كيفية التعرف على الأخبار المزيفة والمعلومات الخاطئة من خلال الإنترنت

ثمَّ نتابع التقليب، لنجد أنفسنا في ختام اليوم نشعر بمزيج من الخوف والقلق قد لا نتذكر مصدره، ولكنَّه بالتأكيد خبر من الأخبار المبالغ بها لتثير عواطفنا، كالأخبار عن النيزك الذي سوف يضرب الأرض قاب قوسين أو أدنى، أو عن كارثة طبيعية حدثت منذ سنوات في مكان ما ونُشِرَت صورها على أنَّها حدثت مؤخَّراً وفي منطقة قريبة، أو خبر سياسي ليس له أساس من الصحة.

فنتحوَّل من دون أن ندري إلى مروِّجين لهذه الأخبار، إمَّا بمشاركتها على صفحاتنا أو نقلها شفوياً إلى أصدقائنا وهذا ما يرفع مستوى التضليل.

لذا؛ لا بد لنا قبل أن نخطو هذه الخطوات، أي التفاعل مع الخبر ونشره أن نتوقف لحظة أمام المنطق، ونتأكد من صحة هذه الأخبار. وإذا ما تساءلت عن كيفية التعرف على الأخبار المزيَّفة والمعلومات الخاطئة، إليك الجواب في هذا المقال.

لماذا تنشر الأخبار المزيَّفة والمعلومات الخاطئة؟

تنتشر الأخبار المضلِّلة والمعلومات الخاطئة على الإنترنت لأسباب متعددة ومتشابكة، غالباً ما تكون دوافعها مزيجاً من العوامل التالية:

1. الأرباح المالية: تعتمد عدد من المواقع على الإعلانات بوصفها مصدراً للدخل، وزيادة عدد الزوار (سواء عن طريق المحتوى الحقيقي أم المزيَّف) يعني زيادة الإيرادات، وقد تُستخدَم الأخبار المضلِّلة للترويج لمنتجات أو خدمات وهمية، أو قد تُنشَر معلومات كاذبة بهدف ابتزاز الأفراد أو الشركات.
2. التأثير السياسي: يمكن استخدام الأخبار المزيَّفة لتوجيه الرأي العام باتِّجاه مواقف معيَّنة أو تشويه سمعة خصوم سياسيين، وقد تُنشَر معلومات مضلِّلة للتأثير في نتائج الانتخابات.
3. الانتقام الشخصي: قد ينشر الأشخاص معلومات كاذبة عن الآخرين بهدف الانتقام منهم أو تشويه سمعتهم.
4. الترفيه: قد تُنشر أخبار مضحكة أو غريبة بهدف الترفيه والانتشار السريع.
5. الجهل والتسرُّع: قد ينشر الأشخاص معلومات دون التأكد من صحتها، بدافع حسن النية أو بسبب عدم معرفتهم بطرائق التحقق من المعلومات.
6. الإيديولوجيات المتطرِّفة: تستخدم الجماعات المتطرفة الأخبار المزيفة لترويج أفكارها وجذب المزيد من المؤيدين.

كيفية التعرف على الأخبار المزيَّفة والمعلومات الخاطئة من خلال الانترنت

أمَّا من أجل معرفة صحة الأخبار والمعلومات التي ترِدُ أمامنا، فلا بد لنا من اتباع الخطوات التالية:

1. التحقق من المصدر

في عصرنا الرقمي، تنتشر المعلومات بسرعة كبيرة من خلال الإنترنت، وأصبح من الضروري أكثر من أي وقت مضى التحقق من صحة الأخبار والمعلومات التي نصادفها. ويعدُّ التحقق من المصدر أحد أهم الخطوات في هذه العملية وذلك للأسباب التالية:

• حماية نفسك من التضليل: يمكن أن تؤثِّر الأخبار المزيفة في قراراتك وتؤدي إلى انتشار الخوف والانقسام.
• حماية المجتمع: يمكن أن يؤدي نشر الأخبار المزيفة إلى عواقب وخيمة على المجتمع، مثل العنف والكراهية.
• دعم الصحافة الحقيقية: عندما نتعلم كيفية التمييز بين الأخبار الحقيقية والمزيفة، فإنَّنا ندعم الصحافة الحقيقية التي تسعى إلى تقديم معلومات موثوقة.

كيف يمكن التحقق من مصدر الخبر؟

نتحقَّق من مصدر الخبر من خلال مجموعة خطوات:

• تقييم مصداقية الموقع: هل هو موقع إخباري معروف وله سمعة جيدة؟ أم هو موقع شخصي أم مدوَّنة غير معروفة؟
• البحث عن مؤشرات التحيُّز: هل يحاول الموقع أم الصفحة الترويج لرأي معين أم منتج؟
• فحص تاريخ النشر: هل الخبر حديث أم قديم؟ قد يُعاد نشر الأخبار القديمة على أنَّها جديدة.
• التحقق من المؤلِّف: هل للمؤلف خبرة في المجال الذي يتحدث عنه؟ هل هو معروف بموثوقيته؟
• البحث عن مصادر أخرى: هل هناك مصادر أخرى موثوقة تتحدث عن الموضوع نفسه؟ إذا كانت جميع المصادر الأخرى تتحدث عن قصة مختلفة، فمن المحتمل أن يكون الخبر الأول مزيفاً.
• استخدام أدوات التحقق من الحقائق: هناك عدد من المواقع والأدوات التي تساعد على التحقق من صحة الأخبار، مثل (Snopes) و(org).

لماذا يعدُّ المصدر هاماً جداً؟

• يعكس المصدر المصداقية: تكون المصادر الموثوقة عادة أكثر دقة وموضوعية في تقديم المعلومات.
• يكشف المصدر عن النوايا: قد يكون للمصدر أجندة خاصة يُحقِّقها من خلال نشر الخبر.
• يساعد المصدر على فهم السياق: تساعد معرفة مصدر الخبر على فهم السياق الذي نُشِرَ فيه، ممَّا يُقيِّم دقته.

إنَّ التحقُّق من المصدر هو خطوة أساسية في مكافحة انتشار الأخبار المزيفة والمعلومات الخاطئة، ومن خلال التدريب على هذه المهارة، يمكننا حماية أنفسنا ومجتمعنا من التضليل، ودعم الصحافة الحقيقية.

شاهد بالفيديو: 6 طرق لمعرفة الأخبار الكاذبة

2. التحقق من التاريخ

يعدُّ التحقق من التاريخ أحد الأدوات الأساسية والفعالة في كشف الأخبار المزيفة والمعلومات الخاطئة التي تنتشر انتشاراً واسعاً على الإنترنت، فقد يبدو الأمر بسيطاً، إلَّا أنَّ التاريخ يؤدي دوراً حاسماً في تحديد صحة الخبر ومصداقيته، وذلك لأنَّه يساعد على:

• كشف الأخبار القديمة المعاد تدويرها: غالباً ما تُتداوَل أخبار قديمة كأنَّها جديدة، ممَّا يؤدي إلى انتشار معلومات مضلِّلة.
• التحقق من تسلسل الأحداث: يحدِّد التاريخ ما إذا كانت الأحداث المذكورة في الخبر تتسلسل تسلسُلاً منطقياً ومتَّسقاً.
• كشف التناقضات: قد يكشف التحقق من التاريخ عن تناقضات بين الخبر وأحداث معروفة، ممَّا يشكِّك في صحة الخبر.
• تحديد السياق: يساعد التاريخ على فهم السياق الذي نُشِرَ فيه الخبر، ممَّا يُقيِّم دقته.

كيف يمكن التحقق من تاريخ الخبر؟

نتحقق من الخبر من خلال الاستراتيجيات التالية:

• البحث عن المصدر الأصلي: اعثُرْ عن المصدر الأصلي للخبر وتاريخ نشره الأول.
• مقارنة التواريخ: قارِنْ تاريخ النشر مع تواريخ الأحداث الأخرى ذات الصلة.
• استخدام أدوات البحث العكسي: استخدِمْ أدوات البحث العكسي للصور والفيديوهات للتحقق من تاريخ نشرها لأول مرة.
• التحقق من الأرشيف: قد تجد معلومات مفيدة في أرشيفات المواقع الإخبارية أو المنظمات ذات الصلة.

لماذا يعدُّ التاريخ عنصراً حاسماً؟

• يوفِّر التاريخ السياق: يساعد التاريخ على فهم الأحداث في إطارها الزمني الصحيح.
• يكشف التاريخ التناقضات: قد تكشف التواريخ المتضاربة عن وجود معلومات خاطئة.
• يمنع التاريخ التلاعب: يمكن استخدام التاريخ لمنع التلاعب بالمعلومات وتقديمها تقديماً مضلِّلاً.

إنَّ التحقق من التاريخ هو أداة قوية في مكافحة انتشار الأخبار المزيَّفة والمعلومات الخاطئة. من خلال التدريب على هذه المهارة، يمكننا أن نصبح أكثر قدرة على تقييم المعلومات التي نصادفها على الإنترنت، واتخاذ قرارات مستنيرة بناءً على حقائق موثوقة.

3. البحث عن مصادر أخرى

في عالمنا الرقمي الذي يتَّسم بفيضان المعلومات، أصبح من الضروري التحقق من صحة أي خبر أو معلومة قبل تصديقها ومشاركتها، فالاعتماد على مصدر واحد فقط، مهما كان موثوقاً به، لا يكفي لضمان دقة المعلومة. وإليك أهمية البحث عن مصادر أخرى:

• التحقق من الرواية: عند البحث في مصادر متعددة، يمكنك مقارنة الروايات المختلفة للحدث نفسه أو المعلومة نفسها، وهذا يُحدِّد أية تناقضات أو تفاصيل مفقودة في رواية المصدر الأول.
• كشف التحيُّزات: كل مصدر إخباري له تحيزاته الخاصة، سواء كانت سياسية أم اقتصادية أم اجتماعية، فمن خلال مقارنة عدة مصادر، يمكنك الحصول على صورة أكثر شمولية وموضوعية للأحداث.
• التحقق من الحقائق: قد تحتوي بعض المصادر على أخطاء أو معلومات غير دقيقة، ومن خلال مقارنة عدة مصادر، يمكنك التأكد من صحة الحقائق والأرقام الواردة في الخبر.
• كشف الأخبار المزيفة: غالباً ما تنتشر الأخبار المزيَّفة بسرعة كبيرة من خلال الإنترنت، ومن خلال البحث في مصادر موثوقة، يمكنك كشف هذه الأخبار وتجنُّب الوقوع ضحية لها.
• توسيع آفاقك: إنَّ البحث في مصادر متعددة يوسع آفاقك ويساعدك على فهم القضايا من زوايا مختلفة.

كيف يمكن البحث عن مصادر أخرى؟

يمكن البحث عن مصادر أُخرى من خلال عدة خطوات:

• استخدام محركات البحث: ابحث عن الخبر باستخدام كلمات مفتاحية مختلفة.
• التحقق من مصادر موثوقة: ابحث عن مصادر إخبارية معروفة وذات سمعة جيدة، مثل وكالات الأنباء الدولية والصحف المرموقة.
• الاستعانة بمواقع التحقق من الحقائق.
• الاستفسار من الخبراء: إذا تعلَّق الموضوع بمجال متخصص، فاستَعِنْ بخبراء في هذا المجال للحصول على رأيٍ ثانٍ.
• التواصل مع المجتمع العلمي: إذا تعلَّقَ الخبر بمسألة علمية، تواصَلْ مع العلماء والباحثين في هذا المجال.

إنَّ البحث عن مصادر متعددة هو خطوة حاسمة في مكافحة انتشار الأخبار المزيفة والمعلومات الخاطئة. وباتباع هذه النصائح، يمكنك أن تصبح مستهلكاً أكثر وعياً للمعلومات، وتنشر الوعي بأهمية التحقق من الحقائق.

4. التحقق من الصور والفيديوهات

تنتشر المعلومات بسرعة البرق في عالمنا الحالي، وأصبحت الصور والفيديوهات أدوات قوية لنقل الأخبار والأحداث، ومع ذلك فإنَّ هذه الأدوات نفسها يمكن استخدامها للتلاعب بالرأي العام ونشر المعلومات المضلِّلة. لذلك؛ أصبح من الضروري للغاية التحقق من صحة الصور والفيديوهات قبل تصديقها ومشاركتها وذلك للأسباب التالية:

• التلاعب بالواقع: يمكن التلاعب بالصور والفيديوهات باستخدام برامج التعديل لإنشاء محتوى مزيف يبدو حقيقياً.
• انتشار المعلومات المضلِّلة: يمكن أن تؤدي الصور والفيديوهات المزيفة إلى انتشار معلومات خاطئة وتشويه الحقائق.
• التأثير في الرأي العام: يمكن لهذه المحتويات المزيفة التأثير في الرأي العام وتوجيهه باتِّجاه اتجاهات معيَّنة.
• وقوع الضحايا: قد يؤدي تصديق الصور والفيديوهات المزيَّفة إلى وقوع الضحايا في عمليات احتيال أو نشر معلومات مضرة.

كيف يمكن التحقق من صحة الصور والفيديوهات؟

يمكن التحقق من صحة الصور والفيديوهات من خلال بعض الاستراتيجيات:

• البحث عن المصدر الأصلي: اعثُرْ على المصدر الأصلي للصورة أو الفيديو وتاريخ نشره الأول.
• التحقق من التفاصيل: انتبِهْ إلى التفاصيل الموجودة في الصورة أو الفيديو، مثل الأزياء، والعلامات التجارية، والخلفية. هل تتطابق هذه التفاصيل مع المكان والزمان المذكورَين؟
• استخدام أدوات البحث العكسي: هناك عدد من الأدوات التي تسمح لك بالبحث عن صورة أو مقطع فيديو على الإنترنت لمعرفة إذا ما استُخدِمَت في سياقات أخرى.
• التحقق من التاريخ: هل تاريخ التقاط الصورة أم الفيديو يتوافق مع الحدث المزعوم؟
• البحث عن تقارير إخبارية: تحقَّقْ من التقارير الإخبارية الأخرى التي تغطِّي الحدث نفسه، وهل توجد أية تقارير تتناقض مع الصورة أم الفيديو؟
• الاستعانة بخبراء: إذا تعلَّق المحتوى بموضوع متخصص، استشِرْ الخبراء في هذا المجال. 

أمثلة عن التلاعب بالصور والفيديوهات

• تغيير الخلفية: غيِّرْ خلفية الصورة لتغيير السياق.
• إضافة أو حذف العناصر: أضِفْ أو احذِفْ عناصر من الصورة أو الفيديو لتغيير المعنى.
• التلاعب بالألوان: غيِّرْ ألوان الصورة أو الفيديو لتغيير المزاج أو الإحساس.
• إنشاء صور أو فيديوهات مزيفة: استخدِمْ الذكاء الاصطناعي لإنشاء صور وفيديوهات تبدو واقعية تماماً، ولكنَّها غير موجودة.

إنَّ التحقق من صحة الصور والفيديوهات هو مهارة أساسية في عصرنا الحالي لكشف الأخبار المزيَّفة والمعلومات الخاطئة على الإنترنت. وباتِّباع هذه الخطوات، يمكنك حماية نفسك من التضليل والمساهمة في نشر المعلومات الصحيحة.

5. التحقق من اللغة المستخدمة

اللغة هي أداة قوية للتواصل والتأثير، ويمكن استخدامها استخداماً استراتيجياً لنشر المعلومات المضلِّلة والتلاعب بالرأي العام. لذلك؛ فإنَّ التحقق من اللغة المستخدمة في أي خبر أو معلومة، يعدُّ أمراً بالغ الأهمية لكشف الأخبار المزيَّفة والمعلومات الخاطئة على الإنترنت، ويعدُّ التحقق من اللغة هاماً لأنَّه يساعد على:

• كشف التحيُّزات: اللغة التي يستخدمها الكاتب يمكن أن تكشف عن تحيُّزاته وآرائه الشخصية، ممَّا يُقيِّم مدى موضوعية الخبر.
• التعرف على الأسلوب: يمكن أن يحدِّد تحليل الأسلوب اللغوي ما إذا كان النص مكتوباً بلغة إخبارية محايدة أم بلغة عاطفية ومبالغ فيها.
• كشف التناقضات: قد تحتوي النصوص المزيَّفة على تناقضات لغوية أو استخدام كلمات ومصطلحات غير متناسقة.
• التعرف على الحِيَل اللغوية: يمكن للمحترفين في مجال التضليل استخدام حيل لغوية معيَّنة لإقناع الناس بمعلومات خاطئة.

كيف يمكن التحقق من اللغة المستخدمة؟

نتحقَّق من اللغة المستخدمة من خلال اتِّباع مجموعة خطوات:

• البحث عن الكلمات المفتاحية: ابحَثْ عن كلمات مفتاحية محدَّدة تدل على عاطفة قوية أو تحيُّز، مثل "مؤامرة"، "كشف"، "فضيحة".
• تحليل الأسلوب: هل اللغة المستخدمة بسيطة وواضحة أم معقدة ومبهمة؟ هل هناك استخدام مفرط للصفات والنعت؟
• التحقق من المصادر: هل المصادر التي يستشهد بها النص موثوقة؟ هل يتم استخدام اقتباسات استخداماً صحيحاً؟
• مقارنة النصوص: قارِنْ النص مع نصوص أخرى تتناول الموضوع نفسه، فهل هناك تناقضات في اللغة المستخدمة أم في الحقائق الواردة؟
• التحقق من الحقائق: لا تعتمد فقط على اللغة؛ بل تحقَّقْ من صحة الحقائق والأرقام الواردة في النص.

أمثلة عن اللغة المستخدمة في الأخبار المزيفة

• اللغة العاطفية: استخدام كلمات مثل "صدمة"، "فضيحة"، "مؤامرة" لجذب الانتباه والتلاعب بالعواطف.
• التعميم المبالغ فيه: استخدام عبارات، مثل "الجميع يعلم"، "دائماً"، "أبداً" لتقديم ادِّعاءات صعبة الإثبات.

إنَّ اللغة هي أداة قوية تُستخدَم للتلاعب بالرأي العام، من خلال التحقق من اللغة المستخدمة في أي خبر أو معلومة، يمكنك أن تصبح أكثر قدرة على تمييز الأخبار الحقيقية وكشف الأخبار المزيَّفة والمعلومات الخاطئة على الإنترنت.

6. استخدام أدوات التحقق من المعلومات

تؤدي أدوات التحقق من المعلومات دوراً حاسماً في مساعدتنا على تمييز الحقيقة من الزيف، وحماية أنفسنا من التضليل، فلماذا تعدُّ أدوات التحقق من المعلومات هامة؟

• سرعة انتشار المعلومات المضلِّلة: تنتشر الأخبار المزيَّفة والمعلومات الخاطئة بسرعة كبيرة من خلال الإنترنت، ممَّا يجعل من الصعب تتبُّع مصدرها وحقيقة الأمر.
• التلاعب بالرأي العام: يمكن استخدام المعلومات المضلِّلة للتلاعب بالرأي العام وتوجيهه باتِّجاه اتجاهات معيَّنة.
• اتخاذ قرارات مستنيرة: تعتمد كثير من القرارات التي نتخذها في حياتنا اليومية على المعلومات التي نحصل عليها من الإنترنت، ومن الضروري التأكُّد من أنَّ هذه المعلومات دقيقة وموثوقة.
• حماية المجتمع: إنَّ انتشار المعلومات المضلِّلة، يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة على المجتمع، مثل العنف والكراهية والانقسام.

كيف تعمل أدوات التحقق من المعلومات؟

تستخدم هذه الأدوات تقنيات مختلفة للتحقق من صحة المعلومات، بما في ذلك:

• البحث العكسي عن الصور: تحدِّد هذه الأدوات مكان ظهور الصورة لأول مرة ومتى، ممَّا يكشف عن الصور المزيفة أو المعدلة.
• تحليل النصوص: تستخدم بعض الأدوات تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل النصوص والكشف عن الأنماط اللغوية التي تشير إلى المعلومات المضلِّلة.
• مقارنة المصادر: تقارِنُ هذه الأدوات بين مصادر مختلفة للخبر نفسه أو المعلومة نفسها، ممَّا يكشف عن التناقضات والمعلومات المضلِّلة.
• التحقق من المعلومات: تتحقَّق بعض الأدوات من المعلومات والأرقام الواردة في النصوص، للتأكد من دقتها.

أمثلة عن أدوات التحقق من المعلومات

• (Google Search): يمكن استخدام محرِّك البحث جوجل للبحث عن معلومات إضافية حول خبر معين، أو للبحث عن صور عكسية.
• (Snopes): يعدُّ أحد أشهر المواقع للتحقق من صحة الأخبار والشائعات.
• (FactCheck.org): موقع متخصص في التحقق من الحقائق السياسية.
• (PolitiFact): موقع آخر متخصص في التحقق من الحقائق السياسية.
• أدوات البحث العكسي للصور: مثل (Google Images) و(TinEye).

نصائح لاستخدام أدوات التحقق من المعلومات

• لا تعتمد على أداة واحدة: استخدِمْ عدة أدوات للتحقق من صحة المعلومات.
• تحقَّقْ من مصادر المعلومات: تأكَّد من أنَّ المصادر التي تستخدمها موثوقة ومحايدة.
• كن شكَّاكاً: لا تصدِّق كل ما تقرأه على الإنترنت، حتى لو جاء من مصادر موثوقة ظاهرياً.
• شارِكْ المعلومات الصحيحة: انشُرْ الوعي بأهمية التحقق من المعلومات.

إنَّ أدوات التحقق من المعلومات هي سلاح ذو حدَّين، يمكن استخدامها استخداماً جيداً لحماية أنفسنا من التضليل، أو يمكن استخدامها استخداماً سيئاً لنشر معلومات مضلِّلة؛ لذلك من الهام أن نتعلم كيفية استخدام هذه الأدوات استخداماً فعالاً، وأن نكون حذرين عند تقييم المعلومات التي نصادفها على الإنترنت.

في الختام

إنَّ استخدام الإنترنت يتطلب منَّا كثيراً من الوعي والحكمة، وذلك بسبب وجود كثير من العابثين الذين يسيؤون استخدامه ويبثُّون فيه المعلومات الخاطئة والأخبار المضلِّلة، والتي من شأنها التأثير في الرأي العام أو جذب انتباه الناس بهدف تحقيق الأرباح أو التسلية. ومن خلال الخطوات التي قدَّمناها أعلاه نستطيع تمييز بين ما هو حقيقي ومزيف من الأخبار والمعلومات.