لا أظنُّ ذلك، فلا تختلف هذه النماذج من البشر الناجحين عنَّا في القدرة أو الذكاء، ولقد نجح هؤلاء الأشخاص؛ لأنَّهم يفهمون ويتبنون مفهوماً أحبُّ أن أطلق عليه "تأثير الحلم الكبير"؛ إنَّهم يسخِّرون قوانين "تأثير الحلم الكبير"، وسلطته لتنفيذ انتصارات عظيمة، ومذهلة ليس من تلقاء أنفسهم، لكن بمساعدة عدة أشخاص آخرين لا يسعهم سوى مد يد العون.
تابع القراءة لمعرفة كيفية عمل "تأثير الحلم الكبير"، وكيف يمكنك تنفيذ هذا الأمر في حياتك الخاصة.
القيام بالأشياء الكبيرة أسهل موازنة بالأشياء الصغيرة:
يوجد في صميم "تأثير الحلم الكبير" مفهوم غير معروف، ونادراً ما يُتبنَّى - صدِّق أو لا تُصدِّق - وهو أنَّ القيام بأشياء كبيرة ومثيرة للإعجاب، أسهل من القيام بالأشياء العادية والمنطقية.
إذا لم تصدق ذلك، فراجع حياتك الخاصة، وفكِّر في الأوقات التي خرجت فيها من منطقة الراحة الخاصة بك للقيام بشيء جنوني وأنجزته فعلاً، فربما كانت أكبر عقبة قد واجهتك في الأوقات التي سعيت فيها وراء شيء كبير هي اتخاذ الخطوة الأولى، ولقد كان طريق النجاح واضحاً لك، وكنت تعرف ماذا يجب أن تفعل، وعندما احتجت إلى شيء لم تكن تملكه سواء المهارات أم الوقت أم المال أم الموارد، تمكَّنت من إيجاده بطريقة ما.
نعم، لا بدَّ أنَّك كافحت، لكنَّك لم تفقد الحافز، ومضيت قُدماً حتى انتهيت، ومع ذلك ما زلنا نجد صعوبة في تجاوز تحدياتنا اليومية، فإنَّ القيام بالأشياء الكبيرة أسهل من القيام بالأشياء الصغيرة لثلاثة أسباب هامة وغير متوقعة، وهي:
- توجد منافسة أقل بكثير لتحقيق الإنجازات الكبيرة في الحياة من تلك الإنجازات العادية.
- سيسعد مزيد من الأشخاص بمساعدتك على القيام بشيء كبير من القيام بشيء صغير.
- اكتشاف كيفية القيام بالأشياء الجنونية أسهل من اكتشاف كيفية القيام بالأشياء العادية.
دعنا نلقي نظرة على مثال لكلٍّ منها:
توجد منافسة أقل في القمة ولست مجبراً على الفوز:
لماذا يكون لدى بعض الأشخاص الأثرياء سهولة أكبر في الحصول على قروض بمبالغ مالية كبيرة أكثر من حصولك على قرض لشراء منزل؟ بالتأكيد، إنَّ ثراءهم يجعل الأمر أسهل، لكن ماذا عن الأوقات التي كانوا فيها أشخاصاً عاديين مثلي ومثلك؟
الجواب هو في مقدار المنافسة، على سبيل المثال، هل ترغب في شراء منزل، لكن ليس لديك ما يكفي من المال للدفع نقداً؟ إذا كان الأمر كذلك؛ فالحصول على قرض سيجعلك تتنافس مع عدة أشخاص آخرين يريدون القيام بالشيء نفسه الذي تريد القيام به، ويبحثون عن الموارد نفسها، أمَّا عندما يقوم الأشخاص الأثرياء بمشروعٍ كبير؛ فإنَّهم يعلمون أنَّ ثمة عدد قليل من الأشخاص المنافسين لهم، ومن ثَمَّ سيكون ثمة مزيد من الموارد المتاحة لهم.
وفقاً لقوانين الطبيعة؛ فإنَّ معظم الناس في العالم هم أشخاص عاديون، عاديون في الذكاء والقدرة والموارد، ولسوء الحظ أنَّهم يستخدمون هذه الحقيقة لتحديد طموحاتهم أيضاً بمواجهة التحديات العادية؛ فإنَّك تضع نفسك في المجموعة الأكثر منافسة تنافساً افتراضياً.
ماذا لو بدلاً من ذلك، جازفت وبنيت آمالاً أعلى؟ بقيامك بذلك؛ فإنَّك تضع نفسك في مجموعة ذات شروط منافسة أفضل، لكن أقلَّ بكثير، وفي الواقع، ليس عليك الصعود إلى القمة عندما تقوم بالبطولات الكبيرة، وبعد أن تضع نفسك هناك ستتحسن احتمالات نجاحك.
شاهد بالفيديو: 8 أمور عليك معرفتها عن الأهداف
سيسعد الناس بمساعدتك على تحقيق أحلامك الكبيرة:
عندما بدأت في التدوين في عام 2009 كانت طموحاتي عادية جداً؛ فكنت أعمل في وظيفة بدوام كامل، وكانت الكتابة عبارة عن هواية بالنسبة إلي، لكن بعد مدة من الزمن، قررت أن أجعل الكتابة مهنة لي؛ لأنَّني أحبُّها حقاً، وفي ذلك الوقت لم أستطع القيام بذلك، فقد كنت بحاجة إلى مساعدة كثير من الناس - القراء والمدونين الناجحين والأشخاص ذوو المواهب التصميمية وما إلى ذلك - ولم يكن لدى أي منهم الوقت الكافي لمساعدتي بمسعاي العادي للغاية.
لقد كان الجميع مشغولٌ، فلماذا سيضحون بوقتهم الثمين الذي كرسوه لأهدافهم الخاصة لمساعدتك على العمل على أهدافك؟ تذكَّر عندما تحاول القيام بأشياء "عادية"، تكون المنافسة شرسة، وبالنسبة إلى معظم الناس، تكون أنت المنافس ليس منافساً مباشراً لهم، لكن منافساً لوقتهم، ولن يجد الأشخاص الذين تحتاج منهم المساعدة أشياءك مثيرة للاهتمام أو ملهمة بما يكفي لوضع أشيائهم جانباً، والانضمام إليك.
لكن عندما ترفع مستواك، وتضع نفسك في مجال منافسة أعلى يكون هذا الأمر فريداً وممتعاً، والناس يريدون أن يكونوا جزءاً من شيء كبير، وعند قيامك بذلك يصبح من الأسهل تجنيد أشخاص جيدين لمساعدتك.
لقد تعلمت هذه الحقيقة عندما قررت إطلاق موقعي الخاص الذي يحمل اسم ريسكولوجي (Riskology.co)، وحاولت بناء شيء كبير وممتع لعدد كبير من الناس، وهو الشيء نفسه الذي أقنعني بالتخلي عن جزء كبير من وقتي بكلِّ سرور للمساعدة في نشاطات ممتعة.
الأشياء الجنونية لها مسار أوضح من الأشياء العادية:
إنَّ القيام بشيء كبير وجنوني، يجبرك على التوقف عن الهوس بالتفاصيل غير الهامة، والبدء في إحراز تقدُّم في الأشياء الهامة، إنَّه يحلُّ واحدة من أكبر المشكلات المتعلقة بالطموحات العادية، وهي معرفة كيفية القيام بالشيء نفسه، لكن بطريقة مختلفة.
عندما تضع أمامك هدفاً عادياً؛ فإنَّك تواجه الواقع القاسي المتمثل في أنَّ معظم الأشخاص الآخرين قد فعلوا ما تحاول القيام به سابقاً، وقد يكون من المريح معرفة أنَّ المسار قد وُضِع من أجلك، لكن بعد ذلك ستشعر بالقلق حيال تفاصيل المسار؛ لذا عليك أن تجد طريقة لإعادة تكوين الشيء الخاص بك؛ بحيث يكون مختلفاً عن الآخرين.
لماذا لا نتجاوز هذه المشكلة منذ البداية بالسعي وراء شيء ضخم؟ إنَّني أوازن هذا الأمر باكتشاف كيفية إنقاذ سفينة في طريقها إلى الغرق، فعندما تركِّز على أهداف هائلة، مثل إنقاذ سفينة في طريقها إلى الغرق، لن تملك الوقت لإعادة ترتيب الكراسي الموجودة على ظهر السفينة، أنت تعرف بالضبط ما عليك القيام به للنجاح أو لإنقاذ السفينة من الغرق، وهو إيقاف تسريب الماء.
4 أسئلة لتطرحها على نفسك عند تحديد أيِّ هدف:
لا مشكلة في السعي إلى تحقيق أهدافٍ صغيرة، فالقليل من التقدم يمكن أن يؤدي إلى أشياء عظيمة مع مرور الوقت، لكن إذا كنت تواجه صعوبةً في إحراز التقدم، فحاول التفكير في أهدافك الأصغر بوصفها محطات في طريقك إلى شيء أكبر، لكن ماذا يجب أن يكون هذا الشيء الأكبر؟
فيما يأتي أربعة أسئلة يمكنك أن تطرحها على نفسك للوصول إلى المسار الصحيح:
- ماذا لو كبَّرت هدفي بعشرة أضعاف؟ كيف سيبدو الأمر بعد ذلك؟
- هل أتنافس مع كثير من الأشخاص العاديين أو مع عدد قليل من المنافسين الأقوياء؟
- ما الذي يمكنني فعله لجعل هذا الأمر ممتعاً لكثير من الناس؟
- ما هي الصورة العامة، وما الذي أضيع وقتي عليه؟
ستجد عند رفع مستواك أنَّه من الأسهل التركيز على الأشياء الهامة، وتجاهُل الأشياء التافهة، والحصول على المساعدة التي تحتاجها.
أضف تعليقاً