هل شريكي يحبني؟ تعرَّف على الوسواس القهري المرتبط بالعلاقات العاطفية

إذا كنت مصاباً باضطراب الوسواس القهري (OCD)، فأنت تعلم أنَّ الأعراض التي تعاني منها قد تعوق إقامة العلاقات الرومانسية والحفاظ عليها، وفي الواقع العديد من الأفراد المصابين بالوسواس القهري عازبون، وأولئك الذين يرتبطون بشريك يشكون من قدر كبير من التوتر في العلاقة، فليس كل شخص مصاب بالوسواس القهري لديه المشكلات نفسها، لكن إذا كانت أعراض الوسواس القهري تشكل تحدياً لحياتك العاطفية فتوجد طرائق للتعامُل معها.



ما هو اضطراب الوسواس القهري المرتبط بالعلاقات العاطفية؟

اضطراب الوسواس القهري المرتبط بالعلاقات العاطفية أو العلاقة مع الشريك هو شكل من أشكال اضطراب الوسواس القهري الذي يعاني فيه الأشخاص من أفكار متطفلة وسلوكات قهرية مرتبطة بعلاقتهم مع شريكهم الرومانسي.

قد تختلق الحالة أفكاراً متكررة تركز على الشكوك أو المخاوف بشأن العلاقة، فقد يشعر الشخص بعدم اليقين بشأن ما إذا كان شريكه يحبه أو ما إذا كانت العلاقة ستستمر، ويمكن أن تؤدي هذه الأفكار بعد ذلك إلى سلوكات مصممة لاكتساب الطمأنينة التي قد تؤدي إلى قدر كبير من الضغط على الشخص الذي يعاني من أعراض الوسواس القهري، وهذا يضع الكثير من الضغط على العلاقة نفسها وقد يؤدي إلى فشلها.

ما هي السمة المميزة لاضطراب الوسواس القهري؟

السمة المميزة لاضطراب الوسواس القهري (OCD) هي الأفكار المشوهة التي تتحول إلى أنماط تؤثر بشدة في جودة حياتك، وكلما حاولت عدم التفكير في شيء ما استمر ظهوره بشكل مكثف.

ما هي أعراض الوسواس القهري المرتبط بالعلاقة مع الشريك؟

قد تتضمن بعض علامات وأعراض الوسواس القهري في العلاقة ما يأتي:

  1. أفكار متطفلة عن علاقتك أو شريكك.
  2. القلق دائماً بشأن ما إذا كان شريكك يحبك حقاً.
  3. القلق المفرط بشأن سعادة أو رفاهية شريكك.
  4. التفكير دائماً في عيوب شريكك.
  5. التفكير في أنَّه كان بإمكانك العثور على شريك مختلف أفضل.
  6. تبحث باستمرار عن الطمأنينة مع شريكك.
  7. الشعور بالتشتت وعدم القدرة على التركيز بسبب الأفكار المتطفلة المتعلقة بعلاقتك أو شريكك.

شاهد بالفيديو: نصائح لعلاج اضطراب التعلق المرضي

كيف يتم تشخيص اضطراب الوسواس القهري المرتبط بالعلاقات العاطفية؟

من أجل تشخيص اضطراب الوسواس القهري يجب أن تتداخل هذه الهواجس والأفعال القهرية مع نشاطاتك الطبيعية وقدرتك على العمل، ولتشخيص الحالة سيتعين على مقدِّم الرعاية الصحية أيضاً استبعاد الحالات ذات الصلة التي قد تساهم في ظهور أعراضك، ومن ذلك اضطراب القلق أو الاكتئاب أو اضطراب الشخصية الوسواسية القهرية.

ما هي الأسباب الكامنة وراء الأفكار الوسواسية المرتبطة بالعلاقة؟

الأسباب الدقيقة للوسواس القهري المرتبط بالعلاقات الرومانسية ليست واضحة تماماً، وتشمل العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر إصابة الشخص بالوسواس القهري ما يأتي:

  1. تغيرات في النشاط في مناطق معينة من الدماغ.
  2. صعوبات في العلاقات الحميمة.
  3. تاريخ من سوء المعاملة.
  4. فقدان أحد الأحبة.
  5. صدمة.
  6. تغييرات مفاجئة في الحياة مثل الانتقال أو الزواج.
  7. تغيرات في مستويات السيروتونين في الدماغ.
  8. عوامل أخرى مثل نمط التعلق القلق والتجارب السلبية السابقة وضعف احترام الذات في القلق المرتبط بالعلاقات.

هل كل قلق حيال العلاقة أو الشريك هو اضطراب وسواس قهري؟

يعاني معظم الناس من مستويات متفاوتة من القلق بشأن العلاقة من وقت لآخر، ومع ذلك فإنَّ الأشخاص الذين لديهم وسواس قهري حيال علاقتهم العاطفية قد يعانون منه بشكل أكثر شدة وتكراراً.

ما هي أنواع الوسواس القهري المرتبط بالعلاقة مع الشريك؟

يوجد نوعان مختلفان من الوسواس القهري المرتبط بالعلاقة مع الشريك، فقد يعاني بعض الأشخاص من أحدهما، بينما يعاني بعضهم الآخر من كليهما.

1. التركيز على العلاقة:

تتركز أعراض هذا النوع من الوسواس القهري حول العلاقة نفسها، فقد يتساءل شخص من هذا النوع "هل شريكي يحبني حقاً؟"، أو "هل أنا حقاً في حالة حب حقيقية؟".

2. التركيز على الشريك:

تتركز أعراض هذا النمط على خصائص أو صفات الشريك، فقد يحب الشخص الذي لديه هذا النوع من الوسواس القهري شريكه، ولكنَّه يشعر بالانشغال بأسئلة عن شخصية شريكه وذكائه وصفاته الأخرى.

كيف يؤثر الوسواس القهري في العلاقات الرومانسية؟

توجد العديد من الطرائق التي يمكن من خلالها أن يعوق الوسواس القهري العلاقات الرومانسية، على سبيل المثال، قد تواجه تحديات في الحفاظ على احترامك لذاتك وقد تصارع مشاعر الخزي المرتبطة بتلك الأعراض، وهذا قد يؤدي بك إلى تجنب الاتصال بالآخرين.

قد يتسبب الوسواس القهري المرتبط بالعلاقة في أن يسعى الناس باستمرار إلى الاطمئنان على شركائهم، ويمكن أن يؤدي هذا السلوك إلى الشعور بالإحباط والارتباك عندما لا يفهم الشريك مصدر القلق، فقد يشعرون كما لو أنَّ حدودهم الشخصية يتم تجاهلها دائماً.

إضافة إلى ذلك قد تشعر أنَّه يتعين عليك إخفاء طبيعة وساوسك وأفعالك القهرية لتجنب الرفض، وعندما تدور وساوسك أو دوافعك القهرية حول شريكك العاطفي، فقد يكون من الصعب خاصةً الكشف عن طبيعة الأعراض.

تقف السرية في طريق علاقة مفتوحة وصادقة وحميمة، إضافة إلى ذلك يمكن لأعراض الاكتئاب الشائعة مع الوسواس القهري أن تجعل من الصعب إقامة علاقات حميمة والحفاظ عليها.

كيف تؤثر الأفكار الوسواسية في العلاقة الجنسية الحميمة؟

يمكن أن تتداخل أعراض الوسواس القهري أيضاً مع العلاقة الجنسية الحميمة، وعلى سبيل المثال، قد يعاني الأشخاص المصابون بالوسواس القهري من هواجس تتعلق بالتلوث مثل نظافة الأعضاء التناسلية لشريكهم، أو أفكار جنسية مزعجة مثل الاعتداء الجنسي تجعل الانخراط في نشاطات جنسية مع شريكهم عملية صعبة، ومن المعروف أنَّ الأشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري غالباً ما يهربون من العلاقة الجنسية ويشعرون بعدم الرضى تجاه علاقاتهم.

ما هو علاج الأفكار الوسواسية المرتبطة بالعلاقة؟

إذا كنت تعتقد أنَّك تعاني من الوسواس القهري المرتبط بالعلاقة، فمن الهام التحدث إلى طبيبك عن طرائق إدارة الأعراض؛ إذ ترتبط شدة أعراض الوسواس القهري بعدم القدرة على إقامة علاقة رومانسية والحفاظ عليها، وعلى هذا النحو فإنَّ الخطوة الأولى والضرورية نحو علاقة صحية مع الشريك هي علاج الأعراض بشكل فعال، وقد يشمل علاج الوسواس القهري في العلاقة العلاج النفسي أو الأدوية أو مزيجاً من الاثنين:

1. العلاج النفسي:

إضافة إلى علاج أعراض الوسواس القهري، يمكن أن يشكل العلاج النفسي خياراً علاجياً لبعض الأعراض المزعجة مثل تدني احترام الذات وصعوبة اتخاذ القرار وضعف المهارات الاجتماعية وقلة الثقة بالنفس التي قد تعوق قدرتك على بدء علاقة مستقرة وطويلة الأمد أو الحفاظ عليها.

2. الأدوية:

قد يصف طبيبك أيضاً الأدوية التي يمكن أن تساعد على تقليل أعراض الوسواس القهري، مثل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) التي تُعَدُّ نوعاً من مضادات الاكتئاب، وتشير الأبحاث إلى أنَّ مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية هي أكثر أنواع الأدوية فاعلية لعلاج الوسواس القهري، وتأكد من مراجعة خطة العلاج الخاصة بك مع طبيبك أو الاختصاصي النفسي أو غيره من متخصصي الصحة العقلية للتأكد من أنَّها أفضل مسار علاج ممكن بالنسبة إليك.

شاهد بالفيديو: 7 طرق في التعامل مع العلاقات السلبية

كيفية التعامل مع الوسواس القهري المرتبط بالعلاقة مع الشريك:

على الرغم من أنَّ الوسواس القهري يمثل العديد من التحديات لتكوين علاقة رومانسية والحفاظ عليها والاستمتاع بها، لكن توجد طرائق للتعامل معها، ومنها:

1. فتح الباب للشريك ليكون عوناً لك في العلاج:

إذا كنت في علاقة عاطفية فقد يكون من المفيد لشريكك أن يؤدي دوراً أكثر نشاطاً في علاجك، فقد يكون مكتب الطبيب أو المعالج مكاناً آمناً ومحايداً لمناقشة الأعراض التي تعاني منها، لا سيما تلك التي قد تكون محرجة أو تقف في طريق إقامة علاقة حميمة أو بنائها، وكلما زاد فهم شريكك لأعراضك زادت قدرتك على الوثوق ببعضكما بعضاً.

2. الحفاظ على اتصال مفتوح وصادق:

سواء كنت تعاني من أعراض الوسواس القهري أم لا، فإنَّ التواصل الصريح والصادق هو أساس أيَّة علاقة رومانسية، وهذا هام خاصةً عندما تشتد أعراضك أو تتغير، كما يحتاج شريكك إلى معرفة ما تمر به، وقد يؤدي عدم إدراكه للتحديات التي تواجهها إلى سوء فهم، مثل "لم يعد يجدني جذاباً"، وهذا يعوق بناء العلاقة الحميمة القائمة على الثقة.

إقرأ أيضاً: 10 معلومات هامة عن الوسواس القهري

3. الانضمام إلى مجموعة دعم:

يمكن أن تكون مجموعات الدعم الخاصة بالوسواس القهري مصادر ممتازة للدعم الاجتماعي الذي يوفر فرصة لسماع كيف يتعامل الآخرون مع مشاعر العزلة أو الإحراج، وعلى الرغم من أنَّه قد يكون من المغري تحديد موعد مع شخص قابلته من خلال مجموعة دعم، لكن كن حذراً فالعديد من مجموعات الدعم لديها قواعد معمول بها لحماية سرية الحاضرين، وقد تمنع إقامة العلاقات خارج إطار المجموعة.

إقرأ أيضاً: 8 وسائل للتعامل مع القلق الناجم عن العلاقات العاطفية

في الختام:

يمكن أن يساعد علاج الوسواس القهري على تقليل تأثيره في علاقتك، لكن توجد أيضاً استراتيجيات للمساعدة الذاتية يمكنك استخدامها للتأقلم، فيمكن أن يكون التحدث بصدق مع شريكك والانضمام إلى مجموعة دعم مفيداً جداً.




مقالات مرتبطة