لكن، قد تؤدي خلافاتنا في أثناء عمل الفريق إلى مناقشات حادة ومؤذية للمشاعر، وقد تعوق العمل وتعرِّض المشروع للخطر.
توجد عدة طرائق يمكنك من خلالها التعامل مع النزاعات في بيئة العمل مع فريق؛ إذ يمكنك إمَّا تجاهُل النزاع، أو التصرف بعدوانية أو بغضبٍ وانزعاج، أو إلقاء اللوم على الآخرين، أو ربما يكون صبرك محدوداً وتصاب بالإحباط بسهولة بسبب بطء عمل شخص ما.
في حين أنَّه توجد عدة طرائق للتعامل مع النزاعات، يمكن أن يساعدنا بعضها على حل الأمور بطريقة أسرع ويؤدي إلى نتائج أفضل؛ إليك 5 طرائق للسيطرة على أي نزاع يحدث في فريق العمل:
1. تقبُّل النزاع:
يتجنَّب معظم الناس النزاع، ويتظاهرون بأنَّه لم يحدث ويواصلون أعمالهم، فكثير من الناس يظنُّون بأنَّ النزاع سيِّئ ولا يعرفون كيفية التعامل معه، فمن خلال تجاهُل المشكلة والتظاهُر بعدم وجودها، سيستغرق حلها وقتاً أطول، وسيصبح الموقف فوضوياً.
لذا النصيحة الأولى للسيطرة على أي نزاع يحدث بين أفراد الفريق بأسلوب فعَّال هي الاعتراف بوجوده، فلا تخجل من التحدث عنه؛ وذلك من خلال إيضاح أنَّك تفهم المشكلة وتتقبَّل كل وجهات النظر؛ لأنَّ ذلك سيساعد على حل المشكلة.
2. عدم التدخُّل والمبالغة في ردِّ فعلك:
عندما تشعر بالانزعاج في أثناء العمل ضمن فريق، لا تتدخل وتتكلَّم دون التفكير ملياً، فعندما تشعر بأنَّ أحد أعضاء الفريق يقول شيئاً لا تتَّفق معه وتغضب، توقف قليلاً وخذ نفساً عميقاً، فعندما تتدخَّل وتتكلَّم دون فهم الموقف سوف تكون النتائج سلبية، لكن عندما تأخذ الوقت الكافي لفهم الموقف، تكون النتائج دائماً أفضل؛ إذ من الممكن أن يتغيَّر موقفك عندما تسمع وجهة نظر مختلفة؛ لذا من الأفضل ألَّا تتبع رد فعلك الغريزي عندما لا تتفق مع عضو آخر في الفريق، فتمهَّل ولا تبالغ في رد فعلك.
شاهد بالفديو: طرق حل النزاع في مكان العمل بفاعلية
3. التأكد من أنَّك تصغي إلى كل شخص وتقدِّره:
عندما تحاول معالجة الخلاف من خلال المناقشات يجب أن تصغي إلى آراء جميع من حولك وتجعلهم يشعرون بالتقدير، فلا تنس أنَّ الشعور بأنَّ الطرف الآخر يفهمك هو أحد أعمق الاحتياجات لدينا بصفتنا بشراً، فعندما نشعر بأنَّ الطرف الآخر يفهمنا، نشعر بالتقدير، وهو أمر بالغ الأهمية لسعادتنا، فتأكَّد من سماع رأي كل المعنيين بالخلاف.
ليس بالضرورة أن يكون نقاشاً رسمياً، وأن يأخذ كل شخصٍ 10 دقائق للتحدث، بل يتعلَّق الأمر أكثر بالتأكُّد من حصول أولئك الذين يشعرون بالضيق على فرصة للتحدث والتعبير عن رأيهم.
4. تلخيص المناقشات:
حان دورك للتحدث، وذلك على أمل أن تكون قد أتيحت الفرصة لجميع الأطراف المتنازعة للتحدث، وفي هذه المرحلة عليك إعادة مناقشة ما سمعته من الجميع للتأكُّد من أنَّك قد فهمته فهماً صحيحاً، فإذا أخبرك شخص ما أنَّك مخطئ في نقطة أو أخرى، فصحِّح معلوماتك.
الهدف ليس التأكُّد من أنَّك سمعت الجميع وفهمتهم فحسب، بل إنَّ جميع أعضاء الفريق قد سمعوا وفهموا بصورة صحيحة أيضاً، وبعد هذه المرحلة يجب أن يكون الجميع قد فهموا الموقف.
فإنَّ تلخيص المناقشات له نتائج مفيدة إضافية أيضاً، فمن خلال تلخيص ما سمعه الجميع يحصل الفريق بأكمله على نظرة عامَّة عن طريقة تفكير الآخرين وكيف يشعرون، وفي كثير من الأحيان ما يحدث في هذا النوع من السيناريوهات هو أنَّ الناس يبدؤون في رؤية وجهات نظر الآخرين؛ إذ يمكن للناس فهم أفكار الآخرين فهماً أفضل وكيف يشعرون تجاه الموقف.
5. الحصول على دعم الجميع:
النتيجة المباشرة لتلخيص المناقشات، هي تحفيز الجميع على تخطي الموقف، فلن يحصل ذلك على الفور، لكن في كثير من الأحيان هذه هي النقطة التي يشعر فيها الناس براحة أكبر في تقديم الحلول أو الاستعداد لتقديم تنازلات.
الهدف هو إيجاد حل للنقاط التي يختلف أفراد الفريق عليها، والتوصُّل إلى مرحلة يشعرون فيها بأنَّ أصواتهم كانت مسموعة، وبأنَّهم محط تقدير، ومستعدين للمضي قدماً بصفتهم فريقاً، فأحياناً عليك تذكيرهم بأنَّكم في نفس الفريق وتعملون لتحقيق هدف واحد.
في الختام:
عندما نعمل بصفتنا فريقاً على مشروع أو مهمة لا بُدَّ أن تكون ثمَّة اختلافات في الرأي تؤدي إلى النزاع، فهذه هي طبيعة الإنسان، وتذكَّر أنَّ النزاع ليس بالضرورة أمراً سيئاً، فمن نواح كثيرة يُعدُّ أمراً طبيعياً ويمكن أن يؤدي إلى نتائج أكبر وأفضل عند العمل بصفتك جزءاً من فريق، والشيء الهام هو توفُّر طرائق مناسبة لحل هذا النزاع.
لذا؛ عندما يحصل نزاع بين أعضاء فريقك، تذكَّر هذه الطرائق الخمسة، ولا تتسرَّع بالرد على الفور، واستخدم هذه الخطوات لتتعلَّم الاعتراف باختلاف الآراء، ولا تدخل في الموضوع وتبالغ في رد فعلك، وتأكَّد من الإصغاء إلى الجميع وتلخيص المناقشات والحصول على تأييد مَن حولك.
أضف تعليقاً