هل يجب أن تسعى وراء أحلامك؟

أنا أجمع أسطوانات الفينيل منذ فترة طويلة، وخاصة التسجيلات القديمة لفنانين مثل بوب ديلان (Bob Dylan)، وتاونز فان زانت (Townes Van Zandt)، وذا فيلفيت أندرغراوند (The Velvet Underground)، وغيرهم، فغالباً ما أذهب إلى متجر تسجيلات مستقل يملكه رجل رائع في الستينيات من عمره، كان موسيقياً في الماضي، وفي كل مرة كنت أزور فيها متجره، كان يروي لي قصة واحدة رواها، وهي: "هل تعلم أنَّني عزفت مع الفنان تاونز فان زانت (Townes Van Zandt) في الثمانينيات؟

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "داريوس فوروكس" (Darius Foroux)، ويُحدِّثنا فيه عن السعي وراء الأحلام.

وكان هذا الرجل العظيم، موسيقي رائع، أتمنى لو أنَّني تابعت مسيرتي الموسيقية، فمن يدري ما كان يمكن أن يحدث"، بالضبط، لا أحد يعرف ماذا سيحصل في المستقبل.

تقبُّل الندم:

بالنسبة إلى معظمنا، تأتي لحظة في حياتنا نقرر فيها أن ننضج، وأعني بالنضوج الاستسلام، ومعنى الاستسلام البقاء داخل منطقة الأمان الصغيرة الخاصة بك، وفي منطقة الأمان هذه، يمكنك التنبؤ بكلِّ شيء، والحياة فيها روتينية.

لكن ما هو الهدف من العيش بهذه الطريقة؟ ألا تعتقد أنَّك ستندم يوماً على ذلك؟ لأنَّك لن تستوعب الأمر حتى وقت لاحق فقط في حياتك؛ وذلك عندما تنظر إلى الماضي، وتندم على الأشياء التي لم تفعلها، فأنا دائماً ما أفكر بأنَّني سأندم على الأمور الآتية بعد سنوات:

• السعي وراء أفكاري.
• قضاء مزيد من الوقت مع الأشخاص الذين أحبهم.
• تأليف كتاب.

لهذا السبب أعمل بجد وأسعى وراء حلمي، والشيء الوحيد الذي أخافه حقاً هو الندم، ولقد قابلت أشخاصاً كثيرين مثلي تماماً؛ لكنَّهم يقولون: "لا يمكنني السعي وراء أحلامي لأنَّني لا أستطيع تحقيقها":

هل قلت لنفسك يوماً:

• "ليس لدي المهارات".
• "ليست لدي الموهبة".

ماذا في ذلك؟ هل تعلم أنَّ الموهبة مبالغ فيها مبالغة كبيرة؟ أثبتت الأبحاث أنَّ الممارسة تفوق الموهبة، فأنت لا تحتاج إلى موهبة؛ بل تحتاج إلى الممارسة، بعبارة أخرى، يجب أن تكون فعالاً، فعندها يمكنك تحقيق أحلامك فقط.

عبَّر المستشار الإداري بيتر دراكر (Peter Drucker) عن ذلك خير تعبير بقوله: "الذكاء والخيال والمعرفة هي أمور أساسية، لكنَّ الفاعلية فقط هي التي تحولها إلى نتائج"، وأنا أعرف أشخاصاً موهوبين للغاية يجلسون في المنزل طوال اليوم ويلعبون ألعاب الفيديو، الموهبة ليست ضمانة، فصوتك الجميل لا يجعلك ناجحاً.

لا يهمني كم أنت موهوب أو ذكي أو حسن المظهر أو متميز، فمن دون التنفيذ والممارسة، لن تحقق أحلامك أبداً؛ فالنجاح عادة، والعادة هي نظام من الممارسات.

كما قال بيتر دراكر عن العادات والممارسات: "الممارسات هي التي يتعلمها المرء من خلال الممارسة المستمرة"، إنَّه الشيء نفسه الذي كتب عنه رجل الأعمال جايسون فرايد (Jason Fried) في عام 2009 في مقال بعنوان: "كسب المال يتطلب تدريباً مثلما يتطلب العزف على البيانو التدريب" (Making money takes practice like playing the piano takes practice)؛ فكلُّ شيء مهارة؛ لذا، إن كان لديك حلم، فتعلَّم المهارات اللازمة لتحقيقه.

شاهد بالفديو: 8 أنواع من المحفزات تجعل تحقيق أحلامك ممكناً

ليس عليك أن تجازف:

يعتقد بعض الناس أنَّه من أجل تحقيق حلمك، عليك أن تتحمل مخاطر سخيفة، لكن إذا قرأت كثيراً من السِّيَر الذاتية لأشخاص ناجحين، أو إذا كنت تعرف أشخاصاً ناجحين، ستكتشف أنَّهم في الحقيقة حذرين للغاية مقارنة بالصورة التي أخذناها عنهم.

خذ رجل الأعمال ريتشارد برانسون (Richard Branson) مثلاً، فهو بالتأكيد ليس شخصاً جباناً؛ لكنَّه شخص لا يشجع على المخاطرة، شعاره هو "لنفعلها"، لكن في سيرته الذاتية، اعترف بأنَّه لا يحب المخاطرة الغبية.

إنَّ السعي وراء أحلامك لا يتعلق بالمجازفة؛ بل بالشجاعة، الأمر بسيط، إنَّك تتعلم أن تكون شجاعاً من خلال المحاولة وعدم الخوف من الفشل، في بعض الأحيان تقوم بحركة جريئة، ولا تسير الأمور على النحو الذي تريده، وهذا جيد لأنَّه جزء من رحلة النجاح.

السؤال هو هل يجب أن تسعى وراء أحلامك؟

أعرف شيئاً واحداً: السعي إلى تحقيق الأحلام يتطلب اتخاذ بعض الخطوات الجادة "خارج منطقة راحتك"، ليس عليك أن تطارد أحلامك، لكن لا تشكو أنَّ حياتك مملة وبسيطة؛ لأنَّه دائماً ما يلاحقك الطابع العملي للحياة، بصرف النظر عما تفعله، فعليك دفع الفواتير، والحياة يمكن أن تكون صعبة، ويوماً ما ستموت، وهذه الأشياء لن تتغير أبداً، أو ربما تنتظر الوقت المناسب، لكن ماذا يعني الوقت المناسب؟ إنَّه مجرد عذر.

في الختام:

بدلاً من اختلاق الأعذار، يمكنك أن تقرر السعي وراء حلمك، وفي هذه الحالة يجب أن تكون جريئاً، فإذا نجحت، سيكون أمراً عظيماً، لكن إذا لم تنجح، تخطَّ الأمر، وابدأ من جديد.