ومع تزايُد البحث عن الحلول الطبيعية التي تُساهم في تخفيفِ الكحة وتنظيف مجرى التنفُّس من البلغم، يظهرُ دور بعض المشروبات الطبيعيّة التي يمكن تحضيرها بسهولة في المنزل، إن كنت تبحث عن راحة فورية وطبيعية من هذه الأعراض المزعجة، فأنت في المكان الصحيح. لنتعرف معاً على أفضل شراب للكحة والبلغم.
فوائد العسل في علاج السعال
العسل من أقدم العلاجات الطبيعيّة التي استُخدمت لتخفيف آلام الحلق وعلاج الكحة. يساعد العسل، بفضل خصائصه المضادة للبكتيريا والالتهابات، في تخفيف تهيج الحلْق، وترطيب الجهاز التنفسي، مما يجعله خياراً جيداً للكبار والصّغار على حدّ سواء.
ولا يقتصر تأثيره على طعمه الحلو وحسب؛ بل يعملُ كحاجز وقائي يخفّف الكحة ويساعد في إذابة البلغم، لذا، إن كنت تبحث عن أفضل شراب لعلاج الكحة والبلغم للكبار، أو ترغب في تقديم علاج طبيعي وآمن للأطفال، فالعسل هو مطلبك. إليك التفاصيل:
1. ترطيب الحلق وتهدئة الالتهاب
العسل من العلاجات الطبيعيَّة التي تتميّز بخصائصها في ترطيب الحلق وتهدئة الالتهاب، ممّا يجعله واحداً من أفضل الخيارات لعلاج الكحة، خاصة المصحوبة منها بالبَلغم. عند تناول العسل، يعملُ قوامه السّميك ومكوناته الطبيعية على تشكيل طبقة واقية على بِطانة الحلق، مما يُخفف التهيج الناتج عن السعال المستمر، ويُساعد في تقليل الاحمرار والتورُّم في أنسجة الحلق، وتعزيز الشّفاء الطبيعي
تجعله هذه المزايا أفضل شراب، سواء للكبار الذين يعانون من السعال المزعج أو للأطفال الذين يحتاجون إلى علاج آمن وفعال.
تتميّز أفضل أنواع العسل لترطيب الحلق وتهدئة الالتهاب بالمركبات الطبيعية المضادة للبكتيريا والالتهابات، مثل عسل المانوكا الغني بالميثيلجليوكسال (MGO) وعسل السدر، وعسل الكينا، وعسل الزهور البرية الخفيف والمناسب للاستخدام اليومي، إضافة إلى عسل البرسيم ذو النكهة اللطيفة التي تناسب الجميع.
2. مضاد طبيعي للبكتيريا
العسل مضاد طبيعي للبكتيريا بفضل احتوائه على مُركبّات مثل بيروكسيد الهيدروجين وخصائصه الحمضية التي تُعيق نمو البكتيريا الضارة. تساهم هذه الخصائص بشكل فعال في مكافحة الالتهابات التي قد تكون سبباً في الكحة وتراكم البلغم داخل الجهاز التنفسي.
تناول العسل يساعدُ في تطهير الحلق من الميكروبات الضارة ويقلّل من تهيُّجه، مما يؤدّي إلى تخفيف السُّعال وتقليل تكوّن البلغم، بالإضافة إلى ذلك، يعزِّز العسل عمليّة ترطيب الحلق، مما يهدئ الالتهاب الناجم عن السعال المستمر. لذلك، يُعد العسل مفيداً، سواء للكبار الذين يحتاجون إلى علاج فعال أو للأطفال الذين يفضلون العلاجات الطبيعية الآمنة.
أفضل أنواع العسل المضادة للبكتيريا هي تلك الغنيّة بالمركبّات الطبيعية مثل الميثيلجليوكسال (MGO) ومضادات الأكسدة. أبرزها عسل المانوكا من نيوزيلندا وأستراليا، المعروفُ بفعاليته المرتبطة بتصنيف MGO أو UMF، وعسل السّدر اليمنيّ ذو الجودة العالية، وعسل الكستناء الغني بالفينولات، وعسل الكينا بخصائصه المطهرة، وعسل الحمضيات الذي يجمع بين مضادات الأكسدة والفيتامينات لدعم الصحة.
3. تعزيز جهاز المناعة
إحدى الفوائد البارزة للعسل في علاج السُعال هي قدرته على تعزيز جهاز المناعة، مما يُساعد الجسم في محاربة العدوى التي تسبب الكحة، يحتوي العسل على مجموعة من الفيتامينات والمعادن ومضادّات الأكسدة، مثل الفلافونويدات، التي تدعم الخلايا المناعية وتحسّن قدرتها على مقاومة الفيروسات والبكتيريا المسببة لأمراض الجهاز التنفسي.
عند تناول العسل بانتظام، تتعزَّز كفاءة الجهاز المناعي، مما يُساعد على تسريع التعافي من السعال وتخفيف البلغم، وتساهم مضادّات الأكسدة الموجودة في العسل في تقليل الالتهاب الناتج عن العدوى، مما يُخفف التهيُّج في الحلق ويمنع تفاقُم الأعراض.
شاهد بالفديو: 10 أنواع أطعمة تقوي جهاز المناعة
دور الزنجبيل في تقليل البلغم
الزنجبيل هو نبات جذري ذو طعم حار ورائحة مميزة، ينتمي إلى عائلة Zingiberaceae، يُستخدم كتوابل في الطهي وكعلاج طبيعي في الطب التقليدي. يحتوي على مركبات نشطة مثل الجنجرول، التي تمنحه خصائص مضادة للالتهابات ومضادة للأكسدة، مما يجعله مفيداً في تحسين الهضم، وتقوية المناعة، وتخفيف الغَثيان والألم. لذا، يعد من المشروبات الطبيعية لمحاربة الكحة والبلغم بجانب العسل، حيث يعمل على:
1. تحفيز إزالة المادة المخاطية
الزّنجبيل يحتوي على مركبات نشطة، مثل الجنجرول والشوغول، التي تساعدُ في تقليل الالتهابات في الجهاز التنفسي وتحفيز إزالة المادة المخاطية المتراكمة، يعمل الزنجبيل كمُقَشِّع طبيعي، ويُساهم في تخفيف لزوجة البلغم، مما يُسهل طرده من الشُّعب الهوائية.
يُحسّن الزّنجبيل أيضاً تدفق الدم إلى الجهاز التنفسي، مما يُعزز عملية إزالة المخاط بشكل طبيعي ويُخفف التهيج في الحلق، لكن هل الزنجبيل مناسب للأطفال؟
يمكن إعطاء الزنجبيل للأطفال، لكن يُفضَّل تقديمه بجرعات صغيرة وخلطه مع مكونات أخرى مثل العسل لتحسين الطعم وزيادة الفائدة، على سبيل المثال، يمكن تحضير مشروب دافئ من الزنجبيل والعسل للأطفال، بشرط استشارة الطبيب، خاصةً إذا كان عمر الطفل أقل من عام أو لديه حساسية.
أما للكبار، فيُعد الزنجبيل خياراً طبيعياً وفعالاً لتخفيف الكحة والبلغم، سواء بإضافته إلى الشاي أو تناوله كمشروب دافئ.
2. خصائص مضادة للالتهابات
يحتوي الزنجبيل على مركبات نباتية نَشطة تمنحُه خصائص قوية مضادة للالتهاب، أبرزها الجنجرول، المركب الأساسي في الزنجبيل الطازج، الذي يعمل على تثبيط الإنزيمات المسببة للالتهاب مثل COX-1 وCOX-2، كما يحتوي على الشوغول، الموجود بكثرة في الزنجبيل المُجفّف أو المطبوخ، والذي يخفف الالتهابات المُزمنة من خلال تقليل نشاط السيتوكينات الالتهابية.
بالإضافة إلى ذلك، يضم الزنجبيل البارادول، المعروف بفعاليته في تقليل الإجهاد التأكسدي، ومستويات عالية من مضادات الأكسدة التي تحارب الجذور الحرة المسببة للالتهاب.
يعمل الزنجبيل على تثبيط مسارات الالتهاب وتعزيز تدفق الدم، مما يساهم في تخفيف التهابات الجهاز التنفسي، ويُفضَّل استخدامه بجرعاتٍ معتدلة لتجنّب أي آثار جانبية، خاصةً عند تناوله على معدة فارغة أو بكميات كبيرة.
3. تحسين الدورة الدموية
يتميّز الزنجبيل بقدرته على تحسين تدفق الدورة الدموية بفضل احتوائه على مُركبات مثل الجنجرول التي تساعد في توسيع الأوعية الدّموية وتنشيط تدفُّق الدم، يعزّز هذا نقل الأكسجين والمغذيات إلى الأنسجة، ممّا يُساعد في تخفيف التهابات الجهاز التنفسي وتقليل تراكم البلغم.
يعمل الزنجبيل كمقشّع طبيعي يساعد على تفتيت البلغم وجعله أقل لزوجة، مما يُسهّل طرده من الشُّعب الهوائية، يمكن تحضير مشروب دافئ من الزنجبيل والعسل، وإعطائه للأطفالِ بجرعات صغيرة لتخفيف الأعراض.
أما عند للكبار، فيُعزز هذا المشروب فعالية الجهاز المناعي في التخلص من الكحة والبلغم بشكل طبيعي.
شاهد بالفيديو: أهم النصائح للوقاية من السعال والكحّة في الشتاء
خصائص جذور الخطمي المهدئة
جذور الخطمي هي الجزء الجذري من نبات الخطمي (Althaea officinalis)، وهو نبات عشبي يُعرف بخصائصه العلاجية، تحتوي هذه الجذور على مادة هلامية (ميوسيلاج) تمنحها خصائص مهدئة ومُضادة للالتهابات، مما يجعلها مفيدة في تخفيف التهابات الحلق، وتخفيف السعال، وعلاجِ مشاكل الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي، تُستخدم غالباً في تحضير الشاي أو المُستخلصات الطبيعية. في ما يلي التفاصيل:
1. تقليل تهيج الأغشية المخاطية
تحتوي جذورُ الخطمي على مواد هلاميّة (ميوسيلاج) تُساهم في تشكيل طبقة واقية على الأغشية المخاطية في الحلق، تساعد في تقليل التهيُّج الناجم عن السعال المستمر أو التهاب الحلق، تعمل جذورُ الخطميّ على تهدئة هذه الأغشية وتقليل الاحتقان، مما يساعد في تخفيف الأعراض المرتبطة بالكحة والبلغم.
2. دعم ترطيب الحلق
تساعد جذور الخطمي في ترطيب الحلق بفضل محتواها من المواد الهلامية التي تعمل على امتصاص الماء وتوفير ترطيب مستمر، يقلّل هذا الترطيب من جفاف الحلق ويساهم في تخفيف الشعور بالخُشونة والاحتقان الناتج عن البلغم.
3. التأثير المهدئ للسعال
من الخصائص البارزة لجذور الخطمي قدرتها على تهدئة السعال بفضل تأثيرها المهدئ والمُضاد للالتهابات، يساعدُ هذا التأثير في تقليل التهيج والالتهابات في مجاري التنفس، مما يؤدي إلى تخفيف السعال الشديد.
يُعد شراب جذور الخطمي خياراً آمناً وفعالاً في تهدئة السعال عند الأطفال، إذ يمكن تحضيره بجرعات مناسبة لتخفيف الأعراض بأمان.
في الختام
اختيارُ المشروبات الطبيعية لعلاج الكحة والسعال خياراً آمناً وفعالاً يساعدُ في تخفيف الأعراض بسرعة ودون آثار جانبية تتمتع مشروبات الزّنجبيل، العسل، جذور الخطمي، والنعناع بخصائص مهدئة ومضادة للالتهابات تساعد في تخفيف تهيج الحلق، وتقليل البلغم، وتحسين التنفس.
إضافة إلى ذلك، يمكن أنْ تكون هذه المشروبات خياراً مناسباً للأطفال والكبار على حدٍّ سواء، من الهام اختيار الشراب بناءً على احتياجات الحالة الصحية، ومُراجعة الطبيب في حال كانت الأعراض مستمرة أو شديدة.
أضف تعليقاً