من هو سليمان القانوني؟
- هو حاكم وسلطان للدولة العثمانية خلال فترة ازدهار الدولة.
- خلف السلطنة من والده "سليم الأول" بعد وفاته.
- لقد بلغت فترة حكمه ٤٦ عاماً، وقيل إنَّها السلطة الأطول التي بقيت في الحكم.
- كما ذُكِر في التاريخ بأنَّه الابن الوحيد لوالده.
- يعدُّ سليمان السلطان العاشر للدولة العثمانية.
- ثاني من حمل الخلافة من عائلته "آل عثمان".
- عمل على توسيع دولته، وزيادة نفوذها إلى أن وصلت إلى إفريقيا جنوباً.
نشأة وطفولة سليمان القانوني:
- وُلِد السلطان سليمان القانوني في السادس من تشرين الثاني عام 1494 للميلاد.
- تعدُّ طرابزون في دولة تركيا الحالية مسقط رأسه ومكان نشأته.
- تربَّى تحت يدي والده السلطان "سليم الأول"، وكنف جده السلطان "بايزيد الثاني".
- اشتهر القانوني منذ صغره بذكائه، وشجاعته التي لا مثيل لها.
- بدأ والده بتهيئته لاستلام الدولة منذ بلوغه، وراح يعلِّمه الاستراتيجيات العسكرية.
- عاش سليمان طفولته في وسط من الاستقرار والرعاية والتعليم على يد الأساتذة والفلاسفة.
- من الجدير بالذكر أنَّه كان لسليمان القانوني صديق، وهو الأقرب إليه، اسمه يحيى، وقد تعلَّما معاً الصياغة، إضافة إلى كونهما أخين في الرضاعة.
- تدرَّب على المبارزة بالسيوف وركوب الخيل ورمي الرماح، منذ أن اشتد عوده.
السيرة الذاتية لسليمان القانوني:
- خلف السلطان سليمان القانوني والده في سبتمبر عام 1520.
- بدأ عهد سلطته بحملات عسكرية في مواجهة القوى المسيحية (الصليبيين) في وسط القارة الأوروبية وحوض البحر الأبيض المتوسط.
- توفي في الخامس من سبتمبر عام 1566 عن عمر ناهز ٧١ عاماً، في زيگتڤار، ودُفن عند مسجد السليمانية باسطنبول.
- عاش مع والده ووالدته حفصة خاتون ابنة منكولي كراني، متنقلاً بين ولايات الدولة العثمانية.
- نال اهتماماً كبيراً من والده، فقد نشأ على العلم وتعلَّم الأدب والفلسفة، وقابل الفقهاء والأدباء.
- اشتهر بالوقار والتعامل الجيد مع الأمور الحساسة.
- دائماً ما كان يستخدم حنكته في حل الأمور، ويفكِّر ملياً، دون أن يتعجَّل في اتخاذ القرارات.
- قطع على نفسه عهوداً في تطوير الدولة وزيادة نفوذها، وبالفعل نفَّذ ما قاله دون تراجع.
- اشتهرت فترة توليه للسلطة بأنَّها العصر الذهبي للدولة العثمانية، فقد أصبحت أقاليم الدولة موزعة على ثلاثة من قارات العالم.
- اهتمَّ بالفنون المعمارية الجميلة.
- كان السلطان القانوني يملك قوة عسكرية عظمى في فترة حكمه.
- بسبب عدله وكرمه، نعمت دولته وكل الأراضي الإسلامية في العالم بالرخاء والراحة.
- في نهايات حكمه، وقبل وفاته بدأت أمور الدولة تضطرب، نتيجة الصراع بين أبنائه، وكانت السنوات اللاحقة من حكم سليمان مضطربة بسبب الصراع بين أبنائه.
- بعد ذلك حدث صراع بين ولديه بيازيد وسليم، وانتهى الصراع بإعدام بيازيد.
- اهتم سليمان بانتقاء الإداريين، فاتَّخذ من إبراهيم ورستم ومحمد سوكولو رجالاً للدولة، وكذلك من أبي السعود بوصفه مختصاً بالشريعة، واهتم بالشاعر الكبير باكي، وقدَّم رعاية خاصة لمهندسي العمارة.
- تزوَّج عدة نساء، وكانت أحبهن إليه السلطانة روكسلان تلك المرأة الروسية التي دخلت القصر بوصفها جارية، وماتت سلطانة فيه.
- أنجب عدداً من الأمراء والسلطانات، ومن أبرزهم محمد ومصطفى وسليم وبيازيد.
- كان القانوني إضافة إلى كل ذلك شاعراً يمتلك ذوقاً رفيعاً بالشعر، وقد كان خطاطاً جيِّداً، إضافة إلى أنَّه أتقن عدداً من اللغات بما فيها العربية.
- هو أحد الأشخاص الذين يميلون للأحجار الكريمة والمصاغ الثمين، فقد كان على بصر فيها.
- مات السلطان سليمان القانوني في فترة حصار مدينة سيكتوار.
المسيرة المهنية لسليمان القانوني:
- بدأ السلطان سليمان القانوني حياته بوصفه أميراً في قصر السلطنة.
- عيَّنه جده "بايزيد الثاني" حاكماً لولاية "كافا" في شبه جزيرة القرم في عهد جده.
- ثمَّ عيَّنه والده حاكماً لولاية "مانيسا" في غربي آسيا الصغرى.
- تسلَّم إدارة الدولة العثمانية، وأصبح سلطاناً عليها بعد وفاة والده.
- عمل على تطوير وازدهار الدولة، حتى وصلت الدولة إلى القمة، وأعلنت في وقتها أنَّها الدولة الأعظم، وأنَّه السلطان الأعظم.
- يُحكى أنَّه السلطان العثماني الأول الذي أصدر وشرَّع وأقرَّ القوانين الضابطة في الدولة، لذلك أطلق عليه لقب القانوني، وقد حرص على أن تكون القوانين مستندة إلى التشريع الإسلامي.
- بدأ القانوني بتوجيه سياسة الدولة، وعلى الرغم من كونه في بدايات حكمه، إلَّا أنَّه تمكَّن من فرض هيبة الدولة العثمانية، وتخلَّص من كل الولاة الخائنين.
- قضى على تمرُّد الوالي الغزالي في بلاد الشام، وكذلك تمرُّد أحمد باشا في ولاية مصر، وكذلك تمرُّد قلندر جلبي في ولاية قونية ومرعش.
- أقام حملات توسعية في الشرق والجنوب والغرب، حتى تمكن من الوصول والسيطرة على البحر الأحمر والبحر الأسود والبحر الأبيض المتوسط.
- إنَّ السلطان سليمان القانوني، لم يقتصر دوره على سلطته فقط، بل كان أيضاً يسعى إلى نصرة الإسلام ونشره في كل أرض يغزيها.
- ضمَّ القانوني في إحدى حملاته عَدن صنعاء، ومضيق باب المندب إلى ولاياته العثمانية.
- حمى إفريقيا العربية من خطر الإسبان والبرتغاليين، كما ضمَّ تونس إلى دولته.
- تصدَّى لانتداب وتدخُّل الصفويين في بلاد الرافدين، وأوقفهم ثمَّ غزا عاصمتهم وسيطر عليها.
- تمكَّن من السيطرة على بلاد القرم، وكذلك بلغراد وحاصر فيينا عاصمة النمسا الآن.
- هيمن على عدد كبير من الجزر في البحر الأحمر وأهمها جزيرة رودس.
- أقام الاتفاقيات مع فرنسا، لكي يضمن الحصول على دعمها في حربه على إسبانيا والنمسا والبرتغال.
إنجازات سليمان القانوني:
إنَّ المسيرة المهنية للسلطان سليمان القانوني تعدُّ بأكملها إنجازاً كاملاً وصريحاً له، وسنذكر لكم أهم إنجازاته على مختلف الأصعدة:
- زادت مساحة الدولة العثمانية في عهده إلى الضعف.
- حافَظَ على استقرار الدولة وأمنها، وقضى على كل الحركات التي تهدد دولته.
- أكمل القانوني في عهده مهمة تحويل مدينة القسطنطينية التابعة للبيزنطيين إلى مركز يليق بالإمبراطورية العثمانية وسمَّاها باسطنبول.
- حاولَ ساعياً الانفتاح على الدول الأوروبية ودول الجوار.
- بنى المدارس وقضى على الجهل.
- أنشأ المشافي في مختلف الولايات.
- اهتم بالفقراء وراح يقدِّم لهم الإعانات.
- عيَّن قضاة ملتزمين لإدارة شؤون الناس القضائية بالاعتماد على الشريعة الإسلامية.
- أنشأ القناطر والصهاريج في أنحاء الدولة.
- أنشأ الأبنية والمعالم والقصور الكبيرة بأفضل التصاميم، وما تزال حتى الآن مراكز للجذب السياحي في تركيا.
- أحبَّ الفنون المعمارية، واهتمَّ بالمهندسين وعلى رأسهم سنان باشا.
- اهتمَّ بتصميم المساجد وشكلها العام في بغداد ودمشق والمدينة المنورة، وبنى جامع السليمانية في اسطنبول.
- اهتمَّ بالعلم والعلماء، وبرز عدد منهم في عهده مثل أبو السعود أفندي.
- اهتمَّ بفنون الخط اهتماماً كبيراً، وشجَّع الخطاطين، فكتب أحمد بن قرة حصاري القرآن الكريم بيده وبخط جميل جداً، وما يزال هذا الكتاب في متحف طوب قابي إلى الآن.
- هو صاحب أكبر مشروع حضاري إسلامي، فقد رمَّم المسجد الأقصى، وكذلك قبة الصخرة والحرم في مكة المكرمة.
- رمَّم المسجد النبوي، وأنشأ الحمامات والملاجئ لحجاج بيت الله.
- حصَّن المدينة المنورة، فبنى سوراً عظيماً حولها.
التحديات التي واجهها سليمان القانوني:
- وقع على عاتقه في بداية حكمه القضاء على خطر الخَوَنة والمرتدين في الدولة، وتمكَّن من التخلص منهم.
- وجب عليه القيام بنهضة دولته وتطويرها، وهذا كان من أصعب ما واجهه السلطان سليمان بسبب المساحة الواسعة للدولة العثمانية.
- لقد وقع اقتتال وخلاف بين أولاده، وهذا ما جعل القصر يهتز في فترات حياته الأخيرة.
- كما واجه خطر انقلاب الجيش الانكشاري عليه، وتمكَّن من ضبطه والسيطرة عليه.
- تعرَّض للخيانات من الإداريين في قصره، وكذلك الولاة الذين عيَّنهم في الولايات البعيدة عن مركز السلطة.
تأثير سليمان القانوني:
- للسلطان سليمان القانوني تأثير كبير عند بعض المسلمين، لما فعله في حمايتهم، وحماية مقدساتهم الدينية من الأخطار الخارجية.
- إنَّ القانوني ما يزال قدوة كبيرة عند الأتراك، لما فعله في سبيل نهضة وحماية دولته.
- أمَّا بالنسبة إلى بعض العرب فلا يمكنهم رؤية الدولة العثمانية إلَّا بوصفها محتلاً جاء لسرقة ونهب ممتلكاتهم.
أهم الأقوال والاقتباسات المأثورة لسليمان القانوني:
- "أحبُّ أن أموت غازياً في سبيل الله".
- "إنَّ جوادنا مسرج، وسيفنا معلق به".
- "من يأخذ المال اليوم يأخذ الأوامر غداً".
- "قال مخاطباً ملك فرنسا: أنا سلطان السلاطين وبرهان الخواقين، أنا متوِّج الملوك، ظلُّ الله في الأرضين، أنا سلطان البحر الأبيض والبحر الأسود والبحر الأحمر والأناضول والروملي وقرمان الروم، وولاية ذي القدرية، ودياربكر وكردستان وأذربيجان والعجم والشام ومصر ومكة والمدينة المنورة والقدس وجميع ديار العرب والعجم وبلاد المجر والقيصر وبلاد أخرى كثيرة، افتتحتها يد جلالتي بسيف الظفر ولله الحمد والله أكبر".
- "الحكم ليس بالسيف بل بالعدل".
- "اكتساب محبة الأمة في قناعتي أجمل من إرهابها".
- "عندما أموت أخرجوا يدي من التابوت،لكي يرى الناس أنَّه حتى السلطان خرج من هذه الدنيا ويده فارغة".
- "أيُقتل سفير الإسلام وأنا حي! غداً ستعلم أوروبا عاقبة أمرها".
الجوائز والتكريمات التي نالها سليمان القانوني:
- كرَّمته بعض الدول بتسمية الشوارع والمدارس وغيرها باسمه.
- يوجد جامع في لندن اسمه جامع سليمان القانوني، سمِّي بذلك تكريماً له.
- بنى رجل الأعمال "صالح سيهان المزداد" مسجد السلطان سليمان القانوني في دولة أوكرانيا.
- يوجد شارع بجانب سور القدس في المدينة القديمة اسمه سليمان القانوني.
أضف تعليقاً