هل يجب أن تعرف هدف حياتك مبكراً؟

تلقيت في الآونة الأخيرة بريداً إلكترونياً من قارئ يطرح سؤالاً سمعته مرات عديدة بصيغ مختلفة، فقد كتب لي ما يأتي:



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدون "كريس جيلبو " (Chris Guillebeau)، ويُحدِّثنا فيه عن رأيه وتجربته في العثور على هدف حياته.

"تخرجت للتو من الجامعة؛ ولكنَّني تائه ولا أعرف ما أريد أن أفعله، وأين أريد أن أتجه بحياتي، أبلغ من العمر 21 عاماً فقط، وتخرجت من المدرسة الثانوية والجامعة أبكر بعام؛ لكنَّني أشعر بأنَّني أقضي حياتي دون أن أعرف ما أريده منها أو كيف أستمتع بها.

مررت بنجاحات وإخفاقات في هذه السنوات، وبدأت أقلق لأنَّني قد أتعثر مجدداً لأنَّني لا أعرف كيف أعثر على ما أريده حقاً، لقد انتهيت من دراستي الجامعية؛ ولكنِّني أشعر بأنِّي تائه أكثر ممَّا كنت عليه عندما التحقت بالجامعة، وعلى الرَّغم من أنَّني أتخذ الخطوات لمحاولة العثور على شغفي الحقيقي؛ ولكنَّني أشعر بالإحباط عندما لا أقترب من إيجاده.

هل لديك أيُّ نصيحة لي؟ أنا مستعد للعمل بجد؛ ولكنَّني أواجه صعوبة فقط في معرفة أين يجب أن أوجه حافزي وطاقتي؟".

شاهد بالفيديو: المبادئ 12 لتحقيق أهداف النجاح

لست خبيراً في الحياة، لكن هذا ما أجبته به:

لا أعتقد أنَّ معظمنا يعرفون ما هو شغفهم أو هدفهم الحقيقي على الفور؛ بل نكتشف ذلك تدريجياً عندما نبدأ في تجريب مسارات مختلفة.

من الجيد أنَّك تشعر بالإحباط قليلاً، فهذا يظهر أنَّك تفهم أهمية رحلة البحث عن الهدف؛ ولكنَّني أعتقد أنَّ أفضل شيء يمكنك القيام به هو تقبُّل استكشاف مسارات مختلفة، وستجد شغفك الحقيقي في أثناء هذه العملية، وليس قبل أن تبدأ بها.

هكذا حصل معي، فقد شعرت بما تصفه بالضبط منذ سن مبكرة بأنَّني أسير في حياتي دون وجهة محددة؛ ولأنَّني لم أكن أعرف ما يجب أن أفعله أو إلى أين أتجه، بدأت في البحث عن التحديات وتطوير مهاراتي في كلِّ ما كنت مهتماً به.

لقد تعلمت العزف على آلات موسيقية كثيرة ومختلفة، وتعلمت ريادة الأعمال أو على الأقل كيفية كسب لقمة العيش دون أن أكون مضطراً إلى العمل لدى شخص آخر، وفي مرحلة ما سمعت عن فرصة للتطوع في غرب إفريقيا، وغيَّر ذلك حياتي. لكنَّني لم أسعَ حقاً إلى أيِّ شيء تحديداً؛ بل اغتنمت الفرص حين أُتيحت لي، فأصبحت لاحقاً أفعل الأشياء عن سابق تخطيط، فعدت إلى الولايات المتحدة وأنشأت مدونة، لكن لم يكن من الممكن أن يحدث أيَّ شيء من هذا دون كلِّ ما حدث قبله.

يتبادر إلى ذهني اقتباس لرائد الأعمال "ستيف جوبز" (Steve Jobs): "لا يمكنك رؤية الصورة الأكبر وأنت تفكر في المستقبل، يمكنك إدراكها فقط عند تذكُّر الماضي؛ لذلك عليك أن تثق في أنَّها ستتشكل بطريقة ما في مستقبلك".

لن أصحح ما قاله ستيف جوبز؛ ولكنَّني سأضيف قليلاً إلى ما قاله: فكِّر ما هي الصورة التي تريد أن يرسمها مستقبلك؟ ما هي الخطوات التي يمكنك اتخاذها لتضع نفسك على المسار الصحيح لتحقيقها؟

إقرأ أيضاً: كيف تحدد أهدافك في الحياة؟

إذا لم تكن متأكداً من أين تبدأ، فكر في الأسئلة الآتية:

  1. هل لديك أيُّ شيء كنت ترغب دائماً في القيام به؛ ولكنَّك لم تفعله لسبب ما؟
  2. إذا كان العالم سينتهي بعد 3 أشهر، كيف ستقضي وقتك؟
  3. إذا كان بإمكانك تغيير شيء واحد في نفسك، فماذا سيكون؟
  4. إذا كان بإمكانك تغيير شيء واحد في العالم، فماذا سيكون؟
  5. ما الذي تخاف منه الآن؟
إقرأ أيضاً: أهمية وضوح الهدف وطرق الوصول إليه

في الختام:

العثور على شغفك أو هدفك ليس له علاقة كبيرة بالعمر؛ لكنَّ الخبرة هامة، ومصدر الخبرة هو الخيارات؛ لذا ابدأ في اتخاذها، واستمر في البحث، لكن لا تشعر بالضغط فستسير الأمور كما هو مقدر لها.

المصدر




مقالات مرتبطة