تهدف عملية تسميد التربة أيضاً باستخدام السماد الكيميائي أو السماد العضوي إلى إغناء التربة بالعناصر التي تحتاجها؛ لتتمكَّن النباتات من الحصول على حاجتها من الغذاء، أمَّا عملية الوقاية، فتشمل تخليص النباتات من كل ما يعوق نموَّها وحياتها الطبيعية، مثل تنظيف الأرض حول النباتات من خلال إزالة الحشائش الموسمية أو المعمِّرة الضارَّة، والتي تشارك النباتات في الماء والسماد الموجود في التربة.
أيضاً التخلُّص من الحشرات الضارَّة التي تتغذَّى على أجزاء مختلفة من النباتات؛ فتضعفها وتتسبَّب بتساقط الأوراق أو الثمار أو موت النبات نهائياً، وكذلك الأمر بالنسبة إلى مختلف الآفات الزراعية، وفي هذه الحالة تحتاج عملية الوقاية إلى إضافة المبيدات الزراعية للنباتات؛ لذلك سنحدِّثك في مقالنا عن أنواع المبيدات الزراعية وتصنيفها؛ لتتمكَّن من اختيار ما يناسب نباتاتك.
المبيدات الزراعية
- المبيدات أي مادة كيميائية، سواء أكانت منفردة، أم عبارة عن خليط من عدة مواد، تُستخدَم للوقاية من الآفات الزراعية أو القضاء عليها.
- الآفات الزراعية هي جميع الكائنات الحيَّة الحيوانية أو النباتية التي تُلحق أضراراً بالمزروعات كالفيروسات والحشرات والديدان والأعشاب الضارة.
- تُسمَّى المبيدات اعتماداً على التركيب الكيميائي للمادة الفعَّالة (هي المادة المسؤولة عن القضاء على الآفة) أمَّا باقي المواد الموجودة ضمن تركيبة المبيد فهي مواد مُذيبة أو حاملة للمادة الفعَّالة.
- نجد أنواعاً كثيرة من المبيدات في الأسواق، وقد نجد عدة مبيدات تمتلك نفس المادة الفعَّالة، ولكنَّها تحمل أسماء مختلفة؛ لأنَّ الشركات المنتجة تضع أسماءً خاصة بها على منتجاتها أيضاً، وتوجد فترة تحريم خاصة بكل مبيد بعد رش المبيد؛ وهي المدة التي يجب انقضاءها بعد الرش حتى بدء الحصاد أو قطف الثمار، ويجب أن تكون كافية لتفكُّك المبيد؛ ليزول الأثر الضار له في المحصول النباتي، ولا نتأذَّى من تناوله.
أنواع المبيدات الزراعية
تُقسَم المبيدات الزراعية كما هو شائع إلى ما يأتي:
1. المبيدات الحشرية
تُستخدَم على نطاق واسع حول العالم؛ بهدف حماية المحاصيل من الحشرات الضارَّة، وتتحكَّم المبيدات بالحشرة وتبقيها تحت السيطرة، كأن تمنع نموَّها، أو تشل حركتها، وقد يعمل المبيد على قتل الحشرة فوراً، ويشمل تأثير المبيدات الحشرية بيوض الحشرات، أو اليرقات؛ أي على مختلف مراحل تكوُّن الحشرة، وهي بذلك تؤمِّن الحماية الكاملة للمحصول.
2. المبيدات الفطرية
تسبِّب الفطريات أضراراً كبيرة للمحاصيل الزراعية، وتؤدي إلى خسائر فادحة، وتعمل المبيدات الفطرية على قتل الفطريات الطفيلية فوراً.
3. مبيدات النيماتودا
"النيماتودا" هي ديدان خيطية مجهرية صغيرة جداً تسبِّب ضرراً لجذور النباتات، وتؤدي غالباً إلى تقزُّم النمو، وقلَّة الإنتاج، وهي من أكثر الآفات ضرراً على المحاصيل الزراعية، ومبيدات "النيماتودا" هي مركَّبات كيميائية تُستخدَم من خلال النثر على سطح التربة، أو الرش.
4. مبيدات الأعشاب
يوجد نوعان من مبيدات الأعشاب، الأوَّل انتقائي، وهو الأفضل بالنسبة إلى الأرض المزروعة بالخضار مثلاً؛ لأنَّه يقضي فقط على الأعشاب الضارَّة، ولا يؤثِّر في المحاصيل الزراعية، أمَّا النوع الثاني فهو يقضي على كافة أنواع الأعشاب والنباتات الموجودة في مكان الرش، ويُستخدَم عادة لتنظيف الأرض البور غير الزراعية، أو قبل الزراعة؛ لتطهير الحقل، أو لتنظيف السكك الحديدة وجوانب الطرقات.
5. مبيدات الحلم
يعتقد بعض الأشخاص أنَّ المبيدات الحشرية تقضي على الحلم، ولكن عليك الانتباه لفكرة هامَّة، وهي أنَّ الحلم ليس حشرة إنَّما حيوان يشبه الحشرات لكن لا يتبع فصيلة الحشرات، وتسيطر المبيدات على الحلم التي تتسبَّب بضرر للنباتات والخضار، وتقضي على البيوض وعلى اليرقات وكذلك على الحيوان البالغ.
6. مبيدات القوارض
تسبِّب القوارض ضرراً كبيراً للمحاصيل الزراعية؛ لكونها تتغذَّى على النبات أو ثمرته، وتقضي مبيدات القوارض عليها نهائياً.
شاهد بالفديو: 8 حلول للحد من ظاهرة التلوث البيئي
تصنيف المبيدات الحشرية
تُصنَّف المبيدات الحشرية تبعاً لعدة عوامل ونقاط تميُّزها، وأبرزها الأمور الآتية:
1. نوع الآفة
هو ما ذكرناه في الفقرة السابقة.
2. طريقة دخول المبيد إلى جسم الآفة
تقسم المبيدات إلى ما يأتي:
2.1 سموم معدية
تشمل المبيدات التي تقتل الحشرات عن طريق دخولها إلى الفم من خلال وصولها للقناة الهضمية، وتُستعمَل بصفتها سموماً وقائية خاصَّة بالحشرات ذات أجزاء الفم القارضة.
2.2 سموم ملامسة
تقتل الحشرات من خلال امتصاصها للسم ووصولها للدم أو للجهاز التنفسي، بصرف النظر عن نوع أجزاء الفم.
2.3 سموم مدخَّنة أو غازيَّة
تدخل عن طريق فتحات التنفُّس.
إقرأ أيضاً: خصوبة التربة: كيف تجعل الأنهار التربة خصبة؟
3. التركيب الكيميائي للمبيد
وتُقسَم المبيدات حسب تركيبها إلى ما يأتي:
3.1 مبيدات غير عضوية
أصبحت محدودة الاستعمال، وحُظِرَت في كثير من الدول؛ لأنَّها تشكِّل خطراً على الإنسان، ومنها "الفلور" و"الزئبق" و"الفوسفور" و"السيانيد" والمبيدات الغازية أيضاً.
3.2 مبيدات عضوية
تشمل المركَّبات العضوية النباتية، فتُستخرَج من النباتات المواد الكيميائية ذات التأثير المعدي بالملامسة، ومنها "الأنابسين" و"الروتينون" و"النيكوتين"، وتُستخدَم بكثرة في الصوامع والمستودعات والمركبات العضوية الصناعية وضد الحشرات، وتشمل العديد من المبيدات منها: الفوسفورية العضوية (مبيدات سامَّة تحتوي فوسفور وكبريت ونيتروجين وأوكسجين، وتتحلَّل في التربة، وتأثيرها في الآفة قوي جداً) والمبيدات الكرباماتية (هي المبيدات التي تحتوي حامض الكاربميك) والهيدروكربونات الكلورية (هي مبيدات سريعة التأثير في الآفات، وطريقة استعمالها بسيطة وأكثرها شهرة مادة DDT، وتُعدُّ المركَّبات الكلورية ذات خطورة كبيرة على الإنسان؛ كونها تؤدِّي إلى الإصابة بالسرطان، وهي تبقى لفترة طويلة في البيئة، كما تُخزَّن في الأنسجة الدهنية للحيوانات التي تتعرَّض لها، وتتسرَّب إلى الأراضي المحيطة والمياه).
4. نوع وطبيعة المستحضر
قد يكون المبيد مسحوقاً قابلاً للبلل (الناقل هو الماء في هذه الحالة، ويشكِّل المبيد معلِّق في الوسط المائي)، أو قابلاً للاستحلاب (تكون في هذه الحالة المادة الفعَّالة قابلة للانحلال في المذيب العضوي)، أو محبَّبات (وتكون المادة الفعَّالة على شكل حبيبات بطيئة الذوبان في الماء، وتُستعمَل دون تخفيف).
5. وقت استخدام المبيد
تُقسَم المبيدات إلى نوعين أساسيين هما:
5.1 مبيد وقائي
هو مبيد يُستخدَم قبل حدوث الإصابة؛ لحماية المحصول من الآفات التي يتعرَّض لها عادة.
5.2 مبيد علاجي
هو مبيد يُستخدَم بعد حدوث الإصابة؛ للقضاء على الآفات المسبِّبة للضرر.
6. طريقة استخدام المبيد
هي متعدِّدة، ومنها ما يأتي:
6.1 الرَّش
هي الطريقة الأكثر استخداماً، وخاصَّة بالحالة السائلة، سواءً للمبيدات السائلة، أم المبيدات القابلة للذوبان في الماء أو في محاليل أخرى، مثل المبيدات التي تذوب في "الكيروسين".
6.2 التعفير
هي عمليَّة توزيع المبيد من خلال توزيع المادة الكيميائية توزيعاً منتظماً على سطح النباتات، بواسطة أدوات بسيطة تعتمد على دفع المسحوق بقوَّة دفع الهواء، وهي طريقة سهلة وبسيطة لا تستغرق كثيراً من الوقت.
6.3 الطعوم السامة
تُوضَع في هذه الطريقة مواد سامَّة ذات طعم مقبول أو محبَّب بالنسبة إلى الآفة؛ لاستهداف الحشرات كالصراصير والنمل وذباب الفاكهة أيضاً، وكذلك النطَّاط والجراد وحفَّارات الساق والديدان القارضة.
6.4 مبيدات معاملة التربة
هي مساحيق خاصَّة تُوضَع في التربة؛ لقتل الآفات الضارَّة الموجودة فيها مثل "النيماتودا".
6.5 التبخير
هي الطريقة الخاصَّة بالمبيدات الغازية، وتكون المادة الفعَّالة على شكل قرص يُطلق غازات سامة.
7. سلوك المبيد
تُقسَم المبيدات بحسب السلوك إلى:
7.1 مبيدات جهازية
هي المبيدات القادرة على الدخول في الأنسجة النباتية؛ لتسري مع العصارة النباتية، فتصل للجذور والأوراق وكافة الأجزاء، وتقي النمو الخضري وكافة أجزاء النبات التي يصعب الوصول إليها لفترة طويلة.
7.2 مبيدات غير جهازية
يحدث تأثيرها عند ملامسة الآفة، فيصل المبيد إلى الجلد، ثمَّ ينفذ منه أو من خلال الفتحات التنفسية، ويقتل الآفة.
8. موضع تطبيق المبيد
تُقسَم المبيدات في هذه الحالة إلى:
- مبيدات مخصَّصة لمعاملة البذور.
- مبيدات مخصَّصة لمعاملة المجموع الخضري.
- مبيدات مخصَّصة لمعاملة التربة.
إقرأ أيضاً: تأثير الكوارث الطبيعية على البيئة
في الختام
تؤدي المبيدات الزراعية دوراً هاماً في حماية المحاصيل الزراعية من الإصابة بالآفات، وكذلك في علاجها عند الإصابة بها، فهي تسهم في رفع الإنتاجية وزيادة الأرباح، وللمبيدات الزراعية أنواع متعدِّدة فمنها ما هو مخصَّص للقضاء على الحشرات أو على الفطريات أو على الأعشاب الضارة أو على القوارض.
لقد تحدَّثنا في مقالنا أيضاً عن أهم النقاط التي تُصنَّف المبيدات الزراعية على أساسها، ومنها التصنيف بحسب الآفات التي تقضي عليها، أو بحسب وقت استخدامها فمنها مبيد علاجي ومنها وقائي، أو بحسب طريقة استخدامها فمنها ما يُستخدَم بالرش أو التعفير أو غيرها من الطرائق، وتُصنَّف المبيدات حسب طريقة دخولها إلى جسم الآفة، أو سلوك المبيد، أو موضع تطبيقه، فمنها مبيدات توضع على المجموع الخضري، وأخرى على البذور مثلاً.
أضف تعليقاً