كيفية دراسة جدوى مشروع خطوة بخطوة

وهذا يجعل الفرد يجد الدافع للذهاب إلى العمل يومياً، كما يشعر بالمتعة في أثناء أداء المهام المطلوبة منه، فالعمل في المشروع الخاص بهدف تحقيق الأحلام كفيل بإشباع الشغف عند الإنسان بطريقة لا يفعلها أي عمل آخر غير خاص أو لدى شخص آخر.

بالنسبة إلى الكثير من البشر يعدُّ السبب الأهم للسعي نحو إنشاء مشروع خاص هو التعب من الروتين والعمل بصفة موظف لسنوات والرغبة في بدء صفحة جديدة والعيش بأسلوب حياة جديد يسمح له باختيار ساعات العمل كي يتمكن من قضاء الوقت الذي يرغب به مع العائلة أو الأصدقاء أو في تنمية مواهب معينة دون وجود رقيب ينتظر منك إنجاز الأعمال والمهام حتى في أيام الاستراحة في بعض الأحيان.

لكنَّ بدء المشروع الخاص ليس بالأمر السهل أو المرن، فإطلاق الشركة أو العمل الخاص على أرض الواقع يتطلب العزيمة والعمل الشاق وحتى قبل الإطلاق؛ إذ تعد عملية دراسة جدوى المشروع من الخطوات الأساسية قبل إطلاقه، فكيف يمكننا دراسة جدوى مشروع؟ هذا ما سنتعرف إليه في مقالنا الحالي.

دراسة جدوى مشروع:

دراسة جدوى المشروع تخبر صاحب الفكرة بمدى إمكانية نجاحها؛ إذ إنَّها تمكِّنك من معرفة أوضاع السوق لتعرف الأرباح المتوقعة؛ وذلك لأنَّ التأكد من نجاح أي مشروع قبل البدء بتنفيذه أمر هام لتفادي الخسائر سواء المادية أم خسارة الوقت والجهد، فالجدوى تجيبك عن الأسئلة التي تدور في ذهنك عند الرغبة في البدء بمشروع معين مثل "هل المشروع قابل للتنفيذ؟ وهل المشروع قادر على تحقيق الربح الذي أرغب به؟" وغير ذلك من الأسئلة التي تجعل الفرد يفقد عزيمته أحياناً.

خطوات دراسة جدوى مشروع خطوة بخطوة:

ليصبح البدء بمشروع معين أمراً سهلاً يجب التأكد من نجاح المشروع وأخذ كافة الاحتياطات اللازمة، وعليك اتباع الخطوات الآتية في دراسة جدوى مشروع:

1. الدراسة الفنية للمشروع:

في هذه الخطوة يتم التفكير بكافة الأمور الفنية المتعلقة بالمشروع، وهي كما يأتي:

• تحديد المساحة التي يحتاجها البناء وتحديد الموقع بعد دراسة الخصائص الطبيعية والخصائص الفنية له.
• تحديد الشكل الخارجي للموقع أو رسم نمط معين ترغب في أن يكون هو الشكل العام للبناء.
• تكلفة الحصول على الأرض التي سيتم بناء المشروع عليها أو تكلفة الحصول على البناء الذي ترغب، وربما تكلفة استئجاره إن لم ترغب في شرائه.
• تحديد حاجة المشروع من الأيدي العاملة وتحديد مواصفات العمال.
• تحديد رواتب العمال، وذلك بالاعتماد على مواقع التوظيف أو من خلال الاستفسار من الموظفين العاملين في نفس الوظائف أو حتى الاستفسار من أصحاب المشاريع المشابهة إن أمكن ذلك.
• تحديد احتياجات المشروع من الخدمات الرئيسة كالكهرباء أو الماء وما شابه ذلك.
• في حال كان المشروع إنتاجياً فيجب تحديد تكاليف المشروع من الخامات اللازمة للإنتاج، إضافة إلى تحديد مراحل الإنتاج بالتفصيل لتكوين صورة واضحة عن كيفية سير العمل، وذلك بالاعتماد على الإنترنت أو من خلال استشارة المهندسين المتخصصين في نفس مجال عمل المشروع أو ربما بالاستفسار وأخذ الإجابات من أصحاب المصانع ممن ينتجون نفس المنتج.

شاهد بالفيديو: كيف تبدأ مشروعاً تجارياً ناجحاً؟

2. الدراسة التقنية للمشروع:

هي الدراسة التي تحدد جدوى المشروع من الناحية التقنية؛ إذ تحدد الآلات والمعدات التي يحتاجها هذا المشروع، كما تدرس أفضل الآلات التي تناسب عمل المشروع بعد تقدير حجم الإنتاج في المشروع، إضافة إلى أنَّ الدراسة التقنية تركز على العنصر الأهم في المشروع وهو المنتج؛ إذ تحدد الدراسة - إضافة إلى ما سبق - النقاط الآتية:

• المنتج الذي سيقوم عليه المشروع أو الخدمة التي سيقدمها.
• الوقت الذي ستحتاجه للتمكن من إدخال المنتج إلى السوق.
• كيفية حماية المنتج من المنافسة من قِبل الشركات التي تصنع نفس المنتج.
• الميزات التي سيقدمها المنتج والتي ستجعله مفيداً للعملاء أكثر من غيره والتي تعد نقاط قوة للمنتج.

3. الدراسة التسويقية للمشروع:

تتشابه الدراسة التسويقية مع الدراسة التقنية قليلاً؛ وذلك لأنَّ الدراستين تركزان على المنتج، ولكنَّ الدراسة التسويقية تركز على علاقة المنتج بالسوق أكثر من الدراسة التقنية من خلال دراسة النقاط الآتية:

• تحديد قطاعات السوق التي تستهدفها لتسويق المنتج.
• تحديد القوة الشرائية للعملاء لمعرفة العدد التقريبي للعملاء المستهدفين في السوق.
• تحديد الطريقة المناسبة لبيع المنتج.
• تحديد مدى إمكانية توسيع الإنتاج مستقبلاً من خلال تقييم مدى استجابة العملاء للخدمات الجديدة ومدى رضى الزبائن.
• معرفة أسعار المنتجات المنافسة للمنتج في السوق.

4. الدراسة المالية للمشروع:

تعد هذه الدراسة هي الأكثر خطراً؛ وذلك لأنَّها المُحدِّد النهائي لمدى قابلية المشروع للتنفيذ، لذلك تتم الدراسة المالية بعد الانتهاء من الدراسة التسويقية والفنية والتقنية للمشروع، ويُفضَّل إنشاء جدول نضع في أحد الحقول الإيرادات وفي الحقل الثاني التكاليف التقديرية للمشروع التي تم التنبؤ بها من خلال الدراسات السابقة، ومن ثم تبدأ الدراسة المالية للمشروع بالشكل الآتي:

تجهيز قائمة تقديرية للدخل: ويتم إعداد القائمة من خلال تحديد النقاط الآتية:

• تحديد الإيرادات الناتجة عن المنتج الذي تم تصنيعه.
• تحديد تكاليف الإنتاج بحيث تشمل الأموال التي يتم دفعها لشراء المواد الخام وأجور الأيدي العاملة وأجور تسويق المنتج وما شابه ذلك.
• يتم حساب صافي الربح من خلال طرح ناتج جمع تكاليف عمليات الإنتاج من الإيرادات الناتجة عن بيع المنتج، وهنا سيستنتج القائم بالدراسة هل يوجد ربح أم خسارة عند تنفيذ هذا المشروع؟ فإن كانت القيمة موجبة فهذا دليل على ربحية المشروع، وإن كانت القيمة الناتجة سالبة فالمشروع خاسر بالتأكيد.
• يجب التفكير بإمكانية تغيُّر هذه الأرقام مستقبلاً أو على الأقل خلال السنوات الثلاث القادمة، فالكثير من المشاريع لا تحقق ربحاً في الأشهر الأولى من بيع المنتج، ومن ثم تبدأ المبيعات بالازدياد بعد انتشار المنتج وكسبه لثقة فئة من العملاء، وهنا يعود القرار إلى صاحب المشروع فعليه التفكير جيداً إن كان يستطيع تحمُّل الخسارة في بداية تنفيذ المشروع.

قياس مدى ربحية المشروع: بالاعتماد على نتائج الخطوة السابقة يتم التفكير في النقاط الآتية:

• هل النتائج التي تم التوصل إليها سابقاً تشير إلى أنَّ المشروع سيحقق ربحاً عالياً؟
• هل يمكن للمشروع المنفذ أن يغطي نفقات الإنتاج كافة على الأمد القصير أو حتى على الأمد الطويل؟
• في حال الحصول على قرض أو أكثر من قرض لتنفيذ هذا المشروع، هل من الممكن سداد القروض من أرباح المشروع؟
• بحسب توقعاتك للمشروع هل سيحقق الربح الذي تتوقعه؟

حساب التكاليف الاستثمارية للمشروع: يتم حساب هذه التكاليف بالطريقة الآتية:

• يجب حساب التكاليف الرأسمالية للمشروع؛ وهي المصاريف التي وضعها في هذا المشروع منذ التفكير بتنفيذه مثل مصاريف التدريب.
• جمع قيمة الأصول الثابتة للمشروع؛ وهي تكاليف شراء أو إنشاء المباني وتكاليف شراء الآلات ومختلف تجهيزات المباني وما شابه ذلك.
• تحديد قيمة الأصول المتداولة (المتغيرة)؛ وهي تكاليف شراء المواد الخام وتكاليف عملية الإنتاج عموماً.

بعد الانتهاء من مختلف النقاط السابقة تصبح الدراسة المالية جاهزة وتستطيع الإجابة عن السؤال الأهم وهو "كم هو عائد هذا الاستثمار؟"، فتتمكن من اتخاذ القرار النهائي المتعلق بهذا المشروع.

شاهد بالفيديو: 8 طرق لتعزيز مهارة إدارة المشاريع

أخطاء يمكن الوقوع فيها عند دراسة جدوى مشروع:

تتسبب الدراسة الخاطئة في فشل المشروع غالباً، لذلك انتبه إلى النقاط الآتية عند دراسة جدوى مشروع:

1. عدم إهمال التفاصيل مهما بدت صغيرة بالنسبة إليك؛ وذلك لأنَّ الدراسة الصحيحة هي الدراسة الشاملة التي تضم التفاصيل من أصغرها إلى أكبرها.
2. يجب أن تكون الدراسة منظمة ومرتبة بشكل منطقي وواضحة بحيث نضع المعلومات المناسبة في كل خطوة من الخطوات، فمثلاً لا تحتوي الدراسة الفنية على معلومات يجب وجودها في الدراسة التسويقية.
3. تجنُّب المعلومات غير الدقيقة عن تكاليف الإنتاج كأسعار الآلات أو المواد الخام؛ وذلك لأنَّ المبالغة في التكاليف تتسبب في إحباط عزيمة صاحب المشروع.
4. يجب التركيز على جمع المعلومات من المناطق التي سيتم بيع المنتج فيها؛ وذلك لأنَّ الأسعار تختلف من مكان إلى آخر.

في الختام:

دراسة جدوى المشروع هي الخطوة الأولى التي يجب القيام بها عند التفكير في فتح مشروع خاص، فهي ما سيخبر صاحب الفكرة بمدى ربحية هذا المشروع، ومن ثم سيصبح قادراً على اتخاذ القرار الصحيح بشأن تنفيذ المشروع، وتتم دراسة جدوى مشروع باتباع خطوات عدة تبدأ بالدراسة الفنية للمشروع التي يتم فيها تحديد موقع ومساحة بناء المشروع وتحديد الاحتياجات من الآلات والمعدات والأيدي العاملة والخدمات الأساسية والحاجة من المواد الخام اللازمة للإنتاج.

تركز الدراسة التقنية على المنتج بحيث تدرس الوقت اللازم لإنتاجه وإدخاله إلى السوق وتحديد ميزاته وكيفية حماية المنتج من الجهات المنافسة، وأما الجدوى التسويقية فتدرس علاقة المنتج بالسوق، فتحدد قطاعات السوق المستهدفة والقوة الشرائية للعملاء وكيفية بيعهم المنتج، وأخيراً الدراسة المالية التي يمكنها تحديد ربحية المشروع بشكل نهائي ومنطقي وموثوق جداً، لكن يجب الانتباه جيداً عند إعداد الدراسة فلا يجب إهمال أي من التفاصيل الصغيرة أو الكبيرة.