ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدون سكوت يونغ (Scott H Young)، يُحدِّثنا فيه عن 5 استراتيجيات تساعدك على تقليل القلق بشأن آراء الناس بك.
إليك بعض الاستراتيجيات التي استخدمتها لتقليل القلق بشأن هذا الأمر:
1. الناس لا يفكرون فيك على الإطلاق:
أول شيء يجب القيام به، هو أن تدرك أنَّ الناس لا يفكرون فيك على الإطلاق، ومخاوفك مبالغ بها؛ ليس لأنَّها متشائمة أكثر من اللازم، لكن لأنَّها نرجسية أكثر من اللازم، فغالباً يفكِّرُ الناس في أنفسهم، كما هو الحال بالنسبة إليك، وهذا يعني أنَّ أفكارهم عن الآخرين سطحية.
بعد أن تدرك هذا الأمر ستشعر بنوع من التحرر، حتى لو لم تتمكن من إقناع نفسك دائماً أنَّ الناس لا يحتقرونك سراً، فمن السهل أن تقنع نفسك على الأقل بأنَّ معظم الناس لا يفكرون فيك على الإطلاق؛ هذا يعني أنَّ أخطاءك وزلاتَك الاجتماعيَّة وهفواتك نادراً ما تكون هامة بالنسبة إلى الآخرين بقدر ما تعتقد.
2. التحلي باللطف:
ذات مرة أجريت محادثة مع صديقةٍ لي، وهي طبيبةٌ نفسيَّةٌ، تحدثَ فيها كلانا عن حاجتنا الشديدة إلى الإنجاز، وأخبرتني أنَّها غالباً ما تشعر بالحاجة إلى القيام بالأمور بنحو جيد، وإلَّا فقد يحكم الناس عليها أنَّها لا تمتلك كفاءة وستفقد محبتهم؛ نتيجة لذلك، فبالنسبة إلي لقد عانيت من هذا الشعور بالتأكيد.
استغرق الأمر منها بعض الجهد لتدرك أنَّ معظم الناس لا يهتمون بمقدار براعتنا في إنجاز الأمور، فالناس يحبُّون بعضهم لأنَّ وجودهم لطيف وممتع وليس من أجل إنجازاتهم؛ لذا من الضروري أن تكون وتحاول أن تكون لطيفاً، حتى لو كنت من حين إلى آخر تقول أشياء لا يجب أن تقولها وتحرج نفسك بها، أو تكون غير مراعٍ لمشاعر الآخرين دون قصد؛ إذ إنَّ الأشخاص الذين يحاولون أن يكونوا لطفاء يمكن أن يغيروا من أسلوبهم عادةً.
إذاً يجب عليك معرفة أنَّ الناس عندما يفكرون فيك، ينصبُّ تركيزهم عادةً على ما إذا كان من الممتع قضاء الوقت معك أم لا، فكلُّ الأمور التي تظنُّ أنَّ الآخرين يهتمون بها، سواء كانت إنجازاتك أم قدراتك أم غرابة أطوارك، هي أمور لا تهمهم عادةً.
3. احتفظ ببعض المعلومات عنك لنفسك:
إنَّني أعاني من مشكلة المصداقيَّة، فيوجد العديد من المؤثرين على بعض المنصات مثل يوتيوب (YouTube) أو انستغرام (Instagram) الذين يعطون انطباعاً أنَّك إذا لم تشارك كل الأحداث السلبية التي تدور في حياتك، فأنت شخص مزيف.
أن يكون لديك بعض الخصوصيَّة والسريَّة هو أمرٌ مفيد، فإذا كان لديك شيء تريد القيام به لكنَّك لست متأكداً من استعدادك لمشاركته مع الآخرين حتى الآن، فلا حرج في الاحتفاظ به لنفسك.
عندما بدأت بكتابة مدوَّنتي لأول مرة، كنت مهتماً بالتنمية الشخصيَّة، لكن لم يكن أيٌّ من أصدقائي أو عائلتي مهتماً؛ لذلك لم أخبر أحداً عن المدونة التي كنت أعمل عليها، ولم أنشرها حتى على الشبكات الاجتماعية، ولا في أي مكان آخر؛ بل احتفظت بها لنفسي.
في ذلك الوقت، شعرت بالذنب كما لو كنت أختبئ أو أفعل شيئاً غير لائق؛ وذلك لأنَّني كنت قلقاً مما قد يعتقده الآخرون عني، أمَّا الآن أعتقد أنَّه لا حرج في الاحتفاظ ببعض الأمور لنفسك، فلا تدع الناس يشعرونك بالذنب في أنَّك بحاجة إلى مشاركة كل شيء يحصل في حياتك؛ أو أنَّك إذا لم تشارك كل شيء فأنت شخص مخادع، غالباً ما يكون الأشخاص الذين يشاركون "كل شيء" هم أشخاص زائفين.
4. الاهتمام برأيك:
غالباً ما تكون المخاوف متوازنة في عقلك، بمعنى أنَّك إذا شعرت بمخاوف أكبر؛ فسيؤدي ذلك إلى التخفيف من حجم مخاوفك الأخرى، وبالمثل إذا هدأت بعض المخاوف الأخرى فستُظهر مخاوف جديدة.
أفضل مثال على ذلك هو إذا مرَّ شخص ما بأزمة صحيَّة، سواء معه أم مع شخص يهتمُّ لأمره، ستختفي المشكلات التي بدت أنَّها هامة ومثيرة للقلق بالنسبة إليه فجأةً، وتملأُ هذه المشكلة الجديدة عقله بالكامل.
يمكنك استخدام هذا الأمر لمصلحتك من خلال تقدير رأيك في مشاريعك وقراراتك وأهدافك أكثر من تقديرك لآراء الآخرين؛ إذ يمكن أن يصبح النقد الشديد القاسي على نفسك مشكلة في حدِّ ذاته، لكنَّني أفضِّل أن أعيش قلقاً لأنَّني لم أحب الشيء الذي قمت به بدلاً من التسرع في محاولة إرضاء آراء الغرباء التي أتخيلها بنفسي؛ لذا اهتم برأيك أكثر من اهتمامك بآراء الآخرين.
شاهد بالفديو: 9 خطوات تساعدك على السيطرة على القلق
5. الاعتراف بالمخاوف والمضي قدماً:
قد لا تتمكن من التحكم بقلقك أو هوسك بشأن ما يعتقده الآخرون عنك إلى حدٍّ ما، وقد تعلم أنَّ هذا الأمر غير منطقي، ومع ذلك تجده يشوش على أفكارك؛ لذا إنَّ طريقة التعامل مع هذا الأمر تشبه طريقة التعامل مع كل الأمور التي لا يمكنك السيطرة عليها في الحياة، فقط اعترف بقلقك من أجل ذلك الأمر، ولا تضغط على نفسك كثيراً، واستمر في حياتك.
عندما كنت أكتب كتابي، فكرت مراراً وتكراراً بآراء الناس عنه؛ إذ كانت غالباً من أقسى الأفكار وأكثر الآراء انتقاداً لي؛ لذا قلت لنفسي إنَّ تفكيري غير منطقي، لكن هذا لم يكن كافياً، فقد استمرَّت تلك الأفكار بالتدفق على الرَّغم من أنَّني أردتها أن تتوقف.
لقد كان الأمر مزعجاً؛ لكنَّني تقبَّلته وبذلك أدركت أنَّني يجب أن أعمل على كتابي بصرف النظر عن كل شيء، وعلى الرَّغم من أنَّ هذا الأمر أشعرني بالبطء في العمل إلَّا أنَّه ما يزال أفضل بكثير من محاولة الجدل عن الأسباب التي تجعل مخاوفي منطقية، أو من أن أشعر بالذنب بسبب القلق.
في الختام:
لا بأس بالقلق بشأن ما يعتقده الآخرون عنك، وعلى الرَّغم من أنَّك تعلم أنَّه لا يجب عليك ذلك؛ لأنَّك لم ولن تملك السيطرة الكاملة على هذا الأمر، لكن إذا كنت ما تزال تشعر بالقلق، فإنَّ أول خطوة لمنع هذه المخاوف من السيطرة عليك بالكامل هي أن تتعامل مع القلق معاملة عادية.
أضف تعليقاً