إذا كنت تريد تحقيق النجاح، فلا يجب أن تبقى أسيراً للإخفاقات والفرص الضائعة، ولا يجب أن تسمح لما حدث بتحديد هويتك.
يقول "جون ماكسويل" (John Maxwell) في كتابه "صانع الفرق" (The Difference Maker): "عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع الإحباط، فقد وجدتُ أنَّ هناك نوعين وحسب من الأشخاص في هذا العالم لا ينهضون بعد السقوط، والنوع الثاني هم الذين ينهضون مجدداً، فعندما يسقط النوع الأول فإنَّهم يتحطمون ويبقون في القاع، أمَّا النوع الثاني فإنَّهم يستعيدون قوَّتهم وينهضون من جديد".
على الرغم من أنَّ بعض السمات الشخصية تؤدي دوراً في تحديد النوع الذي ننتمي إليه، لكن في الواقع إنَّ طريقة التعامل مع المصاعب هي شيء نتعلمه ولا يولد معنا.
الخطوة الأكثر أهمية هي تجنب الارتباك وتحديد موعد لتقبُّل ما حدث، على الأقل من الناحية العاطفية، وهذا أمر حاسم في التعامل مع الفشل؛ حيث يتم ذلك عن طريق تحديد الفترة التي تحتاج إليها لتقبل بواقعك الجديد، ومن ثم سيتوجب عليك تحديد موعد نهائي لتجاوز هذه الفترة.
خلال هذه الفترة قم بالخطوات الآتية:
- راجع ما حدث.
- أعطِ نفسك الوقت والمساحة لتشعر بكل ما يمكن أن ينتابك من يأس وغضب أو ألم، واسمح لنفسك بأن تشعر بهذه المشاعر دون أن تكبحها.
- استعرِض الخطأ الذي حدث قبل الفشل أو الإخفاق، وفكِّر في المؤشرات التي ربما تكون قد فاتتك والتي أدت من ثمَّ إلى الفشل.
- فكِّر فيما يمكنك فعله بشكل مختلف في المستقبل.
تُعَدُّ الخطوتان الثالثة والرابعة على غاية من الأهمية؛ حيث إنَّ مراجعة ما حدث يمكن أن يأخذ مسارين، يتضمن المسار الأول مراجعة ما حدث وفهم ما الذي ساهم في الفشل، والذي يمكن أن يكون عدم الاستعداد بشكلٍ كافٍ، أو فقدانك التركيز، أو أنَّ انتباهك قد تشتت بفعل عوامل خارجية، أو ربما لم تكن على استعداد ذهني كافٍ، أو أنَّك شعرتَ بكثير من الضغط.
أمَّا المسار الثاني فيتركز على ما يمكنك فعله في المستقبل بشكل مختلف عن طريق تحسين المجالات التي ساهمَت في الفشل؛ حيث إنَّ فهم ما ساهم في النتائج السلبية هو المفتاح لتحقيق نتائج أفضل، وخلال هذه الفترة اسأل نفسك "ما الذي تعلمتُه من هذه التجربة ويمكنني الاستفادة منه عند المحاولة مجدداً؟" تخيَّل نفسك في الوضع نفسه وفكِّر في كيفية الاستعداد له بشكل مختلف، وكيف يمكنك التصرف بناءً على الفرص أو مواجهة عقبات معيَّنة.
خذ في الحسبان كل ما تعلمتَه وانطلق مجدداً، ثم إنَّ من الهام جداً أن تضع موعداً نهائياً لتجاوز هذه الفترة؛ ذلك لأنَّ تحديد الوقت الذي نمنح فيه الأمور تركيزنا، يقوي قدرتنا على التحكم في أفكارنا وانفعالاتنا، وبذلك تكون قد حصلتَ على السر في كيفية استثمار الإخفاقات لتحقيق النجاح.
إنَّ تحديد موعد نهائي للتأمل في الإخفاقات له دور رئيس في تحديد ما إذا كنت ستنجح في تحقيق أهدافك، أو إذا كنت ستسعى لتحقيقها في المقام الأول؛ إذ يحقق تحديد المواعيد النهائية الفوائد الآتية:
- يعلمنا السيطرة المنضبطة على تفكيرنا.
- يبقى لديك هدف تسعى وراءه.
- الشعور بأنَّك تمتلك عزيمة.
من المؤكَّد أنَّ الناس ليسوا متشابهين، ومن ثم فإنَّ الفترة التي نحتاج إليها لنستعيد قوَّتنا تختلف من شخص إلى آخر، فبعض الإخفاقات بسيطة ولا تحتاج إلى وقت طويل لتجاوزها، بينما توجد إخفاقات كبيرة تتطلب وقتاً طويلاً، ومن المفيد في هذا السياق وضع مواعيد نهائية مختلفة للتعامل مع التجربة بناءً على شدتها، والوقت الذي تحتاج إليه يعتمد على ثلاثة عوامل:
- أهمية هدفك.
- الوقت المستثمر.
- كونك تمتلك هدفاً آخر أو أهدافاً عدَّة.
فالأشخاص الذين استثمروا كل ما يملكونه في مشروع ثم صُدِموا برؤيته ينهار، قد يستغرقون وقتاً أطول من الأشخاص الذين أسسوا شركة لمجرد نزوة، لكنَّ التحدي الذي ستواجهه هو تحديد مواعيد نهائية قصيرة؛ إذ قد تشعر بعدم الارتياح وبأنَّ الوضع غير طبيعي، لكنَّك بحاجة إلى المضي قدماً دون الغرق كثيراً في التفكير السلبي أو تذكُّر ما حدث كثيراً.
أضف تعليقاً