تابع معنا هذا المقال، إن وددتَ تعلُّم كيفية تحويل أفكارك الإبداعية إلى أفعال، وكيفية توليدها، وما هي المهارات اللازمة لذلك.
كيف تولد أفكاراً إبداعية؟
لا شك أنّ كل فرد في هذه الحياة يملك فكرة إبداعية في مجال ما، ولكنّه غير قادر على التعبير عنها أو اكتشافها. يمكن لأي فرد أن يطلق العنان لأفكاره الإبداعية بعد فهمه المعنى الجوهري لعملية توليد الأفكار، ومن خلال الخطوات التالية ستتعلم كيف يمكن توليد تلك الأفكار بسهولة، وهي:
1. القدرة على رسم الخرائط الذهنية
تُعد من أكثر تقنيات توليد الأفكار استخداماً في المدارس أو محاضرات الإلقاء لشرح موضوع معين. يمكن أن تنجح هذه الخريطة في حال كانت قادرة على تنظيم المعلومات بتسلسل هرمي، وتكوين علاقات بين المعلومات؛ إذ يمكن من خلال هذه الخريطة رؤية المحتوى الأساسي إلى جانب جميع التفاصيل الفرعية في آنٍ معاً، ويمكن أن تنجح الخريطة الذهنية في حال كانت تحتوي على:
- الموضوع الرئيس، بشرط أن يتصل فيه المواضيع الفرعية والمفاهيم الأساسية.
- الصور المعبرة عن الموضوع مع إضافة ألوان هادئة للعين وتجنُّب الألوان الحادة.
- البساطة في توضيح المعلومات؛ إذ إنّ الهدف الرئيس من رسم الخريطة هو التوضيح، لذلك يجب أن تكون بسيطة.
2. العصف الذهني العكسي
دائماً ما يكون التفكير العكسي سبباً في اكتشاف المشكلة أو تفاقم المشكلة، إذ إنّ هدف هذا التفكير هو معالجة المشاكل بالاتجاه المعاكس مما يؤدي إلى إيجاد حلول بطريقة استثنائية. ويمكن أن تُمارس هذه العادة بطرح سؤالين على نفسك بصورة عكسية؛ واحد يحمل معنى إيجابي والثاني سلبي، ثم اطرح إجابتين لكل سؤال، فكلما زادت الاحتمالات كان لها فعالية أكثر. ولا تنسى في النهاية أن تروج للحلول التي وضعتها في الواقع.
3. استخدام أدوات عن طريق الإنترنت
هناك الكثير من الأدوات الموجودة على الإنترنت ولها القدرة على أداء عصف ذهني لك، كما لها القدرة على تقديم حلول مجانية.
4. التفكير المميز
يمكن لهذا النوع حل أيّة مشكلة من خلال تقسيمها إلى أجزاء صغيرة ووضع حل لكل جزء منها. لاستخدام هذا النوع من التفكير، عليك بتحديد أعمالك المتراكمة لتحقيق أهدافك، ثم حدد الخصائص واربطها مع أفكارك المبتكرة، وفي النهاية حدد الاختيار الأفضل لتوجُّهات أفكارك.
5. استخدام تحليل SWOT
في حال كانت الفكرة متعلقة بريادة الأعمال، فإنّ تحليل SWOT هو الأفضل لتوليد الأفكار؛ فهو يختصر نقاط القوة والضعف والتهديدات التي تؤثر في المشروع؛ إذ إنّه يوفر رؤية كاملة للعمل، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّه يلجأ إلى مساعدة فريق مختص بالفكرة.
6. استخدام قبّعات التفكير الست
تعدّ هذه الطريقة لمطوّرها هو إدوارد دي بونو من أهم الطرائق لصنع القرار إلى جانب تعزيز النقاشات بشكلها الجماعي، وتبيَّن أنّ قبعات التفكير الست لها القدرة على تحديد أدوار المشاركين أو وجهات نظرهم. تُمثَّل هذه الأدوار أو الوجهات بقبعات ذات ألوان مختلفة، ويتوافق كل لون قبعة مع تفكير محدد، مما يجعل الأفراد قادرين على استكشاف المشاكل أو القرارات ولكن من زوايا مختلفة.
وتقسم القبعات وفقاً لما يلي:
- القبّعة البيضاء والتي تدل على الحقائق والمعلومات.
- القبّعة السوداء والتي تدل على الحكم النقدي.
- القبّعة الخضراء خاصة بالإبداع وابتكار ما هو جديد.
- القبّعة الحمراء للعواطف والحدس.
- القبّعة الصفراء تحمل معنى الإيجابية والتفاؤل.
- القبّعة الزرقاء دليل على التنظيم إلى جانب التحكم بالعمليات المطروحة.
شاهد بالفيديو: 6 نصائح تساعد على تنمية التفكير الإبداعي
تعلَّم كيف تحول أفكارك الإبداعية إلى أفعال
بعدما تعلمنا كيف يمكن توليد الأفكار الإبداعية باتباع طرائق وخطوات بسيطة، يمكنك الآن أن تحوّل أفكارك الإبداعية إلى أفعال حقيقية وذلك من خلال اتباع ما يلي:
1. تحديد الفكرة
قد يبدو لك أنّ هذه الخطوة بسيطة ولكنّها أهم خطوة في تحويل الأفكار الإبداعية إلى أفعال حقيقية، مع الأخذ بعين الاعتبار أن تكون فكرتك واضحة وسهلة الفهم للجمهور. والأهم من ذلك كله، عليك أن تكون متحمساً لتحقيقها ومؤمناً بنجاحها. وبمجرد تحقيق شروط الفكرة، سوف تتجه مباشرةً إلى التحقق من وجود سوق لها، والتحدُّث إلى العملاء المهتمين بها، والتأكد من أنّ هذه الفكرة، إذ طُرحت، فإنّها ستلقى اهتماماً من الناس. ثم أنشيء بعدها خطة عمل تتضمن أهداف واستراتيجيات العمل وخطط تحقيقها. ولكن عليك الانتباه أن تكون واقعية ويمكن تحقيقها على أرض الواقع، كما عليك وضع خطة مرنة يمكن تغييرها حسب متطلبات نجاحها.
2. البحث عن التسويق لها في الأسواق المستهدفة
عليك أن تفهم رغبات واحتياجات عملائك وكيف يمكن أن تصل إليهم فكرتك بكل بساطة؛ يمكن أن تتطلع على المنشورات التجارية أو أن تحضر أحداث خاصة بفكرتك. هكذا ستتمكن من معرفة أحدث التطورات في مجالك.
3. إنشاء نموذج للعمل ووضع خطة
بعد معرفتك بالسوق وتحديدك جمهورك المستهدف، عليك الآن وضع خطة لعملك إضافةً إلى إنشاء نموذج لتقديمه، ويمكن أن تحتوي الخطة على:
- تدفق الإيرادات.
- تسعيرة الخدمة.
- تكاليف إنشاء الخدمة.
وبمجرّد الانتهاء من وضع الخطة والنموذج، بإمكانك مباشرة تنفيذ فكرتك من خلال الترويج لها. وخلال هذه المرحلة، راقب التقدم الحاصل وتأكد أنّ كل شيء يحصل حسب الخطة الموضوعة، وفي حال كان الأمر عكس ذلك سارع إلى تغيير الخطة لتتمكن من تحقيق نجاح فكرتك.
4. بناء فريق قوي
عليك تحديد المهارات الأكثر أهمية في شركتك أو مؤسستك ثم ابحث عن الأشخاص الذين يملكون هذه المهارات، ولا بأس في الوصول إلى أشخاص خارج دائرتك المحيطة. لضمان جودة مهارات الأشخاص، ابحث عنهم في مواقع التواصل إلى جانب الشبكات الاحترافية. بعد اختيار أعضاء الفريق، عليك إجراء اجتماع لهم للتعرُّف عليهم مباشرةً، وتعيين أدوارهم بدقة، وتحديد المسؤوليات الملقاة على عاتقهم مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ نجاح أي مؤسسة يقوم على بناء فريق قوي وناجح.
5. تأمين التمويل
يصعُب انطلاق أي شركة ناشئة دون وجود تمويل لها، فيمكن تمويلها من خلال الاستعانة بالمستثمرين أو أصحاب رؤوس الأموال الذين لديهم القدرة على استثمار الشركات الناشئة في مراحلها المتقدمة، ولكن مع وضع حقوق ملكية لها وهذه الطريقة الشائعة. أما الطريقة الثانية للتمويل من خلال الاستعانة بالقروض أو المؤسسات المالية، وهي طريقة صعبة نوعاً ما نظراً لما تشكل من ضغط على صاحبها. كما يمكنك أن تموّل شركتك بنفسك من خلال أموالك أو حصولك على قرض شخصي، وهذه الطريقة تحتاج إلى خطة محكمة لتحقيق نجاح المشروع.
مهارات توليد الأفكار الإبداعية
لا يمكن توليد أفكار إبداعية وتحويلها إلى أفعال دون وجود مجموعة من المهارات التي تساعد في تعزيز فكر الفرد، وهذه المهارات هي:
1. التفكير الجانبي
يتطلب حل أيّة مشكلة ومواجهتها من الفرد الخروج عن الطرائق التقليدية والنظر من زوايا مختلفة للموضوع؛ هذا ما يساعد على حل المشكلات بكل سهولة.
2. القدرة على التخيل
على صاحب الفكرة أن يخلق أفكاراً جديدة أخرى ويتصور السيناريوهات؛ إذ يساعد الخيال في وضع خطط مُحكمة لنجاح الفكرة.
3. التمتع بالمرونة
لا يمكن نجاح أي فكرة إبداعية دون أن يملك صاحبها مرونة في تقبل التغيّرات، ومواجهة التحديات، وتحويل كل فشل إلى نجاح من خلال ابتكار أفكار جديدة أخرى.
4. الخوض في التجارب
لضمان نجاح أي فكرة، على الفرد أن يضع نفسه في تجارب عديدة للوصول إلى أفكار جديدة غير تقليدية، وتقبُّل أيّة تجربة يمكن أن يقع بها.
5. تخصيص وقت للتأمل
من الأمور الهامة التي تساعد على توليد أفكار إبداعية جديدة هي جلسة التأمل؛ إذ إنّها تجعل الفرد قادر على اقتراح أفكار جديدة بناء على تجاربه السابقة وهذا ما يساعد في نجاحها.
6. التفكير النقدي
على الفرد أن يتمتع بقدرة على تحليل المعلومات الخاصة بفكرته ليتمكن من فهم الجوانب المختلفة لها.
7. امتلاك حس الفضول
لا بدّ وأنَّ للفضول الدور الأكبر في توليد أفكار جديدة واستكشاف ما هو جديد، وينتج ذلك من خلال طرح الأسئلة لمعرفة كل ما هو جديد.
في الختام
نكون قد ذكرنا في هذا المقال كيفية تحويل أفكارك الإبداعية إلى أفعال، وكيفية توليد تلك الأفكار، وماهية المهارات اللازمة لتوليدها.
أضف تعليقاً