هل يمكن لمشاركة الموظفين أن تكون مسألة حياة أو موت؟

في كل عام، يموت 195,000 مريض في المستشفيات في جميع أنحاء العالم من دون سببٍ وجيه أو بسبب أخطاء العاملين في القطاع الصحي. ومع أنَّنا يمكن أن نتجنب أعداد الوفيات الكبرى أو الإحصاءات المنتشرة بكثرة في الوسط الطبي بسهولة، إلا أنَّه لا يوجد حتى الآن دعم شامل للممارسات والأساليب المهنية المساعدة على تقليل أعداد الإحصاءات وإنقاذ الأرواح.



تحسين مشاركة الموظفين أمر بالغ الأهمية:

إنَّ أكثر الوسائل فاعلية لتحسين النتائج الصحية للمرضى وضمان رضاهم وولائهم، تكون بالاستثمار وتعزيز شعور العاملين في قطاع الرعاية الصحية بأهمية مشاركتهم في عملهم، وضمان تواصل إيجابي للموظفين مع المرضى قدر الإمكان.

هذا ما ناقشه منتدى جامعة "نورث وسترن" (Northwestern University) في دراسة تطبيقية أُجريت على مستشفى كبير في "نيويورك" (New York)؛ حيث كشف البحث عن خمس نقاط إضافية مفيدة:

  1. ترتبط جودة خدمات رعاية المرضى ورضى المرضى ارتباطاً مباشراً بمستويات مشاركة الموظفين في بيئة العمل.
  2. يُعَدُّ تقدير الموظف على جهوده الفردية المُساهمَ الرئيس لتعزيز مشاركة الموظفين.
  3. لا يُنظَر إلى "التقدير" على أنَّه اعترافٌ بعملٍ جيد فحسب؛ بل أنَّه عامل مشارك هام في صنع القرار، والتأثير في المديرين والعاملين الآخرين في قطاع الرعاية الصحية؛ إذ أسفرت هذه الممارسات عن "مزيد من الاحترام والوضوح"؛ وهذا ما عزَّز مستويات المشاركة.
  4. يجب تفعيل برامج ونشاطات إظهار التقدير بشكل دائم في المستشفى، التي تهدف إلى المساهمة في تعزيز مشاركة الموظفين بشكلٍ استراتيجي، بدلاً من تقديمها كنشاطات مؤقتة بشكل متكرر.
  5. بالإضافة إلى ما يفعله العاملون في مجال الرعاية الصحية، يجب التركيز على شعور الموظفين حول ما يفعلونه؛ فلن يُسعَد المرضى إن لم يُسَعد الموظفون بأدائهم.

شاهد: 7 نصائح لتحفيز الموظفين من دون اللجوء إلى المال

هل يمكن لتعزيز الاحتفاظ بالموظفين إنقاذ الأرواح؟

في دراسة أخرى في مجال الرعاية الصحية وردت في كتاب "المرضى أولاً" (Putting Patients First)، شملت 139,380 مريضاً سابقاً من 225 مستشفى.

 لم تُشِر العوامل الخمسة عشر الأولى في هذا البحث إلى ارتباط النتائج الصحية للمرضى برضاهم. وبدلاً من ذلك، ارتبط رضى المرضى ارتباطاً مباشراً بتواصلهم الإيجابي مع موظفي المستشفى، ومدى تفاعل هؤلاء الموظفين.

كما اكتشفت شركة استشارات الرعاية الصحية الشهيرة "ستودر غروب" (Studer Group) أنَّ انخفاض معدلات دوران الموظفين إلى نسبة 12% سيؤدي إلى انخفاض مدة بقاء المرضى في المستشفى بمعدل 1.2 يوماً، بالإضافة إلى انخفاض معدلات الوفيات. علاوة على ذلك، إنَّ الامتثال لغسل اليدين من شأنه إنقاذ حياة 10,000 شخص، وتوفير 30 مليار دولار سنوياً، كما ستمنع زيارات الممرضين الساعيَّة للمرضى مشكلات عدة منها:

  • 250,000 حالة إغماء.
  • 500 ,8 حالة وفاة.
  • 350,000 نوبة ضغط.
  • فضلاً عن توفر ملياري دولار، وعدد كبير من الدعاوى القضائية ضد الخدمة الصحية السيئة.

وبالنظر إلى ما أُشير إليه آنفاً، من ارتباط دوران العمالة بمشاركة الموظفين، فإنَّ هذه الدراسات (وغيرها الكثير) تؤكد أهمية زيادة مستويات مشاركة الموظفين لإنقاذ الأرواح في قطاعات الرعاية الصحية.

إقرأ أيضاً: فهم مؤشرات الأداء الرئيسة لبرامج تدريب الموظفين

الفجوات الإدراكية جزء من المشكلة:

ومع ما كشفته الدراسة التي تمَّت مناقشتها في منتدى جامعة "نوث وسترن"، بارتباط حصول الموظفين على التقدير ارتباطاً وثيقاً بزيادة مشاركتهم، إلا أنَّها كانت تفتقر إلى تحديد دور المديرين في عملية المشاركة والاحتفاظ بالموظفين.

وفقاً لدراسة قام بها "تاورز واتسون" (Towers Watson) من شركة "أو سي تانر" (O.C. Tanner) المتخصصة بتقديم خدمات وبرامج إظهار التقدير للموظفين، أفاد نحو 46% من العاملين في قطاع الرعاية الصحية في العالم بعدم تلقِّيهم أو زملائهم أيَّ سلوك تقديري خلال الشهر الماضي.

يُعَدُّ الاعتراف وإظهار التقدير في قطاع الرعاية الصحية مسألة حياة أو موت؛ فلا توجد استراتيجية أكثر فاعلية للعاملين في مجال الرعاية الصحية، من مساعدتهم على الشعور بالمشاركة الكاملة في عملهم وإنجاز واجبهم الطبي في إنقاذ الأرواح.

المصدر.




مقالات مرتبطة