ولادة فادي غندور ونشأته وتحصيله العلمي:
وُلِد فادي في العاصمة اللبنانية بيروت، وذلك في الأول من كانون الثاني من عام 1959م؛ وهو لبناني الأصل أردني الجنسية، حيث انتقلت عائلته من مسقط رأسه (بيروت) إلى العاصمة الأردنية (عمان).
لقد كان والده واحداً من مؤسسي الخطوط الجوية الملكية الأردنية، وقد أمضى مرحلة طفولته وشبابه في عمان، وكانت عائلته تتنقل باستمرارٍ بين الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية الأخرى.
كان فادي يتميز بأنَّه طالب شديد الانتباه إلى كلِّ ما يجري حوله، ويتمتع بذكاءٍ شديد، وقد درس المرحلة الجامعية في جامعة جورج واشنطن في الولايات المتحدة الأمريكية، وكان متأثراً جداً بشخصية "فريد سميث" -رجل أعمال أمريكي، ومؤسس شركة فيديكس العالمية، ورئيسها التنفيذي- وأسلوبه القيادي، ممَّا جعله حريصاً على السير على خطاه.
الحياة المهنية لفادي غندور وتأسيس شركة أرامكس:
عاد فادي إلى الأردن بعد تخرجه من الجامعة، وقرر تأسيس شركة شحن في وقت لم يكن فيه في الشرق الأوسط سوى شركة (DHL)، واعتقد أنَّها ستكون شركة مساعدة لكبرى شركات البريد السريع مثل: إيبرون إكسبريس، وفيديكس؛ وقد استطاع فعلاً تأسيس شركة "أرامكس" في عام 1981م مع ويليام كينغسون.
لم يكن هناك في البدايات سيولة كافية لتشغيل عدد كبير من الموظفين؛ لذلك شغل فادي عدة وظائف في الوقت نفسه، فكان كبير مندوبي المبيعات، وكان يسلِّم الطرود البريدية؛ وقد أسس شركته ونظم أعمالها، مبتعداً عن النماذج التقليدية المتبعة في الشرق الأوسط، مقتبِساً نماذج الأعمال التجارية الأمريكية المتطورة؛ لذا لم يؤسس للشركة أيَّ هيكلية مركزية بهدف توجيه المدراء.
تمكَّنت شركة أرامكس من تطوير نوعية الخدمات التي تقدمها، وتحقيق نسب نمو مرتفعة، وإثبات وجودها بقوة في التسعينيات من القرن الماضي -تحديداً في عام 1994م- حيث بلغ حجم إيراداتها 38 مليون دولارٍ أمريكي، وأصبحت بذلك من أكبر شركات الشحن في الشرق الأوسط؛ ولكن لسوء الحظ، افتتحت شركة فيديكس فروعاً لها للتوسع وتغطية عملياتها في الشرق الأوسط، لتنافس بذلك أرامكس التي كانت آنذاك في قمة نجاحها؛ غير أنَّ فادي لم يستسلم لهذا العائق قط، بل أخذ يعمل مع شريكه بحذر، وركَّزا على الشركات المتوسطة والصغيرة التي كان اهتمامها الأكبر بقيمة تكاليف الخدمة، وحاولا التوسع من خلال الحصول على مزيدٍ من رأس المال؛ لكنَّهما لم يستطيعا تحقيق النجاح، وذلك لعدة أسباب منها:
- عدم اقتناع المستثمرين بأنَّ شركة صغيرة من المنطقة يمكنها منافسة كبرى الشركات في هذا القطاع.
- عدم قدرة المستثمرين على فهم النموذج التجاري لأرامكس، والذي لا يستند إلى الأصول والموجودات.
استطاع ويليام كينجسون في عام 1996م إقناع فادي بإدراج أسهم شركتهما للتداول في سوق ناسداك المالية، وبعد إجراء جميع التحضيرات والأوراق اللازمة لاستكمال شروط ومتطلبات هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) في عام 1997م، أصبحت شركة أرامكس أول شركة في العالم العربي والشرق الأوسط تدخل بورصة ناسداك، لتصبح بذلك أقوى الشركات المنضمة إلى سوق دبي المالي؛ كما استطاعت أرامكس أن تصبح من أكبر شركات الشحن في الشرق الأوسط، وذلك من خلال محافظتها على مستوى الخدمات التي تقدمها، وتحقيقها نسب نمو مرتفعة.
كانت إيرادات شركة أرامكس العالمية في نهاية عام 2015م تزيد عن المليار دولار، وبلغت أرباحها الصافية نحو 85 مليون دولار أمريكي، وصرَّح فادي بخصوص ذلك قائلاً: "لقد تبين أنَّ خيبة الأمل التي شعرنا بها عام 1984 لم تكن ضد مصلحتنا في نهاية المطاف".
تضم أرامكس أكثر من 17 ألف موظف، ولها 600 مكتب موزع في 70 دولة حول العالم، ويمتلك موظف واحد من بين 6 موظفين أسهماً في الشركة.
تأسيس موقع مكتوب:
تشارك كلٌّ من فادي غندور، وحسام خوري، وسميح طوقان في تأسيس موقع مكتوب "Maktoob.com"، والذي يُعدُّ أول مزود لخدمات البريد الإلكتروني في المنطقة، ومنصةً متكاملة استطاعت تقديم العديد من الخدمات الجديدة والمميزة في ذلك الوقت؛ وقد استحوذت شركة ياهو على "مكتوب" في شهر أغسطس من عام 2009م.
تأسيس "رواد التنمية":
أسس فادي مؤسسة "رواد التنمية" غير الربحية في عام 2005م، حيث تلقَّى الدعم من أرامكس ومجموعة من رجال الأعمال، وكانت تهدف إلى:
- مساندة الكفاءات الشبابية.
- تعزيز روح المبادرة.
- القضاء على حالة عدم التكافؤ الاجتماعي التي يشهدها الوطن العربي.
- حل المشكلات المجتمعية.
- توظيف أدوات الريادة لتعزيز الموارد.
ويتضمن نموذجها 3 برامج أساسية هي:
- تمكين المجتمع.
- تنمية الطفل.
- تمكين الشباب.
وتهدف إلى تحقيق انتشار أوسع في كلٍّ من: فلسطين، ومصر، ولبنان، والمملكة الأردنية الهاشمية.
تأسيس "ومضة كابيتال":
أسس فادي شركة "ومضة كابيتال"، ومنصة ومضة متعددة البرامج في دبي؛ وكان الهدف من تأسيسها:
- تقديم الخدمات الاستشارية للحكومات والشركات الكبرى.
- بناء المجتمعات المتخصصة، وإجراء الأبحاث.
- تعزيز البيئات الحاضنة لريادة الأعمال في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وذلك من خلال قسمها الإعلامي.
لقد قرر فادي غندور التخلي عن منصبه في شركة أرامكس وبيع كامل حصته فيها؛ وذلك من أجل تعزيز بيئة ريادة الأعمال عبر صندوق ومضة كابيتال، ومنصة ومضة.
العضويات التي شغلها فادي غندور:
- عضو مجلس إدارة مؤسسة (Jordan Endeavor).
- عضو المجلس الاستشاري لكلية سليمان عليان.
- عضو المجلس الاستشاري لكلية إدارة الأعمال في الجامعة الأمريكية في بيروت.
- رئيس جمعية الرؤساء الشباب لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وذلك في الفترة ما بين عامي 2003-2005م.
أضف تعليقاً