بعد أن تحدثنا في الجزأين الأول والثاني من سلسلة المقالات هذه، عن أهمية الآخرين وثقتنا بأنفسنا في إسعادنا، سنلقي الضوء في هذا المقال على الدور الإيجابي للنشاطات في زيادة سعادتك، وكيف تضيف مزيداً من السعادة إلى نشاطاتك اليومية العادية.
يقول الدالاي لاما (Dalai Lama): "السعادة ليست شيئاً جاهزاً؛ بل نصنعها بأفعالنا".
تختلف النشاطات التي تسعِدنا؛ ذلك لأنَّنا أشخاصٌ مختلفون باهتماماتٍ مختلفة، ومن ثمَّ لن يخبرك هذا المقال بالنشاطات التي تحتاج إلى المشاركة فيها لتكون سعيداً؛ بل عليك أن تكتشف ذلك بنفسك، ومع ذلك، يوجد جانبان يمكنك التركيز عليهما عند البحث عن مزيدٍ من النشاطات السعيدة في حياتك: الإنتاجية والاستمتاع.
فرحة الإنتاج:
تبعث الإنتاجية في الإنسان شعوراً رائعاً لا يُوصف؛ إذ تحفز عملية إنهاء وشطب المهام من قائمة المهام "الدافع"، وتملؤنا سعادة؛ ببساطة، لأنَّ الوصول إلى الأهداف يزيد إفراز "هرمون الدوبامين" (Hormone dopamine)، وهو أحد الهرمونات الرئيسة للسعادة، ومن ثمَّ، فالإنتاجية مسار بيولوجي للفرح يتقاسمه جميع البشر.
نصائح لتجنب التسويف:
على الرغم من عظمة الشعور بالإنتاجية، إلا أنَّه قد يصعب تحفيز النفس للعمل على إنجاز المهام، وعندها يسهل الوقوع في فخ التسويف، فلن تشعر بمساوئ التسويف في الحاضر، لكنَّك ستعضُّ أصابع الندم قريباً.
إذاً كيف ننتقل من حالة المسوف إلى المنتِج؟ إليك بعض النصائح:
- بسِّط المهام في قائمة المهام، واحرص على أن تكون قصيرة وسهلة للقيام بها بسرعة؛ لذا بدلاً من كتابة: "إنهاء كتابة بحثي"، يمكنك كتابة: "كتابة فقرة واحدة من بحثي".
- اضبط المؤقت مدة 5 دقائق، وابدأ العمل على المهام المستصعبة غير المرغوبة لمدة خمس دقائق، سيبدو العمل مدة 5 دقائق سهلاً، وهذا سيساعدنا على التغلب على معظم إغراءات التسويف، وبما أنَّنا بدأنا بالعمل على المهمة الصعبة لفترةٍ وجيزة، فقد كسرنا الحاجز وسنكمل أداء المهمة غالباً.
- شارك قائمة المهام مع صديق وحوِّله إلى شريك مُساءلة؛ إذ يمكنكما مساعدة أحدكما الآخر على الالتزام بأداء المهام والأعمال المنزلية.
يؤمن الكثيرون بفكرة الإنتاجية المستمرة؛ فبالنسبة إلى هؤلاء، سيؤدي قضاء يوم استرخاءٍ من دون عمل إلى ظهور شعور الندم من تضييع الوقت، وفي الحقيقة، شعور الإنتاجية أمر رائع وطريقة فعَّالة للشعور بالسعادة، لكنَّك في المقابل تحتاج إلى تحقيق التوازن بين الإنتاجية والراحة من دون تحمُّل أعباء عملٍ إضافية؛ لذا فالاستراحة أمرٌ هام لإعادة شحن إبداعك وطاقتك، وهنا ننتقل إلى مصدرٍ آخر للسعادة وهو الاستمتاع.
شاهد بالفيديو: 7 حكم تساعدك على إيجاد السعادة
أهمية الاستمتاع:
عادةً ما يرتبط المرح بمفردات عدة: الترفيه، والمتعة، والتسلية؛ لذا نحن نشعر بالمرح عندما نقوم بأمرٍ غير جاد لكنَّه ممتع، وما تفعله بالضبط يعتمد على شخصيتك واهتماماتك؛ إذ يجد بعضهم مشاهدة فيلم ليلاً أو لعب كرة القدم أمراً ممتعاً، ناهيك عن إمكانية إضافة المرح إلى أيِّ مهمة؛ إذاً، فالأمر يتعلق بكيفية تعاملك مع ما تفعله.
نصائح لإدخال المتعة في تفاصيل حياتك:
- اتَّبع تقنية التلعيب في أداء نشاطاتك: كمكافأة نفسك حالما تؤدي أمراً غير ممتع.
- أنشئ بيئة ممتعة: شغِّل الموسيقى عندما تعمل على مهامك، وقدِّم إلى نفسك كوب قهوة ترتشفها بين المهام، واكتشف أصغر الملذات في حياتك، ثم نظمها لتساعدك في أوقات الأزمات، عندما تضيع متعتك.
- اقضِ وقتاً مع أقرب الناس إليك؛ إذ يمكنك أن تستمتع بأيِّ نشاطٍ اعتيادي إن أديته مع الأشخاص المناسبين.
- افعل ما يحلو لك، فلا حاجة إلى قضاء حياتك بجدية تامة طوال الوقت؛ خذ إجازة للسفر، ومارس النشاطات الترفيهية، واضحك كثيراً.
كان هذا الجزء الثالث من سلسلة مقالات "صناعة السعادة"، الذي تحدَّثنا فيه عن أهمية الإنتاجية وقضاء وقت ممتع في تعزيز سعادتنا، وسننتقل في الجزء الرابع إلى الحديث عن دور البحث عن هدفنا في إسعادنا.
أضف تعليقاً