لكن على الرغم من سماعنا للكثير من النصائح والمحاضرات المتعلقة بالزواج الناجح نجد الكثير من حالات الطلاق في محيطنا على الرغم من الحب الذي جمع الزوجين في البداية، فما الذي تسبب بتدمير العلاقة الزوجية؟ هذا ما يجب أن يعرفه كل إنسان قبل خوض تجربة الزواج كي يتجنب ما يدمر زواجه لاحقاً.
صفات سلبية بين الشريكين قد تدمر العلاقة الزوجية:
توجد العديد من الصفات التي قد تتسبب في تدمير العلاقة الزوجية وأخذها إلى طرق مسدودة حتى إن بدأت العلاقة بالحب والانسجام، فخلال مرحلة الزواج يكتشف كل من الشريكين طبيعة الآخر وحقيقته، وإليك أهم الصفات السلبية التي تدمر الزواج:
1. الخداع:
قد يحاول بعضهم أن يظهر على غير طبيعته في فترة الخطوبة، فيرسم صورة له في عقل الشريك مخالفة للواقع، لكن بعد الزواج سيكتشف الشريك ذلك فيتسبب الأمر بصدمة لدى الشريك لأنَّه سيشعر بتعرضه للخداع.
على سبيل المثال، قد يحاول الرجل التفاخر بوضعه المادي أمام الفتاة التي خطبها، فيجعلها تعتقد أنَّها ستعيش حياة مرفَّهة، وقد يكون السبب في ذلك هو رغبته بجعلها تتعلق به أكثر، لكن بعد الزواج واكتشاف الوضع الحقيقي سيتسبب ذلك بمشكلة حتى إن كانت الفتاة غير مهتمة بالأمور المادية، فالمشكلة ستحدث نتيجة الخداع والغش الذي تعرضت له.
2. البخل المادي:
هي الصفة القادرة على تدمير مختلف العلاقات العاطفية والاجتماعية والإنسانية، فهي صفة دنيئة لا تتعلق بالفقر أبداً؛ وذلك لأنَّها تصيب غالباً ميسوري الحال، وقد صنفته بعض الدراسات على أنَّه مرض نفسي ناتج عن نوع من افتقاد الأمن والأمان، فنلاحظ الشخص البخيل يتجنب الإنفاق على بيته كثيراً ويخاف من أيَّة مغامرة تكلِّفه نقوداً، وقد يتغير لونه ونبرة صوته عندما يدفع المال؛ لذلك يفضِّل المال على إسعاد شريكه.
يصبح البخل مدمراً للعلاقة الزوجية أكثر إن كان الزوج هو البخيل؛ وذلك لأنَّ بخل الزوجة قد يُفسَّر على أنَّه حرص ومحاولة لتأمين حياة سعيدة لأولادها، أما بخل الزوج يدفعه إلى حرمان عائلته من الكثير من الاحتياجات على الرغم من توفر المال، وهذا ما يسبب عدم احترام عائلته له.
شاهد: 7 طرق في التعامل مع العلاقات السلبية
3. البخل العاطفي:
هو عدم إظهار المشاعر العاطفية للشريك، فيتسبب ذلك بالبعد والجفاف والفتور والمشكلات الكثيرة، وقد ينتج البخل العاطفي عن ضغوطات الحياة اليومية أو افتقار الإنسان إلى العطف في طفولته ونشأته في بيئة قاسية خالية من الحب، أو قد يكون جفاف الشريك في التعامل هو السبب في حدوث بخل المشاعر.
هذا النوع من البخل منتشر بكثرة وخاصة عند الرجال في مجتمعاتنا العربية؛ وذلك بسبب الاعتقاد السائد عند بعضهم بأنَّ البوح بالمشاعر هو نوع من أنواع الضعف، وهذا يؤدي إلى شعور الشريك بالحرمان العاطفي وعدم الاستقرار الذي يدفع في الكثير من الأحيان إلى الانفصال.
4. الشك:
يشبه النار التي تحرق كل ما حولها كذلك الشك يحرق العواطف والمشاعر بين الزوجين، وينتج غالباً عن عدم ثقة بالنفس أو سوء الظن بأفعال وأقوال الآخرين أو حالة نفسية ناتجة عن أزمة سابقة، ولا نقصد هنا الشك العادي المقبول؛ إنَّما نقصد الشك الملازم للإنسان والمَرَضي أحياناً الذي يدفع الإنسان إلى التجسس على شريكه ومراقبة هاتفه وتصرفاته حتى ضمن عمله بحثاً عن دليل يثبت الخيانة.
على سبيل المثال، قد تخبر الزوجة زوجها عن علاقة عاطفية سابقة مرت بها فيدفعه ذلك إلى الشك بمختلف تصرفاتها متناسياً الحب الذي يجمعهما، فكل ما يفكر فيه هو الأوهام التي تدمر العلاقة الزوجية في النهاية.
5. المقارنة:
هي أن يقوم أحد الزوجين بمقارنة صفات شريكه بصفات أحد الأصدقاء أو المقربين أو بشخصيات عامة، والإنسان يحزن كثيراً عند مقارنته بشخص آخر وخاصة إن كان من يقوم بالمقارنة هو شريكه العاطفي فيجعله يشعر بالإحباط وعدم التقدير والغضب من حياته.
على سبيل المثال، قد يسعى الزوج إلى إرضاء زوجته دائماً بكل ما يمتلك من إمكانات، ولكنَّها قد تقارنه دائماً بزوج صديقتها، فتريد نفس الهدايا والتصرفات، أو قد يقارن الزوج زوجته بممثلة مشهورة فينتقد شكلها وثيابها باستمرار، وهذا يتسبب بحدوث مشكلات كبيرة بينهما.
6. عدم الرضى:
هو التركيز الدائم على سلبيات الشريك دون ذكر الإيجابيات، ويشبه ذلك المقارنة؛ إذ يكون أحد الزوجين غير متقبل لصفات شريكه أو للواقع المعيشي على الرغم من أنَّ الإنسان بإمكانه إسعاد نفسه بأبسط التفاصيل إن أراد ذلك، وبإمكانه بالمقابل نسيان الإيجابيات والنظر إلى الصفات السلبية للشريك، وهذا يتسبب بالبعد بينهما والجفاف شيئاً فشيئاً.
7. الغضب:
هو عدم قدرة الفرد على ضبط نفسه عند الانفعال، وينتج عن ذلك تصرفات سيئة وتوبيخ للمحيطين، وهذا ما يؤثر في الحياة الأسرية، فقد يتسبب بانعدام المحبة بين أفراد الأسرة وتفكك الروابط نتيجة الأذى النفسي الذي يلحقه بالآخرين والأذى الجسدي أحياناً؛ لأنَّ عدم القدرة على التحكم بالنفس قد يدفع الزوج إلى ضرب زوجته مثلاً، ومعالجة المشكلات بالغضب والصراخ تتسبب حتماً بدمار العلاقة الزوجية والطلاق أيضاً.
8. الأنانية:
الحب هو العطاء المتبادل غير المحدود، بخلاف الأنانية التي تجعل الإنسان يهتم بتأمين احتياجاته ومتطلباته ورغباته دون التفكير في الطرف الآخر أو حتى سماع وجهة نظره، فهو يعتقد أنَّ قراراته يجب أن تُنفَّذ حتماً، فيتسبب ذلك بالكثير من الألم والحزن.
هنا يجب أن نفرق جيداً بين تقدير الذات وهي الصفة الطبيعية التي يجب أن يتحلى بها مختلف البشر وبين النرجسية التي تدفع الإنسان إلى إلغاء الآخرين من حوله والتمركز حول ذاته فقط، فتدفع الجميع للابتعاد عنه حتى شريكه العاطفي.
9. الكبرياء والعناد:
من الصعب التعايش مع شخص غير قادر على الاعتراف بأخطائه أو تقبُّل وجهات نظر مغايرة لوجهات نظره في الحياة؛ وذلك لأنَّ العناد يتسبب بحدوث مشاحنات دائمة، فنلاحظ أنَّ الشخص العنيد المتكبر مستعد دائماً لخوض المعارك وبتسرع وقسوة أيضاً دون الاهتمام لمشاعر الآخرين، وحتى إن أثبت الطرف الآخر أنَّه على حق فمن الصعب أن يرضخ لرأيه، وحتى إن أُجبر على ذلك فسوف ينفذ الأمر بتذمر واضح، ولكنَّ الحياة الزوجية تفرض على الإنسان الكثير من التنازلات احتراماً لمشاعر الشريك، ودون ذلك لن تكون الحياة مستقرة وهادئة.
شاهد أيضاً: 6 إشارات تدل على فشل الزواج مبكراً
10. الكسل:
الحياة الزوجية تفرض على الزوجين بذل الكثير من الجهد، فلكل منهما مسؤوليات عليه تحمُّلها، فمثلاً كسل الزوج ورغبته الدائمة بالاسترخاء أو إشغال الوقت بالمسليات كالألعاب الإلكترونية، يجعله يهمل عمله ويتراجع لدرجة قد تدفع السؤولين إلى طرده، فيتدهور الوضع المادي للأسرة.
أما كسل الزوجة، فقد يجعلها تهمل نظافة منزلها وترتيبه وتهمل إعداد الطعام لعائلتها، وقد تهمل نفسها أيضاً، فينتج عن ذلك نفور الزوج منها ورغبته بقضاء الوقت خارج المنزل، ففي البداية قد يوجِّه إليها الملاحظات وقد تحدث المشكلات، لكن مع مرور الوقت واستمرار الوضع بنفس الوتيرة سوف تصبح العلاقة الزوجية سيئة حتماً وكثيراً ما يصل الأمر إلى الانفصال.
11. الغيبة:
من السيئ جداً أن يتحدث الإنسان عن صفات شريكه السلبية أمام الآخرين عند غيابه حتى إن كانوا أصدقاءً أو أهلاً، فيقلل بذلك من احترام الشريك ويتسبب بحدوث مشكلات إن قام أحدهما بإخبار الشريك بما يتم التكلم عنه في غيابه، وهذا الأمر شائع جداً بين النساء؛ إذ تتحدثن عن أزواجهن ضمن اجتماعاتهن النسوية، وقد تقوم إحداهن بنقل تلك الأخبار لزوجها مثلاً وينقلها بدوره إلى صاحب العلاقة ويتسبب ذلك بدمار زواجه.
12. الاستماع للآخرين:
تدخُّل الآخرين بالعلاقة بين الزوجين من أكثر الأمور التي تعود بآثار سلبية على العلاقة الزوجية، فاستماع الإنسان لآراء العائلة أو آراء الأصدقاء غير صحيح، حتى إن كان الشخص الناصح على مستوى عالٍ من النضج والوعي ولديه تجربة ناجحة؛ وذلك لأنَّ العلاقات الزوجية غير متشابهة ولا يمكن لأحد أن يُحسِن التحكيم بين الزوجين.
في كثير من الأحيان قد يكون الشخص الناصح يكن للزوجين الغيرة والحسد فيتعمد تقديم النصائح غير الجيدة، وعندها استماع أحد الزوجين لها سيتسبب بتدمير العلاقة؛ لذلك من المفترض عدم السماح للآخرين بالتدخل في الحياة الخاصة للزوجين وعدم الشكوى للأصدقاء وطلب النصيحة؛ لأنَّ ذلك يُعَدُّ نوعاً من إفشاء أسرار العلاقة الزوجية، وحتى إن قدَّم أحدهم نصيحة ما يجب على الزوجين دراستها جيداً قبل العمل بها؛ لأنَّهما وحدهما من سيتحملان نتيجة ذلك.
13. الغيرة المفرطة:
إذ يرغب الإنسان بعدم اقتراب شريكه من الجنس الآخر أبداً نتيجة عدم ثقته بأحد، والغيرة المفرطة تدفع الزوج مثلاً إلى جعل زوجته تتخلى عن عملها وتجلس في المنزل مبتعدة عن القيام بأي نشاط وحدها، حتى الخروج للتسوق أو الذهاب إلى زيارة أحد ما، فيجب أن يكون برفقتها، وهذا ما يجعل الشريك يعيش ضمن جو من الضغط والتوتر، لكن لا يستطيع أي إنسان تحمل ذلك كثيراً، وسيؤدي الأمر إلى نتائج سيئة في النهاية.
14. عدم المصارحة:
عدم وجود الصراحة بين الأزواج يُعَدُّ مؤشراً خطيراً لحياتهما معاً، لكن لا يعني ذلك إفشاء أسرار الأصدقاء أو العائلة؛ إنَّما يعني توفر الصراحة التامة بما يتعلق بهما فقط؛ لأنَّ ذلك ينمِّي الثقة بينهما ويزيد من الاطمئنان في العلاقة، ومن ثمَّ يزداد التفاهم والود وتصبح العلاقة الزوجية أقوى بكثير.
في الختام:
يعتقد الكثيرون أنَّ استمرار العلاقة الزوجية صعب جداً، لكن ما يجعل الاستمرار صعباً هو العادات والصفات السلبية التي يتصف بها أحد الزوجين أو كلاهما، مثل الخداع والكذب الذي يعتقد بعض الناس أنَّه أسلوب لجذب الشريك، لكنَّ حبل الكذب قصير كما يقال، أو البخل سواء كان بخلاً مادياً أم بخلاً عاطفياً فكلاهما يتسبب بالبعد والجفاف بين الزوجين وغياب التفاهم والمودة أيضاً، أو الغيرة والشك وعدم الرضى فكل ذلك يتسبب بالضغط والتوتر ضمن العلاقة الزوجية لدرجة حدوث الانفجار في النهاية، أو مقارنة الشريك بالآخرين التي تؤدي إلى تدميره نفسياً، أما الغضب فهو مدمر للعلاقة الزوجية؛ وذلك لأنَّه يتسبب بتضخيم المشكلات حتى البسيطة منها وعدم الوصول إلى نتيجة مرضية لأحد.
كذلك يحدث نتيجة عناد الشريك وكبريائه، وأيضاً الأنانية وعدم تقدير ظروف الشريك تتسبب بإنهاء الحب حتماً، كما أنَّ التحدث عن الشريك في غيابه والاستماع لآراء الآخرين يُعَدُّ تصرفاً مسيئاً بحق الشريك، وأيضاً عدم الصراحة بين الزوجين من أسباب الجفاف وحدوث المشكلات التي تدمِّر الزواج وتؤدي به إلى الطلاق في الكثير من الأحيان.
أضف تعليقاً