الالتهاب الرئوي: الأعراض، الأسباب، العلاج، وطرق الوقاية

يحدث الالتهاب الرئوي بسبب عوامل فيروسية أو جرثومية أو فطرية، وفي جميع أنواعه يسبب للمريض ألماً وإرهاقاً وصعوبة في التنفس، ويحتاج المريض إلى عناية فائقة واهتمام مضاعف خوفاً من تدهور حالته.

سنتحدَّث في هذا المقال عن الالتهاب الرئوي وأعراض الالتهاب الرئوي وأسبابه وعلاجه، وسوف نتطرق أيضاً إلى اليوم العالمي للالتهاب الرئوي.

ما هو الالتهاب الرئوي؟

الالتهاب الرئوي هو عدوى تصيب الأكياس الهوائية في الرئتين، وذلك يسبب التهابها وامتلاءها بالسوائل، ويُعد الالتهاب الرئوي من الأمراض الشائعة، خاصةً بين الأطفال وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.

أعراض الالتهاب الرئوي

تشمل أعراض الالتهاب الرئوي الرئيسة ما يأتي:

1. السعال

عادةً ما يكون السعال مصحوباً بالبلغم، الذي قد يكون بلون أخضر أو أصفر أو مخلوطاً بالدم.

2. الحمى

قد تكون الحمى خفيفة أو شديدة.

3. صعوبة في التنفس

قد يشعر الشخص بضيق في التنفس أو ألم في الصدر عند التنفس.

4. التعب

قد يشعر الشخص بالتعب والإرهاق.

5. قشعريرة

قد يشعر الشخص بالبرد والارتعاش.

6. فقدان الشهية

قد يفقد الشخص شهيته للطعام.

7. آلام العضلات

قد يشعر الشخص بألم في العضلات.

قد يعاني بعض الأشخاص أيضاً من أعراض أخرى، مثل:

• الصداع.
• التعرُّق.
• آلام المفاصل.
• الارتباك.
• الزرقة (لون مزرق في الجلد أو الشفاه).

من الهام ملاحظة أنَّ بعض الأشخاص، خاصةً كبار السن والأطفال الصغار، قد لا يعانون من جميع هذه الأعراض.

أنواع الالتهاب الرئوي

يُصنف الالتهاب الرئوي حسب نوع العامل المُسبب له إلى ثلاثة أنواع رئيسة:

1. الالتهاب الرئوي الجرثومي

• يُسبب هذا النوع من الالتهاب الرئوي بكتيريا.
• هو أكثر أنواع الالتهاب الرئوي شيوعاً.
• ينتقل من شخص لآخر عن طريق السعال أو العطس.

الأعراض

تشمل عادةً السعال مع البلغم، والحمى، وصعوبة في التنفس، والتعب، وآلام العضلات.

العلاج

يُعالج بالعادة بالمضادات الحيوية.

2. الالتهاب الرئوي الفيروسي

• يُسبب هذا النوع من الالتهاب الرئوي فيروس، مثل فيروس الإنفلونزا أو فيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV).
• هو النوع الأكثر شيوعاً من الالتهاب الرئوي عند الأطفال.
• ينتقل من شخص لآخر عن طريق السعال أو العطس أو الاتصال المباشر بسوائل الجسم.

الأعراض

تشمل عادةً السعال، والحمى، وسيلان الأنف، والتهاب الحلق، والتعب.

العلاج

لا توجد مضادات حيوية لعلاج الالتهاب الرئوي الفيروسي، ولكن تساعد بعض الأدوية على تخفيف الأعراض.

3. الالتهاب الرئوي الفطري

• يُسبب هذا النوع من الالتهاب الرئوي فطر.
• هو أقل أنواع الالتهاب الرئوي شيوعاً.
• يصيب عادةً الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.
• ينتقل من خلال استنشاق جراثيم الفطريات.

الأعراض

تشمل عادةً السعال، والحمى، وصعوبة في التنفس، والتعب، وفقدان الوزن.

العلاج

يُعالج بالأدوية المضادة للفطريات.

توجد أنواع أخرى أقل شيوعاً من الالتهاب الرئوي، مثل الالتهاب الرئوي الكيميائي، فيُسبب هذا النوع من الالتهاب الرئوي استنشاق المواد الكيميائية أو الأبخرة الضارة.

أسباب الالتهاب الرئوي

يُصنف الالتهاب الرئوي حسب نوع العامل المُسبب له إلى ثلاثة أنواع رئيسة:

الالتهاب الرئوي الجرثومي الذي يحدث بسبب

1. المكورات الرئوية

هي أكثر أنواع البكتيريا شيوعاً التي تُسبب الالتهاب الرئوي.

2. المستدمية الرئوية

هي نوع من البكتيريا التي تُسبب الالتهاب الرئوي، خاصةً عند الأطفال.

3. الليجيونيلا

نوع من البكتيريا التي توجد في الماء، وتنتقل إلى الرئتين من خلال استنشاق رذاذ الماء الملوث.

الالتهاب الرئوي الفيروسي الذي يحدث بسبب

1. فيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)

هو فيروس شائع يُصيب الأطفال الصغار.

2. فيروسات أخرى

مثل الفيروسات الغدية والفيروسات المعوية.

3. فيروس الإنفلونزا

هو الفيروس الأكثر شيوعاً الذي يُسبب الالتهاب الرئوي الفيروسي.

الالتهاب الرئوي الفطري الذي يحدث بسبب

1. الفطر الرئوي

هو الفطر الأكثر شيوعاً الذي يُسبب الالتهاب الرئوي الفطري.

2. الفطر الزعاف

نوع من الفطريات التي تُسبب الالتهاب الرئوي، خاصةً عند الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.

3. الفطريات الأخرى

مثل فطر المُستشفيات وفطر المُستعمرات.

تشخيص الالتهاب الرئوي

يعتمد تشخيص الالتهاب الرئوي على مجموعة من العوامل، ومن ذلك:

الأعراض

سيسألك الطبيب عن أعراضك، مثل السعال، والحمى، وصعوبة التنفس، والتعب، وآلام العضلات.

الفحص الطبي

سيفحص الطبيب صدرك باستخدام سماعة الطبيب لتفقُّد الأصوات التي تصدر عن رئتيك، وقد يستمع إلى صوت طقطقة أو صوت احتكاك في رئتيك.

الاختبارات

1. الأشعة السينية على الصدر

هي اختبار شائع يُستخدم لتشخيص الالتهاب الرئوي.

2. التصوير المقطعي المحوسب (CT)

قد يُستخدم التصوير المقطعي المحوسب لتقديم صورة أكثر تفصيلاً للرئتين.

3. اختبارات الدم

قد تُستخدم اختبارات الدم للتحقق من وجود عدوى بكتيرية أو فيروسية.

4. اختبارات البلغم

قد يتم فحص عينة من البلغم الخاص بك للبحث عن بكتيريا أو فيروسات.

في بعض الحالات، قد يحتاج الطبيب إلى إجراء اختبارات أخرى، مثل اختبارات وظائف الرئة أو تنظير القصبات الهوائية.

طرائق علاج الالتهاب الرئوي

يعتمد علاج الالتهاب الرئوي على نوع العدوى المسببة له، ومن ذلك:

1. الالتهاب الرئوي الجرثومي

• يُعالج بالعادة بالمضادات الحيوية.
• يجب تناول المضادات الحيوية حسب تعليمات الطبيب، حتى لو تحسنت الأعراض.
• من الهام إكمال دورة المضادات الحيوية حتى لو اختفت الأعراض.
• قد يصف الطبيب أيضاً أدوية أخرى لتخفيف الأعراض، مثل مسكنات الألم وخافضات الحرارة.

2. الالتهاب الرئوي الفيروسي

• لا توجد مضادات حيوية لعلاج الالتهاب الرئوي الفيروسي.
• يهدف العلاج إلى تخفيف الأعراض.
• قد يصف الطبيب أدوية لتخفيف الألم والحمى والسعال.
• من الهام الحصول على قسط كاف من الراحة وشرب كثير من السوائل.

3. الالتهاب الرئوي الفطري

• يُعالج بالأدوية المضادة للفطريات.
• يتم تناول الأدوية المضادة للفطريات عن طريق الفم أو الوريد.
• قد يستغرق العلاج عدة أسابيع أو أشهر.
• من الهام اتباع تعليمات الطبيب بدقة.

في بعض الحالات، قد يحتاج الأشخاص الذين يعانون من الالتهاب الرئوي إلى تلقي العلاج في المستشفى.

لقاحات الالتهاب الرئوي

يوجد نوعان رئيسان من لقاحات الالتهاب الرئوي:

1. لقاح المكورات الرئوية المقترن (PCV13)

• يحمي هذا اللقاح من 13 نوعاً من البكتيريا العقدية الرئوية، وهي السبب الأكثر شيوعاً للالتهاب الرئوي الجرثومي عند الأطفال.
• يوصى به للأطفال الصغار، من عمر 6 أسابيع حتى 5 سنوات.
• قد يُعطى أيضاً للبالغين الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة أو الذين يعيشون مع أشخاص معرضين لخطر الإصابة بالعدوى.
• يتكون لقاح PCV13 من 4 جرعات تُعطى في جدول زمني محدد.

2. لقاح المكورات الرئوية المتعدد السكريات (PPSV23)

• يحمي هذا اللقاح من 23 نوعاً من البكتيريا العقدية الرئوية.
• يوصى به للبالغين الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً، وكذلك للبالغين الذين يعانون من أمراض مزمنة، مثل أمراض الرئة أو أمراض القلب أو السكري.
• يتكون لقاح PPSV23 من جرعة واحدة.

الوقاية من الالتهاب الرئوي

يُمكن اتباع عدة خطوات للوقاية من الالتهاب الرئوي، منها:

1. الحصول على التطعيمات

• الحصول على لقاح المكورات الرئوية المقترن (PCV13) للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أسابيع و5 سنوات.
• الحصول على لقاح المكورات الرئوية المتعدد السكريات (PPSV23) للبالغين الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً، وكذلك للبالغين الذين يعانون من أمراض مزمنة.

2. غسل اليدين

• غسل اليدين بشكل متكرر بالماء والصابون، خاصة بعد ملامسة الأشخاص المرضى أو بعد السعال أو العطس.
• استخدام معقِّم اليدين الذي يحتوي على الكحول إذا لم يكن متاحاً الصابون والماء.

3. تجنُّب الاتصال بالمرضى

• تجنَّب الاتصال الوثيق بالأشخاص المصابين بالعدوى.
• إذا كنت مريضاً، ابق في المنزل وتجنب الاتصال بالآخرين.

4. الإقلاع عن التدخين

• التدخين يزيد من خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي.
• الإقلاع عن التدخين أفضل طريقة لتقليل خطر الإصابة بالعدوى.

5. اتِّباع نظام غذائي صحي

• اتبع نظاماً غذائياً غنياً بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة.
• تناوَل كمية كافية من البروتين.
• اشرب كثيراً من السوائل، مثل الماء والعصير والشوربة.

6. الحصول على قسط كافٍ من الراحة

• الحصول على 7-8 ساعات من النوم كل ليلة.
• الراحة عندما تكون مريضاً.

7. الحفاظ على نظافة المنزل

• تنظيف الأسطح بشكل متكرر بالماء والصابون أو المطهر.
• غسل الملابس والفراش بانتظام.

8. تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس

• استخدِم منديلاً أو مرفقك الداخلي لتغطية فمك وأنفك عند السعال أو العطس.
• تخلَّص من المناديل المُستعمَلة على الفور.

9. مراجعة الطبيب بانتظام

• إجراء الفحوصات الطبية بانتظام.
• اتباع نصائح الطبيب للحفاظ على صحتك.

إضافة إلى هذه الخطوات، من الهام أيضاً أن تكون على دراية بأعراض الالتهاب الرئوي.

اليوم العالمي للالتهاب الرئوي

يُحتفل باليوم العالمي للالتهاب الرئوي العالمي سنوياً في 12 نوفمبر لزيادة الوعي بخطورة هذا المرض وأهمية الوقاية منه وعلاجه.

في عام 2023، كان شعار اليوم العالمي للالتهاب الرئوي هو "التحرك ضد الالتهاب الرئوي: تنفُّس صحي لجميع الناس"، ويهدف هذا الشعار إلى التأكيد على ضرورة العمل معاً لمنع الالتهاب الرئوي، خاصةً بين الأطفال.

يهدف اليوم العالمي للالتهاب الرئوي العالمي للتوعية بهذا المرض، إذ ما يزال الالتهاب الرئوي مشكلة صحية عامة كبيرة، تُودي بحياة أكثر من 2 مليون شخص كل عام، معظمهم من الأطفال.

في الختام

إنَّ الالتهاب الرئوي هو عدوى تصيب الرئتين، وتسببها جراثيم أو فيروسات أو فطريات، وهو أحد أكثر الأمراض المُعدية شيوعاً، ويكون خطيراً، خاصة للأطفال الصغار وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة.

لقد حرصنا في هذا المقال على تسليط الضوء على أعراض الالتهاب الرئوي وأسبابه وطرائق تشخيصه والوقاية منه، ونأمل أن يكون مقالنا مفيداً ومساعداً على التعرف إلى هذا المرض والوعي به والحد من انتشاره.