إذا تمكَّن الانطوائيون والمنفتحون من استعادة نشاطهم، أليس من العدل أن يحصل الأشخاص الذين يتصفون بصفات كلا النوعين على فرصة أيضاً؟
إنَّ الصفة المميزة لهذا النوع من الأشخاص، هي قدرتهم على إظهار سلوك الأشخاص الانطوائيين والمنفتحين في الوقت نفسه؛ وذلك اعتماداً على المهمة التي تطلبها منهم؛ لهذا السبب، يمتلكون الجوانب الإيجابية التي يتميز بها كل من الانطوائيين والمنفتحين، وعندما سمعت لأول مرة عن هذا النوع من الأشخاص، شعرت أنَّ هذا الأمر غير عادل بعض الشيء، فقد كان لدي انطباع بأنَّهم يمتلكون أفضل الصفات التي يتمتع بها الانطوائيون والمنفتحون، ومن ثمَّ وجدت أنَّهم ببساطة أشخاص أفضل من زملائي المنفتحين أو الانطوائيين؛ لكنَّ الأمر ليس بذلك الوضوح.
شاهد بالفديو: 6 طرق لتشعر بنشاط أكثر أثناء العمل
لقد أجريت مقابلات مع أكثر من 50 شخصاً من هذا النوع لمحاولة التعرف إلى نقاط الضعف التي ترافق تلك الشخصيات القابلة للتكيف، وبناءً على هذا البحث، أعتقد أنَّه يمكنني تحديد نقطتي ضعف:
- أولاً، غالباً ما يربك هذا النوع من الأشخاص الآخرين بمستويات مشاركتهم المتغيرة، فمن الصعب قياس نية ودرجة مودة شخص ما عندما يتصرف بانعزاليَّة كانطوائِي تارة، ويتفاعل بنشاط كأي شخص منفتح تارة أخرى؛ حيث يبدو الأمر غير واضح، ممَّا يجعل من الصعب التنبؤ بطريقة تصرفهم؛ لذا يجد معظم الناس هذا الأمر محيراً.
- أما نقطة الضعف الثانية، فهي أنَّ هؤلاء الأشخاص لا يُظهرون نقاط القوة في الانطوائية أو الانفتاح كما يفعل الأشخاص الانطوائيون أو المنفتحون، فقد يُظهِرون أشكال المشاركة نفسها، ولكن يمكن أن تكون أقل وضوحاً من تلك التي يُظهرها الانطوائيون أو المنفتحون.
من المقابلات التي أجريناها، كان من الواضح أنَّ نوع الاستراحات التي يأخذها هؤلاء الأشخاص هي نتيجة الإفراط في استخدام صفات كلا النوعين؛ أي أنَّه عندما يتصرف الشخص الذي يتصف بصفات كِلا النوعين كانطوائي لبعض الوقت، فإنَّه يحتاج إلى استعادة نشاطه الاجتماعي من خلال أخذ ما يمكن وصفه عادةً بأنَّه استراحة اجتماعية؛ ومن ناحية أخرى، عندما يتصرف وكأنَّه شخص منفتح لبعض الوقت، فقد يحتاج إلى أخذ استراحة انطوائية بمعزل عن الجميع، فبدلاً من التحدث والتواصل، قد يشعر بالحاجة إلى قضاء وقت هادئ بمفرده لاستعادة طاقته، ومن المثير للاهتمام، يقترح بعضهم أنَّ طول فترة الاستراحة عادةً ما تكون أقل من تلك التي قد يحتاج إليها الانطوائي أو المنفتح لاستعادة طاقته.
لذلك، إذا صادفت في عملك هذا النوع من الأشخاص، فعليك أن تدرك أنَّ الاستراحات مفيدة للتعويض عن الإفراط في استخدام جانب واحد من شخصيتهم، فبعد وقت طويل من التصرف كانطوائي أو منفتح، قد يحتاجون إلى بعض الوقت لاستعادة توازنهم، وعلى الرغم من أنَّ هذا قد يكون مختلفاً تماماً عمَّا يفعله الانطوائي أو المنفتح؛ إلا أنَّه منطقي للغاية.
أضف تعليقاً