في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تواجه الشركات تزامناً مع الأزمة المالية الاقتصادية التي يمر بها العالم، وأصبح من الضروري مع تطور التكنولوجيا وتغيرات الأسواق أن تعمل الشركات على تحسين أساليب إنتاجها وتوزيع منتجاتها من أجل تحقيق ربحية أفضل.
سنقدِّم لكم في هذا المقال أفضل الاستراتيجيات التي يمكن اتباعها؛ لتقليل التكلفة وزيادة الربحية.
7 استراتيجيات لتقليل التكلفة وزيادة الربحية:
إليك 7 استراتيجيات تتبعها الشركات لتحسين ربحيتها، وتخفيض النفقات المرافقة لها:
أولاً: تحليل وتخفيض التكاليف المرتبطة بعملية التشغيل
أولى الخطوات التي تنفذها الشركات في خطتها المتعلقة بتخفيض النفقات هو تحليل التكاليف التشغيلية، ومحاولة تقليلها.
سنسرد لك أهم الخطوات اللازمة لذلك:
1. تحليل شامل للتكاليف:
يجب إجراء عملية تحليل جميع البيانات المتعلقة بالتكاليف الثابتة والمتغيرة، وإجراء مسح كامل لما يمكنه أن يوفر النفقات.
2. تحسين عملية التشغيل:
يمكن اعتماد تقنيات وأدوات زيادة الإنتاجية، والتحول الرقمي في أتمتة عمليات التشغيل؛ وذلك لتقليل التكاليف المرتبطة بالعمل الورقي، وما يتبعه من هدر للوقت والجهد.
3. تقليل النفقات العامة:
ينبغي جرد التكاليف الشاملة للعملية التشغيلية، ومحاولة تقليلها لحدها الأدنى، مثل تخفيض فواتير الكهرباء العالية عبر الانتقال إلى حلول الطاقة البديلة.
4. إدارة المخزون بكفاءة:
تشمل عمليات إدارة المخزون القدرة على تتبع حركة المخزون، وذلك عن طريق الموازنة بين إفراط التخزين، وما ينجم عنه من تكلفة، وما يترتب عليه من عدم كفاءة عمليات الوفاء بمتطلبات العملاء.
إنَّ إعداد هذه الاستراتيجية بفاعلية يمكنه توفير كثير من التكاليف المرتبطة بالعملية التشغيلية.
ثانياً: التحول الرقمي في إدارة العمليات
بات التحول الرقمي ضرورياً؛ للنهوض بعمليات الأعمال التجارية، وتعزيز نمو الشركات، ورفع قدرتها على تحقيق المنافسة في سوق الأعمال، ولكن كيف يمكننا الاستفادة من الحلول التقنية لتقليل التكاليف وزيادة الربحية؟
يمكننا ذلك من خلال اتباع ما يأتي:
1. استبدال البنية التحتية التقليدية:
يجب إجراء تقييم شامل للبنية التحتية للمنظمة، واستبدال جميع الأنظمة التي لا تتماشى مع روح العصر وتقنياته، والتي يمكن أن تشكل عبئاً حقيقياً على أعمال الشركة، وتزيد من عمليات الهدر.
2. الانتقال إلى الحوسبة السحابية:
يمكن أن تكون تقنيات الحوسبة السحابية بديلاً للمهام اليدوية وأدوات تحليل البيانات وقياس الأداء وإعداد التقارير، ويحقق ذلك توفيراً كبيراً في الجهد والوقت الذي يبذله الموظفون، وما يتبع ذلك من نفقات.
3. أتمتة العمليات:
يجب إحلال الآلة محل التدخل البشري في المهام اليومية، فهذا يمكنه أن يساعد على تبسيط المهام، وجعلها أكثر مرونة، ويوفر الوقت والجهد الإنساني.
4. استخدام التكنولوجيا لإدارة الاجتماعات والتواصل مع الموظفين:
توفر تقنيات منصات الإنترنت الجديدة كثيراً من الوقت، وتسهل التواصل بين أعضاء فرق العمل، فاستخدام منصات الفيديو المباشرة، وبرامج مشاركة المستندات والبيانات يسهم في تقليل المصاريف، وتسريع الوقت، إضافةً إلى رفع إنتاجية الموظفين.
ثالثاً: الاستثمار في الموظفين من خلال تدريبهم
بات الاهتمام بتدريب وتطوير كفاءة الموظفين، وتنمية مهاراتهم الوظيفية عاملاً هاماً في رفع إنتاجيتهم، وتقليل أخطائهم، وهذا ينعكس إيجاباً على المنظمة ويزيد ربحيتها، لكن كيف يمكننا أن نقوم بذلك؟
يمكننا الاستثمار في الموظفين من خلال اتباع ما يأتي:
1. إعداد دراسة لمعرفة الفجوات المعرفية لديهم:
يجب إعداد دراسات شاملة عن المهارات التي يمتلكها الموظفون، والعمل على إلحاقهم بدورات تدريبية؛ لتعويض النقص المعرفي الوظيفي لديهم، وتعزيز قدرتهم الإنتاجية، ومن أمثلة هذه المهارات: استخدام الأدوات التقنية في إدارة مهامهم، إضافة إلى المهارات الشخصية.
2. منح الفرص للتعلم المستمر عن بعد:
يمكن للموظفين تنمية مهاراتهم بفاعلية أكبر، وذلك باتباعهم نظام التعليم الذاتي عن بعد، مثل منصات التعلم أون لاين، وعقد الاجتماعات باستخدام التطبيقات التكنولوجية، وهذا يعزز النمو المهني، ويحسن من كفاءة الموظف وإنتاجيته.
إنَّ عملية إعادة تمكين القوى العاملة، وتأهيلهم لدور أكثر كفاءة وإنتاجية في العمل يؤثر إيجاباً في دفع عجلة التطور لدى المنظمات، وتعزيز قدرتها على المنافسة، وتقليل النفقات المرتبطة بعمالة لا تتسم بالكفاءة.
رابعاً: استراتيجية تحليل البيانات؛ لفهم أداء الشركة
يحسن اتخاذ القرارات المستندة إلى رؤى واضحة، وبيانات صحيحة وسليمة من نوعية العمليات التشغيلية، وما يرافقها من تكاليف، كما يمكن الشركة من كشف الفرص والمخاطر المحتملة.
لتنفيذ استراتيجية تحليل البيانات عليك اتباع الخطوات الآتية:
1. عملية جمع البيانات الشاملة:
لا يمكن بأي شكل من الأشكال إهمال أية بيانات ترتبط بالعملية التشغيلية للمنظمة، بدءاً من سلاسل التوريد، وصولاً إلى المبيعات والعملاء النهائيين.
2. الاستفادة من تحليل البيانات التنبؤية:
يمكن لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي أن يفيد في عملية تحليل البيانات، ومعرفة الاتجاهات المحتملة، وتحديد الشذوذ في أداء عمليات المنظمة، ويوفر ذلك فرصاً للحد من التكلفة الزائدة، واتخاذ خطوات استباقية لمواجهة أخطار الخسائر المحتملة.
3. مراقبة أدوات قياس تحليل بيانات الأداء:
تسهم متابعة أدوات قياس أداء الشركة وتحليل البيانات الواردة في تحديد مكامن الهدر، ويساعد ذلك على وضع حلول فعالة؛ لتقليل النفقات، وحصر التكاليف غير المرغوب فيها.
4. تحقيق أقصى استفادة من معايير تحليل البيانات وقياس الأداء:
يمكن الاستفادة من مقاييس الأداء في تبيان الاتجاهات الحقيقية لأداء الشركة، وفهم موقعها في السوق، ومدى نجاح استراتيجياتها في تقليل التكاليف، ومعرفة هل استطاعت أن تقلل نفقاتها، وتزيد ربحيتها.
إنَّ فهم الاستراتيجية القائمة على تحليل البيانات بمنطقية وتسلسل يمكنه أن يمنح المديرون نظرةً أكثر شمولية، ويمكنهم من اتخاذ قرارات فعالة في عملية تقليل النفقات، وسد فجوات الهدر، وتعزيز الإنتاجية، وهذا يساعد على تحقيق الهدف الأول للمنظمات وهو "نمو الأعمال".
شاهد بالفيديو: 5 دلائل تُشير إلى أنَّك بحاجة إلى محاسب محترف
خامساً: استراتيجية تحسين سلسلة التوريد
يعدُّ تحسين سلسلة التوريدات أمراً حاسماً لأي شركة ترغب في تحسين كفاءتها، وزيادة ربحيتها، وتشمل استراتيجية تحسين سلسلة التوريد مجموعةً من الإجراءات التي تهدف إلى تعزيز جميع العمليات المرتبطة بتوزيع المنتجات والخدمات.
يجب اتباع ما يأتي للقيام بهذه الاستراتيجية:
1. تحسين عملية إدارة المخزون:
يمكننا ذلك من خلال تقليل عدد الوحدات غير المباعة، وتحسين عمليات الإعداد والتجهيز للطلبيات، ويؤدي هذا إلى تقليل تكاليف التخزين، وزيادة كفاءة العمليات.
2. تحسين عمليات النقل والتوزيع:
يتم ذلك من خلال تحسين جدولة الشحن، واستخدام أساليب نقل أكثر كفاءة، ويساعد هذا على تقليل تكاليف الشحن، وتحسين جودة التوزيع.
3. تحسين التواصل مع الموردين:
يمكن للشركة الحصول على أسعار أفضل، وتحسين جودة المنتجات والخدمات عن طريق علاقات قوية مع الموردين، وتحسين عملية التواصل والتعاون معهم.
4. استخدام التكنولوجيا في إدارة سلسلة التوريد:
يمكن للشركة تحسين الرؤية، وإدارة العمليات بفاعلية أكبر من خلال استخدام أنظمة إدارة سلسلة التوريد المتقدمة، وبرامج التقييم والمراقبة.
نستطيع القول إنَّ تحسين سلسلة التوريد يؤدي دوراً حاسماً في تقليل التكاليف وزيادة الربحية؛ لأنَّه يسهم في تحسين كفاءة العمليات، وتقليل الهدر والفاقد، ويمكن الشركة من تقديم منتجات بجودة أعلى وسعر أقل.
سادساً: استراتيجية تقليل نفقات التسويق
تمثل النفقات التي تصرف على استراتيجيات التسويق أحد أكبر النفقات في الشركة، ويمكن تقليل هذه النفقات بالاعتماد على خطة تسويقية جديدة تعتمد على التكنولوجيا في تقييم نجاح قنوات التسويق، ومدى صلاحيات الخطط القديمة.
يمكن من خلال الخطوتين الآتيتين خفض نفقات التسويق:
1. تحليل البيانات التسويقية:
ذلك للتأكد أنَّ الأموال التي تنفق على التسويق تأتي بنتائج جيدة، وتحقق عائداً استثمارياً يناسب ما أنفق.
2. استخدام استراتيجيات تسويق أقل تكلفة:
فتحت وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات التكنولوجيا الباب واسعاً للاستثمار فيها، والاستفادة من الوفرة التي تحققها في الإعلانات منخفضة التكلفة على منصاتها المتعددة، وتلجأ معظم الشركات والمنظمات اليوم إلى اتباع حملات تسويقية على قنوات السوشيال ميديا، وتشير الأبحاث إلى أنَّ هذه الحملات أثبتت نجاحها، وقدرتها على استهداف العملاء بدقة أكبر، وفتح آفاق لأسواق جديدة.
سابعاً: التحول إلى الحلول الخضراء
يشهد العالم تحولاً كبيراً في استخدام بدائل للطاقة الأحفورية، وتعتمد هذه البدائل على الطاقة النظيفة، وهذا التحول ليس صديقاً للبيئة فحسب، بل هو صديقٌ للمنظمات التي ترغب بتقليل نفقاتها، وذلك عبر:
1. استبدال أنظمة التدفئة والتبريد:
يخفض هذا من قيمة فواتير الوقود والطاقة الكهربائية، وتحتاج هذه الاستراتيجية إلى تكاليف عالية في البداية، ولكن سرعان ما تنخفض هذه التكاليف بشدة لتلامس عتبة التكلفة الدنيا.
2. إعادة التدوير:
يمكن تخفيض نفقات ترحيل النفايات بإعادة الاستفادة منها، فنقلِّل بذلك من التكلفة، ونزيد من الربحية.
في الختام:
يمكن للشركات من خلال اتباع استراتيجيات تقليل التكلفة وزيادة الربحية المذكورة في هذا المقال، امتلاك ميزة تنافسية في سوق العمل، ودفع عجلة النمو والأرباح بطريقة مستدامة.
أضف تعليقاً