ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن خبيرة الموارد البشرية في مجال الخدمات المالية "فيفيان غارسيا تونون" (Vivian Garcia-Tunon)، وتخبرنا فيه من خلال تجربتها عن الأخطاء التي يجب تجنبها عند التحدث عن رواتب زملائك مع رئيسك في العمل.
لقد كشفت دراسة جديدة من معهد أبحاث أتوماتيك داتا بروسيسينغ (ADP) أنَّ النساء يكسبن 25$ في الساعة وسطياً؛ أي ما يمثل 79٪ من 32$ في الساعة التي يحصل عليها نظرائهن من الرجال، وقد حلَّلت الدراسة بيانات كشوف المرتبات من 13 مليون موظف في 30 ألف شركة عبر ثمانية قطاعات في الولايات المتحدة.
إنَّ معرفة أنَّ الأجر الذي يتقاضاه زميل لك في العمل والذي يؤدي وظيفتك نفسها ولديه مؤهلات مماثلة أكثر ممَّا تتقاضاه أنت، يمكن أن يكون تجربة مثيرة للغضب.
إليك فيما يأتي الأخطاء الخمسة الأكثر شيوعاً التي يجب تجنبها عند التحدث مع رئيسك في العمل، وما يجب فعله بدلاً من ذلك:
أولاً: سرعة الانفعال
قد تستغرب من فكرة أن ينفعل الموظف في وجه مديره؛ ولكنَّ هذا يحدث أكثر ممَّا تعتقد؛ فعلى الرَغم من أنَّ شعورك بالإحباط أمر طبيعي ومبرر، إلا أنَّ هذا النهج في الانتقام المتكافئ يجعلك تبدو شخصاً غير محترف، كما أنَّه يصرفك عن التفكير في النقاط الهامة التي يجب طرحها عند عرض قضيتك.
ما عليك فعله بدلاً من ذلك هو الهدوء ومنح نفسك فرصة لمعالجة الأخبار وتهدئة عواطفك ومناقشة ذاتك داخلياً فيما إذا كنت تستحق علاوةً أم لا، فإذا كانت الإجابة نعم، أعلِم رئيسك أنَّك ترغب في تخصيص بعض الوقت لمناقشة راتبك معه، ومن الهام أن تكون دقيقاً بشأن موضوع الاجتماع حتى يتمكن من الاستعداد وعدم الانزعاج.
ثانياً: ذكر أسماء أو رواتب محددة
تذكَّر أنَّ هذه المحادثة تتعلق بك وليس بزملائك في العمل، والتفاصيل المتعلقة بكيفية اكتشافك أنَّ زميلك في العمل يكسب أكثر أو ما هو مقدار راتبه بالضبط، غير ذات صلة بما عليك مناقشته مع رئيسك؛ وذلك لأنَّ هدفك هو إبقاء المحادثة مركَّزة على أدائك والقيمة التي تضيفها أنت إلى الشركة.
ما عليك فعله بدلاً من ذلك هو بدء المحادثة بنبرة إيجابية؛ من خلال شرح مدى صعوبة عملك ومدى استمتاعك بالتجربة، وما إذا كنت ترغب في معرفة ما يمكنك فعله للحصول على زيادة كبيرة.
شاهد: 10 أمور يجب عليك أن تتجنبها عند التحدث إلى مديرك
ثالثاً: عدم الاعتماد على بيانات السوق
يفشل معظم الموظفين في بذل جهد إضافي وإجراء بعض أبحاث السوق، وغالباً ما يعتقدون أنَّ شرح كيفية قيامهم بالعمل الإضافي يكفي للتأهُل للحصول على علاوة، ولكنَّ الأمر ليس كذلك؛ فما عليك فعله بدلاً من ذلك هو إظهار أنَّ لديك فهماً قوياً لمستوى الراتب للمناصب التي تعادل منصبك، ومن الأفضل التعامل مع وكالات التوظيف أو مديري التوظيف أو أشخاص آخرين في مجال عملك؛ إذ سيكون لديهم وجهة نظر أكثر موضوعية عما يتقاضاه شخصٌ يشغل منصباً مثل منصبك وما يجب أن تتوقعه.
لذا اجمع معلوماتٍ عن منصبك - فيما إذا كنت في مرتبة عالية أو منخفضة أو في مكان ما في الوسط - حتى تتمكن من مناقشة مجالات النمو المحتملة؛ فإذا وجدت أنَّك صاحب أداء عالٍ ومع ذلك تندرج ضمن فئة الأجور المنخفضة على سبيل المثال، اشرح وجهة نظرك لرئيسك في العمل؛ إذ يعرف الموظفون الأكثر قيمة ما يستحقون.
رابعاً: قبول "لا" كإجابة
قد يقرر المدير أنَّ الزيادة غير ممكنةٍ في الوقت الحالي؛ لذا مهما كان السبب لا تتجاهل ذلك وتقبَّل الواقع. لن تنتهي المحادثة في اللحظة التي يرفض فيها المدير طلبك؛ لذا كن مثابراً في السؤال عمَّا يجب أن يحدث بالضبط حتى تحصل على علاوة.
إليك بعض الأمثلة:
- إذا كان رئيسك في العمل يرى أنَّك لا تستحق العلاوة الآن، اسأله عمَا عليك القيام به حتى تستحقها.
- إذا قال إنَّه لا تتوفر ميزانية كافية للعلاوات، اسأله: متى تعتقد سيكون الوقت المناسب لإعادة إجراء هذه المناقشة؟
تأكد من أنَّكما متفقان فيما يتعلق بالأهداف التي يتعين عليك تحقيقها والإطار الزمني الذي يمكنك المتابعة فيه، ووثِق كلَ ما ناقشته، وتحقق مع رئيسك في العمل للتأكد من أنَّك على الطريق الصحيح.
لا يضر أيضاً السؤال عمَا إذا كانت ثمة مزايا أو امتيازات أخرى بدلاً من الزيادة، فقد تكون قادراً على التفاوض على مزيد من وقت الإجازة أو خيار العمل عن بُعد أو ترقية في المنصب.
خامساً: البقاء في الشركة فقط بدافع الخوف
قد يكون ثمة فرص كثيرة لك في سوق العمل اعتماداً على مجال عملك، فإذا اكتشفت أنَّ شركتك لا تخطط لترقيتك على الإطلاق - أو في أيِ وقت قريب - فلا تستسلم. ما عليك فعله بدلاً من ذلك هو البحث عن وظيفة في أسرع وقت ممكن.
قد يستغرق الأمر وقتاً طويلاً وعملاً جاداً، لكن من المحتمل أن يكون لديك فرصة أفضل للتفاوض على راتب أعلى بكثير في شركة أخرى، إضافة إلى ذلك إذا حصلت على عرض عمل في مكان آخر، فقد تكون شركتك الحالية منفتحة على إعادة النظر في مناقشة راتبك في محاولة منها لإقناعك بالبقاء.
أضف تعليقاً