ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "داريوس فوروكس" (Darius Foroux)، ويحدِّثنا فيه عن أخذ وقتك في التفكير.
ردُّ فعلك الأول:
كما يقول الكاتب "ديريك سيفرز" (Derek Sivers): "إنَّه اعتقاد شائع أنَّ رد فعلك الأول هو الأكثر صدقاً؛ لكنَّني لا أوافق، فعادةً ما يكون رد فعلك الأول غير مناسب، فإمَّا هو إجابة توصَّلت إليها منذ فترة طويلة وتستخدمها الآن بدلاً من التفكير، أو إنَّه يثير استجابة عاطفية غير مفهومة لشيء حدث منذ فترة طويلة"؛ إذ يستغرق التفكير في الأشياء وقتاً، وفي كلِّ مرة أعطيت إجابة سريعة، لم أكن أفكِّر على الإطلاق؛ بل كنت مندفعاً.
شاهد بالفديو: كيف أنمِّي مهارة سرعة البديهة لدي؟
لا تثق بالرد الأول:
لقد درَّب "ديريك سيفرس" نفسه على عدم الثقة بأفكاره الأولى، وهذا أيضاً ما فعله عندما استهلك بريده الإلكتروني كثيراً من وقته واهتمامه، فكونه شخصية عامَّة، تلقَّى ديريك كثيراً من رسائل البريد الإلكتروني من قرَّائه، واحتوى معظمها على أسئلة سريعة تحتاج إلى الإجابة عن كلٍّ منها إلى 5 دقائق، لكن كما يقول إذا وصله 100 سؤال من هذه الأسئلة، فإنَّ ذلك يصل إلى 8 ساعات للرد عليهم في اليوم.
بعد الرد على 192000 رسالة بريد إلكتروني بين عامي 2008 و2016، أدرك ديريك أنَّه يحتاج إلى القيام بشيء حيال ذلك؛ ولذلك خطَّط لحذف كلِّ وسائل التواصل، فقال: "قرَّرت أن أكون متشدداً، وأغلق جميع رسائل البريد الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي، وأبقي نفسي بعيداً عن الجميع باستثناء عدد قليل من الأصدقاء والزملاء المقربين، وشعرت بأنَّه الحل الوحيد".
كانت هذه فكرته الأولى، وهذا ما كتبه ديريك في مدوَّنته: "لكن بعد ذلك أدركتُ أنَّني أستطيع البقاء على وسائل التواصل الاجتماعي طالما لم أجب عن الأسئلة"، وأنا سعيد لأنَّه لم يتصرَّف بناءً على فكرته الأولى؛ ففكرته الثانية أفضل بكثير، ولقد أرسلت بريداً إلكترونياً إلى ديريك بنفسي في الماضي، وأظنُّ أنَّ ما يفعله له تأثير كبير في حياة الناس.
في الختام، لا تتردد في قول لا أعرف:
ما أحاول قوله: عندما يسألك أحدهم سؤالاً، فلا بأس من أن تقول: "لا أعرف"، ويمكنك أيضاً أن تقول ذلك لنفسك، ولقد كنت أقسو جدَّاً على نفسي لأنَّني لم أملك إجابة فورية لمشكلاتي الشخصية، فهذا لا يجعلك غبياً؛ بل يجعلك بشراً، فلماذا نخشى حتى أن يظنَّ الناس أنَّنا أغبياء؟
إنَّه أفضل مثال عن التأنِّي في التفكير، فبدلاً من اتباع غريزتك في إثبات ذكائك من خلال سرعتك في الرد، يمكنك أن تتمهَّل وتسأل نفسك: "لماذا أريد إثبات ذكائي أصلاً؟، إذا كنت تفكِّر في الأمر حقاً، فلا يهم ما يظنُّه الآخرون عنك، وأظنُّ أنَّه من الأفضل دائماً أن تأخذ وقتك في التفكير، وإذا ظنَّ الآخرون أنَّ هذا يجعلك غبياً، فهم الأغبياء.
أضف تعليقاً