هل تمر بيوم عصيب؟ 5 خطوات سهلة لتغيير سير الأمور

كان كتاب "ألكسندر واليوم الرهيب، والفظيع، وغير الجيد، والسيئ جداً" (Alexander and the Terrible, Horrible, No Good, Very Bad Day) للكاتبة "جوديث فيورست" (Judith Viorst)، المفضل لدي خلال نشأتي. يحكي الكتاب قصة حقيقية بتفاصيل واقعية جداً لما حدث مع ابن المؤلفة الصغير "ألكسندر" (Alexander)، الذي كان يمرُّ بأحد أسوأ أيام طفولته، فقد عانى الإخفاقات والإحباط، وتعرَّض لإهانات كثيرة كبيرة وصغيرة.



وما زلنا نحن البالغون نواجه أياماً عصيبة. ففي الوقت الذي وجد فيه الفتى "ألكسندر" (Alexander) عند استيقاظه علكة ملتصقة بشعره. استيقظتَ أنت لتجد أنَّ مديرك في العمل قد أرسل إليك سلسلة من الرسائل؛ لإبلاغك أنَّك ارتكبت خطأً حسابياً في العرض الذي قدمتَه الليلة الماضية إلى أكبر عميل لديك.

وقد يكون "ألكسندر" (Alexander) أسقط سترته في الحوض تحت الماء الجاري في الوقت الذي ثُقِبَت فيه عجلة سيارتك وأنت متوجه إلى العمل؛ ولكنَّك، سواء تعاملت مع عميل غاضب أو طفل مريض، أم فقدت أحد المستندات، أم تراكمت عليك المصاعب، ستحتاج إلى معرفة كيفية التعامل مع الأيام الصعبة كي لا تزداد سوءاً.

وإليك خمس نصائح سهلة لتحويل يومك من سيئٍ إلى حال أفضل:

1. اذهب إلى مكان آخر:

سيكون من الرائع بالتأكيد أن تقول لنفسك: "لقد طفح الكيل، أنا متجه إلى مدينة "بالي" (Bali)؛ لكنَّ تغيير مكانك لا يجب بالضرورة أن يكون درامياً أو مكلفاً حتى.

فإن كنت راقداً في فراشك تجتر أفكار سلبية عن يومك التالي، فقط انهض من سريرك، وإن كنت جالساً خلف مكتبك تشعر بالإرهاق من استلام الرسائل الإلكترونية، فقف ومارس تمرينات التمدد، وإن كنت مستلقياً على الأريكة تشعر بالعجز، فاخرج من المنزل واستنشق بعض الهواء النقي وعرِّض نفسك لأشعة الشمس، ولا تقلِّل من أهمية النزهات القصيرة سيراً على الأقدام وتأثيرها في تحسين حالتك الجسدية والذهنية.

2. تناسَ همومك:

اعتادت والدتي أن تحضِّر لي حساء الدجاج مع المعكرونة بأشكال مضحكة عندما كنت أشعر بالحزن في أثناء طفولتي، وكانت تسمح لي بمشاهدة التلفاز كما أشاء، ليتبيَّن لي أنَّ كل ذلك كان لتشتيتي عن المرض، فقد كانت تعلم جيداً ما الذي تفعله.

أظهرت الدراسات أنَّ التطبيق الموجه لتقنيات التشتيت يمكن أن يساعدنا على التعامل مع مشاعرنا المؤلمة، وأنا بصفتي شخصاً بالغاً، ما زلت أستمتع بتناول الوجبات الخاصة، والمجازفة باختيارها لصرف أفكاري.

فقط فكر فيما اعتدت فعله أو ما زلت تفعله لتتناسى آلامك عند إصابتك بمرض بدني، وطبِّق ذلك على صحتك النفسية، فقد تحتاج إلى الاسترخاء، أو إلى تناول وجبة خفيفة، أو مطالعة كتاب، أو مشاهدة فيلم أو مسلسل تلفزيوني، أو الاستماع لأغنيتك المفضلة، أو القيام بأشياء أخرى.

إقرأ أيضاً: 8 نصائح لتصبح أكثر تفاؤلاً في الحياة

3. تعرَّف مشاعرك الثانوية وواجهها:

تُعَدُّ خيبات الأمل والإخفاق والغضب مشاعر صعبة التحمل بما يكفي، إلا أنَّ مشاعرنا الثانوية، وهي التفاعلات الشعورية لمشاعرنا المختلفة، تجعل الأمور أكثر تعقيداً.

إليك مثالين عن المشاعر التي يصعب التعامل معها: قد تشعر أنَّك مرهق من العمل في الوقت نفسه الذي تشعر فيه بالاستياء من تراكم المهام عليك، أو قد تشعر بالذنب نتيجة شعورك بالحزن.

وبدلاً من دخول هذه الدوامة، تحدَّ معتقداتك عن مشاعرك غير المبررة، فإن ظننتَ أنَّ شعورك بالإرهاق من العمل هو أمر غير مقبول، فقط اسأل نفسك عن الأفكار التي بُنِى عليها هذا المعتقد، وإن ظننت أنَّ شعورك بالحزن غير مبرر، فابحث في أعماق نفسك واستكشف كيف تعلَّمت أن تفكر بهذه الطريقة.

شاهد بالفيديو: كيف تسيطر على مشاعر الانفعال الزائد

4. حقِّق إنجازاتٍ صغيرة:

كنت مرهقة وقلقة وشديدة الكآبة في آخر يوم سيئ مررت به، وأمتلك من المعرفة ما يكفي لأفهم أنَّ المشاعر هي عبارة عن بيانات، وأنَّ إدراكي لهذا الأمر من شأنه أن يساعدني على فهم سبب شعوري حينها؛ لكنَّه عمل شاقٌّ وأنا أحتاج إلى العقلانية والقوة لمعالجة الأمر.

حفَّزني ذلك على تحقيق إنجاز سهل لرفع معنوياتي، وبالنسبة إليَّ، كان إرسال جميع رسائل المتابعة الإلكترونية على قائمة مهامي، ولم يكن أمرها يتطلب كثيراً من سعة الاطلاع أو الإبداع لإتمامه، وأراحني التحقق منها كثيراً.

أما بالنسبة إليك فقد يكفيك أداء بعض التمرينات الرياضية، أو الانتهاء من قراءة كتاب ما، أو رفض مجموعة من دعوات الاجتماعات التي لا تود حضورها، وستكون الرابح مهما كانت أهمية الإنجاز كبيرة أم صغيرة.

إقرأ أيضاً: كيف نتعافى من الفشل؟

5. اختر شخصاً مناسباً للتحدث إليه:

أملك في الأيام الصعبة التي أمر بها قليلاً من الخيارات: هل أحتاج إلى التحدث مع صديقٍ يسمعني ويتعاطف معي؟ أم مع أحد أفراد أسرتي ليحاول تشجيعي؟ أم أنَّني أحتاج إلى التواصل مع زميلي في التدريب ليساعدني على الخروج من حالة الوعي الذاتي إلى تحسين الذات؟ أم هل أريد فقط التحدث مع كلبي "ناش" (Nash)، صديقي الأليف الداعم لعواطفي، الذي لن يجيب عن كلامي؛ بل سينظر إلي بكل تحبُّب في انتظار بعض المكافآت؟

أن تعرف ما الذي تحتاج إليه - والذي لا تحتاج إليه - هو أمر حاسم للحصول على نوع الدعم المناسب لحالتك. ومعرفتك بالشخص المناسب لا تقل أهمية عن كل ما سبق.

المصدر




مقالات مرتبطة