هل ما تعلمتُه من إعصار هارفي سيساعدك على تخطي إعصار فلورنس؟

إليك بعض النصائح المستمدة من صاحب عمل في مدينة هيوستن الأمريكية والذي كان قد نجا من إعصار هارفي لأصحاب المشاريع المُتضرّرة بسبب إعصار فلورنس.



بينما يقوم سكان ولاية كارولاينا بتقييم أضرارهم جراء إعصار فلورنس، ويبدؤون بدخول مرحلة التعافي منه، لا أستطيع سوى أن أفكر مجددًا بما كنته قبل عام مضى، إذ إنه في آب الماضي، مرّ إعصار هارفي عبر مسقط رأسي، هيوستن كوميونتي .

شلالات المطر المتساقطة كانت مثل جدار منع الرؤية في مدينتي، والرياح التي وصلت سرعتها إلى عدد من فئة الألف، اقتلعت سقوف بيوتنا، وحطّمت أشجار مدينتنا كما لو أنّها تُحطّم أغصاناً لا أشجار.

حتى في خضم كارثة طبيعية، يحتاج رواد الأعمال إلى الحفاظ على أعمالهم، وعلى الإبقاء على الخدمة الممتازة لعملائهم.

بقدر ماكانت هذه العاصفة مُدمّرة، علمتُ أنّه من واجبي أنا كوكيل تأمين للمزارعين وكصاحب عمل صغير، أنّه تقع على كاهلي مسؤولية تجاه عملائي، فقد عرفت أنّ هذه العاصفة التاريخية ستكون بداية لبعض أعظم لحظات الحاجة في حياة عملائي.

بينما كنت أنا وفريقي نواجه آثار إعصار هارفي، تعلّمنا دروساً سيجدها أي رائد أعمال مفيدة له خلال أي نوع من أنواع الكوارث الطبيعية.

إنّ الاستراتيجيات الثلاث التي سترد آنفاً كانت قد ساعدتنا على المضي قدماً، ونأمل أنا وفريقي بأن يكون لها التأثير الكافي على مديري المشاريع المتضرّرة بسبب إعصار فلورنسا، أو أي كارثة أخرى، وأن يأخذوها بعين الاعتبار سواء خلال أوقات الحاجة أو أوقات التعافي من الكارثة.

1- قم بجدولة التفقّدات اليومية:

إنّه لمن المهم جداً القيام يومياً بعمليات تفقد كاملة وغير منقوصة مع فريق عملك، على الأقل مرة واحدة في اليوم. إذ بينما كنا نواجه تحدّيات إعصار هارفي قام أعضاء فريقي بالتواصل معي عبر المكالمات صباحاً وفي منتصف اليوم وفي آخر أوقات الظهيرة.

لقد نظرنا إلى تلك التفقّدات كفرصة لمساعدة أعضاء الفريق للحصول على الموارد التي يحتاجونها للإبقاء على سير العمل، و تبادل الأخبار والتطوّرات والاستماع لزملائنا وعملائنا.

بما أنّ كل كارثة تفرز عقبات مختلفة، لذا قد ساعد تبادل الخبرات التي تخصّ مهام فريقنا في الوقت الفعلي كل شخص في الفريق على تفهّم واستعادة زمام المبادرة ودعم العملاء بسرعة أكبر.

إنه لمن المهم أيضا للقادة أن يفهموا أن أعضاء فريقهم ينظرون لأي كارثة طبيعية كأفراد، وليس كموظفين فقط، وقد كنا نعلم أنه كان أمراً حيوياً جداً أن نُخصّص وقتاً للاستماع إليهم.

إنّ التفقد المنتظم قد ساعد فريقنا بأن يكونوا أكثر ذكاءاً خلال إعصار هارفي، وأفضل استعداداً للاعصار القادم، عندما نواجهه مجدداً.

 

اقرأ أيضاً: كيف تصبح عنصراً فاعلاً في فريق العمل؟


2- قم بتبنّي شعار "الحلول الصغيرة":

عندما ينهار كل شيء مباشرةً بعد كارثة طبيعية ما، فإن طريق التعافي قد يبدو كصعوبة الركض صعوداً إلى جبل إيفرست، إذ سيبدو أنّه من الصعب معرفة من أين أو كيف أو متى، تبدأ الأمور بالتحسّن.

على الرغم من أنّ التحدّيات على مقياس الكوارث الطبيعية سيكون أمراً لايمكن الاستهانة به، إلّا أنّ فرق العمل يمكنها أن تتجنّب الشعور بأنها غارقة بالمشاكل، وذلك عبر تقسيم المشاكل التي تواجههم إلى مشاكل أصغر والبدء بحلّها، إذ أنّه في تلك التفقدات التي وصفتها سابقاً، كان إعطاء الوقت الكافي للمناقشة الصريحة لجميع عناصر الفريق قد أعطى التشجيع المناسب على الشفافية والمساءلة والثقة بين أعضاء الفريق.

لقد قلّل ذلك من مخاطر ضياع المسؤوليات بسبب سوء التواصل أو الافتراضات الخاطئة، وبينما كان أعضاء الفريق يتشاركون الخبرات المباشرة ويتابعون ردود أفعال الزبائن المتعلقة بجهودنا المبذولة، قمنا باكتشاف طرق جديدة لتحسين عملنا في الوقت الحقيقي.

إنّ الالتزام بخلق حلول صغيرة بدلاً من الحلول الضخمة، سيجعل من الأسهل أن تركز على مايستطيع فريقك تحقيقه الآن. في المقابل، سيكون بمقدور ذلك السلوك أن يساعد فرق العمل على التوافق والإيمان بامكانية تحقيق أهدافهم، حتى عندما تبدو قوائم المهام الخاصة بهم لاتنتهي.

3- قم باستثمار التكنولوجيا على أكمل وجه:

لقد خلقت التكنولوجيا فرقاً كبيراً في استجابتنا للدمار الناتج عن إعصار هارفي، إذ لم نكن نعتمد على التكنولوجيا في جهودنا للتصدي للعاصفة السابقة.

فمثلاً، عندما ضرب إعصار إيكي عام 2008، كان لزاماً عليّ أن أمشي أو أقود وأسلم الطلبات لمركز عمليات متنقل.

في أوقات الأزمات، قم بالتواصل مع العملاء وأعضاء فريق العمل عبر قنوات تواصل مختلفة، وذلك لأن أكثر الشبكات وأساليب الاتصال موثوقية قد تتوقّف عن العمل مؤقتاً.

بعد إعصار هارفي، قد قام أعضاء فريقي بتلقي طلبات الزبائن عبر جميع أشكال وسائل الاتصال، بما فيها الاتصالات الهاتفية، والرسائل النصية والبريد الإلكتروني. و بقي فريقي على تواصل مستمر عبر الهاتف، ومؤتمرات الفيديو، والبريد الإلكتروني، ووسائل التواصل الاجتماعي.

نادراً ما يضع معظم أصحاب المشاريع الكوارث الطبيعية في الحسبان، إلى أن تطرق أبوابهم، وعندها سيكون الوقت قد تأخر على وضع خطة للطوارئ.

 

اقرأ أيضاً: 8 طرائق للعمل بشكلٍ أذكى وزيادة الإنتاجية


ولكن هذه الاستراتيجيات الثلاث، كانت قد ساعدتني أنا وفريق عملي على مساعدة عملائنا أثناء وبعد إعصار هارفي. ونحن نأمل بأن تكون وبنفس الدرجة مفيدة لهؤلاء المتضررين من إعصار فلورنس، أو أي كارثة أخرى، لكي يواجهوا تحدياتهم الحالية ويجدوا حلولاً عملية تُقوّيهم بصفتهم رواد أعمال.

 

المصدر




مقالات مرتبطة