ مختلفٌ؛ وذلك لأنَّ التوتر غالباً ما ينشِّطني ويحفزني على التصرف، لكن هذه المرة غمرني القلق لدرجة أنَّني كنت على وشك التقاعس عن العمل.
لقد أجَّلتُ حزم أمتعتي حتى اللحظة الأخيرة، وتدرَّبتُ 3 مرات، وعادةً ما أتدرب 8 على الأقل، ولم أكن متأكداً حتى من المكان الذي ستغادر منه سفينتي حتى يوم أمس، ولقد صعَّبتُ الأمور على نفسي، ولقد كنت على وشك الانتهاء من رحلة كبيرة في حياتي، ووصلت إلى الشوط الأخير، ولا أدري ماذا سيحدث بعد هذا الإنجاز الأخير.
طوال الأربع سنوات التي سبقت رحلتي، ارتبطت هويتي بهذا الحلم الجنوني، ولقد أصبحت "الرجل الذي يشارك في سباق الماراثون في كل قارة"، وأخشى أن أصبح مجرد "الرجل الذي شارك في سباق ماراثون في كل قارة".
أنا أدرك أنَّ هذه المخاوف سابقة لأوانها لأنَّني لم أنتهِ بعد، ولحسن الحظ لن توقفَني هذه المخاوف، وستستمر خطة الانتهاء على الرَّغم من التلكُّؤ والاضطراب الداخلي بفضل نظام شبه آمن أستخدمه لإنجاز الأشياء الكبيرة.
طريقة القنبلة الزمنية:
على الرَّغم من قلقي الكبير، سار كلُّ شيء كما ينبغي، فأكثر ما يمكن أن يدمرني الآن هو عدم الحضور. لقد اتخذت هذه القرارات الكبيرة والحاسمة منذ أشهر، وكل الأجزاء الكبيرة والمخيفة والمكلفة من المغامرة بقيت كما هي، فالوضع غير قابل للتراجع، وستحدث بصرف النظر عمَّا أفعله.
سار كل شيءٍ تلقائيَّاً، وكل ما كان علي فعله هو أن أستمرَّ؛ إذ اشترَيت تذاكر الطائرة، وحجزت الرحلة البحريَّة، وجهزت المعدات، وكل ما كان علي فعله هو الجلوس في الوقت المحدد ثمَّ النهوض والبدء بالجري عندما يحين الوقت.
هذا هو كل ما يمكنني التحكُم به في الوقت الحالي؛ إذ إنَّني أطلق على هذا الأمر "أسلوب القنبلة الزمنية لتحقيق الهدف".
كيف تعمل طريقة القنبلة الزمنية؟
لحماية نفسك من التدمير الذاتي وإجبارها على العمل، جهِّز أنظمةً تعمل سواء حضرت أم لا، بعد ذلك ستكون النتائج رائعة للغاية إذا قمت بذلك.
في حالتي التي أمرُّ بها، ستذهب شهور من التخطيط وكثير من المال وكثير من المصداقية هباءً، وهذا التهديد وحده كافٍ لإبعادي عن الذعر لفترة كافية لإنجاز الأشياء الكبيرة، وبالنسبة إلى حالات أخرى:
1. هل تريد إطلاق مشروع جديد؟
أعلن عن تاريخ الإطلاق أولاً، عندها ستكون سمعتك على المحك وستجد الدافع بطريقة سحرية لإنجاح المشروع.
2. هل تريد أن تتعلم مهارة جديدة؟
انضم للأصدقاء لحضور بعض الدروس، فإذا لم تحضر ستخسر المال الذي دفعته وستخيب آمال أصدقائك.
3. هل تخطط لمغامرة كبيرة؟
اشترِ تذكرة الطائرة أولاً، وسيتعيَّن عليك تدبُّر أمر بقية التفاصيل أو ستخسر رحلتك بالكامل.
شاهد بالفديو: 10 طرق لتتعلم مهارات جديدة بسرعة واستمتاع
الجميع يعاني:
إنَّ القيام بأشياء كبيرة يتطلب العمل الشاق، وأحياناً يبدو لنا هذا العمل الشاق وكأنَّه أمرٌ يصعب تحمُّله، وفي الوقت الحالي، أشعر بتفاهتي بسبب معاناتي من مشكلة كهذه، وهي أنَّني لا أستطيع التعامل مع حياتي المليئة بالمغامرات التي يحلم بها معظم الناس.
ربما قد مررت بنفس الشعور في فترة معينة، فكلُّ شخص يتابع حلماً يكافح في مرحلة ما، كن ما تفعله حيال الكفاح هو ما يهمُّ، والطريقة التي تستجيب له بها هي ما ستجعلك أفضل أو تُحطِّمُك.
على الرَّغم من الصورة الكئيبة التي رسمتها آنفاً؛ فأنا دائم الحماسة للمغامرة التي أوشك على الذهاب إليها، وغالياً ما أكون ممتناً للتجارب التي أدَّت إلى ذلك، والقلق بشأن ما سيحدث لا جدوى منه عندما تكون هذه الفرص الرائعة متاحة أمامي مباشرة، والأهم من كل ذلك، أنا سعيد جداً؛ وذلك لأنَّني أعددت بعض القنابل الزمنية لنفسي، ولأنَّني دونها ربما كنت لن أقوم بشيء على الإطلاق.
في الختام:
ربما أنت في المرحلة الأخيرة من تحقيق حلم كبير مثلي تماماً، وربما تشعر بنفس النزاعات مع اقتراب نهاية الحلم، وتتعارك مع نفسك من أجل أن تنتهي، فإذا كان الأمر كذلك، راجع كل ما فعلته حتى هذه المرحلة، فلقد أحرزت تقدماً رائعاً، أنت بطل قصتك! والبطل دائماً ما يفوز في النهاية؛ إذ إنَّ الوقت يمرُّ، ويحين وقت الوصول إلى الأهداف.
أضف تعليقاً