وجودك في حياة أطفالك هو الهدية الأهم: كيف تكون أباً ناجحاً؟

كان والدي يقول دائماً: "يجب أن يكون الرجل كاهناً ونبيَّاً ومُعيلاً لمنزله"، ومع نمو عائلتي، أدركت أهمية كلماته، كانت مفيدة ولا تنسى، واليوم يمكن للآباء العثور على جميع أنواع القوائم الإرشادية للأشياء التي يجب أن يفعلوها.



بالتأكيد، من الجيد أن تتعلم كيفية سرد قصة جيدة في وقت النوم، لكن ماذا يجب أن تفعل بصفتك أباً؟ ما هي القيم التي يجب أن تعلِّمها لأطفالك؟ تذكر أنَّك البطل الأول في نظر ابنك، والحب الأول لابنتك، لا لن تحصل على كل شيء بطريقة مثالية، لم يكن والدي مثالياً؛ لكنَّني أعتقد أنَّه كان دائماً موجوداً من أجلي.

ما هي أهم الصفات التي يجب أن يمتلكها الأب الناجح؟

1. الحاضر:

إنَّ وجودنا أكثر قيمة لأطفالنا من أيَّة هدية يمكن أن نقدمها على الإطلاق، وأن تكون حاضراً يعني قراءة القصة المفضلة لأطفالك قبل النوم، واللعب معهم بالألعاب، وليس فقط شراؤها لهم.

2. الراعي:

عندما أقول "مقدم الخدمة"، أعلم أنَّك تفكر "إنَّه يتحدث عن المال"، لكن إعالة أطفالك تعني أشياء أكثر أهمية من المال والطعام والملبس والمأوى؛ إنَّها التفاصيل الأهم، وتبدأ من الاتصال العاطفي إلى القيادة الروحية؛ لذا كن القائد الذي يحتاج إليه أطفالك من خلال تزويدهم بالحب والاحترام والرعاية غير المشروطة.

3. الحامي:

يجب أن يشعر كلُّ من في منزلك أنَّهم في مكان آمن، أنت تحمي منزلك ليس فقط بإغلاق الأبواب ليلاً، لكن من خلال الطريقة التي تعتني بها بصحة عائلتك العاطفية والنفسية والجسدية، وبصفتك حامياً فأنت تحمي عائلتك من التهديدات الجسدية والعاطفية وحتى النفسية المدمرة، وقد يشمل ذلك حماية أطفالك، مما يروه على الإنترنت أو تعليمهم كيفية التعامل مع المواقف الصعبة في المدرسة.

4. المُبادِر:

يجب أن تكون مبادراً في منزلك، وتتولى زمام المبادرة أينما احتاجت عائلتك إلى القيام بذلك، وبصفتك المبادر ستبحث عن فرص للتواصل وأنشطة للقيام بها وطرائق للمساعدة دون أن يُطلب منك ذلك، وعندما تبدأ بداية صحيحة، فأنت لا تُظهر لأطفالك أنَّك تحبهم فحسب؛ بل تُظهر لهم أيضاً كيفية القيادة وتعلِّمهم أن يكونوا قادة في المستقبل.

5. قابلية التعلم:

واحدة من أكبر الإطراءات التي يمكن أن يحصل عليها الأب هي قابلية التعلم؛ لذا يجب أن تكون الرجل الذي يسعى إلى التعلم، بدلاً من أن تكون الرجل الذي يعتقد أنَّه يعرف كل شيء، وحاول كل يوم أن تتعلم شيئاً جديداً يجعلك أباً أفضل، فاقرأ وابحث واسأل الآباء الآخرين الذين تثق بهم، وطبِّق بعض الأساليب التي تتعلمها منهم، وتذكَّر يوجد دائماً فرصة للتحسن.

شاهد بالفديو: 10 أشياء عليك القيام بها قبل أن تصبح أباً لطفل

تعرَّف إلى أهم النصائح التي تمكِّنك من أن تكون أباً ناجحاً؟

1. استمع:

من أهم الأشياء التي يمكنك القيام بها لأطفالك هو الاستماع إليهم، ويمكن أن يحدث الوجود فرقاً كبيراً؛ إذ يحتاج الأطفال إلى أن يشعروا بأنَّهم مرئيون ومسموعون، إضافة إلى ذلك عندما تستمع إلى طفلك، فإنَّك في الواقع تساعده على بناء استقلاليته وثقته واحترامه لذاته.

عندما تستمع إلى الأطفال، فإنَّك تمنح وقتك وتصغي لسماع ما يقولونه، وهذا يتيح لهم معرفة قيمة ما لديهم، لكن هذا ليس كل شيء؛ لأنَّ الأطفال مرحون وفضوليون، إنَّهم مخلوقات رائعة، ومن خلال الاستماع إليهم، يمكنك التعلم والنمو أيضاً.

أنت تريد أن تكون الأب الذي يغرس الأخلاق والعادات والسلوكات الحميدة في طفله، لكن كيف؟ حسناً، توقف وتنفس واسترخ؛ فالأبوة والأمومة الجيدة تحتاجان إلى نفس طويل، وتكمن الحيلة في التعرف إلى تلك اللحظات التي يمكن أن تساعد عليها أفعالك وردود أفعالك طفلَك على التعلم والنمو بأفضل الطرائق الممكنة.

2. اسأل أسئلة:

في أثناء الاستماع إلى طفلك يُعدُّ طرح الأسئلة أمراً في غاية الأهمية، لماذا؟ لأنَّ الأسئلة تنمِّي مهارة المحادثة، وتساعدك على اكتساب فهم أفضل لما يفعله طفلك، وتساعدك الأسئلة أيضاً على فهم أفكار طفلك ومشاعره.

من الهام طرح الأسئلة الصحيحة من أجل الحصول على الإجابات التي تبحث عنها، ولفهم طفلك فهماً أفضل ستحتاج إلى طرح أسئلة مفتوحة، مثل: "ما الذي يعجبك/ لا يعجبك في المدرسة؟"، أو "ما هو الجزء المفضل لديك من اليوم؟"؛ فتشجع هذه الأسئلة إجابات أطول لأنَّ طفلك لا يستطيع الإجابة بـ "نعم" أو "لا".

3. انظر ما وراء السلوك "السيئ":

في مرحلة ما سوف يكسر طفلك كل قاعدة تضعها، لكن إذا كنت تتفاعل مع كل مخالفة بالرفض أو السخط أو الغضب، فقد لا تتوصل إلى فهم الدوافع وراء خرق طفلك للقواعد، ويُعدُّ "سوء سلوك طفلك" نتيجة مباشرة لشيء ما، سواء كان ذلك بسبب عدم القدرة على التحكم بعواطفه أم أي شيء آخر.

إقرأ أيضاً: أشهر سلوكيات الأطفال الخاطئة وطرق علاجها

4. تحقق من صحة مشاعر طفلك:

لقد استمعت إلى أطفالك، ووثقوا بك، وأخبروك بآمالهم وأحلامهم ورغباتهم ومخاوفهم، الآن أنت بحاجة إلى التحقق من صحة مشاعرهم.

يقول (Kaiser Permanente)، أحد مزودي الرعاية الصحية في أمريكا: "التحقق من عواطف طفلك يمكن أن يساعده على تعلُّم التعاطف مع الذات"، "عندما يكون لدى الناس تعاطف مع أنفسهم، فمن المرجح أن يكونوا قادرين على التعامل مع الشدائد والنكسات بطريقة صحية"، كما أنَّ التحقق من صحة مشاعرهم يساعدهم أيضاً على الشعور بالاهتمام والتقدير.

5. شجِّع الإبداع:

في عالم مليء بـ "اللاءات" و"الممنوعات" و"لا يمكنك"، كن صوت العقل، ودع طفلك يركض ويرقص ويقفز في البرك ويلعب بالوحل، دعهم يرسمون بالفرشاة أو بأصابعهم، دعهم يصنعون الفن وفقاً لشروطهم، وبطريقتهم الخاصة، وشجعهم على هذا السلوك، إنَّ تقديم الثناء الحقيقي سيعزِّز الإبداع ويحسِّن ثقتهم واحترامهم لذاتهم.

6. ثق بشعورك:

نواياك جيدة في محاولة لاتخاذ أفضل الخيارات لطفلك، فأنت تقرأ عن كيفية وضع جدول القيلولة الصحيح والمناسب لأعمارهم، والالتزام بالقدر المناسب من مشاهدة التلفزيون، وانتقاء أفضل نظام غذائي غني بالبروتين والدهون والكربوهيدرات، وقد تكون محاولة فهم كل شيء فهماً صحيحاً مُرهِقة، وفي بعض الأحيان تشعر بالذنب؛ لأنَّك لم تلتزم بهذه المعايير، والحقيقة هي أنَّ هناك كثيراً من الآراء ووجهات النظر وكثيراً من النصائح وبعضها متضارب.

7. كن مرناً:

من الهام أن تكون مرناً، إنَّه لا يجعلك أباً جيداً فحسب؛ بل يميزك أيضاً، لكن ما هو سبب أهمية المرونة في تربية الطفل؟ لأنَّ كلَّ شخص مختلف عن الآخر؛ ومن ثَمَّ يختلف كل طفل عن الآخر بالطبع والسلوكات؛ لذا يجب التعامل معه بطريقة مختلفة، هذا ما تتطلبه المرونة، على سبيل المثال الأساليب التربوية التي تستخدمها مع طفلك البالغ من العمر عامين، قد لا تعمل مع ابنك المراهق.

يوضح مقال منشور في مجلة (Kids Health) أنَّه "مع تغير طفلك، سيتعين عليك تدريجياً تغيير نمط التربية"؛ "إذ يميل المراهقون إلى التقليل من الاهتمام بوالديهم بوصفهم نماذج يحتذى بها، لكن يجب على الأهل الاستمرار في تقديم التوجيه والتشجيع والانضباط المناسب مع السماح لطفلك المراهق بالحصول على مزيد من الاستقلالية، واغتنم كل لحظة متاحة لإجراء مناقشة مع طفلك".

شاهد بالفديو: 15 نصيحة للآباء في تربية الأبناء

هل يمكن للطفل أن يعيش حياة صحية دون شخصية أبوية سليمة؟

لسوء الحظ، ليس كل الأطفال لديهم شخصية أبوية جيدة في حياتهم، وفقاً للدراسات الحديثة من المرجح أن تحدث معظم النتائج السلبية في منازل الأيتام، وتشمل هذه الفقر والمشكلات السلوكية وانخفاض التحصيل الدراسي وارتفاع معدلات السجن وحمل المراهقات والتشرد.

صحيح أنَّ دور الآباء قد تغير على مر السنين، إلا أنَّ أهميتهم ما تزال أمراً في غاية الأهمية؛ إذ يؤدي الآباء دوراً حيوياً في تنمية أطفالهم ورفاهيتهم، وأظهرت الدراسات أنَّ الأطفال الذين يكبرون دون أب أو مع أب قليل الاهتمام، يكونون أكثر عرضة لتجربة مشكلات كثيرة ومصاعب كبيرة في حياتهم.

ما هي النتائج السلبية لعدم وجود شخصية أبوية سليمة في حياة الطفل؟

1. الفقر:

وفقاً للمركز الوطني للأبوة في الولايات المتحدة الأمريكية، فإنَّ الأطفال الذين يكبرون دون أب هم أكثر عرضة للعيش في الفقر بمقدار أربع أضعاف؛ وذلك لأنَّ الأمهات العازبات غالباً ما يجدن صعوبة في العثور على عمل يكفي لإعالة أسرهن، إضافة إلى ذلك، من المرجح أن يتسرب الأطفال اليتامى من المدرسة، مما يساهم مساهمة أكبر في الفقر.

2. المشكلات السلوكية:

من المرجح أن تعاني المنازل التي لا يوجد فيها أب مشكلات سلوكية أكثر من تلك التي يوجد فيها أبوين، وغالباً ما يكون هذا بسبب افتقار الإشراف والانضباط والأمان التي تفرضها شخصية الأب.

3. التحصيل الدراسي المنخفض:

أظهرت الدراسات أنَّ الأطفال الذين يعيشون دون أب أكثر عرضة للرسوب والحصول على درجات متدنية من أولئك الذين يكبرون مع والدين؛ لأنَّ هؤلاء الأطفال يفتقرون إلى الاستقرار في المنزل، وقد لا يكون لديهم من يساعدهم على واجباتهم المدرسية أو يقدم لهم الدعم العاطفي والنفسي.

إقرأ أيضاً: 5 أسباب تقف وراء ضعف التحصيل الدراسي عند الطلاب

في الختام:

كونك أباً هو أحد أهم الأدوار التي يمكن أن يقوم بها الرجل، فأنت لست مسؤولاً فقط عن تربية إنسان؛ لكنَّك تؤدي أيضاً دوراً حيوياً في تشكيل مستقبله، ويمكن أن توفر شخصية الأب الجيدة الاستقرار والدعم والتوجيه للمساعدة على قيادة الطفل إلى الطريق الصحيح.

صحيح أنَّه ليس من الممكن دائماً أن تكون أباً مثالياً، لكن يجب أن تبذل قصارى جهدك لتكون نموذجاً جيداً لأطفالك، إنَّهم لا يستحقون أقل من ذلك.




مقالات مرتبطة