لقد سبَّب إطلاق برنامج "شات جي بي تي" (ChatGPT) في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 2022، كثيراً من الجدل عن تأثيراته.
دور الذكاء الاصطناعي:
إنَّ ما يميز الذكاء الاصطناعي هو إمكانية تطبيقه في كل شيء تقريباً، وفي جميع مجالات العمل وبطرائق كثيرة، فيعتقد الكثيرون أنَّ استخدام الذكاء الاصطناعي يقتصر على تقنيات متطورة، مثل السيارات ذاتية القيادة وتقنيات التعرف إلى الوجه؛ لكنَّ الحقيقة هي أنَّنا نُغفِل كثيراً من تطبيقات الذكاء الاصطناعي، مثل التسوق عبر الإنترنت وتنظيم صفحات آخر الأخبار (feeds) في منصات التواصل الاجتماعي.
من الطبيعي أن تقلق وتخاف بشأن الذكاء الاصطناعي؛ فالحديث عن دوره يتجاوز موضوع التكنولوجيا، لأنَّ استخدام بيانات عن شريحة من الناس للبتِّ في أمور تخص الأفراد، هو أمر شائك لا يفهمه البشر.
يمكن تشبيه ذلك بمفهوم مؤشر كتلة الجسم؛ فعلى الرغم من أنَّ الأطباء والمختصين في الرعاية الصحية يستخدمون هذا المفهوم للحديث عن صحة شريحة كبيرة من السكان، إلا أنَّ تطبيق المفهوم هذا لا ينجح على مستوى الأفراد؛ وذلك لأنَّ لكل فرد بنية عظمية وكتلة عضلية مختلفة، وهذا دفع معظم العلماء إلى الاتفاق على أنَّ هذه العوامل ليست مقاييس سليمة لقياس الصحة.
ينطبق الأمر ذاته على استخدام الذكاء الاصطناعي لجمع بيانات عدد كبير من السكان للبَتِّ في أمر يخص الأفراد، والذي قد لا يناسبهم، وهذا يسبب بعض المشكلات.
على الجانب الآخر، يُطبق الذكاء الاصطناعي على أمور إيجابية، مثل اقتراح كتب أو أغان، مثل موقع "سبوتيفاي" (Spotify)، الذي يُعد خير مثال عن استخدام الذكاء الاصطناعي لتقديم الاقتراحات، ولا أحد لديه مشكلة في ذلك.
شاهد بالفديو: وظائف لا يمكن للذكاء الاصطناعي القيام بها
الذكاء الاصطناعي: أهو استراتيجية أم أداة؟
يُعد الذكاء الاصطناعي مجرد أداة في استراتيجية الأعمال، بيد أنَّ بعض الشركات في مجال الاستشارات يبيعون استراتيجيات الذكاء الاصطناعي، وتتحدَّث الشركات الكبرى حالياً عن الذكاء الاصطناعي التوليدي.
يتزايد الاهتمام بالذكاء الاصطناعي حالياً، ولكن يتوقع الخبراء أنَّ الاهتمام به سينخفض في الفترة المقبلة؛ إذ يشهد هذا المجال انخفاضاً وارتفاعاً في انتشاره دوماً.
أهمية الواقعية عند التحدث عن الذكاء الاصطناعي:
لا يعني ما ذُكِر آنفاً أنَّ الذكاء الاصطناعي سيختفي، بل على النقيض من ذلك تماماً، فأول ما يفعله معظم الناس عند استيقاظهم صباحاً هو استخدام هواتفهم.
باتَ الذكاء الاصطناعي جزءاً لا يتجزأ من حياتنا؛ إذ نستيقظ في الصباح على صوت المنبه في هاتفنا المحمول، ثم نتحقق من الطقس أو حركة المرور، بعدها نتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، أو نطَّلع على الأخبار، أو نتسوق، وفي جميع هذه الحالات، تؤدي التنبؤات عبر الذكاء الاصطناعي دوراً هاماً.
سيحدث الأمر ذاته مع أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي أيضاً، وستصبح جزءاً طبيعياً من حياتنا، وستصبح أدوات الذكاء الاصطناعي شبيهةً بالأجهزة الذكية أو السيارات الكهربائية، فسوف نعتاد عليها، ونتذكَّر بعد عشر سنوات من الآن أنَّنا لم نكن نملك هذه الأدوات.
أضف تعليقاً